لقد انتشرت الآفات الاجتماعية بكثرة في المجتمعات، وقد كان الفقر فيما مضى محفزا للنجاح والفلاح والتفوق فكيف أضحى سببا للانحراف؟؟
ولنعتبر أن الفقر سبب من أسباب الانحراف فهل الغنى سبب من أسباب النجاح أو أصحابه غير منحرفين؟؟
ولنعتبر أن الفقر سبب من أسباب الانحراف فهل الغنى سبب من أسباب النجاح أو أصحابه غير منحرفين؟؟
لو اتبعت الأسلوب التقليدي في الرد على سؤالك، فسأجيب بأن الفقير هو فقير العقل والدين وليس فقير المال، أما الغني فهو غني النفس، أما لو أردت أن أجيب من وجهة نظري فأجد أن الفراغ هو السبب الأول من أسباب الانحراف خاصة في ظل التطور، فهو يمحق الفكر ويستنفذ طاقة الإنسان، وتستولي الأفكار الرديئة على العقل والقلب، فلو استطعنا استغلال فراغنا فقد تمكنا من هذه المشكلة وقضينا على الفقر الناتج عن الفراغ.
أتفق معكي يا ياسمين، واضيف على ما قلتي انه لم يكن أبدا فقر الأموال سببا في الإنحراف، فكم من فقراء عملوا واجتهدوا حتى أصبحوا من أصحاب الملايين، وقد شهدت شخصيا على أكثر من 20 قصة نجاح لأشخاص هم الأن مدراء شركات ولم يكونوا يجدون قوت يومهم حرفيا، ولولا أنني أعلم كيف علموا أياما متواصلة وصبروا لكنت ظننت أنهم سحرة.
على الجانب الاخر الغنى ليس دائما سببا من أسباب النجاح، فهناك من يحسن استغلال امكانياته وهناك من يسيء استغلالها بشكل يجعله أكثر قابلية للانحراف، وفي النهاية الأمر يعتمد بشكل كامل على التربية أولا ثم العقلية وطريقة التفكير
بالنسبة للإرهابي و الطائفي و العنصري، هل الإرهابي أيضا مسؤول كليا عن ما يفعله أم هناك مؤثرات إجتماعية؟ (أمريكا مثلا؟)
و إذا كانت المؤثرات على سلوك شخص ما هي حقا التربية و ثقافة المجتمع فهي ليست في نطاق تحكمه، إذا هو فاقد الإرادة الحرة.
علم النفس أثبت أن للجينات دورا في الإدراك و السلوك. زيارة واحدة فقط لطبيب أعصاب في مدينتك (إفتراضا أنكم لا تعيشون في قرى بها الفقر مدقع و بدون وصول للتعليم) ستصحح مفاهيمكم الخاطئة.
أعلم أنكم تحبون القيام بلوم الآخرين لكن إقرأوا عن علم الإجتماع فهو أثبت بالأدلة القاطعة دور الفقر في الإنحراف، و الإرهاب و الطائفية و إستغلال الدين من أكبر الإنحرافات.
أولا السلام عليكم.
الإرهابي يمكن أن يكون شريرا بطبعه يحب سيود الشر ، ويمكن أن يكون إرهابي فوق قدرته وإرادته أي تحت تأثيرات اجتماعية .
ولنفترض أن الفقر هو العامل الرئيسي في الانحراف فكيف تفسر وجود أناس يشتكون الفقر المدقع لكن لا ينحازون للحرام أو ما يسمى بالانحراف، تجدهم يقطنون في كهوف لا تصلح أن تعيش فيها البهائم لكن تجهدهم متمسكين بوازعهم الديني بعيدين كل البعد عن الانحراف، وهذا مانراه في واقعنا وفي البرامج التلفزيونية مثلا.
وأنا طرحت هذه القضية بغرض المناقشة ومعرفة انطباعات وآراء الآخرين لاغير.
ألف شكر.
علم النفس أثبت أن للجينات دورا في الإدراك و السلوك
هل هذا يعني أن من وُلد لأب واقع في الإنحراف، يحق له الإنحراف، والمبرر هو جيناته مثلًا؟
الأمر لا يتعلق بلوم الآخرين، بل على العكس من ذلك، لا علاقة للجينات، الفقر أو الغنى بالانحراف، فالانحراف نابع من الفرد ذاته بغض النظر عن ظروفه، فنحن هنا نلوم الشخص بذاته ولا نلوم الآخرين.
حسنا سأكذب الخبراء و من لديهم الأجهزة للتأكد من ذلك و أصدقك أنت لأنك لا تريد حتى التحقق.
من قال أن الجينات تتحكم بالسلوك كليا؟ قلنا تؤثر مثلما تؤثر التربية و الثقافة و البيئة.
هل التربية و الثقافة عذر للطائفية و للإرهاب و الإجرام؟
الأمر مثبت بأدلة قاطعة و لا جدال فيه، الفقر النسبي يسبب الجريمة.
