قرأت قصة لفتاة نشرتها على مواقع التواصل تحكي فيها عن تجربتها مع شخص كانت مخطوبة له سابقًا ثم تزوجته. بدا هذا الشخص جيدًا ومناسبًا لها لكنها شعرت منذ البداية بشيء غريب في علاقتهما لأنها كانت دائمًا تحس بأنها على خطأ رغم أنها لم تخطئ

ما كانت تختبره الفتاة هو ما يسميه الخبراء "الصوت العقابي" أو التعذيب العاطفي" وهو أسلوب تحكم نفسي يقوم فيه الطرف الآخر بالانسحاب أو التجاهل كلما حدث خلاف ليجعل الطرف الآخر في حالة قلق دائم يبحث عن أي سبب أو تفسير ليتفادى غضب أو برود الشخص الآخر

لنكمل القصة :

في كل مرة يختلفان على أمر بسيط حتى لو مجرد رأي مختلف كان ينسحب تمامًا: لا يجيب على الاتصالات ولا يفتح الرسائل ويتصرف وكأنها غير موجودة ...كانت تعيش تلك الأيام في حرب نفسية:

  • تلوم نفسها وتبحث عن أي خطأ ارتكبته
  • تعيد كل كلمة قالتها في آخر حديث لتفتش عن السبب
  • تكتب رسائل اعتذار مطولة حتى قبل أن تعرف إن كانت مخطئة فعلًا
  • تنهك نفسها بالبكاء والانتظار ثم تبرر سلوكه بأن "مزاجه صعب"

لكن المفارقة أن كل هذا لم يكن يغيّره بل العكس كان يعود بعد أيام وكأن شيئًا لم يحدث وكأنها لم تنكسر ولم تمضِ ليالي طويلة تنتظر كلمة واحدة منه ومع مرور الوقت تحولت العلاقة إلى حلقة مفرغة من العقاب والرضوخ

رغم كل هذا تزوجت هذا الشاب مقنعةً نفسها بأن البرود والابتعاد مؤقت وأنها ستتغير إن كانت على خطأ وهو كذلك وأن علاقتهما ستصبح أفضل بعد الزواج لكنها اكتشفت بعد سنوات من الإنهاك النفسي أن كل الطاقة التي بذلتها كانت بلا جدوى والخطأ لم يكن منها لأنه عند أي خلاف بسيط كان ينسحب ويتجاهلها ولا يتكلم إلا إذا اعتذرت هي... لم يتغير بل أصبح يستخدم هذا الأسلوب كسلاح أساسي لفرض سيطرته

ورغم أنها تعرف أن المشكلة ليست في برود شخصيته الدائم بل أنه يصاب بالبرود عند وقوع مشكلة

وما زالت تحبه وتجد صعوبة حقيقية في الانفصال عنه خصوصًا لأنها لديها أطفال وما زالت تبحث عن نصائح من الآخرين لكيفية التعامل معه محاولةً إصلاح العلاقة رغم تعبها النفسي ووضوح الضرر الذي يلحق بها.

  • السؤال المثير للتفكير:

لماذا يركض البعض وراء هذه الشخصيات رغم وضوح الأذى والألم؟!

شاركونا آرائكم: لماذا تستمر علاقات يفقد فيها أحد الأطراف ثقته بنفسه بسبب الطرف الآخر وما زال يحبه ويبحث عن مبرر له ويحاول أن يعرف كيف يمكن أن يصلح الأمر؟