مقابلات العمل عربيا أشبه بالمعركة :)، أغلب من أعرفهم لديهم دائما شكوى حيال مقابلة عمل ما، ولسبب ما، أسوا مقابلة عمل دخلتها كان المسؤول صديق لمديري الحالي وصديق مقرب، وكانت المقابلة تسير بشكل جيد جدا ومدح حتى وصلنا للخبرات السابقة وبدأ يقرأ اسم شركتي التي أعمل بها، حتى تحول لشخص آخر، لم أعرف السبب أثناء المقابلة ولكن طريقته بالحديث وكأنه يتهمني ان المشكلة بي طالما سأترك هذا المكان، ومدحه بمديري السابق رغم أني لم أذكره بشيء، تركت لدي انطباع سلبي، علمت بعدها أنهم أصدقاء وبينهم شراكة ولذلك رفضت، أتضايق كثيرا من موقفه غير الاحترافي ولأن هذه الشركة كانت ضمن أهدافي التي تمنيتها بشدة، ولكن للبيزنس حسابات أخرى.
ما هي أسوأ مقابلة عمل أجريتها؟
ما أتذكره هو مقابلة عمل مع صاحب موقع كان يريد كاتبة لكتابة مقالات للموقع أو المدونة التي يمتلكها، ويبدو أنه قبل المقابلة قد تفقد حسابي ومعلومات عني من ضمنها الموقع الخاص الذي أمتلكه، وفي المقابلة كان كل شيء يسير على ما يرام إلى أن جاء ذكر الموقع الخاص بي وأن به تقريبًا قسم فيه مقالات قريبة لتخصص الموقع الخاص به وأن ذلك قد يمُثل مشكلة مستقبلًا!
يخافون من المنافسة وأن ولائك سيكون غالبا لموقعك، حدثت معي ذات مرة وكان منصب مدير محتوى واتفقنا على كل التفاصيل تقريبا، وبعد أن علم أن لدي موقع منافس قال لي ماذا ستفعل لو هناك تعارض، فاعتذرت منه ولم نكمل.
أسوأ مقابلة عمل أجريتها كانت مع أحد الأشخاص، وبطبيعة الحال لأنها مقابلة عمل كنت أظهر خبراتي ومعرفتي وكانت الخبرات فنية ومتخصصة جداً وأثناء المقابلة لاحظت امتعاض هذا الشخص ولم أفهم السبب، بعدها عندما سألت وتقصيت عرفت أنه أقل درجة علمية مما يدّعيه، وعرفت أيضاً أنني لن أحصل على الوظيفة😄
مقابلة سألني المدير فيها سؤال أراه غبيا، يقول لو عملت معنا وثم عرض عليكي وظيفة أخرى بمكان أخر براتب أكبر هل تقبلي؟ قولت له ما رأيك أن حدث معك لن تقبل؟ تعصب وقال أنا الذي أدير المقابلة قولت له طبعا طالما الشركة جيدة وقررت اني لو انقبلت هرفض. لما يكون دي عقلية مسؤول التوظيف فغالبا هتكون عقلية الشركة كلها كده
هذا السؤال ليس غبيًا أبدًا، فقد قرأت من قبل أن الغاية منه ليست اختبار ذكائك، بل التأكد من أمانتك في الرد ومنطقية تفكيرك، فهو يقيس مدى صراحتك وشفافيتك عند مواجهة موقف قد يكون مغريًا، ومدى قدرتك على التعبير عن أولوياتك المهنية بطريقة واضحة. بمعنى آخر المسؤول يريد أن يرى إذا كنتِ ستجيبين بصراحة ومنطق، أو ستقولين ما يرضيه فقط، وهذا يعكس جزءًا من ثقافة الشركة وأسلوب إدارتها.
أسوأ مقابلة عمل بالنسبة لي كانت بعد تخرجي مباشرة، مع مديرة مدرسة كانت في نفس الوقت صاحبة المدرسة وورثتها عن أبيها وجدها. ذهبت للبحث عن عمل هناك مع صديقتي، وبمجرد رؤيتها لنا شعرت وكأنها تكون انطباعًا سلبيًا مسبقًا تجاهنا، وكانت تطلب أشياء غريبة ولديها قوانين عجيبة وضعتها في المدرسة، مثل أن الفصول يجب أن تكون هادئة تمامًا، وممنوع على الطلاب ترديد أي كلمات من المنهج بصوت عالي، وممنوع على المعلمين التحدث مع أولياء الأمور بأي شكل، كما كانت تهدد بشكل مباشر بأنها يمكنها فصلنا في أي وقت، مما جعل التجربة محرجة وغير مهنية تمامًا وشعرت فيها بعدم الأمان منذ البداية.
حسنا، ربما تكون هذه هي الأسوء والأغرب على الإطلاق بالنسبة لي، في مرة تقدمت للعمل بإحدى شركات التسويق، مبدأيا ولا أدري لماذا لم ابحث هذه المرة عن المكان الذي أتقدم له، ربما لأن الأمر جاء مستعجلا فذهبت وأنا لا أعرف أي شئ عن الشركة لأفاجئ أن من يجري معي المقابلة مدير شركة أخرى أعرفها وفي نفس المجال التسويق أيضاً، رحبت به وبدأ بسؤالي عني وعن خبراتي وغيره إلى أن سألني عن وضع أعمالي في البورتفليو الخاص بس وأنه لا يجب أن أضع فيها أعمالي في الشركات! وهنا كانت أول نقطة استغراب ولما حاولت أن أوضح له أن أعمالي ملكية فكرية لي قال بكل برود (انت بتاخد فلوس مقابلها فكدا انت بعتها). المهم لكي لا أطيل عليكم بعد انترڤيو طويل وغريب وأسئلة كلها غريبة اكتشفت ان هذه أصلا شركة غير مرخصة وتعمل لصالح نفس الشركة الأخري التي ذكرتها، ومن خلالها يقوم بأعماله لكي يتهرب من الضرائب وغيره لذلك هو يتحفظ على عدد الموظفين وعلى أعمالهم، يعني هوا أمام الناس لديه شركة فيها خمس أشخاص بينما في الحقيقة لديه شركتين فيهم حوالي ٥٠ شخص.
التعليقات