إذا أردت أن تعرف خلق الإنسان فانظر إلى كيفية تعامله مع من هو أقل منه وليس تعامله مع رؤسائه

يبدو لي من هذه العبارة قصد أنه أمام الضعفاء أو الذين هم تحت أمرتنا يظهر وجهنا الحقيقي، نكون على راحتنا لأنه لا يمكن للشخص الضعيف أن يهرب منا، نستغل بدون وعي ضعف قدرتهم على التخلص منا ونقوم بالتعامل معهم يطريقة مهمشة، حقيرة متدنية إنسانيًا إن صح الوصف، الأقوياء حينما نسئ إليهم سيصفعوننا على وجوهنا، أما الضعفاء فسيحاولون تحملنا قدر الإمكان، أما نحن بدون وعي سنظل مستمرين في التعامل معهم من منطق أنهم مضمونون لن يهربوا منا، إلى أين يمكن أن يذهبوا؟، لن يتخلوا عنا ببساطة لأنهم في داخلهم يحتاجوننا بشكل عام، سواء إن كنا نتأرسهم في العمل، مدراء عليهم وخلافه.

 لن نقلق أنفسنا لأجل مشاعرهم بعد الآن! فنصبح بلا وعي نستغل ضعفهم أمام هذه العلاقة التي تجمعنا بهم والتي لا يستطيعون الفرار منها، أما احترامنا للأقوياء فهو قائم على الخوف من فقدانهم وبالتالي في داخلنا لا نحترمهم احترامًا حقيقيًا وإنما نخاف من أن يكون رد فعلهم مزعج لنا ولا يمكننا أيضَا أن توقع أن يتحملونا كما يتحملنا من هم أضعف منا!

الآن تبدو الأمور منطقية جدًا، وإنما يمكننا أن نرى كل الاستغلالات التي نقوم بها تجاه من نشعر أنهم أضعف منا! صديقك المهمش في مجموعة أصدقائك، بواب عمارتك، الموظف الذي ترأسه، الطفل في عائلتك، كلها أشيء قمنا بها ونحن لا ندرى!

ترى كيف تفسر أنت العبارة؟