في إحدى المرات، كنت في حوار مع صديقتي حول اتخاذ القرارات في الحياة، وكانت هي ترى أنه من الأفضل ترك الأمور تأخذ مجراها وأن تكون العشوائية جزءًا من الحياة، قالت لي إنه في كثير من الأحيان عندما نترك الأشياء تحدث دون تخطيط مسبق نجد أنفسنا نكتشف مسارات جديدة لم نكن نتوقعها، مما يجعل الحياة أكثر إثارة وتنوعًا، صراحة في البداية شعرت أن هذا قد يكون نوعًا من التسرع، لكنني بدأت أفكر في أن هذه العشوائية قد تكون مدخلًا للفرص غير المكتشفة. ما رأيكم أنتم؟ هل تعتقدون أن العشوائية قد تكون مفتاحًا لاكتشاف مسارات جديدة في الحياة؟
العشوائية في اتخاذ القرارات، هل هي السبيل لاكتشاف مسارات جديدة في الحياة؟
تنفع هذه الإستراتيجية في الأمور غير العاجلة أو غير المهمة، ففي النهاية لا يستطيع الإنسان أن يتحكم ويسيطر على كل الظروف طوال الوقت، لكن في المقابل يفيد التخطيط المسبق في إلزام الإنسان أن يبحث أكثر ويستكشف الظروف المحيطة بشكل أكبر، وبالتالي يتمكن من إصدار أحكام أكثر موضوعية، ويكون مستعداً وقت حدوث أي مفاجآت.
ألا تعتقدين التخطيط يجب أن يكون حاضرًا دائمًا في كل شيء؟
أنا دائمًا ضد فكرة العشوائية في اتخاذ القرارات، لأن القرارات المدروسة دائمًا تكون أفضل. عندما أدرس قراري جيدًا، أكون على دراية باحتمالات النجاح والفشل قبل أن أخطو أي خطوة، وهذا يجعلني أكثر استعدادًا لأي نتيجة. أما العشوائية، فأراها مجرد لعبة حظ، قد تصيب مرة لكن قد تقودني إلى مشكلة كبيرة في المرة التالية. لذلك، أؤمن أن علينا التفكير جيدًا قبل اتخاذ أي قرار مهم، لأن التخطيط يمنحنا رؤية أوضح، بينما العشوائية تجعلنا نتحرك دون وجهة واضحة.
أتفق معك لكن أحيانًا العشوائية قد تفتح لنا آفاقًا جديدة لم نكن لنتخيلها لو كنا قد خططنا بعناية مسبقًا.، وقد نجد في اللحظات العشوائية فرصًا غير متوقعة لتجربة شيء جديد أو اكتشاف حلول لم تكن ضمن حساباتنا، ورغم أنها قد تفتقر إلى وجهة محددة، فإنها قد تتيح لنا الفرصة للتكيف والتعلم بسرعة، خاصة في المواقف التي تفرض علينا التغيير المفاجئ أو التي تخرج عن نطاق سيطرتنا.
شخصيا أحاول دمج كلا الاتجاهين في قراراتي، من خلال أن أضع أهداف وخطط مدروسة وأسير عليها لكن أكون مرن ومنفتح جدا لتغيير تلك الخطط إذا ظهرت أمامي فرص جديدة لم أتوقعها ولم تكن ضمن خطتي. وفي بعض الأحيان تقلب تلك الأشياء خططي رأسا على عقب لكن إذا كنت معتقدا أنها ستكون أفضل مما خططت له فانا مستعد للتخلي عن خطتي
أعتقد أن الموازنة بين وضع خطط مدروسة والمرونة في تعديلها أمر مهم، لكن التخلي عن الخطط بشكل متكرر قد يسبب التشتت وعدم الاستقرار في مسار الحياة، خاصة إذا كانت التغييرات التي نقوم بها ليست مدروسة جيدًا أو قد تؤدي إلى نتائج عكسية، صحيح من الأفضل أن نكون مرنين لكن في الوقت نفسه نتمسك ببعض المبادئ الأساسية التي توجهنا نحو أهدافنا بعيدًا عن التأثر بكل فرصة عابرة قد تبدو مغرية في اللحظة.
