بما إن ما يظهر حاليًا على مواقع التواصل الاجتماعي خطير جدًا بشأن التحرش في مرحلة الحضانة، وحالات تعرضت للتحرش بواسطة المسؤولة عن رعاية الأطفال في الحضانة (تحديدًا مساعدتهم في دخول المرحاض)، لذلك، في حالة كان لديك طفل مقبل على مرحلة الحضانة، كيف يمكن أن تشرح له مفهوم التحرش، وكيف تساعده على تبني آليات دفاعية بأي طريقة في حالة التعرض إلى أي ملامسة غير مريحة؟
كيف يمكن للأم حاليًا شرح مفهوم "التحرش" لطفلها قبل مرحلة الحضانة؟
لو كان لدي طفل مقبل على مرحلة الحضانة، سأحرص على أن أشرح له مفهوم التحرش بطريقة بسيطة ومناسبة لعمره، فأقول له مثلاً: جسمك ملكك، وهناك أماكن لا يحق لأحد لمسها، وإذا شعرت بأن أحدًا لمسك بطريقة تزعجك أو تشعرك بعدم الراحة، يجب أن تقول (لا) بصوت عالي وتأتي مباشرة لتخبرني، حتى لو كان الشخص الذي فعل ذلك نعرفه أو نحبه، وسأستخدم قصصًا أو دمى لأوضح له المواقف بشكل مرح وغير مخيف، وأشعره دائمًا بالأمان والثقة ليتحدث معي عن أي شيء يشعره بالارتباك، فالحماية تبدأ بالحوار الهادئ لا بالخوف.
ولكن يا بسمة كيف ستشرحين له مثلًا طريقة التلامسات غير المريحة، ففي حالة الطفلة مع الناني، أخبرت والدتها إنها "تزغزغها" بأسلوب محدد وحاولت أن تجعل والدتها تقوم بنفس الفعل حتى تفهم ما تقصد، إذن الموضوع معقد والوسائل مرعبة وعديدة وتجعلنا غير قادرين على الشعور بالأمان أبدًا بتواجد الأطفال مع أي شخص -بمعنى أي شخص- غير الوالدين، فكيف يمكن أن نشرح موضوع التلامسات بأسلوب مفهوم لهم؟
مرحبا د. إيريني
بشأن التحرش في مرحلة الحضانة.
رأيي الشخصي أنه لا يجب أن يدخل الطفل الحضانة قبل أن يتمكن من الكلام والتعبير عن نفسه، حتى يستطيع أن يحكي ما يحدث له خلال يومه بعيدًا عن الأم.
حالات تعرضت للتحرش بواسطة المسؤولة عن رعاية الأطفال في الحضانة (تحديدًا مساعدتهم في دخول المرحاض).
يجب أن نشرح للطفل أن جسده يخصه فقط وغير مسموح لأي أحد بلمسه أو رؤية الأماكن الخاصة في جسده (بعد أن نعلمه ما هي هذه الأماكن)، ونعلمه كذلك ما هي النظرة واللمسة الجيدة والنظرة واللمسة الشريرة، وبالنسبة لدخول الحمام فيجب أن ندربهم على الدخول بمفردهم وارتداء ملابسهم بأنفسهم قبل دخول الحضانة.
وكيف تساعده على تبني آليات دفاعية بأي طريقة في حالة التعرض إلى أي ملامسة غير مريحة؟
أن يدفع يد المعتدي بعيدًا ويصرخ وينادي بأعلى صوته للمساعدة، والأفضل أن نعلم الأطفال رياضة دفاعية كالكاراتيه أو الكونج فو أو حتى مباديء الدفاع عن النفس.
مرحبًا صديقتي،
لا تنسي أن الموقف الواقعي غالبًا سيضع ضغوطًا على الطفل بنسبة 100% إما لعدم فهمه وإما لمفاجئة الموقف، إذا كنا ونحن كبار نتعرض بغتة لمواقف ولا نعرف كيف نتصرف، فمابالك بطفل خمس سنوات، عليه أن يدرك أمورًا معقدة جدًا ولا نعرف حتى كيف نبسّطها له. فكرة دخول الحمام، قد يحتاج بعض الأطفال لمساعدة في ارتداء الملابس أو حتى قد لا يعرف كيف يتحكم في عملية الأغخراج نفسها لأي سبب، وكل ذلك يستدعي وجود مسؤولة عن رعايته، فسؤالي هنا: هل التعليم المنزلي يكون أفضل في هذه المرحلة في حالة كان القرار لكِ؟
لا تنسي أن الموقف الواقعي غالبًا سيضع ضغوطًا على الطفل بنسبة 100%
الموقف قد يكون صعبًا للغاية، لكن عند المقارنة بين الطفل الذي تم تهيئته نفسيًا وبين ذلك الذي لا يعرف شيئًا عن الموضوع، سوف نجد أن الأمر أصعب وأشد صدمة على الطفل الثاني من الأول.
