يميل العديد من الأشخاص إلى آليات معيّنة تساعدهم على اتخاذ القرارات. لكن أزمة التردّد حيال قرارات مهمّة ومصيرية قد تكون العدو الأول لنا في مثل هذه اللحظات.
بالنسبة إلى كلٍ منكم، ماذا تفعل عند التردّد في اتخاذ القرارات؟
القرار المصيري الذي كان علي اتخاذه هو اختيار التوجيه فهو يحدد مستقبلي المهني على الأقل. لم يسبق لي أن شعرت بحيرة كتلك، و كنت مترددة للغاية بين خيارين. الطريقة التي لجأت إليها في النهاية هي أنّني صليت الاستخارة و اخترت الشعبة التي ملت لها بالحدس. لا أنكر أنّني ألجأ للحدس في غالب الأحيان.
بالمقابل: زميلتي التي تدرس معي و التي كانت تواجهها نفس المشكلة تماما لجأت -إضافة للاستخارة- إلى طريقة ذكية أعجبتني. فكما قلت لك، كان أمامنا خيارين، فما كان منها إلا أن رسمت جدولا كتبت إيجابيات و سلبيات كل واحد منهما، فتوصلت بذلك إلى الشعبة المناسبة، و هي بالمناسبة نفس الشعبة التي اخترتها أنا بالحدس.
و عليه، يمكنني أن أقول أنّ أهم شيء في اتخاذ القرارات المصيرية هو صلاة الاستخارة، و من ثم دراسة الأمر بعقلانية من ناحية الإيجابيات و السلبيات و تأثيره المستقبلي على متخذ القرار، و بالطبع استشارة الآخرين. هذه النقطة الأخيرة قد قمت بها أيضا.
نتائج صلاة الإستخارة يا فردوس رهيبة بحق، صراحة لا يمكن أن أستغني عنها في أبسط القرارت التي تواجهني، لكن ماذا لو تأخرت النتيجة يا فردوس وكنا مرتبطين بوقت محدد لوضع قرارنا حول أمر معين، هل لابد أن نؤخر قرارنا حينها؟ أحب كثيرا أن أستمع الى تجاريك في هذا الصدد؟
إختيار التخصص هو قرار مصيري بحق ولكن ليس الكل مثلك يا فردوس يفكر بتلك الطريقة، إختيار الجامعة التي تدرسين بها مهم بنفس الأهمية التي يحملها التخصص، مثلا أنا نادمة الى الأن لبعض الإختيارات التي إخترتها بسبب العجلة وبدون مشاورة أهل العلم والإختصاص.
أهلا عفيفة، جميل مناقشتك مرة أخرى.
بالنسبة لتجربة التخصص، لم أقصد اختيار الجامعة أو ما شابه إنّما فقط تخصص البكالوريا للعام المقبل، كان أمامي خيارين فقط و كادت الحيرة تقتلني، و لأقول لك فكلا الخيارين جيدين إنّما كانت المشكلة في الأفضل، أما قصة بعد البكالوريا فأمري لله أمام الخيارات الكثيرة. الأمر سيكون صعبا للغاية، أمامي عام كامل قبل اتخاذ قرار اختيار الجامعة و أنا حائرة تماما و هنالك عدة نسبيات: الموقع، ما أحبه أنا، الآفاق، سوق الشغل، نقطة البكالوريا ... و أهم شيء: هل ستقبلني هذه المدرسة أساسا.
ثم لم أكن أنتظر نتيجة بعد صلاة الاستخارة و كنت مرتبطة أيضا بموعد لتسليم قراري، أنا صليت الاستخارة و كتبت في ورقة التوجيه الشعبة التي أقنعتني، حسب الحدس كما قلت.
أنا أثق كثيرا بأنّ الحدس و الشعور الداخلي مهم، و أثق في ما تقوله لي نفسي، طبعا ألجأ للمنطق و التحليل و الاستشارة، لكن في النهاية أفعل ما أشعر أنّه الأفضل.
ما أقصده، أصلي الاستخارة و لا أنتظر نتيجتها، لإنّما أقدم على ما أقنعني أكثر، فإذا مضيت فيه ففيه خير و إن لا فلا، أي إذا حدث طارئ و لم أستطع الإكمال فأقول فيه خير. مثلا، في قصة التخصص، هنالك احتمال أن لا تكون تلك الشعبة في ثانويتي بسبب قلة عدد الطلاب، لذلك فإذا اكتمل عدد الطلاب و كانت ففيها خير و إن لم تكن فسأغير التوجيه للشعبة الأخرى، بهذه البساطة.
