البارحة انتشر بين الأوساط المصرية شاب يوضح كيف تم رفضه على يد مدير الموارد البشرية ليس بسبب ضعف إمكانياته أو ضعف أخلاقايته أو حتى شكوك في نواياه في العمل وأمانته وقدرته على العمل! بل بسبب منشوراته على موقع التواصل الاجتماعي على فيس بوك

إذا كنت لا تفهم الانجليزية فإليك الشرح الآتي للصورة:

عزيزي أحمد:

نحن آسفون جدًا لإبلاغكأنك لست مختارًا للإنضمام لو كالتنا، وذلك لأننا قمنا بمتابعتك لعدة أيام على فيس بوك ولم يعجبنا ما تقوم بوضعه من منشورات غير مفيدة، لديك المهارات المناسبة تمامًا لكن منشوراتك أثرت على اختيارك بيننا، حاول تغيير ما تقوم بنشره من فضلك!

هذه هي الترجمة الحرفية للرسالة التي تم رفض السيد أحمد بها، تلك الكلمات جعلتني اتساءل عن الحد الذي تقف عنده أي شركة لتجد فيك الموظف المناسب، بالتأكيد من حق أي شركة أن تحدد ما يناسبها وما هو الموظف الكفء بالنسبة إليها، لكن ما هو الحد الذي تظن أي مؤسسة أن من حقها التدخل فيها؟!

بعد بعض البحث، فكل الدراسات تقول أن 70% من الشركات الموظفة تقوم فعلًا بالتلصص أو لنقل بتحري عما تنشره على فيس بوك، وأن الأمر على مستوى عالمي ولشركات متعددة الجنسيات وليس فقط خاص بمصر بالتحديد أو حتى الوطن العربي، ولم تلق أي اعتراضات حتى من البلاد الغربي أي استجابة

ثم هناك تساؤلات أخرى تقفز إلى الذهن مثل هل نملك حق الاعتراض؟ وإلى أي حد نملكه؟ وإلى أي معيار ينتمي حق الاعتراض؟ هل نطبق الحقوق الإنسانية؟ التي بالتأكيد تؤكد أنك كشخص لكل كامل الحقوق في فعل ما تريده ما مادمت لا تؤذي أحد، وعلى الجانب الآخر فالشركات لديها الحق أيضَا في توظيف ما تشاء وسينتهي الأمر بأن الرأي الذي سيقع هو رأي رأس المال!

ثم بعض التساؤولات الأخرى مثل ما هي فائدة مقابلة العمل إن كان فيس بوك هو معيار الرفض أو القبول؟ وإلى أي حد يجب على الإنسان الانصياع لمتطلبات رأس المال بشكل عام؟

الأمر كله مشتت بشدة وأرى تصرفًا عجيبًا وتسلطًا شديدًا في هذا الرد على الشخص المتقدم للوظيفة! أشعر كما لو أننا كبشر محاصرين تمامًا من رؤوس الأموال لنصبح دمى يتم التحكم فيها وجعلها مناسبة لصورة زائفة، لأن السماح بهذا التطفل يعني السماح بتحديد مسارك اجتماعيًا وسياسيًا ودينيًا وروحانيًا وكل شيء، حيث لم تعد هناك قيم محايدة يتم تقييمك عليها وإنما أنت يتم تقييمك بمنظور شخص آخر، ربما مختلف عنك في كل شيء، في الجنسية والثقافة والديانة والمفضلات، وما تراه أنت ربما يختلف عنك تمامًا!

ماذا ترى أنت؟