كنت أتحدث مع أحد زملائي حول خطته لقضاء العيد، في ظل غلق الأماكن الترفيهية هذا العام ورغبة أطفاله في الخروج للتنزه واللعب، وحول مدى إمكانية أن يسافر بهم لزيارة أهله بالقرية التي نشأ بها.

يعمل زميلي بشكل حر في مجال صناعة الفيديوهات، وكما هو الحال مع أغلبنا، ليس هناك مدير مسؤول عنه، فهو يعمل بحرية تامة، وما شاء الله لديه من الخبرة والمهارة ما يجعله يتحصل على فرص كثيرة ومناسبة أغلب أوقات العام.

تفاجأت أنه قد قرر التوقف عن العمل فقط يوم الخميس، والخميس هو أول أيام العيد!!!!

في مصر أقرت الحكومة إجازة رسمية للعاملين بالقطاع العام من الأربعاء وحتى الأحد، ومن المفهوم أن الأمر نفسه لا يتم تطبيقه لا على القطاع الخاص ولا حتى علينا نحن المستقلين عموما، ولكن هل لهذه الدرجة يعد الحصول على راحة سلبية لنا أمر معقد؟!

أخبرني صديقي أنه يرى أن مثل هذه الإجازات الطويلة تشكل ضررا على أداءه المهني، فمن ناحية سينغمس في ملذات الحياة، بعيدا عن الإلتزام بنظام حياة صحي كمواعيد نومه وطبيعة تغذيته وغير ذلك.

ومن ناحية فإنه سيفقد لياقة العمل وسيحتاج لمزيد من الوقت بعد العودة من جديد ليتمكن من استعادة قدرته الإنتاجية الحقيقية!

لقد شبه الأمر بلاعبي كرة القدم، فكلما ابتعدوا عن المباريات كلما استغرق تأهيلهم وعودتهم للملاعب وقتا أطول.

هذا الموقف جعلني أتأمل في موقفنا نحن المستقلين، البعض قد يفضل أخذ قسط من الراحة في أيام الإجازات الرسمية، والبعض لا يعير الأمر اهتماما، كونه يعمل بشكل حر، فهو يستطيع أن يأخذ إجازته في أي وقت دون أن يتقيد بأيام محددة!

في رأيكم؛ هل الراحة السلبية قد تؤثر علينا بالسلب خصوصا من يعملون كمستقلين بشكل كامل، وما هي آلية التغلب على هذه السلبيات إن وجدت؟