هل لعبتي الضومنه من قبل يا بسمة أو لعبة الكروت ؟ دائماً من يعرف قواعد اللعبة وعدد الأوراق ويخطط لكل خطوة يتخذها هو من ينجح وفرص خسارته قليلة جداً.
لا أنكر أن من يلعب بجهل أو عشوائية قد يكسب ولكن سيظل طول اللعبة في قلق وتشتت وقرارات مزعجة لأنه لا يدرك سببها ولا يتوقع نتيجته وفرص خسارته أضعاف أضعاف من يعرف القواعد ويتخذ قرار ناتج عن معرفة وتفكير.
وكذلك الحياة كل قرار بنتيجة والخاسر في أغلب الأحيان هو من يلعب بعشوائية حتى لو فاز فيكفي إرهاق القلق والجهل والخوف من الخسارة
برأيي الأمر في اللعب يختلف تمامًا عن حياتنا الواقعية لأن الحياة مليئة بالعوامل غير المتوقعة التي لا يمكن التحكم فيها بالكامل، وفي الألعاب مثل الضومنة أو الكروت قد تعتمد الكثير من الأمور على قواعد ثابتة وفرص محسوبة، لكن في الحياة الواقعية حتى إذا كانت لدينا خطة مدروسة ومعرفة دقيقة، لا يمكننا التنبؤ بكل المتغيرات أو التحديات التي قد نواجهها، وهناك دائمًا عنصر من المفاجأة والخبرة الحياتية التي تلعب دورًا أكبر من مجرد اتباع القواعد، وبالتالي فإن النجاة أو النجاح لا يتوقف فقط على التخطيط بل أيضًا على التكيف مع الظروف والتعلم من الأخطاء والقليل من العشوائية.
هل تعتقدون أن العشوائية قد تكون مفتاحًا لاكتشاف مسارات جديدة في الحياة؟
العشوائية أم الفوضى الخلاقة كمصطلح سياسي سمعنا به في حرب العراق! الواقع لا أستطيع أن أتصور إلا أن تكون تلك العشوائية هي قرار بذاتها نتخذه عن عمد. فنحن في ك لحظة من لحظاتنا الواعية لابد لنا أن نتخذ قرارات شئنا أن أبينا. ذلك لأننا أحرار نملك أنفسنا فنحن سواء قررنا قرارت بعينها بعد روية وتفكير أو لم نقرر بروية وتفكير فقد قررنا أيضاً.
ذلك لأننا أحرار نملك أنفسنا فنحن سواء قررنا قرارت بعينها بعد روية وتفكير أو لم نقرر بروية وتفكير فقد قررنا أيضاً.
لكن هناك فرق بين القرار الذي يتخذ بعشوائية أو بدون تخطيط مسبق، والقرار الذي يتم اتخاذه بعد تفكير وتحليل دقيق للنتائج المحتملة، فالعشوائية في اتخاذ القرارات قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة أو حتى كارثية، بينما القرار المدروس يهدف إلى تحقيق أهداف معينة وتقليل المخاطر المحتملة، لذلك حتى وإن كان الشخص يعتقد أنه يقرر عشوائيًا، فإن هذه العشوائية قد تكون أيضًا نتيجة لغياب الوعي الكامل بالخيارات المتاحة أو للضغوط الخارجية التي تحد من القدرة على التفكير بوضوح.
بينما قد تكون العشوائية تفتح أبوابا لفرص غير متوقعة، إلا أنني أعتقد أن اتخاذ القرارات بحذر وتخطيط مسبق هو الأكثر فائدة. العشوائية قد تؤدي أحيانًا إلى نتائج غير محسوبة، وهو ما قد يعرضنا للمخاطر والتحديات غير الضرورية. في الحياة، هناك جوانب تتطلب منا أن نكون واعين وملتزمين بخططنا وأهدافنا لتجنب الضياع أو الندم لاحقًا. فالتخطيط لا يعني التقيد المطلق، بل يتيح لنا تحديد مسارات واضحة يمكننا تعديلها مع مرور الوقت، بينما العشوائية قد تجعلنا نتخبط ونضيع في الاتجاهات غير الواضحة
التعليقات