اقرأ منشورات الفيسبوك وأتصفح التغريدات على تويتر.. أشاهد الريلز في إنستجرام وأتابع الفيديوهات القصيرة على التيك توك.. جميعم متشابهون.. نفس التفاهات.. يتكرر الكلام.. وتُعاد نشر المقاطع.. أرى الزيف والبغض.. تفوح رائحة الشهوة.. تتزايد أعداد الأطفال.. تتكون الأفكار الغبية.. كيف نسأل عن المستقبل ونحن ندمره؟ كيف نتطلع للحياة ونحن نشوهها؟
سراب الانترنت
تأملك صادق ومؤلم في آن واحد ويكشف عن وعي متقدم يشعر بثقل التكرار وسط ضجيج المنصات
نحن نعيش عصرًا تتزاحم فيه الأصوات وتقل فيه المعاني وتتراجع فيه القيم أمام سطوة اللحظة السريعة والمحتوى الفارغ
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالاختناق حين يرى السطحية تتصدر والعمق يُهمّش
لكن وسط كل هذا التلوث البصري والفكري تظل هناك زوايا مضيئة ومحتويات نقيّة وأشخاص يصنعون فرقًا بهدوء
لعل الحل لا يكون في الهروب من هذه الفوضى بل في أن نكون جزءًا من التوازن الذي نفتقده
أن نزرع الجمال بدل التذمر وأن نشارك ما نؤمن به لا ما نرفضه فقط
فكل مشاركة صادقة وكل فكرة راقية وكل قيمة نُذكّر بها قد تكون طوق نجاة لأحدهم وسط هذا الضياع
المستقبل لا يُصنع من العزلة بل من وعي يصمد في وجه السطحية ويختار أن يساهم لا أن يلعن الظلام فقط
التعليقات