تقال هذه الجملة كثيرا، لكن هل يتغير الناس للأسوأ فعلا بمرور الأجيال أم أن هذا مجرد حنين للماضي يحس به الجيل الأكبر؟
"أيام الزمن الجميل": هل تغير الناس للأسوأ بمرور الزمن؟
بل للأفضل بكثير، وما هي إلا كذبة أحدهم كذبها وصدقناها جميعاً بدون إعمال العقل فيها، كيف يكون هو الزمن الجميل الذي تكون فيه النساء تحت تهديد القتل إذا شكّ بخيانتها والدها أو أخوها؟ وكيف يكون كذلك بتزويج النساء بدون مشورتهم وكأنه يختار لمستقبله هو لا هي. كيف يكون الزمن الجميل بزمن إقطاعي يعمل فيه الجميع فقط لسد رمق اليوم، كل يوم بيومه؟ وكيف يكون جميل بظل ديكتاتوريات كانت سائدة في تلك الأيام تقتلك حتى بدون أن يكون لك صوت على سوشال ميديا؟ وكيف يكون هو زمن جميل إذا كان أصلاً أكثر زمن به حروب طاحنة وانقلابات؟
حروب عالمية ومحلية في كل مكان واستعمار بالجملة، لا أعرف الصراحة كيف صدّقنا هذه العبارة.
سيقول قائل: كان جميلا بسؤال الناس عن بعضهم، وتعاونهم، واهتمام الجار بجاره، والأقارب ببعضهم، ولمة كل أهل البيت على طعام واحد، والكثير من هذه الأمور التي لم تعد موجودة الآن. أنت تنظر للجوانب الصعبة في الموضوع. ثم، إن الحروب، ومرورها معناه أن أناسا دافعوا عن شرفهم، وحاربوا، وماتوا على ذلك. فليس بالضرورة أن وجود الحروب يجعل الماضي أسوأ من الحاضر (الآن أيضا هناك حروب).
اعتقد أن هذا مفهوم خاطئ وربما يعود ذلك إلى طبيعتنا التي تحن إلى الماضى وتتناسى مافيه من أحداث ،
كل منا ربما يعتقد بذلك الأمر وربما يرجع ذلك الى مرحلة الطفولة التي لا تنشغل بعظائم الأحداث وما بها من تفاصيل بل انها تتجاهلها وتركز فقط على مافي الأشياء من متعة وتحويل جميع الموجودات الى اشياء قابلة للهو و اللعب،و بمرور الوقت ومع زيادة ادراك العقل نبدأ في ملاحظة تفاصيل الأشياء و الأحداث و ما تحتويه من تعقيدات مؤسفة ،
ولهذا يعتقد العقل ان الماضي كان أجمل وهكذا مع كل جيل .
ربما الحنين للماضي أصله قلة المسئوليات التي كانت عليهم. لكن، ألم يتغير العالم كثيرا عما كان عليه؟ أتخيل مثلا شخصا عمره 100 عام، فأشفق عليه مما عاصره من تغيرات بصراحة. فهل كل ما في الأمر أنه حنين لوقت كانت المسئوليات فيه أقل، أم أن الأمر أعمق من ذلك؟ وأن الروابط الاجتماعية والأخلاق قد تغيرت عما كانت عليه.
الناس لم تتغير للأسوء كانوا سيئين في البداية أيضاً، كل الأمر أن السوء يزداد مع مرور الوقت، وانظري إلى أخلاق كفار قريش التي قرأنا عنها أظن أنها أرقى من أخلاق فئة كبيرة تعيش بيننا الآن، حتى القتلة زمان كانوا أكثر رحمة لا يقتل طفل أو عجوز أو امرأة أما الآن في عصر رعاية حقوق الحيوان نتفنن في القتل ولا ممنوع به، الرجال ليسوا كما كانو وكذلك النساء، وعن نفسي عندما أنظر للجيل القادم أخاف فما بدأوا به سئ وبشع فكيف الحال عندما يكبروا، برأيك كيف يحدث ذلك الأمر ؟
الكثير تغير في وقت قصير. فقد دخلت علينا أشياء غيرت من شكل المجتمع جزءا جزءا حتى صرنا لما نحن عليه. دخل علينا التلفيزيون، وبدأوا يبثون أنك يجب أن تخاف من جيرانك، ولا تأمن لهم، والجيران سيئين، وفضوليين. فانتهينا لأن تم عزل كل أسرة ن جيرانها. ثم، لعبوا على كل نوع من العلاقات بنفس الطريقة حتى تقطعت أواصر المحبة والتعاون التي يمتاز بها مجتمعنا. وصرنا في عالم الفردية الذي يحارب فيه كل شخص العالم وحده، وهو أمر غير واقعي، وغير مسبوق في التاريخ.
