هل اللاجئين محركاً للتطور والابتكار في المجتمعات التي تستضيفهم أم أنهم يشكلون تحديات اقتصادية واجتماعية على تلك المجتمعات؟!
هل يساهم اللاجئون في تطور المجتمعات المضيفة أم يشكلون أعباء عليها؟
لقد سمعت مؤخرا الكثير من الهجوم على اللاجئين ووصفهم بأنهم "عبء على الدولة" وما شابه. أنا شخصيا أرى أن المشكلة ما هي إلا سوء إدارة وتوظيف لقدرات اللاجئين. فالثروة البشرية التي يضيفونها للدولة المضيفة إذا تم استغلاها بالشكل المناسب ستكون وسيلة لتحقيق نمو اقتصادي وليس العكس. اللاجئون غالبًا ما يأتون بخبرات ومهارات متنوعة، ومنهم من يساهم في ريادة الأعمال والابتكار. مثال على ذلك، العديد من اللاجئين السوريين الذين أطلقوا مشاريع ناجحة في دول مثل تركيا وألمانيا، مما أضاف قيمة اقتصادية وثقافية للمجتمعات المضيفة.
بالفعل الادارة الناجحة قد تستغل مواهب وقدرات هذه الموجات من اللاجئين ولكن السؤال هل هم فعلاً يقدّمون قيمة عالية، مثلاً كأهلي من السوريين هل فعلاً قدّموا قيمة عالية لمجتمع متقدّم كألمانيا؟ أم أنهم فقط كانوا قيمة موازية مثلهم مثل غيرهم ووجودهم ضمن هذه المميزات واستقبالهم ما هي إلا دعوى إنسانية؟
قد يبدو في البداية أن استقبال السوريين مدفوع بشكل رئيسي بالدوافع الإنسانية، ولكن على أرض الواقع، قدّم كثير من السوريين مساهمات ملموسة في الاقتصاد والمجتمع.
خذ مثلاً رواد الأعمال السوريين الذين افتتحوا مشاريع صغيرة مثل المطاعم والمتاجر، مما أضاف تنوعًا ثقافيًا وحيوية اقتصادية. هناك أيضًا العديد من الشباب الذين دخلوا سوق العمل أو التعليم وملأوا فراغًا في قطاعات كانت تعاني من نقص العمالة. لذا، أعتقد أن اللاجئين ليسوا مجرد "قيمة موازية"، بل هم قيمة متجددة قد تثمر بشكل كبير مع الزمن إذا تم استثمار قدراتهم بشكل صحيح.
أعتقد أن الأمر نسبي فبينما يمكن أن يشكل بعض اللاجئين عبئًا بسبب سلوكياتهم وطريقة حياتهم التي قد تكون غير متوافقة مع ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه، إلا أن آخرين يمكنهم أن يساهموا بشكل كبير في تطور الدولة التي يعيشون فيها من خلال مهاراتهم وإبداعهم ومثابرتهم، لذلك برأيي لا يمكننا الحكم بشكل عام على الجميع، فكل فرد يختلف في ثقافته وتربيته وسلوكه عن غيره، وهناك دائمًا إمكانيات لتحقيق الاستفادة من تلك التنوعات في تطوير المجتمع.
اللاجئ إذا أخذ فترة دمج وتاهيل لمده عام مثل بعض الدول الاوربية، وذهب لسوق العمل بعدها، يعتبر ها تطور واضافة للمجتمع، أما إذا استمر في تلقي المعونات دون عمل، فهو حتما عبئ على هذه المجتمعات، خصوصا لو كان في دولة تدعم بعض المنتجات لسكانها.
يعني باعتقادك أن الدمج مباشرةً هو الشكل الأنسب للتعامل مع هذه القضية؟ ماذا لو وضعت خطة الدولة في دمج هؤلاء الناس في بلدهم الثاني ومن ثم عادت أمور بلادهم الأول للاستقرار وعادوا، ألا يمكن أن يحصل ذلك؟ يحصل الآن في ألمانيا مثلاً بالمئات على أقل تقدير ينزلون للعيش في الآمارات بعد تحصيل الجنسية الألمانية!
