إذا مر الإنسان بحادث ما و كاد ان يفقد فيه حياته ، هل يجعله هذا اكثر إنطلاقا نحو الحياة ام بالعكس يصير زاهدا فيها؟
شاركونى آرائكم انتم الشخصية ووجهة نظركم.
لقد حدث الأمر مع صديقي منذ عامين، حتى كنا نقول دائما عنه: " لقد سلم على الموت ثم عاد "!!
ما رأيته بعيني وشاهدته من ملازمتي له أنه تحول بشكل كامل وأصبح أكثر زهدا في الحياة، كان يفكر في مشاريع كثيرة وتقريبا ألغاها كلها، فقط استمر بوظيفته التي تكفل له حياة هادئه، واتجه للأنشطة التطوعية، وأصبح يقضي فيها كل وقته تقريبا.
ولكن أتعلمين يا منى أن هذا الأمر لم يستمر مع مرور الوقت، فاليوم مثلا بعد مرور عامين أجد أن الأمور أصبحت أهدأ بكثير، لم تعد بنفس الحدة السابقة، وأصبحت نظرته للحياة أكثر عملية، ربما كانت الصدمة هي التي أودت به لذلك، وكل شئ بدأ يعود لسابق عهده!
إننا ننسى حتى العظة التى اخذناها من الموقف نغفل عنها دون قصد! يُخدع المرء، ويظن أنه نجا ويظن مرة أخرى أن الموت ما زال بعيداً.
الحياة فى رأيى تستمر والقوى حقاً من يستمر بحلقة الوصل بينه وبين الله.
أيهما تستمر أكثر العظة التى نأخذها حينما نتعرض للموت أم تلك التى نأخذها حينما يتعرض حبيب للموت؟
أيهما تستمر أكثر العظة التى نأخذها حينما نتعرض للموت أم تلك التى نأخذها حينما يتعرض حبيب للموت؟
في الحالتين تستمر الحياة وتمضي قدما يا مي، إن المثال الذي ذكرته فيما يخص صديقي، أثبت لي أن الأيام كفيلة بأن تنسيك أي شئ وكل شئ.
كم شاهدنا من نماذج لأزواج وزوجات وأباء وأبناء فقدوا أعز حبيب لهم، ومهما طال حزنهم ومهما كثرت أوجاعهم فإن الحياة تستمر.
ما يبقى في النفوس هو أصلك الذي عملت عليه طول حياتك، فلو كنت تحرص على ترقيق قلبك والتدبر في أحكام الله لاتعظت، أما لو كنت غافلا فحتى تجربتك الشخصية مع الموت لن تجدي معك نفعا(رزقنا الله وإياكم صلاح القلوب)
خضت هذه التجربة ولكن كنت صغيرة لم أدرك أثرها بشكل واضح، لكن حدثت مع أختي وتعرضت لحادث، وجلست بالمشفى لعدة أيام، عندما تعافت الحمد لله أصبحت أكثر خوفا وأكثر ترددا، حتى أنها لم تكن تحب أن تستقل المواصلات وإن استقلتها مرغمة تكون خائفة لأقصى حد، حتى أنها ابتعدت عن التعاملات مع المحيطين بها، قل ذلك وأصبحت علاقاتها محدودة.
أما الآن فقد عادت للحياة بطبيعتها، برأيي لن يدوم الأثر مع احد، نحن البشر ننسى بدون قصد، ننسى من هم أغلى من نحب بعد وفاتهم وننسى المشاكل بعد مرور الوقت، فكرة استدامة العظة من موقف أو حادث ليس واردا ولم أعهده الحقيقة مع من حولي.
لربما يُصبح زاهدًا لفترة ما ، حيث يقوم بعباداته على أفضل وجه ومع مرور الوقت ينسى ذلك ، ويعود إلى ما كانت عليه حياته قبل الحادث أو وفاة قريب له .
قبل سنوات كان قد تعرض أخي لحادث نتيجة إصطدامه بدراجة نارية وكان في ذلك الوقت أخي صغير في العمر وكون أن أخي قد أدخل في غرفة الإنعاش حتى أن الأطباء في ذلك الوقت قالوا أنه لن يعيش أكثر من 24 ساعة ولكن إرادة الله أكبر من ذلك .
ففي هذا الموقف كل البيت تضرع لله ، كي يُشفى أخي ،وبعد شفاء أخي ، عادت الحياة إلى مجاريها .
فالأمر عزيزتي أن الوقت كفيل بأن يشفي كل جرح نمر به.
مرحبًا عزيزتي منى،
في الحقيقة أرى أن الإنسان يصبح أكثر زهدًا في الحياة فالذي يختبر الاقتراب الحقيقي من الموت غير ذلك الذي مازال مبهورًا بالحياة ويعتقد أنها ستستمر إلى ما لا نهاية.
أنا شخصيًا لم أمر بهذه التجربة وبالرغم من ذلك أصبحت أكثر زهدًا في الحياة بعدما رأيت الموت ينال من أشخاص قريبين إلى قلبي، وهو ما غير نظرتي تمامًا للحياة وكأنني أعرفها لأول مرة..
التعليقات