التسامح فضيلة. وأنا عمومًا أؤمن بأن العلاقات تتطلب قدر من التغاضي والصبر لكي تستمر، ولكن بالتأكيد يجب أن تكون هناك حدود لكل شيء في الحياة، فحتى التسامح يجب أن يكون له حدود وشروط، فما هي حدود التسامح في العلاقات من وجهة نظركم؟
ما هي حدود التسامح في علاقاتنا؟
التسامح بلا شك هو أساس للعلاقات السليمة والمستدامة، و لا بد أن يكون له حدود. في رأيي، حدود التسامح تتحدد عندما يتجاوز الطرف الآخر ما هو مقبول من سلوكيات مؤذية أو غير عادلة، أو عندما يبدأ التسامح في التأثير سلباً على رفاهية الفرد أو استقراره العاطفي.
أعتقد التسامح مع الأخطاء البشرية أمر طبيعي، لكن عندما يتكرر نفس الخطأ مرارا دون محاولة حقيقية للتغيير من الطرف الآخر، قد يكون التسامح هنا بمثابة القبول بمعاملة غير لائقة. العلاقة تكون صحية عندما يكون هناك احترام متبادل، وإذا شعر الشخص بأن التسامح يتم استغلاله أو استنزافه، فهذا قد يؤدي إلى فقدان التوازن.
التسامح لا يعني التضحية المستمرة براحتنا أو احترامنا لأنفسنا. يجب أن يكون هناك توازن بين مسامحة الآخرين واحتفاظنا بحقوقنا وكرامتنا. في النهاية، التسامح يجب أن يكون مفيدًا للطرفين ويعزز العلاقة بدلاً من أن يؤذيها.
أعتقد أن حدود التسامح أيضا تختلف مع اختلاف نوع العلاقة التي نتحدث عنها، فنجد أننا نكون متحاملين أكثر في حالة كان الخطأ أو الضرر من الأهل ولكن ليس من المبرر أن نتحامل بنفس القدر مع الأصدقاء أو الزملاء، فعلاقة الأهل غير قابلة للاستبدال أو التغيير أما باقي العلاقات فيمكن انهائها في أي وقت لم يعد يشعر فيه الإنسان بالراحة أو الرضا عن نفسه حالته. ما رأيك؟
تختلف حدود التسامح باختلاف أولويات كل فرد، فإذا كانت الأولويات عاطفية لن يتسامح الشخص مع أمور مثل عدم الاهتمام وعدم التقدير وجرح المشاعر.
وكذلك إذا كانت الأولويات هي النجاح العملي لن يتسامح الشخص إذا قام الشخص الآخر بمعارضة تلك الأهداف بالقول أو الفعل.
وإذا نظرنا جيّداً كذلك، فالتسامح وسيلة لتقييم قوة العلاقة إذا كانت تحيّرنا معرفتها، فالمحب يسامح كثيراً، بعكس الشخص في علاقة سطحية سيجد نفسه لا يميل للتسامح - مع العلم إن سطحية العلاقة لا يحددها مدة العلاقة أو نوعها.
لن يتسامح الشخص مع أمور مثل عدم الاهتمام وعدم التقدير وجرح المشاعر.
أحترم فكرة أن لكل شخص جانب معين يعطي له كل الأهمية والأولوية ولكن لدرجة قطع أي علاقة قد تؤثر أو تهمل هذا الجانب بقصد أو بدون قصد فيه نوع من الطفولية لأنه يضع تصور مثالي عن العلاقات كلها بشكل عام، بالأخص وأن البشر يأخذون وقت حتى يتعرفون بشكل أفضل على بعضهم البعض ويعرفون كيف يتعاملون ويتفاهمون، ولهذا قد يكون إهمال الجانب العاطفي أو التأثير على الجانب العملي أو غيرهم هو خطأ غير مقصود لأنهم مازالوا لا يعرفون كيف يتعاملون.
