قبل أيام خضتُ نقاشًا مع زميلتي تخبرني فيه بأن متابعة الأخبار للدول المسلمة المغتصَبة هو مضيعة للوقت، وإهدارٌ للدموع، وتنبيش في أحزان القلب، وكل هذا بدون أن يستفيد أهل الكربة في شيء. قالت لي "مالذي سنقدمه لهم حين نبكي عليهم من خلف الشاشات؟ أكره أن أتابع وأسمع أخبارهم؛ فلن يفيدهم حزني في شيء، ولنكتفي بالدعاء لهم فحسب!" لم أتمكن من الرد عليها في وقتها، لأني ظننتُ أنهم يريدون سلامًا لا دموعًا، وسلامهم ليس بيدي. وفي وقت لاحق، أدركتُ أنها كانت على خطأ، فلطالما كان بكائي ومعرفتي عن أحوالهم بمثابة مواساة خفية، ومعرفتي تلك تقودني إلى نشر مقال عنهم، تقودني رسمهم، إلى التبرع لهم، إلى جعل مشروع تخرجي يدور حولهم، معرفتي تقودني إلى كتابة رواية من ثلاثمائة صفحة عن آلامهم، المعرفة تجعلني أقرب لهم.