لاحظت في الآونة الأخيرة إقبال أعداد كبيرة من شباب الدول العربية على الهجرة إلى دول مختلفة أكثر تقدمًا من بلادهم، وعادة يكون ذلك للبحث عن حياة أكثر راحة من الناحية المادية والمعنوية، وبالرغم من أن الهجرة قد تضمن حياة كريمة للفرد، ولكن بنفس الوقت أجد الكثير ممن خاضوا التجربة يندمون على سنوات عمرهم التي ضاعت بالغربة بعيدًا عن الأهل، برأيكم متى يكون قرار الهجرة صائبًا؟
متى يكون قرار الهجرة صائبًا؟
لقد شهدت عدد كبير من الشباب الذين قرروا الهجرة هروبًا من مشاكل مادية أو مجتمعية وبحثًا عن ظروف معيشية أفضل. وحين تأملت في بعض تلك الحالات توصلت إلى أن قرار الهجرة يكون القرار الصائب عندما تكون الهجرة مسبوقة بتخطيط جيد ومحكم. فأغلب من نجحوا في الهجرة كانوا مثلا أشخاص قد حصلوا بالفعل على فرصة عمل مجزية في الخارج، أو لديه صديق في الدولة التي سيهاجر إليها سيدبر له أموره، أو على الأقل قد أمضى شهورًا في دراسة البلد التي سيهاجر إليها وظروف المعيشة والمجتمع هناك، وربما بدأ في تعلم لغتها إذا لم يكن يتحدث بها. أما من يتخذ قرار الهجرة فجأة ودون أي تفكير أو تخطيط فإما يمضي حياته في الخارج بشكل أكثر مأساوية مما كان يعيشه في وطنه، وإما يعود لبلده يجر أذيال الخيبة
أما من يتخذ قرار الهجرة فجأة ودون أي تفكير أو تخطيط فإما يمضي حياته في الخارج بشكل أكثر مأساوية مما كان يعيشه في وطنه، وإما يعود لبلده يجر أذيال الخيبة
أحيانًا يتخذ البعض قرارات الهجرة دون تفكير بسبب قلة الحيلة وعدم الرضى عن حياتهم، ويعتقدون أن جميع مشاكلهم المادية سيتم حلها بمجرد ترك بلادهم، ثم تصيبهم الصدمة بعد ذلك عند الاصطدام بالواقع المرير وإدراك ما فعلوه بأنفسهم، لا يمكنني إلقاء اللوم على هؤلاء وأتمنى أن تتاح لهم فرص أفضل في بلادهم، وربما سيفيد نشر الوعي عن هذا الأمر خاصة مشكلة الهجرة غير الشرعية التي تسببت في تدمير أحلام الكثيرون في العمل وعيش حياة كريمة.
الهجرة تكون قرارًا صائبًا إذا كانت ظروف الانتقال والوظيفة مناسبة، وأنه لم يهاجر ليكون مشردًا ببلد آخر، بمعني أن يكون الهجرة بغرض الوصول لدرجة أعلى - وليس آقل أو اتباعًا للوهم- مثل الهجرة لاستكمال الدراسة والعمل، أو بسبب ترقية وظيفية، أو أن مؤهله له فرصة أكبر بدولة أجنبية وليس ببلده الأم.
وهناك حالات مخصصة لا أرجح فيها الهجرة، وهي إذا كان المهاجر زوجًا وأبًا فلا يمكنه اتخاذ هذا القرار تاركًا أسرته خلفه، إذا لم يتمكن من اصطحابهم فلا داعي للتفكير بالأمر، فلا يمكنه التخلي عن رعاية أسرته مقابل الهجرة.
وهناك حالات مخصصة لا أرجح فيها الهجرة، وهي إذا كان المهاجر زوجًا وأبًا فلا يمكنه اتخاذ هذا القرار تاركًا أسرته خلفه
هذا ما يحدث بالفعل في الكثير من الأحيان، فقد يضطر الأب إلى الهجرة كحل أخير للتغلب على المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها الأسرة، وأحيانًا يسرقه الوقت لسنوات عديدة وينسى أن هناك أسرة تنتظره، والعجيب أنني رأيت بعضهم ممن استطاعوا تكوين أسرة جديدة في الغربة فأصبح العبء أكبر.
