ما الذي يدفعك لنشر أفكارك السلبية على الإنترنت؟

لا نتعامل جميعا بنفس النضج مع المشاكل التي تواجهنا، أيضا هناك مشاكل لا تدعي زيارة الطبيب النفسي وقد يكون الحل في نقاش مثمر يقدم لك حلولا أو يساعدك من خلال تجربة مماثلة قد مر بها، كل هذا يساعدك أن تصل لحل المشكلة بسهولة، وربما النقاش فقط كفيل بأن يجعلك تستعيد حماسك لحل المشكلة من جديد.

لكن الغريب حقا حين يعرض الشخص مشكلة ويطلب المساعدة وعندما تحاول مساعدته يبدأ في نقدك وأن ردك ليس واقعيا وإلى آخره وكأنه يريد منك أن تأخذه من يده لتحل له مشكلته.

وما دفعني لذلك هو البحث عن حلول، لكني تداركت الموقف وشعرت أن ما أنشره له آثاراً سلبية على الآخرين، وأن مواقع النقاش ليست المكان الأنسب لذلك، والآن أصبحت أتغاضى عن أي سلبيات قد تحبط الآخرين وأنشر ما وصلت إليه من حلول قد تساعد، وذلك في الواقع أيضاً وليس على الإنترنت.

أنت بنفسك ذكرت السبب، وما دفعني لذلك هو البحث عن حلول.. وذكرت أيضا أنك غيرت من ذلك لكن لا يعني ذلك أن الجميع قد يكونوا وصلوا للنقطة نفسها التي تدفعهم للتوقف عن ذلك أو التغيير منه، كما دعّني أخبرك بأن ما تنشره لو لا يمثل مشكلة في حياتي فهو لن يؤثر سلبيا على حياتي بأي شكل من الأشكال، لذلك لا أتفق معك كليا في أن نشر مشكلة شخصية عندك مثلا بدافع المناقشة أو الوصول لحلول، أو التعلم من خبرة سابقة لمن خاضوا التجربة من قبلك له أن يتسبب في آثار سلبية لكل من يمر من على المشكلة، فهناك من يمر دون أن يقرأها أصلا!

اللجوء لطبيب متخصص، أو معالج نفسي أفضل في كل الأصعدة، لأنه سيتجاوب مع العميل عن خبرة ودراسة وأسس علمية فلا مجال للمقارنة، لكن أحيانا يرغب الناس في التعلم من خبرات السابقين كما ذكرت، لذلك مشاركة الخبرات مثلا أمر يستهوي الناس لأنهم يتعلمون منها أو يجدون جزءا من حياتهم يتطابق مع حياة الآخر.. ويجدون ومضة بسيطة تنير في أذهانهم بأنهم قد توصلوا لشيء للتو.

ففي النهاية من يكتب عن مشكلة، أو أفكار، أو أو أو إلى آخره.. يكون باحثا عن حلول أو مقترحات تساعده، فلا ينوي عند كتابة أو مشاركة ذلك إحباط أحد.

لا أسميها افكار سلبية قد أسميها مشاركة هموم او دردشة وفضفضة عن النفس .. لايقيس اصحاب الافكار السلبية كما تسميهم الامر بهذه الطريقه بل ان اغلبهم بل جميعهم فى حاجة للمساعدة فى حاجة لمن ياخذ بإيديهم لبر الأمان لذا يأتون طالبين لحل لمشاكلهم لا ناشريين لافكارهم السلبية ..بل بالعكس ستكون تجاربهم ومساهمتهم والحلول التى تُقترح من المساهمين مفيدة جدا لمساهمين اخريين قد تقابلهم وتؤرقهم نفس المشاكل

ذكرتَ أنك كنت تفعل ذلك في الماضي، لذلك يُمكنك الجواب على نفسك من رجوعك لتلك الفترة وسؤالك لنفسك، لماذا كنت تفعل ذلك فيما مضى ؟

أما في رأيي، إن مشاركة المشكلات والأمور السلبية سواء كانت هنا أوعلى مواقع التواصل الإجتماعي هو أحد صور الإحتياج التي يعيشها الشخص الذي يكتب ذلك، بعضهم يكون بحاجة نصيحة حقيقية فعالة، وبعضهم يكون بحاجة لكلمة طيبة أو دعم ومحبة ليس أكثر.

لا أؤيد ذلك، خاصة أنني وصلت لمرحلة أتوقف فيها عن البوح بأي ضعف سواء كتابي أو صوتي أو حتى مع المُقربين، ولكني أُجيب على سؤالك من مُنطلق ما رأيته حولي من الكثيرين، أتذكر منذ 3 سنوات تقريبًا إنتحر كاتب مشهور على مواقع التواصل الإجتماعي، ودفعني فضولي للدخول في صفحته حتى وجدت أنه قبل إنتحاره ب ساعات كتب منشور قال فيه جملة تعني " أنا لستُ بخير فماذا تقول لي؟" ليس نصها اللفظي ولكن هذا كان معناها، سخر منها أصدقائه وكان يرد عليهم بمزح ويبدو الأمر طبيعي ثم بعد ساعات كتب رسالة وداع ونشرها على حسابه ورحل !