هل التعليم المنزلي يكون أفضل في هذه المرحلة في حالة كان القرار لكِ؟
التعليم المنزلي أفضل لحين يستطيع الطفل الكلام والتعبير بوضوح، وكذلك الاعتماد على نفسه في دخول الحمام واللبس بمفرده، ويستطيع الطفل فعل ذلك في سن الرابعة أي في سن دخول الحضانة تقريبًا.
وإذا كان للطفل ظروف خاصة فلابد من التأكد من جودة الحضانة ووجود كاميرات مراقبة وسلامة كل من يتعاملون معه في الحضانة.
موضوع مؤلم ومقلق للغاية في ظل ما نمر به حالياً على هامش حادث الطفل (ياسين)! إنه لأمر مفزع أن نتخيل تعرض أطفالنا الأبرياء لمثل هذه الانتهاكات في أماكن يفترض أن تكون آمنة. في حال كان لدي طفل مقبل على الحضانة، سأحرص على التحدث معه ببساطة ووضوح بما يتناسب مع عمره وإدراكه حول مفهوم "اللمسات الخاصة" لقد شاهدت بالفعل بعض الفيديوهات تشرح في شكل أغنية لطيفة تلك المفاهيم للطفل عن الأماكن التي لا يجب أن يراها أو يلمسها أي شخص آخر غيري أنا ووالده/والدته، ولكن هناك أقتراح إضافي قد يكون فعل في حالة تعرض الطفل لحدث يثير الشكوك أو الخوف لديه أو عدم الراحة، عليه أن يخبرني أو يخبر شخصًا آخر يثق به فورًا. سأشجعه على استخدام كلمة سرية أو إشارة متفق عليها بيننا للإشارة إلى وجود مشكلة دون الحاجة إلى تفاصيل أمام الآخرين. كما سأعلمه أن لديه الحق في قول "لا" إذا حاول أي شخص لمسه بطريقة لا يحبها، وأن صوته مسموع وسيتم تصديقه. الأهم هو بناء جو من الثقة والأمان المطلق في المنزل بحيث يشعر بالراحة في مشاركة أي تجربة سيئة يمر بها دون خوف من اللوم أو التقليل من شأن مشاعره.
حادث الطفل ياسين مروّع على كل الأصعدة فعلًا، وأتمنى فعلًا ألا يؤثر ذلك في مراحله القادمة، وكان الله في عون والديه، لا أستطيع حتى تخيل نفسي في مكانهما. ولكن بما أننا لا نستطيع حماية الأطفال 24 ساعة، ولا حتى كبت طاقتهم وحرمانهم من عيش حساة طبيعية، أو بناء علاقات اجتماعية مع الأصدقاءفي المدرسة والأهل والعائلة، فمثلًا كيف يمكن توعيته بالحذر من الفتية الأكبر سنًا في المدرسة (حالات التحرش والانتهاك متعددة وكثيرة) دون أن أزرع داخله مخاوف قد تجعله خائفًا بشكل مبالغ فيه؟؟ الموضوع مؤرق فعلًا يا صديقي، من الصعب التعامل معه بمعزل عن المخاوف، أو دون نقل ولو شيئًا منها للأطفال، لأن التحرش ليس حادثة مثلًا سيتعلم منها الطفل إذا حدثت له، بل هي كارثة بكل معنى الكلمة!!
فمثلًا كيف يمكن توعيته بالحذر من الفتية الأكبر سنًا في المدرسة (حالات التحرش والانتهاك متعددة وكثيرة) دون أن أزرع داخله مخاوف قد تجعله خائفًا بشكل مبالغ فيه؟؟ الموضوع مؤرق فعلًا يا صديقي
مشكلة هذا الموضوع يا صديقتي العزيزة أنه ليس سهل في أي مرحلة ومؤرق لأقصى درجة ، ولا يمكن التعامل معه بطريقة مثالية طوال الوقت إلا من خلال تكاتف المجتمع والمؤسسات كلاً منهم في دوره ، لأن الموضوع كارثة بكل المقاييس والمرعب أكثر إن حادثة ياسين أشك إنها ليست الوحيدة في تلك المدرسة .. ومتأكد إنها ليست الوحيدة في كل المدارس.