بعيدًا عن تغير الناس، الزمن أيضًا تغير وازداد صعوبة وتعقيدًا فكيف نلوم الجيل على تكيفهم مع متطلبات الزمن؟ انظري إلى عالمنا الآن، نحن لا نعيش مفهوم "الإستقرار" بشكل حقيقي أبدًا، الحياة تتحرك بوتيرة متسارعة ومتطلباتها تزيد، والأوضاع الإقتصادية تتضخم أكثر، حتى الضغوطات النفسية والإجتماعية المفروضة علينا أكثف من تلك في "الزمن الجميل".
انظري لحال المراهقين اليوم، يعيشون تحت ضغوطات نفسية كثيفة بسبب السوشيال ميديا والمجتمع وطبيعة الحياة، بينما أبوه لما كان في عمره كان يقضي نصف يومه يلعب كرة القدم في الشارع!
هذه فكرة شائعة، وغالبًا ما يُنظر إلى الأجيال الجديدة على أنها أقل التزامًا بالقيم والأخلاق مقارنة بالأجيال السابقة. لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا.
هناك عدة عوامل تؤثر على هذه النظرة:
- الحنين إلى الماضي: يميل الناس إلى تذكر الماضي بشكل إيجابي، مما يجعلهم يعتقدون أن الأمور كانت أفضل في السابق. هذا الحنين يمكن أن يؤثر على تقييمهم للأجيال الجديدة.
- التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية: كل جيل يواجه تحديات وظروف مختلفة. على سبيل المثال، جيل الشباب اليوم يتعامل مع تأثيرات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يغير من طرق تفاعلهم وتواصلهم.
- التطور الطبيعي: الدراسات تشير إلى أن الشخصية تتغير بمرور الزمن، وأن الناس يكتسبون بعض الفوائد مع تقدمهم في العمر، مثل زيادة الحكمة والتعاطف1.
- الاختلافات الثقافية: القيم والمعتقدات تختلف من جيل لآخر بناءً على الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعيشون فيها.
في النهاية، يمكن القول إن التغيرات التي نراها ليست بالضرورة للأسوأ، بل هي انعكاس للتطور الطبيعي للمجتمع والظروف المحيطة به. ما رأيك في هذا الموضوع؟ هل تعتقد أن هناك جوانب إيجابية في الأجيال الجديدة؟
في رأيي الناس هم الناس في كل زمن، ولو أن شخصًا اطلع على التاريخ البشري منذ بدايته لرأى كيف أن البشر تحكمهم أنماط سلوكية واحدة على اختلاف الأزمنة والثقافات، لدرجة أن نشعر أن البشر يكررون أنفسهم دائمًا، نفس الأخطاء ونفس ردود الفعل وتقريبًا نفس الأفكار حتى.
لذا لا أرى أن هذه الجملة واقعية تمامًا.
بالرغم من ذلك، هناك منظومة معينة اجتماعيا ظلت موجودة بالفطرة في جميع المجتمعات الإنسانية. ألم تتأثر هذه المنظومة، وتنهار، وتبنى منظومة جديدة غريبة على البشرية حاليا؟ صحيح أن أفعال الناس، وردود أفعالهم متشابهة، ولكن إذا نظرتي للعوامل الخارجية، سترين أن فيها شيء جديد.
الناس نوعين
إما نوع يستمتع بآلام الآخرين
وإما نوع لا يكترث لآلام الآخرين
سوف أثبت ذلك لاحقا في مساهمة أخرى بما يحطم أي أمل للتفاؤل.
التعليقات