منذ عدة سنوات انتحر شاب مصري بالقاء نفسه من فوق برج القاهرة، المهندس نادر، ما زلت اتذكره. حينها قالوا أنه تم تصوير واقعة الانتحار كاملة، بحثت عن المشاهد لرغبة في رؤية النظرة الأخيرة التي اعتلت وجه، ربما ندم، خوف، أي شيء ينم عن أنه قد غير رأيه في اللحظة الأخيرة، لكن لا شيء بتاتًا. لقد ألقى بنفسه ويكأنه يقفز من شرفة منزل أرضي.
اتيحت له ثلاث فرص لانقاذ نفسه، ثلاث فرص ولكنها لم تحول بينه وبين ما انتواه بتاتًا. بعدها بعام وقعت حادثة فتاة سيتي ستارز والتي القت بنفسها من الطابق الحادي عشر وماتت، نفس الشيء تمامًا نفس النظرة نفس الاصرار.
تمكن منهم الحزن والاكتئاب لدرجة لا يمكن أن نتخيلها، لا استطيع أن اصف موقفهم بشعور ما، قوة أم ضعف لا اعرف، أنا اخشى المرتفعات ورغم كل ما امر به من جزن ورغبة في توقف كل شيء وانتهاء الحياة لا استطيع النظر من شرفة بيتي بالطابق الثالث، اشعر بدوار وخوف من السقوط. ماذا عنهما؟
لا اعرف إن كان الندم قد تمكن من أي منهما أثناء السقوط، ولكن ما عرفته من النظرة التي رسمت على وجهيهما أنه قد ملأهما اصرار وعدم خوف من الموت لم يسبق أن رأيته على وجه أي إنسان في هذه الحياة
التعليقات