إذا كنت تعمل في منصب يمكن أن يؤثر على المجتمع بشكل كبير، ووجدت نفسك أمام قرار يفيد المصلحة العامة لكنه قد يضر ببعض الأفراد، كيف ستتعامل مع هذا الموقف؟
كيف ستتصرف إذا كان عليك اتخاذ قرار يفيد المصلحة العامة ولكنه يضر ببعض الأفراد؟
لا أعتقد أن هناك أي قرار نتخذه في حياتنا يرتبط بنسبة قبول 100%!
لذا، أقبل أن يحدث هذا الأمر، ولكن علي مراعاة الفئة المتضررة بأي تعويض ممكن، إذا كانت تستحق التعويض بالفعل.
هذه إجابة شجاعة منك عمر.
لكن أنت بهذا تقول إن هناك فئة تستحق أن تضحي لأجل فئة.
ألا يتعارض هذا مع مبدأ أن البشر سواسية وأنه لا فضل لأحد على الآخر؟
أي شخص في موقف مثل مسؤول في مصنع أمامه عدة حرفيين ليختار أحدهم، ثم أسوء جودة خرجت من الأكثر حاجة للعمل، فهو بدوره سيختار الأكفأ بكل تأكيد. هذا هو القرار المهني.
لكن هناك بالطبع قرارات إنسانية أخرى يمكن بها مساعدة الأكثر احتياجًا بعيدًا عن هذا المصنع.
هنا يفرق القرار ..
هذا وضع خاص .. بعمال ومصنع ومنشىة .. وليس عام لمجتمع او شعب ...
كذلك كما قلت او وضحت .. القرار يعود بناء على المشكلة والحل .. وبناء على نوع القرار ..
لذلك لا اجد انه مناسب لسؤال عام .. مطاط ..ان يطرح
فالمصلحة قد تكون قرارها في جودة منتج او تصنيع
او دواء نافع او ضار .. لايرجع القرار الى الناس انما الى شيء معين يبنى عليه القرار ...
لكن ماذا لو كان الشخص الأكفأ -الذي ذكرته في مثالي- مشهور بين العمال بأنه متعجرف ولا يقبلوه، لكن من وجهة نظري أريد جودة أفضل تفيد المشروع وترفع من مستوى التنافس.
لايرجع القرار الى الناس انما الى شيء معين يبنى عليه القرار ...
هنا صار الناس طرفًا في المعادلة، فلو كان قد تساوى اثنان في الكفاءة فسأختار من يرضوا بصحبته أكثر، لكن هنا سأختار الواحد الأكفأ للمصلحة العامة، وعليهم التعامل مع توابع القرار.
تخيلت نفسي بصفة سياسي ودخلت هذا الموقف الذي كتبتيه، ورأيت مباشرةً أن واجبي الأساسي هو خدمة المصلحة العامة. بعالم اتخاذ القرار إذا اخترت المصلحة العامة على الخاصة يجب أن اقوم بذلم بشفافية وتعاكف وتواصل مفتوح لشرح فوائد الموضوع للمجتمع والأساس المنطقي الذي بني عليه القرار، يعني لكي لا يروّج عن أن هذه القرار تعسفي وظالم. .
إذا اخترت المصلحة العامة على الخاصة يجب أن اقوم بذلم بشفافية وتعاكف
هذا يحدث في العملية الانتخابية في الواقع. ينطبق عليها ما قلته. بغض النظر عن الشفافية والتعاكف اللتان لا تعرفهما بلادنا.
لكن مهما حاولت ستبقى الفئة غير راضية عن القرار الذي اتخذته على حسابها. تمامًا كما يتم اختيار مرشح معين تختار الفئة الأكبر وتظل الفئة الأخرى متقينة من أن مرشحها كان يستحق أن يفوز هو.
تحقيق الرضا هنا مسألة غير مطروحة للتحقق.
