الغيرة في العلاقات العاطفية قد تكون تجاه الأصدقاء أيضًا؛ فكيف تتعامل مع شريك حياتك إذا كان يغار بشدة من أصدقائك، ويطلب منك تقليل التواصل معهم؟
كيف تتعامل مع شريك حياتك إذا كان يغار بشدة من أصدقائك، ويطلب منك تقليل التواصل معهم؟
في مجتمعاتنا العربية المرأة غالبًا والرجل أحيانًا، بعد ثقل المسؤوليات وكثرة المشاغل؛ ما يتبقى من الأصدقاء هي الذكريات فقط، ولا يدوم سوى الأسرة والأهل.
الحل العصري اليوم هو تعارف شريك الحياة على أصدقاء الطرف الآخر وشركائهم، من أجل تكوين صداقة أسرية بدلًا من فردية، كأن يتم دمج هذه الصداقات ضمن إطار الأهل والأقارب.
الحل العصري اليوم هو تعارف شريك الحياة على أصدقاء الطرف الآخر وشركائهم، من أجل تكوين صداقة أسرية بدلًا من فردية، كأن يتم دمج هذه الصداقات ضمن إطار الأهل والأقارب.
ممكن لكن هذا يحفز وقوع المشكلات وسوء التفاهم أحيانًا لأن أفراد الأسرتين لا يكونون على نفس الدرجة من التقارب، وهذه العلاقة سيُجبر فيها بعض الأطراف بالتقرب من بعضهم البعض لأجل الأطراف القريبة بالفعل.
بالنسبة للرجال فعامة التقارب أسهل ما يكون، في حفل زواجي مثلا حمل أحد أصدقائي أخو زوجتي ليرقص به ولا يعرف أحد منهما الآخر. ورقص أخي الأصغر مع أحد أقارب العروس من بعيد طوال الحفل دون إبداء أي نية في التعجب أو حتى السؤال. بدأت علاقاتهم جميعا على المسرح وانتهت على المسرح في انسجام وحب دون أي اعتراض، وأتخيلهم جميعا وهم يشاهدون الفيديو امصور للحفل وهم يتساءلون: تُرى مَن كان هذا؟! حياتنا بسيطة وقيسي عليها كل شيء حتى الصداقات الأسرية.
فدائما ما تأتيني زوجتي بالهاتف بصوت يملؤه السعادة والبهجة وهي تقول: خذ يا أحمد، حسين مشتاق لك ويريد أن يكلمك وأنا والله لا أعرف من هو أحمد ولا لماذا تشوقت للحديث معه ومع ذلك آخذ منها الهاتف وأبدأ الحديث بكل حرارة وحب وقد أنهيه وأنا لا أعرف أيضا من كان على الهاتف، ثم أكتشف بعدها أنه كان أحد أقرباءها من بعيد والذي تواصل معي عبر مكالمة فيديو أثناء حفل الزواج ليهنئني ولم أرهُ بعدها بتاتا.
ألم أقل لكِ إن حياتنا بسيطة؟!
إذا نظرنا للموضوع بشكل حيادي سنجد أن بعض الصديقات وجودهن شر كبير، إذ يحاولن تحريض أصدقائهن على اختلاق المشاكل سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا بالتأكيد لا ينفي وجود المخلصات منهن، لذلك أرى أنه قبل أخذ أي قرار لا بد من إجراء نقاش هادف حول السبب الذي يجعل الشريك يغار أو يطلب تقليل التواصل مع إحدى الصديقات، ففي الحالة الأولى وما يشبهها بالتأكيد لديه كل الحق ولا بد من إعادة التفكير في الأمر وتقليل التواصل بالفعل، أما في حالة الغيرة التي لا مبرر لها تكون فهناك مشكلة في الشريك نفسه، وفي جميع الأحوال يجب دراسة الأمر من البداية وعدم الانتظار لاكتشاف طريقة تفكيره بعد إتمام الزواج.
أتفق معك، لا اعلم لم التسرع وافتراض أن الموضوع موضوع غيرة. كيف يغار من صديقتك، وعلاقتكما أصلا هي نوع مختلف من العلاقات؟ هل يغار من الأهل أيضا إذا؟ الأب والأم وإخوانها؟
الحل يبدأ من فهم لماذا يرى ذلك؟ هل الأمر له علاقة بتجارب سابقة سيئة عنده؟ أو نظرته للأصدقاء نفسها فيها مشكلة؟ أو هذه الصديقة بالتحديد حصل منها شيء أزعجه؟ ثم، يتناقشا بهدوء في سبب المشكلة الحقيقي، ويوضح كل منهما رأيه، ثم يتخذ كل منهما قراره إما بإكمال هذه العلاقة أو إنهائها.
الغريب يا بسمة أنني رأيت هذا التعليق من سيدة، فدائما في كل الأفلام القديمة والمسلسلات نرى النساء دائما يغفلن عن هذه القضية وبعدها تقع الكوارث.
لكن الآن لم تعد الصديقات خرابات للبيوت فمواقع التواصل والمقارنات بين حياة الإناث العادية وحياة عارضات الأزياء والمؤثرات يخرب البيوت وحده ولم نعد نرى تلك الصديقة الحميمة خرابة البيوت لأنها أساسا ليست متفرغة؛ هي الأخرى تسعى خلف خراب بيتها ومشغولة بحياة البلوجارات النساء وكم أن دبي جميلة وهي ترغب في العيش فيها مع زوجها مثل أنس وأصالة أو حمدي ووفاء ... وهكذا. فهي ليس لديها وقت أسساسا للوسوسة في آذان صديقاتها.
