أي طريق ستختار أن تسير فيه؟، ولماذا؟
ماذا ستفعل لو أنك في طريقك تقترب من بلوغ هدفك، ثم وجدت منعطفًا يصل بك إلى هدف موازي يبدو من بعيد أفضل؟
بالتأكيد سأستمر في السير نحو هدفي الذي قمت بالتخطيط له من البداية، ولن أقوم بالمخاطرة حتى أصل لهدف لا أعلم عنه شيء، فعلى حد قولك هو (يبدو من بعيد أفضل)، والله أعلم بالحقيقة، ماذا لو اقتربت ولم أجده كذلك؟
لذلك عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة، إذا طمعت في الهدف الثاني ربما سأخسر الاثنين وأجد نفسي تائهة لم أحقق أي شيء.
ماذا لو كما المنعطف أخذنا لطريق جديد؛ يمكننا لاحقًا العودة للطريق الأول لو اقتربنا ووجدنا أنه لم يكن حقًا أفضل؟
بالتأكيد سنتأخر، لكننا لو لم نجرب؛ ألسنا هكذا نضيع فرصة عشر عصافير على الشجرة بدون أن نحاول؟
بالتأكيد سنتأخر، لكننا لو لم نجرب
بالفعل سنتأخر لذلك لا أفضل التجربة لأننا حينها سنكون أضعنا الكثير من الوقت والجهد بلا جدوى، نحن هنا نتحدث عن الطرق وكأنها مجرد طرق حرفيًا ولكنها على أرض الواقع ستكون سنوات ندفعها من أعمارنا، لذلك لا مانع لدي من خسارة ١٠ عصافير على الشجرة في سبيل تحقيق النجاح في هدف واحد مدروس جيدًا دون تشتت، وهذا أفضل من المخاطرة وتجربة شيء لسنوات عديدة واكتشف في النهاية أنه كان مجرد سراب.
سنكون أضعنا الكثير من الوقت والجهد بلا جدوى
لو تأكدنا بالفعل أنه بلا جدوى لما كان خيارًا مطروحًا من الأساس، لكن ماذا لو رأينا الجدوى في اغتنام الفرصة أكبر من جدوى مسعانا، فهل نتغاضى عنها؟
أي طريق ستختار أن تسير فيه؟، ولماذا؟
الأمر سيعتمد على حالتي وطريقة تفكيري في ذلك الحين، ولكن أعتقد أن التخلي عن هدف وضعت كل الجهود لأصل إليه هو أمر مستبعد، بالأخص إذا كان ارتباطي بهذا الهدف شديدًا بالأخص عاطفيًا، فما الذي يجعلني أميل إلى هدف آخر لا تربطني به صلة عاطفية إذا لم أوضع فيه دون إرادة منّي، صعب أن تفضل طريقًا آخر على ما ألفته وما عشت تواقًا إليه.. لكن عمومًا سأحتاج إلى التوجيه الإلهي لأختار، لن أعتمد على عقلي وتحليلاته كثيرًا.
سأمضي إلى هدفي الذي أعرفه وربما أنشئ فيما بعد طريقًا ورابطة جديدة مع ذلك الهدف الموازي.. لمَ لا؟ الإنسان لا يحب التوقف عند نقطة واحدة في غالب الأحيان، والهدف بعد أن يصل إليه سيتلوه هدف آخر.
تغيير الطريق بالنسبة لي مرتبط بدراسة الموقف بشكل جيد، فاذا ما تيسرت هذه الظروف لي في الوقت المتاح حينها، يمكنني أن أقرر بوضوح ما إذا كنت سأكمل الطريق أم سأغيره...
ولكن مبدئيًا، أعتقد أنني أميل للطريق الأصلي الذي بنيت عليه تحليلاتي وخططي وهو الأضمن ليحقق النتيجة المرجوة.