الغريب بالنسبة لي أن نبرة "اللاجئين عبء ثقيل" أو "استقبال اللاجئين سيفسد البلاد" لا أسمعها بهذا الصخب إلا في الدول العربية، والتي هي دول تعاني من ويلات الحروب والكوراث وتتعرض شعوبها للتهجير كل بضعة سنوات، في حين بالرغم من عدم اختفاء الأفراد اليمينيين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، إلا أن تلك الدول تعي تمامًا كإدارات أهمية ضخ دماء جديدة بثقافات مختلفة، وبتوفير المناخ المناسب للاندماج، كيف يكون ذلك قادرًا على صنع المعجزات.
بالفعل ههذ قصية عربية للأسف ولكنّي أتفهّمها للأمانة في دولنا العربية، أنا سوري وواجهت بعض الكلام العنصري العربي ولكن تفهّمته لإن بعض الناس مؤمنين أن بلدانهم غير قادرة على إدارتهم هم، فكيف ستستطيع أن تضيف على ذلك أيضاً همّ شعب آخر فوق ذلك، يعني الشعوب تتوتر بسبب أنهم يدركون جيداً أن لديهم مشكلة عميقة في الإدارة.
اللاجئون يمكن أن يكونوا محركاً للتطور والابتكار في المجتمعات التي تستضيفهم إذا تم دمجهم بشكل فعال في الاقتصاد والمجتمع. التاريخ يظهر أمثلة عديدة لأشخاص لجأوا إلى دول جديدة وأثروا إيجابياً من خلال مساهماتهم في العلوم، الفنون، ريادة الأعمال، والاقتصاد. اللاجئون غالباً ما يجلبون مهارات وخبرات متنوعة ويكون لديهم دافع قوي لإعادة بناء حياتهم، مما قد يعزز من ديناميكية الاقتصاد المحلي.
في المقابل، إذا لم تتم إدارة قضية اللاجئين بشكل جيد، قد تظهر تحديات اقتصادية واجتماعية. الضغط على الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة والإسكان، يمكن أن يخلق توترات داخل المجتمعات المضيفة، خاصة إذا كانت الموارد محدودة أو إذا غابت السياسات الفعالة التي تضمن التوزيع العادل لتلك الموارد.
التأثير النهائي يعتمد على عوامل متعددة، منها كيفية استقبال المجتمعات المضيفة لهم، ومدى توفر الدعم الدولي، والسياسات التي تنظم عملية إدماجهم. اللاجئون ليسوا عبئاً بطبيعتهم، بل هم فرصة يمكن أن تُثمر إذا تمت معالجتها بوعي وتخطيط.
لا يمكن مساواة اللاجئين بالمواطنين من ناحية الخدمات والحقوق و الإعانات .
اللاجئين المفروض يكون وجوده مؤقت متى أستقر الوضع في بلادهم يرجعون ويساهمون فيها . لو أستمر التفكير بدمج كل من هب و دب ستنهار الكثير من دول وتزدحم الكثير من الدول الي و ربما تتحول إلى دول متخلفه بعدما كانت متقدمه بسبب تكدس اللأجئين
اسمح لي أن أخالفك أخي. فهذا الرأي يعتمد على افتراضات مبسطة لا تعكس الواقع بشكل كامل. اللاجئون ليسوا عبئًا دائمًا؛ بل يمكن أن يكونوا جزءًا من الحل إذا تم دمجهم بشكل صحيح. حقوق اللاجئين الأساسية، مثل التعليم والصحة، هي التزامات إنسانية دولية وليست مجرد كرم من الدول المضيفة. فكرة عودة اللاجئين تعتمد على استقرار أوضاع بلادهم، وهو أمر قد يستغرق عقودًا في بعض الحالات.
