أمي تميّز بيني وبين أخي، أشعر بذلك كثيراً سواء بتعاملاتها أو بكلامها أو حتى بعطائها اتجاهنا، حين أحدث أصدقائي أراهم متصالحين مع هذه التمييزات ولذلك صرت محتار بماذا يجب أن أفعل، هل أرضى أو هناك ما أستطيع القيام به لتغييرها؟ شاركوني آرائكم!.
أمي تميّز بيني وبين أخي، يجب أن أرضى أو هناك ما أستطيع القيام به لتغييرها؟
أظن أن ذلك التمييز موجود في أغلب الأسر، لكن أحيانًا قد يكون ذلك من وجهة نظرك فقط، ولا ترى والدتك نفس ما تراه من تمييز. لهذا أنصحك بالتحدث معها بصراحة وهدوء حول مشاعرك، اقض وقتًا أكثر معها وحاول فهم وجهة نظرها، فقد لا تكون مدركة للتأثير الذي يحدثه التأثير عليك.
أي حديث يأتي بصراحة سواء بيني وبينها أو بيني وبين أخي سيبدأ بالإنكار وبأن هذه أوهام أنا أعيشها في دماغي لا أساس لها من الصحة والصراحة هذه الطرؤقة بالتعاطي مع الحوار مستفزة جداً وأراها تزيد الطين بلّة ولذلك أتجنّب هذه الصدامات الكلامية حتى لا تتحوّل فجأة إلى مشكلة وخلاف يتصاعد ولا أعرف أضبطه وأتحكم فيه، لإن الإنكار أساسي في هذا النوع من المشكلات وهذا النوع من العلاقات.
لكن يوجد احتمالية أن وجهة نظرها قد تكون صحيحة.
الأبناء يختلفون في الشخصية، والطريقة التي يتعامل بها الأباء والأمهات مع كل فرد من أبنائهم قد تختلف حسب ذلك. على الرغم من أني دائمًا ما كنت أحصل على درجات جيدة في الدراسة، إلا أنني لم أرَ نفس المكافأة أو التشجيع الذي تحفز به أمي أحد إخواني في حال حقق نفس الشيء، هذا لا يعني أنها تميزه عني، لكنها تعلم أن هذه الأشياء تحدث أثرًا في نفسيته أكثر مني بكثير.
في كثير من الأحيان، قد لا تدرك الأم أنها تميز بين أبنائها، ولذلك فإن التحدث معها بصراحة واحترام يمكن أن يفتح لها الأفق لترى الأمور من زاوية أخرى، و قدم أمثلة محددة على المواقف التي شعرت فيها بالتمييز، ثم امنح والدتك الفرصة للتعبير عن وجهة نظرها واستمع إليها بتمعن، قد لا يكون التغيير فوريا، لكن الصبر والتواصل المستمر هما المفتاح للوصول إلى تفاهم وحل للمشاعر السلبية.
هم يدركون جيداً ولكنهم يتوقعون أن الأثر النفسي المترتب على هذه الأمور ليس عميقاً ولا مؤثراً جداً، كل شخص يقوم بتفضيل شخص على شخص يدرك ذلك، نقوم بذلك بين أصدقائنا جميعاً، لاي وجد أي شخص غير واعي بسلوكه ولكن هناك الكثير من الأشخاص الذين غير مسؤولين جداً عن سلوكهم، لا يهتموا بهذا الأمر جيداً من ناحية التأثير.
عندي قريبة تظن أن أمها تفضل بقية الإخوة والأخوات عليها، وظنها بمحله نسبياً. لكن المشكلة أنها لا تتساءل حول دورها بصناعة هذا التفضيل. حيث اكتشفتُ أن ما تمر به نتيجة نمط تفكير وسلوكيات تجعل أمها لا تميل إليها بنفس ميلها للبقية رغم محبتها الأكيدة لابنتها صاحبة الشكوى (لم تفلح محاولاتي لإقناعها بالتغيير الإيجابي، وبكون أمها تحبها لكن تصرفاتها تعمّق المسافات).
