غالبا ما يُنجبُ الناس أبناءهم، بعد رغبة قوية في تكوين أسرة، يسودها الحب والوئام، وتنمو وتزدهر بوجود أطفال، ينصبُّ كلُّ الحب عليهم وكلُّ التَّعلُّق بهم وتُخصَّصُ لهم كل الرعاية والحنان وتُعْقَد عليهم جمُّ آمال.

بحيث لا أحد من الأباء يرغب في أن يكون أحدٌ أفضلَ منه سوى أبناءه. ولا يُراعى أيُّ شيئ داخل الأسرة أكثرَ من المصلحة الفضلى للأبناء. ولكن أيَّ مَسٍّ يَمُسُّ الآباء حين لم تَعُدْ فلذات أكبادهم يمثلون لهم سوى أوراق ضغط بينهم، يتجردان من الأمومة والأبوية، ويتحللون من كل معاني المسؤولية، التي تربطهم بأبنائهم، وكل واحد منهم يؤلب الأبناء ضد الآخر، ويضغط ويهدد ويبتز الأخر بهم. فنجد الأب يمتنع عن النفقة، ونجد الأم تحاول إبعاد الأطفال أو تهريبهم إلى بلد آخر، إن استطاعت إلى ذلك سبيلا. ويدخلان في صراعات تُخْجِلُ كلَّ ذي إحساس مرهف وحِسِّ إنساني خالص، على حساب أعز الأحباء (الأبناء).

مهما يكن من خلافات بين الزوجين، فلماذا يزجان بالأطفال فيها ؟ لماذا كثير من الأباء، لا يفرقون بين العلاقة بين الأزواج والعلاقة مع الأبناء؟

قد نفشل كأزواج، ولكن علاقتنا بأبنائنا يجب ألا تتأثر، هم مسؤولية وأمانة في عنقنا، ونحن ملزمون بتوفير الشروط الضرورية ليحيوا في آمان واستقرار وحب واطمئنان وسلام.

حتى لو فشلنا في أن نكون أزواجا جيدين فنحن مطالبون بأن نكون آباء جيدين. أليس كذلك؟