قد يأتي السؤال أيضًا هنا .. لماذا يكتب المنتحرون رسائل وداع قبل فعل ذلك ؟

أتوقع أنه الإحتياج أيضًا، ربما يحاول للحظة الأخيرة أن يجد من يجعله يتراجع أو من يُمسك به ويدعمه ويجعله ينسى تلك الفكرة !

لعنة الإحتياج تدفع الأشخاص لأكثر من ذلك ..

فيما يتعلق بالأمور النفسية فإن التحدث مع طبيب أجدى وأكثر فاعلية من المشاركة في موقع للنقاش، وعلى الجانب غير النفسي، مثل مشكلات الحياة العملية أعرف أن الحديث عن المشكلات لإيجاد حلول من أشخاص أكثر معرفة هو من أساسيات النقاش، ولكن قدر المستطاع أحاول ألا أحبط أحداً.

مع الأسف ثقافة الذهاب للطبيب النفسي مازالت عار في مجتمعنا، ويرفض الكثيرين فعل ذلك خوفًا من نظرة المجتمع ونظرة الطبيب نفسه لهم، وتلك من الأمور التي تحتاج لتوعية وهي أهمية الصحة النفسي والذهاب لطبيب نفسي وتفادي الوصول لمضاعفات صحية نفسية لا يستطيع أحد إنقاذنا منها !

عن نفسي لا أشعر بالارتياح عمومًا لفكرة نشر شيء عن حياتي الخاصة حتى لو كان يُضايقني، ولكن تلك المشكلة لا تواجهني في مواقع التواصل فقط ولكنها تواجهني على أرض الواقع أيضًا، للأسف لا أستطيع الفضفضة أو البوح عمّا بداخلي حتى وإن طُلِب مني هذا.

لكن عمومًا أُقدر جدًا إذا عانى أحدهم من مشكلة أن يبحث عن حل لها من آراء الأشخاص على الإنترنت، فحتى وإن كنت لا أفعل هذا، ولكن أُقدر أن من يفعلوا ذلك قد يحتاجون فعلًا لحلول ولا يجدوا مَن يساعدهم في تلك المشكلة على أرض الواقع.

ولكن ما لا أحبه فعلًا هو نشر الكلام السلبي والمُحبط بدون أي مُبرر! أي أنه كلام محبط لمجرد الإحباط وليس مشكلة ما يرغب صاحبها في حل لها.

كل إنسان منّا يُعاني من مشكلة في حياته، لذا فنشر الكلام السلبي يحبط النفوس ويقلل من قدرتها على التحمل والصبر.

لذا فنشر الجُمل السلبية التي تبعث الإحباط والحزن في النفوس شيء أكرهه في الحقيقة وأكره أن أفعله.

مشاركة النقاش مع الأخرين لا يبعث فيهم الإحباط إطلاقًا، هناك من يريد أن يقوم بعرض مشكلته لعل أحدًا هنا يحل تلك المشكلة أو على الأقل أن يخفف من همومه ، بمعنى الفضفضة هنا ، لعل هناك فكرة أو رأي سديد يصنع المعجزات .

والآن أصبحت أتغاضى عن أي سلبيات قد تحبط الآخرين وأنشر ما وصلت إليه من حلول قد تساعد، وذلك في الواقع أيضاً وليس على الإنترنت.

من الجيد أن أقرأ منك أن تنشر بعض الحلول وغيرها ولكن من الأجمل أن تُعرض المشكلة ويتم النقاش ، ربما الأمور الشخصية نشرها ومعرفة أراء البعض حولها قد يستحسنها البعض ، ولكن هناك من لا يودون مشاركة تلم المشاكل مع الأخرين .

على العموم عندما تكون المشكلة شخصية يتجه البعض لنشر المساهمة كمجهول أو يُعطي بعض الرموز وغيرها من الطرق الاخرى .

فما الذي يدفعه لمشاركة ذلك في موقع للنقاش؟

هي مواقعٌ للنقاش، إذًا ربما يبحث عن حل لهذه المشاكل!

أضف إلى ذلك أن العديد من مواقع النقاش بإمكان الشخص التعبير عن كل ما يختلج فؤاده بشخصية مجهول، ما يعني أنها تعتبر بمثابة متنفّس يبوح بكل ما يُثقل على صدره دون أن يتعرض لتجريح مباشر أو أن يعرفه أحد!

وإن لم يوجّه هذه المشاعر إلى مواقع الإنترنت وأشخاص لا يعرفهم، هل بإمكانه أن يُصارح أحد المقربين بها؟

أضف إلى ذلك أن مسألة الطبيب النفسي مسألة حساسة بالنسبة لفئة كبيرة، وحتى اليوم يُلصق البعض بكل من يزور طبيبُا نفسيُا صفة مجنون، لذلك لا يتقبّل الجميع هذه الفكرة!

هناك أسباب كثيرة لهذا، منها التفنيس عن الضغط النفسي أو الاجتماعي، ومنها حتى الرغبة في الاهتمام او الرغبة في الحصول على التعاطف، هناك الكثير من الأسباب، سابقًا كنت اقوم بهذا بنوع من التنفيس، لكنني أدركت أنني المشكلة وأنني الحل ولذلك توقفت عن نشر المشاكل الشخصية، وهناك بالطبع من يكون لديه تساؤولات منطقية