طريقة التحدث، أسلوب إلقاء الدعابات، طريقة التعامل مع المواقف بعفوية.. هذه فقط بعض الأمور التي عادة نلحظها حينما نجلس مع أحدهم لأول مرة، أحيانًا حتى بشكل لا إرادي، على أن البعض قد يحلل شخصية أحدهم من خلال نظراته، أسلوب تناوله للطعام، ملابسه.. وهكذا، لذا؛ كيف تتعاملون مع شخصيات جديدة لأول مرة؟
ما الملحوظات الشخصية التي تأخذونها عند التقابل مع أحدهم لأول مرة، وهل يؤثر ذلك على انطباعكم عنه؟
في المرة الأولى للقائي شخص جديد فإني أستمع إليه أكثر مما أتحدث، احاول فهم شخصيته وأسلوبه، وغالبا الا أتفاعل معه كثيرًا إلا في مقابلات لاحقة، واراقب أسلوبه في التواصل مع الآخرين، تتأثر فكرتي عنه بالانطباع الأول، لكن الفكرة الكاملة أكونها بعد فترة، وعليه أحدد مقدار تعاملاتي معه وحدودي.
أحب التعامل مع الاشخاص الجادين نسبيًا، قليلي الدعابات حسب الموقف، في النفس الوقت يلفت نظري الشخصيات البسيطة الهادئة، خاصة إذا كانت لدينا أمور متقاربة لمناقشتها.
تتأثر فكرتي عنه بالانطباع الأول
أنا العكس تمامًا، سواء تكلمت أنا أكثر أم الطرف الآخر أكثر، لا أستطيع في الغالب تكوين انطباع مبدأي واضح من اللقاء الأول ولا أستطيع تكوين فكرة عن الشخص، إلا بعد لقاءات متعددة أستطيع حينهاتكون فكرة عن الشخص.
لكن الفكرة الكاملة أكونها بعد فترة، وعليه أحدد مقدار تعاملاتي معه وحدودي
هذا ما أراه مناسبا، فالانطباع الأول بالنسبة لي يكاد يكون لا يذكر، فلست مهتم بتكوين رأي عن شخص من أول مرة، مصدفة بالأمس سألني أحد الأصدقاء عن شخص ما قابلته للمرة الأولى وسألني عن انطباعي عنه فقلت لا يمكنني الحكم على شخصه ولكن يمكن أن أقول أن تصرفاته وأراءه لا تعجبني ولا أعتقد أنني يمكنني أكون انطباع عام عنه، ولكن أفكاره بعيدة تماما عني. فأنا أهتم بالأفكار فهي توضح لك من هو الشخص الذي أمامك، أما التصرفات فلا أعطيها أهمية كبيرة في اللقاء الأول، لأنه ربما تختلط الأمور فربما يكون عفوي وطبيعي جدا وربما يكون متوتر أو أشياء من هذا القبيل فالتصرفات في أول لقاء لا يمكنني الحكم عليها، أما الأفكار فهي تعبر عن الشخص بشكل أكبر.
فأنا أهتم بالأفكار فهي توضح لك من هو الشخص الذي أمامك، أما التصرفات فلا أعطيها أهمية كبيرة في اللقاء الأول
الفكرة أن التصرفات في بعض المقابلات تجعلنا غير راغبين في إعطاء مساحة لهؤلاء الأشخاص للتعامل معهم مرة أخرى، لا أقصد هنا أن تصرفاتهم سيئة، ولكنها كانت في سياق غير مناسب، فهنا يتكون نوع من التحيز، كما ذكرت أنت في موقف الشخص الذي لا تعجبك آراءه، فهو هنا يعبر أصلًا عن أفكاره، فكيف ستعطي نفسك مساحة حيادية للحكم عليه في المرات المقبلة؟
لا يوجد حياد هنا بشكل واضح، فمن لا يعجبني أفكاره، لن أجعله قريب من دائرتي فيكفي التعامل السطحي لو في مجال العمل أما لو مجال الأصدقاء فأتجنبه. ولن أقوم بالحكم عليه وتقويمه أنا فقط لا أقبل هذه الفكرة أو تلك بكل بساطه.
