لكثرة الخلط بينهما وتباين درجاتهما وتأثيرهما من حالة لأخرى، كيف يفرق الإنسان بين مشاعره وكيف يدرك إذا يحب أو أن ما به مجرد إعجاب سيزول؟
ما الفرق بين الحب والإعجاب؟
أظن الإعجاب هو انبهار سريع بشيء ظاهر أو محدد، وقد يكون مؤقت. الإعجاب يعتمد على الشكل الخارجي، أو شيء محدد يلفت انتباهك، مثل طريقة الكلام، أو المظهر، أو مهارة معينة. مثل حلوى لامعة وجذابة. تبدو جميلة وتود تجربتها. ربما تعجبك كثيرًا عند التذوق، وربما بعد فترة تكتشفى أنها ليست كما توقعت أو أنك لا تحتاجها دائمًا.
أما الحب هو ارتباط عميق ينمو مع الوقت، ويشمل قبول الشخص بكل تفاصيله، الظاهرة والباطنة. الحب ينمو مع الوقت، عندما تعرفى الشخص بشكل أعمق، وتقبلى كل تفاصيله بما فيها عيوبه. يجعل الشخص حاضر في ذهنك بصدق وراحة، ليس فقط بسبب جماله أو صفاته الواضحة، بل بسبب ارتباطك العميق به. يشبه طعامك المفضل الذي تحبه حتى لو لم تكن تشعر بالجوع، تظل تقدر قيمته وتحتاج إليه.
ببساطة، الحب أشبه بشجرة تحتاج وقت لتنمو، جذورها قوية وتمتد في الأرض. أما الإعجاب فهو مثل زهرة جميلة قد تذبل بسرعة.
ولكن هذا لا يفسر بقاء مشاعر شخصا ما لفترة طويلة جدا بدون المرور بالمراحل التي تصنع الحب! أقصد الإعجاب الذي يبدأ وقد يستمر سنوات من طرف واحد وبدون أن يدخل الشخص في علاقة أو يتعرف أكثر على الطرف الآخر أو يصنع معه ذكريات أو حتى يلاقي قبول ورد لمشاعره!
ما وصفتهِ رنا هو أقرب إلى الإعجاب منه إلى الحب. الإعجاب عادة ما يكون ناتج عن مشاعر غير مكتملة أو تأمل في صورة معينة، حيث يظل الشخص يتعلق بالفكرة أو الخيال عن الطرف الآخر أكثر من التفاعل الفعلي معه. أما الحب، فيتطلب تواصل عاطفي عميق وتجربة مشتركة تُبنى على التجارب الحقيقية، التفاهم، والمشاركة في لحظات الحياة. الإعجاب يمكن أن يستمر لفترة طويلة، لكن الحب يتطلب نضوج وتطور في العلاقة، بعيدًا عن الصورة المثالية التي يخلقها العقل.
ذكرني ذلك بشخص كان يسرد قصته على مواقع التواصل الاجتماعي ويقول أن خطيبته تعرضت لحادث بشع تسبب في تشوه وجهها قليلاً، وكان يسأل عن الطريقة التي تمكنه من تركها دون أن تتأثر نفسيتها، وفي الحقيقة أحزنني الأمر جدًا، فهو لم يكن محبًا على الإطلاق بل كان مجرد إعجاب سطحي بمظهرها وشكلها، الحب الحقيقي لا يتأثر بالمظاهر أو الظروف بل ينمو ويتعمق مع الوقت، بينما الإعجاب يتغير أو يزول عند مواجهة التحديات، والفارق بينهما يكمن في الثبات والقدرة على الاستمرار في الحب رغم الصعاب، بينما الإعجاب يكون عادة مرتبطًا بجوانب سطحية.
ما وجد شي انقاء من الحب وما وجد شي قد تلوث اكثر من الحب نفسه.. فما اكثر من يدعون الحب وما اندر من يحبون.. سابقاً كان يوجد حب و كانت توجد مشاعر اعجب و حب ..
