نحن لا نخشى النهايات، بل نخشى أن تأتي دون وداع، أن نصحو فجأة على غيابٍ لم نستعد له، ونجد أنفسنا نحمل ذكريات ناقصة، ووعودًا لم تكتمل، وأحاديث لم تُقال. الألم ليس في الفقد وحده، بل في الفراغ الذي يتركه من لم يمهلنا لحظة أخيرة لنقول: لا ترحل بعد.
الغياب الذي لم يمهلنا فرصة الوداع
الغياب المفاجئ ليس مجرد ألم، بل صدمة تُظهر هشاشة وجودنا. لكن هل نعيش حقًّا كما لو أن كل لحظة قد تكون الأخيرة؟ أم نؤجل المشاعر والأحاديث حتى يفوت الأوان؟ الفراغ الذي يتركه الغياب مرآة لتفاصيل أهملناها، ولحظات اعتبرناها مُسلمًا بها. ربما الخوف الحقيقي ليس من الغياب نفسه، بل من إدراك أننا لم نعش بالكامل حين كانوا بيننا.
الفكرة أننا جميعا ندرك ذلك المعنى التي أشرت لها بمساهمتك لكن الجميع يفوت لحظات مهمة مع أقرب المقربين، ندور بالحياة بين مسؤوليات وضغوطات ومتطلبات وفي هذا الدوران ننسى قيمة اللحظة مع الأولاد، مع العائلة، نفوت علينا أوقات كثيرة ممتعة، وللأسف لا ندرك ذلك إلا بعد فوات الآوان، لذا الحل دوما في تحقيق التوازن وأن نعيش تفاصيل حياتنا ونستمتع بها فقد لا يأتي فرصة أخرى لعيشها
ربما لا يكمن الأمر فقط في ضغوط الحياة التي تبعدنا عن اللحظات الثمينة، بل في خوفنا من التعلق ذاته. أحيانا، نتجنب العيش بعمق مع من نحب، وكأننا نحاول حماية أنفسنا مسبقا من ألم الفقد، فنؤجل المشاعر والكلمات، متوهمين أن هناك دائما وقتا كافيا. لكن الحقيقة أن إدراكنا لاحتمالية الغياب في أي لحظة لا ينبغي أن يكون مصدر قلق، بل دافعا لأن نعيش كل لحظة بصدق، دون خوف أو تأجيل
التعليقات