صديقتي رافقتني في حياتي قبل أنت تظهر أنت يا أستاذ!
لا أعتقد أنه يمكنني تقبّل شيء كهذا، برأيي ينبغي أن نتّسم بالوضوح منذ البداية في هذه النقطة، أصلًا لا أعلم إذا صحّ تسمية هذه الحالة بالغيرة، فأنا أراها أقرب إلى حب التملّك، حيث يظن الطرف الآخر أنك ملكه ويحاول عزلك عن المجتمع.
ولكن إذا كنّا نبحث عن طرق إقناع بالحسنى، لنجعلها واحدة بواحدة إذًا، إذا تحتم عليّ تقليل التواصل مع صديقاتي، إذا القرار يشملك أنت وأصدقائك أيضًا.. "غالبًا لن يقبل ولكنه قد يفهم مدى جور هذا الطلب".
على العموم أنا أرفض أن تجاري الفتاة تحديدًا شريكها في طلبات كهذه، لأنها ستتطور وتتمادى، فالذي منعك من صديقاتك اليوم، غدًا سيمنعك من أهلك..
ليس الأقدمية بل العِشرة، الأمر عينه ينطبق على الأهل مثلًا، فأنا معهم منذ الولادة، رافقوني في كل لحظاتي، يعلمون كل تفصيلة عني، ثم يأتي شريك حياتي الذي لم يمضي على تعارفنا أكثر من سنة ليجبرني على الإنقطاع عنهم أو تقليل زياراتي وتواصلي معهم!
هذا ليس عادلًا أبدًا
أقصد في موضوع الأقدمية أن يكون الاختيار لقيمة الشخص وقدر حبه لك.
فالأهل ليست لهم الأولوية لأنهم الأقدم، بل لأن حبهم وعطاءهم لا يضاهيه أحد. وكذلك قد يكون للصديق قيمة أكبر من الشريك المحتمل، ليس لأقدميته، بل بقدر حبه وعطاءه، وبالتالي ربما أيضًا يظهر شريك محتمل يكون حبه وعطاءه أكبر، وهنا لا أعتقد أنه يجب الاختيار بناء على الأقدمية. ولا يزال عددًا من الحلول الوسط متاحة مثلما عرضت أحد الأمثلة في تعليقي على الموضوع.
لا ينبغي أن يكون هناك اختيار ومقارنة من الأساس.. كل ما في الأمر أن تبقى كل علاقاتي قائمة بذات المحبة والإحترام، وأن يتغير شيء فقط بسبب الزواج، في النهاية كما ذكرت هناك حقوق وواجبات، حتى لو سلمنا جدلًا أن محبتي لشريكي تفوق محبتي لأهلي مثلاً، هذا لن يعني أنني سأنصاع إلى رغبته بأن انقطع عن أهلي أو ابتعد عنهم.
مثلاً عندما تعرفت على صديقتي، لم يضعني أهلي أمام الإختيار بينها وبينهم كما أنها لم تفعل ذلك.. لماذا يفعل هو؟ هذا ما أعنيه.
صحيح. فكرة الاختيار ذاتها خاطئة تمامًا، وتدل على مشكلة ثقة في النفس وفي الغير، وربما حب تملك كما ذكرتِ. وفي هذه الحالة ستحون علاقة غير صحية تمامًا وأعتقد تجنبها أفضل من محاولة الإصلاح.
لكني فقط كنت أرد على نقطة الأقدمية، فليس شرطًا أن يكون كل قديم هو الأفضل للمستقبل. هذا في العموم. لكن إن أردنا التخصيص، ففي حالات الأهل السيئين -عافانا الله- قد يكون الشريك، وهو الجديد؛ أفضل، مع رفضي القاطع للقطيعة التامة أيضًا في هذا المثال.
صديقتي رافقتني في حياتي قبل أنت تظهر أنت يا أستاذ!
لا أرى أن المقارنة تتم هكذا، لكل علاقة مميزاتها وسماتها، فلا يصح المقارنة بين علاقات مختلفة، بل يجب ان يحظى الانسان بمختلف العلاقات ويوازن بينها في حياته الصداقة، الزمالة، الأخوة، الزواج، لكل منها حدوده والتزاماته وعلى كل طرف الالتزام بدوره.
على العموم أنا أرفض أن تجاري الفتاة تحديدًا شريكها في طلبات كهذه، لأنها ستتطور وتتمادى، فالذي منعك من صديقاتك اليوم، غدًا سيمنعك من أهلك..
أتفق معك تقوى، هذا المنع يتطور وسيطال الأهل فيما بعد، وهذا ليس حبا بل تملكا، ويتوجب على الفتاة حديد موقفها منذ البداية، لأن تجاوزه وعدم مناقشته في حينه سفدِّح الوضع لاحقا.
تبدو هذه الغيرة تقييد و انعدام ثقة في الزوجة و أيضا انعدام ثقة في حبها و ولائها للزوج الغيور .. لأن الزوجة المحبة بصدق لزوجها لا تخونه حتى لو اضطرت للكلام مع زملاء الدراسة أو العمل في إطار محترم و هو الدراسة و العمل .. أعتقد أن الغيرة تعبر عن نقص ثقة الزوج في الحب و الرابطة التي تجمعه بزوجته .. فالغيرة الحقيقية النابعة من حب صادق للزوجة هي أن توطد الصلة بها فكريا و عاطفيا لدرجة لا تحتاج فيها إلى تعبئة أي فراغ عاطفي من الأصدقاء .. و بالتالي يكون الزوج واثق من حبه لزوجته و واثق من حب زوجته له .. و بالتالي لا داعي للخوف على مكانته عندها ..
التعليقات