إن أسباب تفضيل أحد الأبناء ليست إرادية أو جائرة لدى الجميع، بل لاشعورية بحالات كثيرة بحكم الطبيعة البشرية. نميل عادة لمن ننسجم معهم أكثر، ومن نشعر باهتمامهم نحونا أكثر من غيرهم. لا أسقط حالة على أخرى، وإنما أطرح فكرة قد تغيب عن الذهن.
أحياناً، بمحاولة معرفة أهم أسباب هذا التفضيل الذي قد لا تدركه الأم نفسها (لأنها تحب جميع أبنائها)، قد نكتشف الحلول. يمكن معرفة بعضها بحال كانت الأم صريحة (نسألها)، أو عن طريق مراقبة السلوكيات التي تسعد الأم وتلك التي تزعجها وتحزنها.
نميل عادة لمن ننسجم معهم أكثر
ما تحاول أن تقوله لي أن معايير العلاقات التي تنطبق على كل المجتمع أيضاً تنطبق على الأسر وأفرادها أيضاً؟ بمعنى أنه برأيك أن الأمر قد تلد ٤ أولاد مثلاً ومن ثم تنجذب لأحدهم ليس بسبب حب زائد غير منطقي له بل بسبب شخصيته وكاريزمته التي سوّقت له وجذبت له الناس حوله؟ إذا كان هذا ما تقصد فإذاً كل ما ينطبق على المجتمع ينطبق علينا بالأسرة ولا علاقات خاصة وشروط خاص في هذه الطبقة تحكم هذا النوع من العلاقات!
لا علاقة بالكاريزما بما قلته. يمكن لشخص أن يكون صاحب كاريزما عالية لكنه بلا أخلاق ولا إحساس وسلوكياته أنانية. الأمر مرتبط بالسلوكيات المتكررة؛ المحببة والمنفرة التي تؤثر بأي إنسان مهما كانت درجة محبته لشخص آخر.
الأم عموماً تحب أبناءها بالدرجة ذاتها، وإنما بطبيعتها البشرية (لاشعورياً) تميل بوعي أو دونه كما يميل أي إنسان أكثر تجاه من يهتم به أكثر، من يفهمه ويقدر تعبه أكثر، من يشاركه أحزانه وأفراحه... إلخ. الاختلاف الحقيقي، وهذا ما يميزها عن أفراد المجتمع، يكمن بأن ميلها ليس كميل أي إنسان، فحتى إن مالت لأحد الأبناء قليلاً لا تكره الآخر أو تنفر منه.
وأحياناً سلوكيات بعض الأبناء تخلق هذ الميل، مع بقاء المحبة. ما يميز العلاقة بين الأم وأبنائها عن المجتمع، هو أنهم مهما فعلوا تظل تحبهم، وإذا أصيب أحدهم بمكروه، يخلق ذلك فجوة داخلها لا يمكن إصلاحها حتى من طرف أكثر الأبناء الذين تميل إليهم.
تود قريبتي أن تميل أمها إليها بنفس درجة ميلها لبقية أفراد العائلة (رغم محبة الأم الكبيرة لها)، دون أن تبذل أي مجهود أو تغير بعض تصرفاتها الأنانية والمنفرة، ولذلك الحال مستمر، وسيبقى مستمراً حتى تدرك أن تغيير تصرف لا يعني إلغاء كيان.
الأم لا تميز بين ابنائها في الواقع، لكن غالبًا ما تميل إلى الابن الاضعف اعتقادًا منها بأن الأقوى أقدر على تحمل مسئولية نفسه او يشاركها في تحمل المسئوليات كونها تبحث دائمًا عمن يساعدها، يدرك الأبناء نقاط الاختلاف والأسباب عندما يصبخون آباءًا.
لا أعتقد أن هذه قاعدة، قد تميل بعض الأمهات إلى الإبن الأقوى إعجابًا بشخصيته، في هذه الحالة يكون الوضع أكثر سوءًا!
اعتقادًا منها بأن الأقوى أقدر على تحمل مسئولية نفسه
يا إلهي لماذا لا يزال هناك من يفكرون بهذه الطريقة؟ هذا الوضع يخرج لنا أشخاص أقوياء من الخارج، أشد هشاشة من الداخل!