هذا أكبر قرار مصيري في حياتي الصغيرة، لو تقترحين مثالا للموقف الذي قصدته عفيفة.
أنا شخصيا مترددة ودائما ما أحتار في خيارتي ولذلك أتبع بعض الخطوات لاتخاذ القرارات المهمة:
1-أحاول تصفية ذهني من أي مشوشات أخرى وأي مشاكل أو مشتات لا تتعلق موضوع القرار. فأظن أننا في الكثير من الأحيان نفشل في اتخاذ القرار الصحيح بسبب الذهن المشوش بأفكار كثيرة وضغوطات تمنعنا من الحكم بوضوعية.
2-بعد تصفية ذهني من كل شيئ ليس على علاقة بموضوع القرار، أفصل الاحتماليات المطروحة أمامي من حيث الإيجابيات والسلبيات وكل ما يمكن أن يطرأ وأحاول قدر الإمكان أن أكون موضوعية ومنطقية دون انحياز وكذلك أحاول الربط بين الموقف المعين ومواقف أخرى مشابهة من الماضي لأستفيد منها. أرسم سيناريو متكامل لكل احتمال متاح وأقيمه على المدى البعيد.
3-أحاول البحث، سواء في محيطي أو على الإنترنت، عن أشخاص مروا بموقف مشابه، طبعا أفعل ذلك فقط في حال القرارات الكبيرة قالقرارات اليومية الصغيرة أكتفي يأول خطوتين. فأحاول أن أتعلم من تجارب غيري في نفس الموقف قدر المستطاع وخاصة من الأشخاص ذوي الحكمة والخبرة ولكن أوازن بين قناعاتي وما أتلقاه من نصائح.
4-قد ألجأ إلى الاستخارة في حال كان القرار مهما جدا ولم أستطع التخلص من التشتت.
5-بعد القيام بالخطوات السابقة، أحكم عقلي وأقيم المعطيات وآخذ القرار وأتوكل على الله لأنني فعلت ما بوسعي.
التردد أمر طبيعي فليس كل الاختيارات واضحة وسهلة بالنسبة لي أقوم بهذه الخطوات:
بشكل شخصي لست متردد في الكثير من مواقف حياتي حيث اقبل علي الكثير من الامور بكامل طاقتي مستخدما قاعدة اساسية في حياتي احاول دائما الإلتزام بها وهي :"الحياة مكسب وخسارة، لذلك لا أحكم على حياتي بالفشل بل أتحدي خوفي وأسير وفق هدفي وخطتي، وأتحمل نتيجة قراري هذا مهما كانت بشجاعة، ف الأخطاء من الأشياء الواردة فى حياتنا ويجب علينا أن نتقبلها والعمل علي تصحيحها"
بالنسبة لي فأنا عندما أحتار في شئ، أو أتردد في الإختيار بين عدة بدائل أو أكون واقعا في مشكلة ما أحاول أن أكون على قدر من الهدوء النفسي قبل الدخول في دوامة التفكير أو أثناءها، فعادة تكون الحيرة بوابة للتفكير السلبي.
لذا فأنا أفكر بهدوء شديد وأتناول الأمر من كافة الجوانب محاولا الإبتعاد عن السيناريوهات السلبية بقدر الإمكان وبعد التفكير اتخذ قرار مبدئي.
بعد ذلك أستشير شخص قريب مني، وليس مجرد شخص عابر أو صديق لا تربطني به علاقة قوية.بل شخص يفهم طبيعتي جيداً، لأن هذا الشخص هو أفضل من سيعطي لي النصيحة، ولو هناك أكثر من شخص بنفس القرب، فهذا سيخفف كثيراً من وطأة القلق والحيرة. وافتقاد هذا فهو شئ صعب جداً في الحياة عموماً. أستشيره في الأمر وأخبره برأيي.
إن كانت البدائل التي أختار منها تستدعي أن أسأل خبير في مجال تلك البدائل، فأفعل ذلك، وأسأل أكثر من شخص.
ثم بعد ذلك أصلي صلاة استخارة واختار القرار بنفس مطمئنة.
ومن وجهة نظري "الخطوة الأخيرة" هي أهم خطوة، فلم أندم على قرار أخذته وكنت قد صليت قبله صلاة استخارة.
