أدى تقدّم العلوم والفنون إلى إفساد المجتمع أم إصلاحه ولماذا؟

أحييك أخى الغالى على هذا الطرح المميز .

أنا أرى أن المشكله الرئيسيه هى الإنفتاح على الغير بطريقه غير لا محدودة , فمن جعل العالم قرية صغيره قد أحسن النيه , لكن سكان هذه القريه لم يحافظ كل منهم على موروثه ومعتقداته , واصبح التقليد الاعمى هو من أفسد هذا الانفتاح.

علينا فى مجتمعاتنا أن نأخذ من هذا الإنفتاح ما يناسبنا ونخلى ما لا يناسبنا ,إننا محكومين بالدين و الاخلاق والمعتقدات , والذين قد لا يكون غيرنا غير محكوم بهم , لذلك أرى اننا من استخدمنا هذا التقدم بالخطأ فاتجهنا الى الاعوجاج عن الاسس لدينا والذى أدى إلى أفساد المجتمع . وعلى الجانب الاخر من انتبه الى هذه المشكله وتصرف فيها حتى لو فرديا , لم ينخرط فى هذا الخطأ وأدرك نفسه .

السؤال الاهم كيف نصحح هذا الاعوجاج؟

في الواقع الأمر أكثر تعقيدا بكثير من الجزم بأنه نافع أو مفسد للمجتمع، فلا شك أنه قد أدى لعوامل إيجابية كثيرة لا يمكن إنكارها كما أدى إلى آثار سلبية أيضا. أظن أن من أكثر العوامل السلبية التي قد أتى بها تطور العلوم والفنون هو زيادة غرور الإنسان واعتقاده أنه قد امتلك الكون بأسره وهو من وجهة نظري أبعد ما يكون عن الصواب. فنحن برغم كل مل وصلنا إليه من اكتشافات وتطورات ما زلنا لا نعرف شيئا عن الكون سوى القشور، وبالتالي فذلك الشعور بالسيطرة على الكون هو زائف ونابع عن جهل حقيقي

في جميع الأحوال ومهما كان تأثير التقدم، نحن بحاجة إليه لتحقيق التطور والارتقاء بالمجتمع، وهذا التقدم في العلوم والفنون أضاف لحياتنا وسائل جديدة لتحسين الصحة والتعليم والتواصل وتوسيع الآفاق الفكرية، وبالرغم من بعض التحديات التي قد يحملها، ظل التقدم في مختلف المجالات ضرورة لا غنى عنها لمواجهة التحديات الحديثة وبناء مستقبل أفضل، كل ما يمكننا القيام به هو محاولة تقليل الأثر السلبي لذلك التحدي والذي قد يتمثل في ضعف العلاقات الاجتماعية بسبب التكنولوجيا أو الإصابة بالعزلة والاكتئاب وغيرها من السلبيات التي تحتاج إلى نشر الوعي بشأنها.

العلوم منها استخدامات نافعة واخرى ضارة، ولا يمكن باي حال من الاحوال فصلهما عن بعضهما البعض، بالتالي هي تفسد وتصلح في آن واحد ،

نفس الشيء ينطبق على الفن، هناك اعمال ترفع من الذوق وتحسن الاخلاق والسلوكيات وأخرى تضيع الذوق والاخلاق و تدفع المجتمع لسلوكيات شاذة ومنحرفة. ونحن جميعا نعيش هذا و ذاك.

أعتقد أنني أميل أن التكنولجيا تجلب المفسدة لمجتمعتنا ليس بالضرورة لعيب بالتقنية ، ولكن لميل مجتمعتنا لنقل ونسخ كل ما هو سيء من التجربة الغربية المصدرة للتكنولجيا والابتعاد عن كل ما يفيد، فتجد الجميع تقريباً إلا فئة قليلة يقوموا بالبحث في التكنولجيا عن الشيء الذي يغذي الغريزه والشهوة أو في كل الأحوال الانغماس في أي نشاط سطحي وغير مفيد ، وترك كل ما يفيد .