إذا كنا نتكلم عن الحب في العصر الحديث فهو مثل حق الفيتو
يستعمل دائما وقت الحاجة لأخذ شيء دون الإستماع إلى الآخر
سيسثتمرون في الحب و تمجيده و غسله من النفاق حتى يكون الفخ الأكثر خبثا للحصول على ما يريدون مع من يريدون و تغطيت عينيه عن الإستغلال بمقولة أنه الحب فلا تتعجب و لا تخف..
الحب الذي تتكلم عليه المرأة العصرية و تدعمه و تجعله أرقى شيء هو في الحقيقة أرقى مظاهر التسول و لهذا فالحب لا يوجد في قاموس شخصين (الفقير و المرأة الغنية)
إسألوا المرأة الغنية لماذا لم تصدق من قال لها أحبك و إسألوا الفقير لماذا لم يقلها له أحد
عن وهم الحب أحدثكم
الحب شعور صادق يجعلك ترغب بدعم من امامك و اتمني أن يكون دائما بخير، أي شخص في العالم مهما كان عرقة أو مستواه الاجتماعي يعرف الحب و يمكن له أن يحب بصدق. لذلك فتعميم عدم وجود حب للمرأة الغنية أو الفقير لا أري أنه صواب فكثيرا ما نري من يحبون في هذه الفئات فهو ليس بقيود. صحيح أن الحب الصادق قل هذه الفترة لارتباطه بمعايير سلبية كالغنا و غيره و لكن هذا لا ينفي وجوده.
صحيح كلامك يا شهد، وأنا أفهم قصدك يا طه @Taha_Saad في حالة الأمثلة التي ذكرتها، ولكن لنفكر من وجهة نظرهم قليلا، المرأة الغنية ترى أنها محل طمع وأن من سيتزوجها سيرغب في مالها ولا يمكن لومها على هذا ولكن هذا لا يعني أنها لن تجد الحب، قد تجده ولكن مع من يشبهها، أي شخص ناجح مثلها وفي نفس مستواها إن لم يكن أعلى وإلا فلن تنجح علاقتهما حتى وإذا هي أردات، هذا على عكس الرجل الغني مثلا، فالرجل ينظر لماله أنه ميزة لا تضره ولا يخشاها لأن مسؤوليات الانفاق والرعاية في صميم دوره وفطرته التي يحب من نفسه أن يقوم بها، ولهذا تجد أغنياء ومشاهير العالم من الرجال يتزوجن نساء أقل منهن بكثير ولكن في هذه الحالة أيضا هم يحمون أنفسهم من الاستغلال بالشروط القانونية قبل الزواج. الخوف موجود وهو مفهوم والحب أيضا موجود ولكن بشروطه وظروفه الخاصة.
لقد تذكرت مثالا طريفا ولكنه صادق جدا في هذا الموضوع مررت به من قبل يقول: عندما تعجبك زهرة تقطفها، وعندما تحبها تحميها وتسقيها..
فحينما يُحفظ الشعور ويترك مهمة حمايته للعقل، وتكون سلامة ومصلحة الطرف الاخر اولى عندك من مميزاته الشكلية، فانت تتقبل عيوبه، تحميه من اي شيء قد يضره، تقف الى جانبه في الضراء، باختصار تتق الله فيه.. فهذا هو الحب.
اما الاعجاب الناتج عن فرط الهرمونات فذاك هراء مؤقت
والمشكلة يا رفيق أن حتى فرط الهرمونات تجعل الشخص يفكر بنفس طريقة الحالة الأولى التي أشرت لها، حيث الاندفاع يتسبب في المبالغة، فتجد الشخص كأنه معمي عن أي عيوب ويرى من يحب وكأنه ملاك مثالي لا يوجد مثله في الحياة، وتجد كلام ووعود بالحماية والبقاء معا دائما مهما حدث وخلافه، أي حتى هذه المشاعر توجد في الإعجاب بالأخص وأنها مرحلة التوقعات العالية والتخيلات المثالية حول العلاقة مع هذا الشخص.
