لا أفهم سببَ ممارسة الوشاية. يكفيك إن أردت أنْ تغيظ أحداً أنْ تقول عنه شيئاً صادقاً. نيتشيه

في البداية لم أفهم ماذا قصد نيتشيه من قوله فقررت التعمق في الجملة أكثر لافهم ماذا يقول، نيتشه يقول أنه لا يفهم سبب الوشاية، ما هي الوشاية إذن؟ الوشاية هو قول شئ عن أحد لا يصح أن يقال في حضرة أحد آخر، هل هذه هي الوشاية؟ أظن أن الوشاية في اللغة العربية هو قول شئ لا يصح أن يقال ولكن له نتيجة عقوبية ما، إذن نيتشيه يتعجب من ممارسة الناس على الوشاية على بعضهم البعض في الوقت الذي يمكنهم أن يغيظوا من حولهم بقول أشياء صادقة عنهم!

الجملة بعد فهمها رسمت ابتسامة على وجهي من المعنى الذي تحمله، يمكنك أن تغيظ أحدهم بقول شئ يكرهه ولكنه صادق وحقيقي بدلًا من السير في طريق منحط وهو الفتنة والوشاية. 

هذا يعني أن نيتشيه قصد أننا نغتاظ حينما يواجهنا أحد بعيوبنا، أو حينما يقول شيئًا صادقًا عنا، وهذا معنى في منتهى العمق لو فكرنا فيه .. لأنه هل فعلًا ننزعج من الصدق حولنا؟ خاصة إذا قيل لنا؟ يعني هل هناك قيم في حياتنا نحملها وبالرغم من ذلك ننزعج إن أشار أحد إليها؟ 

حاولت تطبيق المقولة على نفسي بصراحة، هل هناك ما انزعج منه عندما يقوله الآخرين حتى وإن كان صادقًا؟ 

لنضرب مثالًا، سابقًا حينما كان يقول أحدهم عني مثلًا أنني كسولة، كنت انزعج جدًا من هذا، ثم أدركت أن كلامهم صدق، إذ مقارنة بكمية السعي التي يسعاها أنا فعلًا كسولة مقارنة به ... 

هل هناك صفات تكره أن تطلق عليك رغم صدق وجودها فيك؟