يذكرني هذا الطرح بلغز سمعته في الصغر وهو( إن كنت سائق قطار وتعطلت فرامل القطار فجأة فهل تتخذ المنحنى الأيمن وتدهث فردين أم تتخذ الأيسر وتدهث خمسة علماً بأن الإثنين من الأقارب والخمسة من الغرباء) وقتها كنت أرى جميع الأطفال يذهبون للخيار الأول وأتذكر أن عمي قد نهرني لأنني صممت على الاختيار الثاني، ولكنت وقتها أدركت أن ألم الضرر لاثنين خير من ألم الضرر لخمسة حتى وإن كان ضرر الإثنين يمسني، وهكذا يجب أن نفكر في مثل هذه الحالات، إلا أن الأنانية والصلات والمعارف تأخذ الأمر دائماً إلى منحنى يدهث القطار به العامة ويترك الأقربين على قيد الحياة.
أرى أنه بما أنه متوقع حدوث ضرر لبعض الأفرارد فيجب السعي لتقليل الأضرار المحتملة من خلال استراتيجيات تعويضية أو دعم إضافي للأفراد المتأثرين، و من الضروري أيضا التواصل الشفاف مع جميع الأطراف المعنية، وتوضيح أسباب القرار وكيفية تحقيق التوازن بين المصالح المختلفة، يعني في هذه الحالة لن يكون هناك ظلم لأي فرد.
من خلال استراتيجيات تعويضية أو دعم إضافي للأفراد المتأثرين
يجب أن يغطي التعويض قيمة الضرر الحاصل بل ويفوقه، وإلا فالظلم واقع.
على سبيل المثال في مصر كانت هناك من فترة حملة لهدم بعض المنازل المخالفة أو التي يٌراد موقعها لعمل مشروعات توسيعية معينة، ولو كانت التعويضات تغطي قيمة المنزل وذكرياته وكل المعاني التي يحملها بالنسبة للمواطن المتضرر لما كانت هذه الثورة ستقوم في وجه الظلم.
كانت هناك من فترة حملة لهدم بعض المنازل
لقد قلتيها كانت هذه المنازل مخالفة لذلك فهو خطأ أصحابها من البداية. أنا لا أبرر أي تصرفات لأحد وإنما أرفض أيضا التعاطف مع المخالفين.
لا أخفيك سرًا. ترددت وأنا أكتبها لنفس السبب.
ولكن كتبتها لأن هؤلاء المواطنين حتى وإن كانوا مخالفين فإنهم يفعلون لذلك لأن لا خيار آخر لديهم إلا ذلك.
هم "مضطرون".
هل تعتقد أنهم راضون عن السكن بمنزل على وشك الانهيار أو بمنزل مبني على أرضٍ زراعية أو أو؟
الكلام العام لايوضح المغزى .. لكل منصب امتيازاته ووضعه .. كذلك اجد تناقض في الكلام ...
كيف يفيد المصلحة العامة ويضر ايضا افراد ؟
الا ان كان القصد ان القرار يفيد المصلحة العامة للناس ويضر افراد من ذوي المنصب .. هنا يكون في الاجابة فرق .
حينها تقدم مصلحة العامة من الناس دون تردد .
كيف يفيد المصلحة العامة ويضر ايضا افراد ؟
المغزى من الكلام أنه يفيد (في مصلحة) الأكثرية ويضر بأقلية.
وكلهم من نفس الفئة. الشعب.. العمال.. الطلاب.. الموظفين.. إلخ.
مصلحة العامة هي مصلحة أولئك الأفراد أيضا .. ألا يعتبرون من العامة أيضا ؟ و لماذا علينا أن نفترض أن المصلحة العامة تضرهم ؟ .. و لذلك أعتذر إن كنت لم أفهم جيدا ما تحاولين إيصاله آنسة رغدة .. لكنني أتمنى لو تقدمي مثالا عن قرار حقق مصلحة عامة و تسببت في ضرر لمصلحة خاصة كأفراد .( لتكن أمثلة واقعية حصلت بالفعل و أصبحت من الدروس و العبر ) .. و بالمثال سيتضح المقال بإذن الله تعالى .. و سنرى بعد ذلك لمن سنقرر هل للعام أم للخاص أم نمتنع عن القرار ؟
التعليقات