الزمن كفيل بأن يجعلك تدرك، الفارق أن لهفة البدايات وفرط الهرمونات لا يطول.. فأنت سرعان ماتبدأ بملاحظة العيوب تدريجيا في فترة ليست بالطويلة ربما اقل من شهر حتى، لكن لو نجحت في التحكم بمشاعرك خلال هاته الفترة القصيرة التي تنتهي فيها لهفة البدايات، ولم تقع في امور قد تندم عليها لاحقا مثل قطع وعود وأوهام.. ستنجح في تخطي الامر بسلاسة بدون أي تأثير لا عليك ولا على الطرف الاخر، لكن لو طال الامر وبقيت مشاعرك تمنعك من الرحيل برغم ات العيوب بدأت تظهر لك.. فهنا اعتقد انها مشاعر حقيقية وليس مجرد اعجاب او فرط هرمونات مؤقت
المشاعر، تتقلب القلوب داخلها بين الإعجاب والحب، فيجد الإنسان نفسه أحياناً تائهاً، حائراً بين بحرين عميقين. فالإعجاب شعور جميل رقيق، كنسيمٍ عليل يداعب الروح، ينبع من الانبهار بصفةٍ أو ميزةٍ في شخص آخر، قد تكون جمالًا فاتنًا، أو ذكاءً لامعًا، أو روحًا مرحة. لكنّه يبقى شعورًا سطحيًا، قد يتلاشى مع الوقت، كسرابٍ يختفي كلما اقتربنا منه. أما الحبّ، فهو شعورٌ عميقٌ كالمحيط، يغمر الروح بأكملها، يزهر في القلب وينمو مع الأيام. هو مزيجٌ من المشاعر الدافئة، من الاحترام والتقدير، من الرغبة في إسعاد الحبيب، من الخوف عليه والقلق لأجله، من الشعور بالأمان والطمأنينة في قربه. الحبّ رحلةٌ طويلةٌ، مليئةٌ بالمغامرات والتحديات، يتقاسمها قلبان تعاهدا على السير معًا، مهما قست الظروف. فكيف تُميّز بينهما؟ انصت لقلبك، فهو دليلك. إن كان شعورك يقتصر على الانبهار بصفاتٍ معينة، دون رغبةٍ حقيقيةٍ في التعرف على الشخص بعمق، فهو إعجابٌ عابر. أما إن كان شعورك يزداد عمقًا مع كلّ يومٍ يمرّ، وتشعر برغبةٍ لا تقاوم في مشاركة حياتك مع هذا الشخص، والاهتمام بتفاصيل يومه، ورسم مستقبلٍ جميلٍ معه، فهذا هو الحبّ، ذلك الشعور الساحر الذي يلون الحياة بألوان السعادة والأمل.
الاعجاب شعور أولي، ينتمي للنظرة الأولى والانطباع الأول، ولا يصح أن يتحول الى حب الا بعد معرفة أفضل للطرف الآخر ، حينها تبدأ عملية التحول الى فعل الحب، لكن كلا الشعورين بهما اندفاع وتوقعات أكبر وأحلام تبنى من الطرفين من الممكن أن تقضي على العلاقة إن تطورت، ان عرفت ما تريد من العلاقة بالضبط، سيصاحب الفعل فعل عقلي يسمى التقبل والتفاهم وهو الذي تبنى عليه العلاقة والذي تستمر به، الاعجاب شعور سريع من الممكن أن تعجب بأشخاص كثر، لكن التحول لفعل الحب ليس سهلا
الإعجاب يكون بالجسد فقط ومن ول نظرة ولا يقود إلى علاقة دائمة كالزواج مثلاً. أما الحب فتعلق بالصفات النفسية ويقوى مع الوقت وقد يقود إلى الزواج وعلاقة دائمة لو توافرت له الظروف.
لا أتفق مع فكرة أن الإعجاب بشكل عام مرتبط بالجسد، على العكس قد تجد الإعجاب ينشأ بسبب الإعجاب بصفات معينة أو مواقف أو دور ما يؤديه الشخص، الإعجاب مزيج من عدة مشاعر منها التقدير والاحترام والفضول حتى أنه في حالات كثيرة يتوقف عند هذه المرحلة بحيث تصبح العلاقة أقرب للزمالة أو الصداقة أو المعرفة العادية على حسب.
التعليقات