التردد في إتخاذ القرارات من أكثر الأشياء التي تمر علينا يا علي، وبالرغم من البعض من يربط لتردد في إتخاذ القررات بكمية التجارب المأساوية التي تمر بالفرد إلا أنني لا أتفق مع الأمر بتاتا، فطبيعة المواقف والمواضيع لا تنفع التجربة والخبرة من الإستفادة منها، ويرتبط الأمر أكثر مدى تأثير تلك القرارات على حياتنا، إذا كانت بعض القرارات تؤثر على خمس سنوات القادمة علينا لابد التركيز والتريث، أم إذا كان ذلك القرار لا يؤثر سنوات في حياتنا، فلما إستنزاف الطاقة والوقت لتفكير فيه، هناك من يؤخذ وقتا مطولا لإختيار الوجبة التي سيأكلها والملبس الذي سيلبس لأكثر من ساعات في التفكير.
بعض من الدراسات النفسية من يعتبر بأن التردد في إتخاذ القرارات أمر طبيعي جدا، وأن ما يواجه الإنسان في تلك اللحظات يدعى بالقلق الوجودي أي قلقه الدائم من أيّ اختيار قد يختاره يكون على حسابِ الآخر، والقلق والخوف من مآلاته ونتائجه التي ستحدث معه، ويعتبر بعض الفلاسفة بأن الإنسان مدى حياته سيبقى غارقا في عذاب الإختيار.
ماذا تفعل عند التردّد في اتخاذ القرارات؟
لا يمكن أن أنكر بأنني قد عانيت من إتخاذ القرارات المتسرعة وغير المدروسة وقد أثر علي ذلك لسنوات، ومع الكثير من التجربة بدأت أخفف من توتري من خلال مقارنة المواقف الحالية بالمواقف السابقة الأصعب التي كنت أرى بأن سيتحيل حلها وقد حلت بسهولة، إلا أن التفكير الزائد في المشكلة بدل من الحل هو من يجعلنا نضخم الأمر.
اعمد بداية إلى استشارة من اثق في رأيهم وادرك جيدًا أنهم أهل خبرة في مجالهم، وقبل هذا إن كانت حيرتي بين عدة قرارات زائدة عن اثنين احاول تصفيتها إلى اثنتين فقط بحيث اسهل المهمة علي نفسي.
عملية التصفية نفسها تتم عن طريق عدة أمور وهي حساب الإيجابيات والسلبيات لكل القرارات المطروحة أمامي، واعتماد ما هو أكثر ايجابية واقل سلبية منها.
بعد استشارة أهل الخبرة اعمد إلى صلاة الاستخارة بالطبع، ثم احاول وضع سيناريوهات محتملة في حال اتخاذ كل قرار منهما، السلبيات الايجابيات، المخاطر، الاستدامة وغيرها. واخيرًا اتخذ قراري الأقل سلبية وأكثر ايجابية وذو الاستدامة الأطول بعد وضع الخطط اللازمة لتفادي السلبيات وتعزيز الإيجابيات
اولا .. التردد في بعض الناس تكون جزء من شخصيتهم مؤثرة . كأن يكون شخصية متردده وبرأيي هذا ناتج عن مخاوف واحيانا عقد .. اذ ان الواثق يتخذ القرار مهما كان دون تردد او مخاوف ..
اولا لكي تتخذ القرار دون تردد تحتاج الى:
الشجاعة .. المرونة في تقبل الناتج عن القرار ايا كان .
الثقة بالنفس ..
ثانيا .. انظر لفقه الاولويات والاهميات .. مالمهم والاولوية في هذا القرار وبناء عليه ابني قراراك
ثالثا .. قاعدة الفائدة المرجوة من القرار .. موازنة بين المنافع والمكاسب وبين الخساىر والاضرار .. يساعد كثيرا في اتخاذ القرار ...
رابعا .. الخوف من الندم في اتخاذ القرار .. لاتجعله في قاموسك .. خلاص اتخذت القرار فاليكن نايكن وليكن لديك الشجاعة بالتقبل والتكيف على مابعد
لاننا لسنا ملائكة ولا نعلم الغيب ووارد اننا احيانا نخطىء بالقرار .. ليس نهاية الحياة . فان كان هناك امكانية اصلاح لابأي وان لم يكن ايضا لابأس..
واخيرا وختاما ...
عود نفسك على استخدام الورقة والقلم واكتب كل ماسبق .. ليكون امام ناظريك يساعد ذلك على الاغلب
ايضا
اذا كنت تعاني من قلق وخوف ( مخاوف ) لابأس في طلب الدعم والنصح من متخصص .. فالقلق يلعب دور كبير في التردد من اتخاذ القرار ...
التعليقات