الأمر لا يتعلق بتكذيب الخبراء أو تصديقهم، لكن ما تقوم به هو مغالطة..
حتى لو تربى الإنسان بين عائلة سيئة، أو في بيئة فقيرة، هذا لا يعني أنه يمكنه جعل ظروفه مبررًا للتخلي عن إنسانيته!
وكونك موقن بما قلته دون جدال فيه فهذا بعد كامل عن النسبية.
الموضوع نسبي، بعض من تعرضو لظروف صعبة أو فقر أصبحوا مجرمين، والبعض الآخر لا، وهذا يعتمد على ضمائرهم ونضجهم، لا يعتمد على ظروفهم.
لا تُلقي اللوم على الظروف بكونها هي التي تؤدي للجريمة!
الموضوع نسبي، بعض من تعرضو لظروف صعبة أو فقر أصبحوا مجرمين، والبعض الآخر لا، وهذا يعتمد على ضمائرهم ونضجهم، لا يعتمد على ظروفهم.
هناك كم هائل من الأخطاء لدرجة أن الحديث معك يبدو بلا نتيجة.
قلت أنها تؤثر، أي لا تضمن أن كل فقير نسبي أن يصير سفاحا، يصير إندفاعيا و عصبيا مثلا، و هناك من هو وديع و متحكم في ذاته بدرجة أكبر فيكون التأثير عليه أقل (و لجيناته و تربيته دور في الأمر).
شاهدي هذا المقطع إذا كنت تجيدين اللغة الإنجليزية:
لا يوجد عالم في العالم لا ينكر تأثير الجينات على الشخصية، أو دور البيئة على إرتفاع نسب الجريمة.
(هل الدول التي نسب الجريمة فيها عالية هناك مؤثر مشترك تسبب جزئيا فيها أم صدفة الجميع قرر أن يرتكبها؟)
و لو قلتي أن تأثير الجينات ضلم من الله تعالى فإن هناك إختلافات بيولوجية بين الجنسين تؤثر على الشخصية، فهل هذا ضلم؟ (إذا كان الرجال أكثر عنفا من النساء فالله ضالم؟)
هل ضلم كون ثقافة المجتمع و التربية تؤثران على شخص ما وهو لم يخترهما؟
حسنًا، سؤال جميل لكن ربطه بالغنى والفقر ليس بالرباط القوي.
الغنى والفقر مجرد حالتان اجتمعيتان تختلفان في المقدار المادي فقط عمليًا، لكن من الناحية الأخلاقية فلا فرق، أي مدى تأثيرهم على انحراف الشخص أو قوامه أمر ثانوي وليس بالمسبب الرئيسي.
مثلًا، في أغلب الأمراض البشرية المسبب الرئيسي للمرض على سبيل المثال نوع بكتيريا، لكن لأنه مدخن كثيف فتأثر بذلك المسبب بشكل أقوى فأصيب.
الأمر كذلك في تلك الحالة، الانحراف هو المرض، والمسبب الرئيسي هو انهيار الأسس الأخلاقية، والدينية، والذي قد يساعد في تدهور الحالة أكثر "كالتدخين" هو الفقر أو الغنى.
الفقير بدون أخلاق سينحرف لأنه سيسعى لتحسين أوضاعه بسبل غير أخلاقية، والغني بدون أخلاق سيظهر طغيانه على الناس بماله.
لا علاقة للمال في الأمر، هذا ما سيقوله أغلبنا.
ماذا لو كان الفرق المال هو السبب؟ أي إذا كان مبدئ عدم تكافؤ الفرص هو السائد، وهو السائد الآن سنلقى الطبقة الفقيرة نسبة كبيرة منها تشعر بالقهر، والذل، وهي التي ستنجذب للانحراف أكثر لتعويض هذا النقص.
الغني أيضًا لا نستثناه من هذا الأمر، إذا كان التكافؤ موجود مع مراعاة الطبقات الاجتماعية الطبيعية، سيكون الفقير مرتاح البال ليس همه الوصول للقمة لأنه راض، لكن في هذه الحالة سيكون الغني هو الناقم على راحة بال الفقير ويبدأ بالانحراف حتى يخرب تلك الراحة، إنه أمر معقد ومختلف من مجتمعات إلى أخرى على حسب السائد لديهم.
اعتقد من أسباب اسباب جذور المشكلة سببه عدم الرضا
بالحال والتطلع للأفضل دون المحاوله و السعي .
ايضا لوم البعض للظروف و كل من حولهم أنهم سبب في ذلك الفقر وهنا الفقر ليس ماديا فقط هناك العدد من أنواع الفقر، متجاهلين أن التغير يبدأ من النفس اولا .
فيظل مكانه دون هدف دون سعى دون تقدم يؤدى للضياع والانحراف .
التعليقات