يكون قطع العلاقات خيار جيّد في حالة عدم اتفاق الرؤية المستقبلية، كشاب يريد السفر خارج البلاد والفتاة تفضل عدم السفر، يكون ذلك أفضل من محاولة كل طرف ثني الأخر عن رأيه، أو التعلق العاطفي المبدئي على أساس إنه قد يتغير الطرف الأخر، فيستهلك كل طرف مشاعره ويقوده ذلك للإحساس بالذنب، أو بتخلي الآخر عنه.
ولكن هذا لا علاقة له بفكرة التسامح، ما تشير إليه هو التفاهم في العلاقات، وأنا أتفق معك في فكرة ضرورة أن يكون كلا الطرفين لديهم نفس الأهداف، ولكن في الحديث عن التسامح هنا نحن نتحدث نوعية الأخطاء التي يمكن أن نتسامح بها أو الظروف التي قد تجعلنا نسامح أم لا، فمثلا لا يمكن التسامح مع الخيانة أيا كان سببها، ولكن يمكن التسامح مع الكذب إذا كان لسبب يمكن التسامح معه وهذا يختلف من شخص لآخر، أنا مثلا ممكن أن أتفهم سبب أن يكذب شخص بشأن مدى تفرغه لأن حالته النفسية لا تسمح بمقابلة أحد وبالتالي في حالة كشفي لهذا سأتمكن من مسامحة هذا الشخص.
مرحبا رنا ! ! إن التسامح فضيلة كما قلت، ولكن في رأيي أن التسامح لا يعني التنازل عن كرامتنا أو قبول المعاملة السيئة بشكل دائم. فحتى في العلاقات، يجب أن نكون حذرين من الانغماس في التسامح على حساب صحتنا النفسية والعاطفية. هناك أوقات قد يكون فيها التسامح عبارة عن تمكين للآخرين من الاستمرار في تصرفاتهم غير اللائقة، وقد يؤدي إلى استغلالنا.
في العلاقات، يجب أن يكون هناك توازن بين التسامح والمحاسبة. التسامح لا يعني السكوت عن الأخطاء المتكررة أو التغاضي عن الضرر الذي يحدث لنا. بالتأكيد، يجب أن تكون هناك حدود للتسامح، وإذا تجاوزت هذه الحدود، تصبح العلاقة غير صحية. علينا أن نتعلم متى نقول "لا" عندما نتعرض للإساءة أو الخيانة.
أعتقد أن الشرط الوحيد للتسامح من وجهة نظري أن يكون متبادلا بين طرفي العلاقة. فكثيرا ما رأيت علاقات يكون أحد طرفيها دائم التسامح في أي شيء ويتجنب افتعال أي مشكلة حتى إذا كان الطرف الآخر قد ارتكب أخطاء فادحة. لكن الطرف الآخر دائما ما يسعى إلى عمل أي مشكلة من أبسط وأتفه الأسباب. هذا النوع من العلاقات دائما ما يكون مرهق جدا للطرف المتسامح ويجعله يتساءل عن مدى جدوى تلك العلاقة بشكل مستمر وهو أمر مستنزف جدا للصحة النفسية
التوازن في العطاء وفي الاستقبال مهم في أي علاقة عموما، لا يمكن أن تستمر علاقة يكون فيها طرف واحد هو الذي يضحي دائما بكل شيء، وجود هذا في الأساس يعني وجود خلل في العلاقة يدل على أن الطرف غير المضحي غير صادقا في مشاعره أو نواياه تجاه الطرف الآخر وعليه فهو يستنزفه ويستغله فقط من أجل تحقيق منفعته الخاصة.
الحدود، تختلف باختلاف الخطوط الحمراء لكل شخص.. لنفترض شخصين كلاهما قاما شريكاهما بإهانة والديهما، احدهما يعز عليه والديه ولن يتسامح، والاخر علاقته بوالديه ليست جيدة من البداية فهو اقل اهتماما بمن يسيء لهما لفظيا.. فقد يرفض الامر رفضا طبيعيا لكنه يتسامح.
