الحب من أكثر الأشياء التي يمكن تعريفها بأكثر من طريقة وبناءا على مشاعر الشخص وخبراته وإحساسه وفي هذه المشاركة أبحث معكم في وضع مفهوم للحب سهل وبسيط من منظور كل شخص منا ويفهمه كل شخص في نفس الوقت.
كيف يمكننا أن نضع تعريف ومفهوم للحب؟
مفهوم الحب واسع جدًا وعميق لدرجة تشعرني أنه من الصعب شرحه في جملة واحدة، ولكن الحب هو معنى وجودنا في هذه الحياة وهو السبب الأساسي للعطاء بكل صوره، كل شيء تقريبًا يمكن تبريره بالحب، مثلًا: رغبتنا في النجاح في مجال ما (نحب القيمة والأثر الذي نتركه بنجاحنا)... علاقاتنا مع الأهل والأصدقاء (حب الشعور بالانتماء والدعم والقبول)... الشريك (حب التأنس بصحبة مشابهة لنا في الأفكار ولا نشعر بها بأي غربة)... النفس (حب النفس عنصر أساسي لنكون أسوياء).
الحب لا حاشيةَ له وهو فكرة غير مقيّدة وغير محدودة. مقصد الحب تجديد طاقة البشر. الحب سهم لم يدرك هدفه. ألا ترى جلة الأوادم إلى شيء ما يصبون؟ ألا ترى أن الحب مثل الكهرباء، تسيل من الأعلى إلى الدنيا فتغدو اليابسة من غيوث المحِبّ خضراء من كل جانب. إذا تغنّى المحبوب وامتلأ من الحب فإعادة إرسال الطاقة الحبّية إلى المرسل مطلوبة لا بد منها. وإلا فالهالك من لا يجد حبّه عائدا إليه . وكذلك أرى أن الحب قوّةٌ الخطير والعظيم تأثيرها.
كيف ستشرحون مفهوم الحب أخوتي @abdur7man @Taha_Saad
بالمختصر المفيد ... الحب هو فخ ... هو خطة شيطانية ... هو نظام دكتاتوري مصمم من طرف أعداء الله ... مصمم و مدروس لاخضاعنا و تدجيننا ... مصمم للنساء وفقط ...
الانسان مخلوق مبرمج من طرف خالقه سبحانه وتعالى بطريقة معينة تسمى الفطرة ... الإنسان لازم يشوف بعينيه لكي يؤمن ... مثلا ماهي أدلة وجود الله تبارك وتعالى؟ شوف الطبيعة و الكائنات والنظام الدقيق في كل شيء ... إذا خبروك أن الضوء موجود في الغرفة ... لازم تشوف المصباح شاعل لكي تؤمن بهذا الخبر ... وهكذا انا احب والدتي و أسرتي الخ...
والحب ؟
لكي نؤمن بالحب لازم نعرف اولا ماهو ... الحب يعني ...
الحب العصري ... هو مجرد طقوس ... لازم يفعلها الطرفين الرجل والمرأة ... لكي نستطيع قول انهما في حب ... ولكن غالبية الافعال للرجل طبعا ...
من بين الطقوس : شراء الهدايا ... الخروج مع بعض في مشوار ... و الاهتمام المزيف ..التزين لبعض بمجموعة من الأغراض و الأشياء ذات ثمن معين ... الحديث لساعات طويلة على الاشياء ممكن فعلها مع بعض في المستقبل من الخرجات و شراء اغراض ... تقوم بتسليتها بشتى الطرق ووو ... المشي مع بعض تحت المطر ....
لما ندرس القضية ... نجد أن معظم الطقوس هي طقوس مادية مالية ... هناك مُستَغِل و مُستَغَل ... يعني الحب علاقة مالية اقتصادية استغلالية ... طقوس راسمالية ... يعني العقلية الرأسمالية الواضحة ...
ولكن يوجد شيء ناقص ... تعلمنا أن هذا النظام العالمي الشيطاني المتغطرس ... لكي يبيعلك منتوج لازم إشهار و حملات ووو ... بما ان الحب هو أيضا سلعة لازم تباع ولازم تدفع لاقتنائها ... إذن الإشهار واجب ... وهنا يتدخل السينما... الأفلام والمسلسلات و الأساطير و بعض الشعراء الانذال السفهاء ورجال الدين المخنثين...