يكون صائبا عندما يكون لدى الشخص خطة واضحة لما يريد أن يفعله سواء من تعليم أو خطة عمل واضحة المعالم ويكون لديه خطة ويلتزم بها، أما عن الشكوى التي يرددها البعض وليس الكثير هي بسبب عدم قدرتهم على الاندماج في المجتمع الجديد وعدم حصولهم على فرص جيدة بالإضافة إلى فكرة الحنين للوطن والأصدقاء والأهل، فتجربة الهجرة صعبة بكل المقاييس ولكن لكل شيء ضريبة، ولكن الهدف لو كان واضحا فسيحقق مراده بالتأكيد.
برأيي الشخصي قرار الهجرة لن يكون صائب ابدا، لن يصيب لو وضعنا خطة ولن يصيب لو هاجرنا بحثاً عن حياة، أعرف أصدقاء هاجروا ليعملوا في النظافة وتنظيف الغرف وما إلى ذلك، ومع كامل احترامي لهذه المهن والعاملين بها ولكن ببلدي هذه الوظائف موجودة فلماذا نسافر من أجلها، والفكرة أن البعض يتحجج بالرغبة في الحياة مثل غيره، ولكن هذا ليس ضروري فأي مهنة توفر لي مأكل ومشرب وملبس وجزء بسيط من الرفاهية ستكون كافية.
ولكن هؤلاء خلقوا لأنفسهم حاجات إضافية وصورة مختلفة من الرفاهية التي تدفعهم للهجرة، فيتركون ورائهم أب وأم وعائلة وأصدقاء وجيران وربما زوجة وأبناء في سبيل المال.
فهل منطقي أن النجاح ببلدهم مستحيل، ألم ينجح أحد سوى بالهجرة، هؤلاء يتخذون اقصر طريق ويضحون بما لا قيمة له، وسأظل على هذا الرأي مهما حصل ببلدي ومجتمعي.
الهجرة ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل شخصية واجتماعية واقتصادية متعددة. تعتبر الهجرة القانونية خيارًا إيجابيًا عندما توفر فرصًا أفضل للعمل والتعليم والأمان، مع تحسين مستوى المعيشة بشكل ملموس. يجب على المهاجر المحتمل تقييم قدرته على التكيف مع الثقافة الجديدة والتحديات النفسية للغربة.
في المقابل، تنطوي الهجرة غير الشرعية على مخاطر جسيمة تشمل تهديدات للحياة والسلامة، إضافة إلى عواقب قانونية واجتماعية ونفسية وخيمة. رغم الدوافع القوية مثل الفقر والحروب، إلا أنها تبقى خيارًا محفوفًا بالمخاطر ويجب تجنبه.
الحل الأمثل يكمن في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة في البلدان الأصلية، وتوفير مسارات قانونية أكثر مرونة للهجرة، مع التركيز على التنمية المحلية وتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية. يجب أن يكون قرار الهجرة مدروسًا بعناية، مع موازنة الفوائد المحتملة مقابل التحديات والتكاليف النفسية والعاطفية.
الهجرة في الدول ذات الحروب اعتقد بسبب عدم استقرار البلد لكن تصبح ضرورية عندما تبداء الدوله نفسها في الاشتبه فيك اعتقد يجب الهجره على الفور لأن الدوله كونها تحت الاشتبها لاي غرض معين لن تتعامل معك بشكل قانوني! وستمنعك انت ان فكرت ان تتجه الى محاسبتها بشكل قانوني, وستبقى محارب من الدوله نفسها واحزابها وكل ما يصلها لذالك لن تستطيع بناء نفسك في ذالك البلد لا تستطيع ان تنهض سيمنعوك من ذالك بطريقه غير واضحه لك لاعتقادهم نهوضك يشكل خطر عليهم, في المقابل لا يستطيعوا محاسبتك! لانهاء الموضوع معك... فكره ربما لا تمد الى الحقيقة بصله.
