هل المعرفة بماهية القرار الصحيح تعني القدرة على اتخاذه؟

في الواقع ما طرحته يا أسماء برأيي هي واحدة من أهم المعارك التي نواجهها جميعًا مع أنفسنا..فالمعركة الأولى قد تكمن في محاولتنا لمعرفة القرار الصحيح من القرار الخطأ..ولكن المعركة الأصعب برأيي هي القدرة على تنفيذ هذا القرار الصائب، فأحيانًا ما يكلفنا هذا القرار الكثير من المجهود والتحدّي، أوالحاجة للخروج من منطقة الراحة، أو قد ينطوي على تحمّل بعض المخاطر التي لا مفرّ منها..

ويتوقف الكثير من نجاحنا في الحياة على قدرتنا على تنفيذ القرارت الصائبة..

هل ترددت يومًا في اتخاذ قرار صائب يومًا؟

نعم أتردد أحيانًا ولكن لا يكون التردد راجع إلى حيرة بخصوص أيهما القرار الصحيح، ولكن يكون ناتج عن يقيني بأن ذلك هو القرار الصحيح، ويقيني أيضًا بصعوبة تنفيذه..

ولكن لا شك أن من أجمل اللحظات التي أعيشها على الإطلاق؛ هي تلك اللحظة التي أحسم فيها قراري وأقاوم أي تقاعس، وأتوجه لتنفيذ القرار مهما كانت صعوباته أو تحدياته..

إتخاذ القرار الصائب أحيانا يكون صعب بشكل يمس إنسانيتنا كبشر، شاهدت منذ فترة فيلم أمريكي يتحدث عن موظف مهمته الذهاب للشركات وتقييم الموظفين وفصل الموظفين ذوي الاداء المنخفض، وكانت ترافقه متدربة مبتدأة في الوظيفة، ومع كل مقابلة مع شخص ما لإخباره بأنه تم فصله كان الأمر يزداد صعوبة حتى بكت المتدربة في النهاية وقالت بأنها لا تستطيع تحمل مثل هذا العبء.

في كثير من الاحيان يا أسماء رغم معرفتنا بأن هذا هو القرار الصائب إلا أننا نعاني كثيرا في إتخاذه، وبعضنا لا يستطيع إتخاذ القرار أصلا، الأمر يتطلب ثبات نفسي كبير لمواجهة هذا الضغط

هل ترددت يومًا في اتخاذ قرار صائب يومًا؟

أتردد دائمًا وأعاين هذا الضغط باستمرار في القرارات المصيرية، ولكن الأمر بالنسبة لي ليس سيئًا لأنني أحلل مميزات وعيوب ومعطيات ونتائج كل اختيار متاح أمامي.

وأحرص على تنبيه عقلي الباطن أنني اجتهدت في تحري الأصوب ولكن الخطأ وارد وهنا لن ألوم نفسي لأنني لم أقصر.

ويخفف هذا التوتر أن يشاركك شخص في التفكير ولكن هذا ليس أمرًا أساسيًا.

كل ما زاد حجم التغيير المترتب عن اتخاذ قرار ما سيكون هناك توتر وقلق وتردد في تطبيقه، حتى لو كان الانسان في قرارة نفسه يعرف أن القرار صحيح، لأن الأمر مرتبط بالجانب النفسي لنا كأفراد، فنحن نميل عادة للاستقرار لأنه يخلق لنا نوع من الأمان، أما التغيير حتى ولو كان للأفضل سيخلق وضع جديد سنضطر لمحاولة التكيف معه، مثلا يمكن للشخص أن ينتقل إلى مدينة أكبر وأفضل من مدينته القديمة لكنه لن يتكيف بسهولة وسيحن لمدينته القديمة حتى مع معرفته أن هذه المدينة الجديدة أفضل له ومن شأنها فتح فرص جديدة في العمل أو ماشابه.

طبعا الأمر يختلف من شخص إلى آخر، فهناك أشخاص لايجدون أي ضغوطات في اتخاذ القرارات سواء كانوا متأكدين أنها صحيحة أو لديهم شكوك بمدى صوابها، وهم أكثر الاشخاص قدرة على التغيير للأفضل.

هل ترددت يومًا في اتخاذ قرار صائب يومًا؟

في كثيرٍ من الأمور يا أسماء يكون الجواب واضحًا وضوح الشمس، لكن تنفيذه صعب إلى الدرجة التي تمنعنا ربما أو نتردد للغاية بذلك.

أتدرين ما السبب؟

أرى أنه يصعب تنفيذ القرار إن كانت تبعاته السلبية تضر بمن نهتم لأمرهم، حتى لو كان إنصافًا لنا أو إرجاعًا للحقوق، لكن نخشى على من نحبهم أن تصلهم تبعات هذا التنفيذ..

تلك وجهة نظري أو على الأقل إسقاطي للموضوع على حياتي الشخصية.

وربما ترددي هذا يمنعني في كثيرٍ من الأحيان من المضي في تنفيذه! أتحمّل أنا عقبات ما يُمكن أن يحدث ولا أرضى أن ألحق أذًا بمن أحب بعدم تنفيذي القرار. لا أدري هل يعني ذلك ظلمًا لنفسي أو أنانية للآخرين، لكن هذا ما يحدث.

ما وجهة نظرك للأمر؟ لماذا نرتدد في تنفيذ القرار الصائب في بعض الأحيان؟