ولذلك، بالنسبة لأي علاقة.. لابد أن يكون كل طرف ادرى بالخطوط الحمراء التي لا يقبل الطرف الاخر المساومة فيها (ليس العائلة فقط بل مختلف الامور)، وبالتالي، عندما يكون كلاهما على دراية بذلك.. فإن تلقى الطرف المتعدي لرفضٍ للمسامحة فيكون ذلك طبيعيا! كما يكون أكثر توقعا من الطرف غير المسامح.. لكن مع ذلك، إن توعد الشخص المخطئ بعدم تكرار الامر وبدا عليه الصدق في الندم وفي تقديره للحفاظ على العلاقة.. فأميل للمسامحة. طبعا لمرة واحدة (في الخطوط الحمراء) وان تكرر الامر انهي العلاقة دون تردد.
الحدود، تختلف باختلاف الخطوط الحمراء لكل شخص.. لنفترض شخصين كلاهما قاما شريكاهما بإهانة والديهما، احدهما يعز عليه والديه ولن يتسامح، والاخر علاقته بوالديه ليست جيدة من البداية فهو اقل اهتماما بمن يسيء لهما لفظيا.. فقد يرفض الامر رفضا طبيعيا لكنه يتسامح.
هذه نقطة جيّدة أخي رفيق، هل يجب على الشخص الذي لديه خطوط حمراء مثل إهانة أسرته أن يتعامل مع الطرف الآخر بنفس الحساسية التي يحبها لنفسه، فيترتب على ذلك: إن قام الشريكان مثلاً بإهانة أهل بعض، أن يعتذر الكل للكل في هذه الحالة، حتى لو كان طرف مقرب من أهله، وطرف آخر لا يهمه ذلك؟
إن قام الشريكان مثلاً بإهانة أهل بعض، أن يعتذر الكل للكل في هذه الحالة، حتى لو كان طرف مقرب من أهله، وطرف آخر لا يهمه ذلك؟
برأيي نعم لابد ان يعتذر كلاهما، بغض النظر عن أيهما اكثر تأثرا... لكن حتى الطرف المتأثر لابد أن لايحب الاساءة لأهل الاخرين مثلما لا يحب ان تتم الاساءة لأهله، لذلك إن حدث وأساء، فمن العدل أن يعتذر هو أيضا
من وجهة نظري، حدود التسامح في العلاقات تبدأ عند النقطة التي يتم فيها المساس بالكرامة أو الاستغلال. التسامح فضيلة جميلة ومهمة لاستمرار العلاقات، ولكنه لا يجب أن يكون على حساب احترام النفس أو التهاون مع أخطاء متكررة دون وجود ندم أو محاولة للإصلاح. كذلك، يجب أن يكون التسامح متوازناً، بحيث يسهم في تقوية العلاقة وبنائها، وليس في تشجيع الطرف الآخر على تكرار الأخطاء. وأي أمر يمس الحدود الشخصية أو القيم الأساسية، مثل الكذب أو الخيانة، لا يستحسن التساهل فيه بشكل مفرط. في النهاية، التسامح هو جسر نحافظ من خلاله على العلاقات التي تستحق، ولكن دون أن نهمل الحفاظ على توازن بين التسامح واحترام أنفسنا
مثل الكذب أو الخيانة.
الغريب يا إسراء أننا نجد الكثير من الأفكار التي يتبناها عدد كبير من الأشخاص تدعم فكرة التسامح مع الكذب أو الخيانة، مثلما يقولون للزوجة سامحي زوجك على خيانته حتى لا تدمرين بيتك أو تشردين أطفالك، وهناك من يرى أن الطرف الآخر هو المسؤول عن كذبه لأنه لا يعطي له حرية الخيار، كابن يكذب على أهله لأنه لا يسمحون له بفعل الكثير من الأشياء، هذه الأفكار تبرر الأخطاء وتجعل الإنسان يتساءل هل يجب حقا أن نغفر حتى عن أسوأ الصفات أو الأفعال البشرية لكي نتجنب ضرر آخر أكبر؟!
هل يجب حقا أن نغفر حتى عن أسوأ الصفات أو الأفعال البشرية لكي نتجنب ضرر آخر أكبر؟!