الموضوع حساس جدًا، و لكي نحمي أطفالنا لازم نبدأ نعلمهم من الصغر وبطريقة تناسب عمرهم.
كيف تشرحي لطفلك مفهوم التحرش؟
قولي له ببساطة إن في أماكن في جسمه غير مسموح لاي شخص يلمسها غير ماما أو بابا او وقت النظافة أو الدكتور وقت الكشف، وبوجودك إنتِ اسأليه لو شخص لمسك في مكان خاص أو شعرت بعدم ارتياح، ماذا تفعل؟ وعلّميه يقول لا بصوت عالي و يحكيلك
و احب ان احكي تجربة شخصية ليا مع طفلتي ( في سن سنتين كانت الحضانة تفهمها لها بشكل مبسط و هي الاماكن الممكن لمسها في الجسم و الاماكن التي لا يمكن لمسها )
و على اساس ذلك نشأت على تلك الثقافة إلى ان دخلت المدرسة
جميل، اريد سؤالك، ما العوامل التي ساعدتك على اختيار تلك الحضانة أو الوثوق في قدرتهم على رعاية وحماية ابنتك؟ وهذا السؤال لأنني فعلًا مع المواقف الأخيرة أخشى فكرة ترك الأطفال سواءً في حضانة، أو حتى مع أشخاص غير موثوقين.
أتفهم تمامًا قلقك، خصوصًا مع كثرة الحوادث المؤسفة مؤخرًا. بالنسبة لي، اختياري للحضانة لم يكن عشوائيًا، بل اعتمد على عدة عوامل: أولها التوصيات من أمهات جربوها، ثم زرت المكان بنفسي أكثر من مرة، وتحدثت مع المعلمات وراقبت تعاملهم مع الأطفال، واطلعت على المحتوى التربوي الذي يقدمونه. أكثر ما طمأنني هو أنهم لم يكتفوا بالرعاية، بل كانوا حريصين على التوعية المبكرة بطريقة تناسب عمر الأطفال، وهذا فرق كثير في تطور وعي ابنتي. لكن في النهاية، نظل كأهل دائمًا بحاجة للمتابعة والتواصل المستمر مع المدرسة أو الحضانة، لأن الحذر لا يتعارض مع الثقة.
مرحباً د.ايريني، لا أخفي عليكي هذا الأمر تحول إلى هم بالنسبة لي بما أنني أم لأطفال، ابني في الرابعة من عمره وقد أرتاد الحضانة مؤخراً ، كنت أجعله يذهب للحضانة حتى يتمكن من الاختلاط بأقرانه ولتطوير مهاراته الاجتماعية والبدء على التمرن على روتين ثابت لليوم، حتى أربي فيه الالتزام، ولكن مؤخراً بالفعل أصبحت خائفة من الحضانة من النادي من كل حاجة، أشفق على الأمهات العاملات اللائي ليس لديهن خيار سوى الحضانة.
بالنسبة لسؤالك عن كيف نشرح للصغار مفهوم التحرش، هناك بالفعل صناع محتوى من الصغار يقومون بعمل توعية عن طريق الأغاني لشرح مفهوم التحرش وحماية الجسد، اعتقد أنه عندما يقوم طفل بالشرح لقرينه من الأطفال يكون الأمر أكثر فاعلية، كما أنني أجلس مع طفلي لأقوم بالتأكيد على هذه المعلومات ونضع السيناريوهات المحتملة وكيف نتعامل بها .
هذه مقترحات جيدة جدًا، أعجبني فكرة وضع السيناريوهات المحتملة وكيفية التعامل معها. المشكلة ان البعض سيقول أن الطفل لا يفهم ولما نخيفه أو نربكه، ولكن في الحقيقة الوضع مخيف فعلًا، فحتى لو أنني نقلت إليه بعض الخوف في شأن السيناريوهات التحذيرية، فهذا فقط لحمايته من الخطر الأكبر، وعلى أقل تقدير زرع فكرة الاستغاثة بكل قوته في حالة حدوث اي ملامسات غير مشروعة.
التعليقات