عندما يصبح الوطن غير الوطن، لا تجد به ما يعبر عنك ومقتصر على فئة صغيرة به عندها يشعر المرء بأنه لايلزمه هذا الوطن، اما نقطة الندم هذة تتعلق بالنفس البشرية فافى مرحلة الشباب يكون المسيطر على المشاعر و الأهتمامات هو تحقيق النجاح والعمل و التقدم والبحث عن إيجاد التقدير والمساواة ، أما فى مرحلة الكبر تسيطر على الفرد مشاعر أسرية وعائلية و التفكير يكون نحو العمل على تأمين إحتياجاتهم و مع التقدم أكثر يكون المشاعر المسيطرة هى قضاء أطول وقت معهم ومع قضاء الوقت وهذا مايسبب الندم .
إن قرار الهجرة هو قرار معقد يتطلب التفكير العميق والتأمل في العديد من العوامل. من منظور أن الإنسان الناجح يمكنه تحقيق مستقبل مشرق حتى في أصعب الظروف، مثل العيش في الصحراء، فإن العقل والتفكير هما المفتاحان الرئيسيان لتحقيق النجاح، بغض النظر عن البيئة المحيطة.
أولاً، يجب أن ندرك أن النجاح لا يعتمد فقط على المكان، بل على كيفية استخدام الفرد لمهاراته وقدراته. يمكن للشخص أن يحقق إنجازات كبيرة في أي بيئة إذا كان لديه رؤية واضحة وأهداف محددة. العقل هو الأداة التي يمكن من خلالها تحويل التحديات إلى فرص. فحتى في الصحراء، يمكن للفرد أن يبتكر حلولًا جديدة ويستغل الموارد المتاحة بشكل فعال.
ثانيًا، التفكير الإيجابي والتخطيط الجيد يمكن أن يساعدا في اتخاذ قرار الهجرة بشكل صائب. يجب على الفرد أن يسأل نفسه: "ما هي أهدافي؟" و"هل ستساعدني الهجرة في تحقيق هذه الأهداف؟" إذا كانت الإجابة بنعم، فإن الهجرة قد تكون خطوة جيدة. ولكن إذا كان الشخص يشعر بأنه سيضيع سنوات من عمره في الغربة دون تحقيق أي تقدم، فقد يكون من الأفضل البحث عن الفرص في بلده.
ثالثًا، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن النجاح ليس فقط في تحقيق الرفاهية المادية، بل أيضًا في الحفاظ على الروابط الأسرية والاجتماعية. قد يكون العيش بعيدًا عن الأهل مؤلمًا، وقد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية. لذا، يجب أن يكون القرار مدروسًا بعناية، مع مراعاة العواقب الاجتماعية والنفسية.
في النهاية، يمكن القول إن قرار الهجرة يكون صائبًا عندما يكون مدعومًا برؤية واضحة وأهداف محددة، وعندما يكون الشخص مستعدًا للعمل بجد واستغلال الفرص المتاحة له، سواء في بلده أو في الخارج. النجاح يعتمد على العقل والتفكير، وليس فقط على البيئة، ويمكن للفرد أن يحقق مستقبلًا مشرقًا في أي مكان إذا كان لديه الإرادة والعزيمة.
اعتقد هناك اختلاف بين السفر للعمل و الهجرة...
السفر للعمل
مثلا منذ الثمانينات ... عدد كبير ذهب للعمل بدول الخليج
مع او بدون عائلاتهم ... ولكن بقي ارتباطهم بالوطن وكان افراد الاسرة يعودو تدريجيا وبخاصة بعمر الجامعة و الاهل بعمر التقاعد ...
الهجرة
الانتقال لبلد اخر للعمل والبقاء لمدى الحياة. ويبقى من بعده اطفاله واحفاده يدرسو و يعملو ببلد المهجر ...
أنامهاجر.
عندماكنا طلاب في الجامعة ... بعد اصدقائي خططو وعملو بشكل ممنهج للهجرة . أمريكا و اوربا و نيوزيلاند ...
وهناك من كان مخططه الذهاب للخليج لبضعة سنوات لجني مال كافي لشراء بيت في سوريا ...
انا كنت ضد السفر ... لم يكن عندي أي سبب وقتها ...
ولكن مع اندلاع الحرب الاهلية . بدأت التخطيط للهجرة ... وحصل ذالك . وكان قرار صائب
التعليقات