أرى أن الموضوع يختلف من شخص لآخر، فكل شخص لديه مبادئه وتصوراته الخاصة بالنسبة للخيانة والكذب في العلاقات، سواء في الخطوبة أو الزواج. بالنسبة لي، هذه الأمور تعتبر خطا أحمر، ولا يمكن التهاون فيها، خصوصا عندما تتعلق بالثقة والمصداقية بين الأطراف. الخيانة والكذب في العلاقة تؤثر بشكل كبير على الثقة المتبادلة بين الأشخاص، وهذه الثقة تُعتبر من أهم ركائز العلاقة، وإذا دخلت الكذب والخيانة في العلاقة تصبح صعبة جدا في الاستمرار. بالطبع، قد يكون التسامح ضروريا في حالات أخرى أو مع أشخاص آخرين، ولكن في العلاقات التي تبنى على الثقة والاحترام، أعتقد أن التعامل مع هذه التصرفات يجب أن يكون حاسما. فهذه الأمور تمس الكرامة بشكل مباشر، ولا يمكن للفرد أن يسامح فيها بسهولة
إذا أشرت للكذب تحديدا كمثال فبشكل عام في كل العلاقات أنا أجدني أكثر تسامحا اعتمادا على نوع الكذبة وأسبابها كنت أعطيث مثال على هذا في نقاشي مع @George_Nabelyoun عندما وضحت أنني يمكنني مسامحة شخص كذب بشأن عدم تفرغه لأن حالته النفسية لا تسمح بمقابلة أحد، أنا هنا أتفهم السبب وألتمس العذر فاستطيع أن أسامح، ولكن مثلا إذا كذب لأنه يفضل مقابلة أشخاص آخرين ولا يريد وجودي هذه مشكلة أخرى تماما لا يمكنني التسامح معها هنا.
إذا كذب لأنه يفضل مقابلة أشخاص آخرين ولا يريد وجودي هذه مشكلة أخرى تماما لا يمكنني التسامح معها هنا.
لماذا لا يمكن التسامح مع شيء مثل ذلك في رأيك؟
إذا كان عندك صديقة تخرج معك، لها صديقة أخرى أنتِ على خلاف معها، ولا تريد التسبب في إحراجها لأنها خارجة معكِ، فكذبت على صديقتكم الثالثة بإنها غير متفرغة اليوم للخروج؟
هو شرط واحد وحيد أعمل به في حياتي نسامح طالما هذا هو الخطأ الأول من نوعه ونغفر بعتاب لو تكرر بعد ذلك الحل في الهجر لو أمكن أو في المعاملة بالمثل
يجعلني هذا النمط أتجنب أن أكون قاسي وغير متسامح ومتفهم وبنفس الوقت يجنبني معضلة أن أظلم نفسي في سبيل تحصيل رضا الآخرين
من وجهة نظري، التسامح في العلاقات مهم للغاية لاستمرارها، لكن يجب أن يكون له حدود. التسامح لا يعني قبول كل شيء، خاصة إذا كان يتسبب في أذية دائمة للطرف الآخر. إذا كان الشخص لا يبذل جهدًا لتصحيح أخطائه أو لا يظهر نية لتحسين سلوكه، فهذا يضعف التسامح. في النهاية، يجب أن يكون هناك توازن بين العطاء والأخذ، وألا يتم التضحية بالاحترام المتبادل أو الحقوق الأساسية لأحد الأطراف
التسامح عندما يزداد عن حده ينقلب لضده . وقد قرأت هنا على منصة حسوب تدوينة عنوانها (لا تكن لطيفا أكثر من اللازم) وكان يسألنا عن الطيبة والرقة في التعامل ولماذا لم يعد الناس مثل الماضي وأن الشخص اللطيف يتم استغلاله . وبالفعل الإنسان اللطيف بزيادة والمتسامح يتم استغلاله بل ويصل الأمر إلى حد ايذائه احيانا خاصة إذا لم يكن واعيا لما يحاك له من حوله . ولهذا لكل شيء حدود . فلا تكن صلبا فتكسر ولا تكن لينا فتطوى ولكن لنكن أكثر حزما مع اللين
التعليقات