أما التخوف من التكدس والانهيار الاقتصادي، فقد أثبتت تجارب دول مثل ألمانيا وكندا أن اللاجئين يمكن أن يساهموا في الاقتصاد والمجتمع إذا تم توفير فرص عمل وتعليم مناسبة. المشكلة ليست في وجود اللاجئين، بل في سوء الإدارة أو غياب التخطيط. الحقوق والخدمات ليست ترفًا، بل وسيلة لبناء مجتمعات أكثر استقرارًا وتماسكًا.
المانيا ليس مقياس لأن عدد سكانه الأصلين قليله و ربع سكان المانيا من أصول مهاجره .
كندا نفس الكلام .
لو سكانها الأصلين موجودين بكثره لا تغير الأسلوب و التعامل مع الأجئين . حتى سكان المانيا مستائين من وضع الأجئين .
أنا أتحدث عن المبدأ وعن حقوق الإنسان، وهذا ما يهمني بالدرجة الأولى, أما تعليقك، فيعكس وجهة نظر اختزالية تتجاهل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان التي لا ترتبط بعدد السكان أو خلفياتهم العرقية، بل بكرامة الإنسان وقيمته بغض النظر عن جنسيته أو أصله.
أولاً، حقوق الإنسان ليست قابلة للتفاوض بناءً على عدد السكان أو نسبة المهاجرين، فهي حقوق عالمية تنبع من التزامات دولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية اللاجئين لعام 1951. ألمانيا وكندا ليستا استثناءً بل مثالًا على التزام الدول المتقدمة بمبادئ الإنسانية والعدالة.
ثانيًا، الادعاء بأن السكان الأصليين "الكثيرين" قد يغيرون التعامل مع اللاجئين يتجاهل حقيقة أن التحديات ليست في وجود اللاجئين بحد ذاته، بل في السياسات العامة. دول ذات كثافة سكانية مرتفعة، مثل تركيا ولبنان، استقبلت أعدادًا هائلة من اللاجئين رغم محدودية الموارد، ما يثبت أن التحدي هو إداري وليس عددي.
ثالثًا، الإشارة إلى "استياء" السكان الألمان من اللاجئين لا يعكس ما يوجد في العمق. هناك دائمًا اختلافات في الرأي العام، ولكن ذلك لا يبرر انتهاك الحقوق الأساسية. ألمانيا، عبر سياساتها، أظهرت كيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص من خلال دمج اللاجئين وإسهامهم في الاقتصاد والمجتمع.
باختصار، مسألة اللاجئين ليست مجرد معادلة عددية، بل اختبار لمدى التزامنا بالقيم الإنسانية المشتركة والاعتراف بحق كل فرد في العيش بكرامة وأمان.
ومدى توفر الدعم الدولي،
هذا صرت اسمعه كثيراً، لماذا تستخدم الدول اللاجئين ككارت لسحب التمويل الدولي؟ يعني أنا برأيي إدارة ٥٠٠ ألف لاجئ مثلاً لا تحتاج كل هذا الاستنفار في استقطاب الأموال والمساعدات والكلام من الدول المستضيفة، هل برأيك هذا الاستنفار الحاصل حالياً من الدول مبرر أم أنه يتم لتحصيل فوائد على حساب هذه المساعي؟
الموضوع لا يتعلق باللاجئين أو أصحاب الأرض، الموضوع يتعلق بإدارة الثروة البشرية في الدولة أو الإقليم، فإذا كان أصحاب السلطة يعرفون كيفية استخدام الثروة البشرية في النهوض الاقتصادي والاجتماعي سيمثل الللاجئون محركًا كبيرًا للتطور في جميع المجالات، أما إذا كان أصحاب السلطة لا يفقهون ذلك فلن يهم إذا كانت الزيادة السكانية بسبب اللاجئين أم بسبب المواطنين الأصليين وسينظرون إلى اللاجئين بأنهم حملٌ على الدولة فقط.
والسؤال الآن كيف نستخدم اللاجئين للنهوض بالدولة؟
التعليقات