يعني يا عزيزي بما ان الانسان لازم يشوف الشيء لكي يصدقه ... جابوا الافلام والمسلسلات وووو لإقناع المغفلين على حقيقة الأشياء... وبما أن النظام العالمي الخبيث يتفنن في الاستهزاء بنا ... اعطانا الموديل الرجالي الذي من الواجب اتباعه لكي نفوز بحب النسوان ... وهذا الموديل هو المنقذ ذات البنية الجسدية القوية ... الوسيم ... الذي سيعامل المرأة كسلطانة... وفي آخر الفلم ... تعطيه المكافأة... البوسة والعناقة و الجنس ...
يعني شوف المكر ... راحو يلعبو بعاطفتنا و بغريزتنا ... الرجال معروف انهم يميلون إلى الشهامة و التضحية و المبارزة و إنقاذ الذين يحبونهم ... يعني غريزة ... مع حب الجنس مع الجميلات طبعا ...
جميع الأفلام و المسلسلات بهذا الشكل بغض النظر عن القصة ... بطل وسيم يريد إنقاذ الجميلة من ايدي الأشرار... فيقوم بمجموعة من البطولات المادية المالية والرياضية والملاكمات ووو ... لكي في آخر الفيلم ...
والطامة الكبرى أن الجميع يريد فعل نفس الشيء ... يقوم ببعض الطقوس البهلوانية لكي يفوز بانتباه النتنات... ويتمنى ان يحصل على بوسة ولو من بعيد ...
كل هذا قالك اسمه حب ايعقل هذا ؟
الحب إنما هو كذبة من أكاذيب النظام الشيطاني النسوي... الحب العصري ليس جديد على البشرية ... الحب العصري في الواقع هو ليس حبا بل عشقا ... والعشق يتعلق بالصور غير الأرواح... ابن القيم رحمه الله سماه : " مرض عشق الصور " ... لهذا الحب العصري يروج صورة المرأة... المرأة الجميلة الفاتنة ... المرأة التي ستسعدنا كما يقولون ... الفوز بحبها هو أكبر فوز في حياتنا..
النظام العالمي نصّب لنا مسرحية ... حدد السيناريو من قبل كتب القصة من قبل ... البداية والنهاية... وحدد الأدوار
و الخروج من المسرحية مسألة حياة أو موت ... الخيار خيارين ... يا اما نخرج و نعيش وفق المعطيات الحقيقية : سنن الله سبحانه وتعالى... يا اما نتبع ونمشي و نطبق الدور الذي حدده لنا النظام العالمي النسوي الخبيث في مسرحيته
يخلط البعض بين الحب والعلاقات، وهذا أحد أهم أسباب تلك العبارة السخيفة التي تم تلقينها لنا منذ الصغر "الحب عيب"، الحب هو شعور، هو أساس كل شيء في الحياة، بينما العلاقات هذه التزامات وسلسلة من التفاعلات وهي موضوع آخر، الحب يا أخي ليس حصرًا على "الرجل والمرأة الشياطين" الذين تتناولهم، نحن حتى عبادتنا قائمة على الحب، أحببنا الله فعبدناه، ليس لأننا رأيناه بل لأننا أحببناه داخليًا وآمنّا به.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.
عبادة قائمة على المحبة، ولذلك حتى في حب المرأة الذي قد تراه شيطاني، نرى سيد البشر رسولنا الكريم، عبّر عن حبه بصراحة ووضوح لزوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ؟ قالَ عائشةُ"
قالها هكذا بالإسم دون أن يستحي أو يلمح.
الحب هو ترياق الحياة، هو ما نحيا به ولأجله، هو الوجه الجميل والقوي للحياة، لو افترضنا أن للحياة وجهان، برأيي حتى نحيا ونستيقظ غدًا ونفعل شيئًا ما، لابد أن يستحوذ علينا حبٌّ من نوع ما، نحن نحب الله فنعبده ونقوم خمس مرات في اليوم لنصلي، نحن نحب آباءنا فنبرّهم، نحن نحب أبناءنا فنتحمل المصاعب لأجلهم، نحن نحب الحياة فنحيا!
الحب هو ما يدفعنا، ما يحيينا، ما يجعلنا بشر!
التعليقات