بالتأكيد نميل للطريق الأصلي المبني على التحليلات السليمة. لكن ماذا عن المقولات الكثيرة عن اغتنام الفرص، وأنها لا تأتي مرتين؟
لا مانع لتجربة طريق جديد لأهداف جديدة، فالحياة ما هي إلا تجارب وأهداف نظل نغيرها مع الأيام لكني أفضل إلا أسير في طريق واحد، لماذا لا نسير في الطريقين؟ نضمن النجاح في الأول، وفي الثاني نخوض تجربة جديدة لنجاح جديد سواء نجاح الهدف أو دروساً نتعلمها من الخسارة، أنا لست مع المثل أو الفكرة التي تقول أن يجب على الإنسان التركيز على طريق واحد، لأن بالفعل يستطيع الإنسان أن يكون ماهراً في عدة أشياء والنجاح بهما إذا أستطاع تقسيم وقته، تركيزه، جهده عليهما، وهذه من تجربة شخصية لكن يبقى في النهاية شئ واحد من الأشياء الكثيرة هي المقربة لك والتي تحب إحترافها حقاً، لذا لا مانع من التجربة مع الحفاظ على النجاح فيما تفعله وتحبه.
بالتأكيد سأستمر لكن اذا واجهت صعوبات اكثر سأستعين باستشارة الآخرين في اتخاذ القرار الأفضل. إذ يمكن للأصدقاء، الزملاء، أو المستشارين الموثوقين تقديم وجهات نظر متعددة قد أكون غافلة عنها، مما سيساعدني على رؤية الصورة بشكل أوضح. و الاستفادة من تجاربهم السابقة حول التحديات المحتملة وكيفية التعامل معها.
السؤال ماذا جذبك في الهدف الموازي؟ الحل هو البحث عن السبب الذي شدنا لهذا الهدف الموازي من الأساس. سأبحث في الهدف الآخر، وأتحدث مع من أثق بهم من المرشدين، والزملاء، والأصدقاء. طالما أن شيئا ما شدني لذلك الهدف الجديد ربما يكون فرصة جيدة؛ لأن الإنسان يتعلم طوال حياته. ليس الأمر وكأني عندما اتخذت القرار الأول كنت أعلم كل شيء عن كل شيء. كما أني من الناس التي تثق بحدسها في هذه الأمور.
هذا ما أقصده. إذ رأيت عددًا من النماذج الناجحة، والتي يُمكن أن يُقال أنها دخلت مجال نجاحها بالصدفة، او باقتناص فرصة.
لكني أعتقد أيضًا أن ربما عدد أكبر قد التقط فرصة ولم يحسن استغلالها ثم ندم على ترك طريقه الأول. وهناك من فاتته فرصة ثم ندم لاحقًا على عدم اغتنامها.
فهل الفكرة هنا في الشخصية المغامرة مقابل الشخصية المحترسة، أم في القدرة على سرعة اتخاذ القرار؟
أظن الموضوع في حسن تقييم الموقف، وأن الإنسان لا يجب أن يتمسك بقرار لمجرد التمسك به. قيم الفرصة نفسها: هل هي أفضل لك أم لا؟ أحيانا يجد الإنسان فرصة كأنها مٌفصلة لأجله، تجدها في نفس مجالك، ومجالات متاقطعة تكون أنت لديك خبرة فيها، وهكذا. اليقظة للفرص الجيدة جميل ومهم.
بكل تأكيد سوف أستمر في طريق الهدف الأول؛ لأني قد خططت له وأعرف كيف أصل إليه، أما الهدف الثاني فلا يمكن لي أن أضحي بالأول لأجله، ولو نظرنا للأمر نظرة علمية سنجد أن سؤالك يفسر مفهوم التشتت، الذي يحدث به دائماً التفات إلى كل ما لا يتعلق بوجهة السعي، وهنا يضل الإنسان طريق أهدافه.
أعلم أن هذا هو الحل النموذجي، لكن أتحدث عن هدف موازي، أي في نفس المجال، لكن لن يصلح معه نفس الخطة الأولى، فهل الالتزام بذات الطريق لا يعني تزمتًا أو تكاسل عن قبول تحدي جديد؟
التعليقات