هو بالفعل الأضعف بيننا ولكن استغرب من هذه السياسة المتبعة لدينا سواء في إدارة البلاد أو إدارة الأسر حتى، هي سياسة إفقار القوي لكيون مثل الضعيف لا إغناء وتقوية الضعيف ليكون مثل القوي، يتني المقصد أننا نركز كل التركيز على دلال وراحة ورعاية الصغير مع أنه لا يضيف قيمة عالية لمن حوله!
أحياناً قد تكون هناك جوانب نتجاهلها أو نجهلها حول أسباب هذا التمييز، لذا أن نتوقف قليلًا لنلقي نظرة حول طبيعة علاقتنا بوالدتنا قبل أن نعتمد قناعة أنها تقوم بالتمييز بيننا وحسب، يجب أن نسأل "لماذا؟" أولًا، مثلًا قد يكون سبب هذا القرب من أخ معين هو الشبه بينه وبين أمك في الشخصية، قد يكون الأخ يواجه مشكلة أو أزمة معينة ويحتاج إلى دعم إضافي من الوالدة، وربما سبب تلبية طلباته بشكل مستمر هو أنه يطلب كثيراً ولكنك لا تطلب من الأساس.. إذا فعلت قد تجد رد الفعل نفسه!
إذا لم تجد إجابة على هذه الأسئلة بمجرد التفكير، يمكنك أن تتوجه إلأيها وتسألها مباشرة، على أن يكون الحوار بينكما هادئًا ووديًا وليس جواً من تبادل التهم والمحاسبة، أن تخبرها بما تشعر به وتلاحظه وتستمع إلى وجهة نظرها وأسبابها.
ما علاقة وجود مشكلة عنده بإهمالي تماماً؟ هل مثلاً يقول القاضي لناطور مكلّف بحماية البناء الذي يحرسه بأنه حرام لديه الكثير من الهموم والاشنغالات التي يركز عليها الآن ولذلك أهمل باقي الشقق؟ أم يجب أني عاملهم بتساوي من حيث تقديم الخدمات؟ بالمثل علاقتي مع أمي لا أرى تعارض نهائياً بين تقديم ما يحتاج إليه وما أحتاج إليه.
ليس تبرير طبعًا، ولكن قد تعتقد بذلك أنها تفعل الصواب، الأمر يشبه عندما تزداد العناية بالطفل المريض مقابل السليم، أو الرضيع مقابل الكبير، بسبب اختلاف الإحتياجات، وهذا لا يبرر التقصير ولكن ربما هي غير مدركة أنها باهتمامها الزائد بأحد لأبناء تقصر في حق الآخرين، ربما هي بحاجة لأن يتم تسليط الضوء على هذا الأمر ومدى تأثيره على الأبناء الآخرين.
أشعر بما تمر به فأنا الابنه المفضلة لدى والدي وحقيقة استاء للغاية لطريقة تعاملهم مع أخواتي
لم أكن كذلك أبدا كنت دائما مهمشة وغير مرئية ولكن حال دخولى الجامعة انتشلت من بين براثن الحياة شخصية قوية جعلت أهلي يحترمون رأيي ويرونني بشكل مختلف
خلعت جلباب ابي ولم يزل يلبسه أخواتى ولا ادرى كيف اساعدهم
دائما يروا النتيجة ولا يروا سببها وما قمت به من مجهود، استاء لهذا أيضا ولكن احاول جانبيا مساعدة اخواتى بنصائح صغيرة كيف ينتزعوا مكانتهم هم أيضا بدون أن انقل لهم الصورة الكبرى
هذه معلومة غريبة والله، يعني لأول مرة أعرف أن هذا التمييز لا ينعكس فقط على نفسية الاخ الذي يتعرض للتميز والتبخيس في وجوده بل حتى يؤثر على الشخص الذي يميّزونه بحيث أنه لا يفرح بهذه المكانة وهذا الاهتمام الذي يحظى به! شعورك باخوتك شعور نبيل فعلاً وقلة برأيي من ينظرون للأمور ويعيشونها من هذه الزاوية!
التعليقات