سؤال يبحث عن إجابته الجميع، والكل تختلجه رغبة وجدانية قوية لإكتشاف الحقيقة، وبما أن الحقيقة لا محالة تقبع في قاع البئر، فقد لاحظت من خلال تجربة شكلت وجهات نظر مختلفة، أن الحب يتحول إلى كره عندما يتمادى الآخر في تصرفاته المقيتة المضرة بكينونتنا دونما خجل او تفاوض أخلاقي يذكر ، فيذبل الشغف الروحي كما تذبل شعاب المرجان و يحزن القلب كما تحزن الباترفلاي فيش عند فقدانها ملاذها الآمن، وتقرر الترحال للبحث عن ملجأ ومتنفس آخر.
ففي بداية هذه الرحلة، تخلق حالة من الإنفعال العفوي الحزين وسرعان ما يتحول إلى إنفعال بارد ومقصود، حيث تتولد فينا حالة شبيهة بالمقاومة للتخلص من شيء ما، وذلك الشيء يتمثل في ذلك الحزن الذي أصبح يهددنا من الداخل، فتدفعنا رغبة عجولة في تدمير ذلك الحضور وتعويضه بالغياب أو حتى بالفراغ، في محاولة جريئة للإزاحة الحجر الثقيل على أنفسنا التواقة إلى قدر معين من السعادة باستخدام جرعات معينة من الكراهية، لمن أصبح غير مرغوب فيه داخل داوخلنا ولا مكان له في ذواتنا.
ذلك الزخم العارم من الكرونولوجيات العاطفية والأحاسيس المتعاقبة قد يؤدي فعلا إلا مقت أو هو الكره او بعبارة أرسطو ، نوع من التمني العكسي أو المقلوب : تمني الشر للغير . وحسب ديكارت : الإنفصال عن موضوع سيء ،وخاصة حينما يكون شخصا.
مثلما تحولت أنا عند إحداهن من وضع صيفات موجبة إلى شبح من سلوب باردة.وتم تجريدي من شخصي البشري إلى هيئة إبليسية. وبهذا أكون قد ساهمت عن طريق مشاعر الكراهية المكنونة لي في إعادتها لتشغيل تلك الإنفعالات الحزينة العاطلة عن العمل.
ما رأيكم، وما هي وجهات نظركم، وهل الحب له سلطانه المطلق الغير قابل للمساس؟ أم أن للفطرة أحكام أخرى ..
التعليقات