وبالنسبة للتصرفات، لو قلنا تصرفات غير لائقة فهذا أمر مختلف أما هنالك بعض التصرفات مقبولة عند البعض والبعض الأخر لا، مثلا هنالك من يحكم على شخص لأنه يدخن مثلا فهنالك من يقبل هذا وهنالك من لا يقبله أما بالنسبة لي فلا يمكن الحكم على شخص بسبب هذا.
أحب التعامل مع الاشخاص الجادين نسبيًا، قليلي الدعابات حسب الموقف
أريد سؤالك عن تلك الجزئية، بعض الأشخاص في المقبلات الأولى تحديدًا، يميلون لاستخدام أسلوب الدعابة بشكل كبير كنوع من الوسائل الدفاعية لتخفيف التوتر، وأحيانًا لكسر الحواجز بين الأطراف، فهل تأخذين عنهم فكرة أنهم مستهترين مثلًا، أو أنه لا يمكن لهذا الشخص أن يكون جادًا ومسؤولًا في حياته؟
فهل تأخذين عنهم فكرة أنهم مستهترين مثلًا،
ليس هكذا ايريني، بعض الأشخاص يبالغون بالأمر مثلًا: اتخاذ السخرية من المواقف والأشخاص كدعابات أو افتعال مواقف مضحكة في غير محلها فقط لإظهار كم هم مرحين، في حين أنه يمكن اعتبار هذا المزاح كتنمر. ألم تقابلي أشخاصًا كهؤلاء من قبل؟
يمكن تقبل الدعابة الخفيفة لكسر الحواجز لكن لا أرى الزيادة منها أمر مقبول خاصة باللقاء الأول.
أما بالنسبة لي فلا أكوّن فكرة أساسية عن الأشخاص في لقائنا الأول لكن فكرة مبدأية فقط.
عند مقابلة شخص لأول مرة، أحد الأمور الأولى التي تلفت انتباهي هي طريقة التحدث، حيث تعكس نبرة الصوت واختيار الكلمات مستوى الثقة والتعليم والثقافة، كما أن نظرات الشخص يمكن أن تكون مؤشرا قويا على مدى اهتمامه وانتباهه، فالتواصل البصري الجيد يعكس الثقة والاحترام، ودائما عند التعامل مع شخصيات جديدة لأول مرة، أحاول أن أكون متفتح وغير متحيز، مع إعطاء الشخص فرصة للتعبير عن نفسه بصدق، قد يكون من السهل الحكم على الآخرين من خلال هذه الملحوظات الأولية، ولكن من المهم أن نتذكر أن لكل شخص عمق وتفاصيل قد لا تكون واضحة في اللقاء الأول.
طريقة التحدث، حيث تعكس نبرة الصوت واختيار الكلمات مستوى الثقة والتعليم والثقافة..
طريقة التحدث أمر هام بالفعل للتعرف على شخص ما... لكني أهتم أيضا بطريقة إستماع ذلك الشخص لحديثي، ومدى إهتمامه، وأسلوب تفاعله مع ما أتحدث عنه..
ولكن من المهم أن نتذكر أن لكل شخص عمق وتفاصيل قد لا تكون واضحة في اللقاء الأول.
وهذا ما أردت التأكيد عليه؛ فمثلا عن نفسي وفقا لتلك المعايير، قد أكون أفشل من تخوض تلك اللقاءات الأولى، فنادرا ما أتمكن من التصرف على سجيتي خلالها، ومع التعرف على الشخص أكثر فأكثر، أبدأ في إظهار شخصيتي الفعلية بالتدريج!
في العادة اللقاء الأول لا يكون كافيًا للتعرف على الشخص بنسبة كبيرة، لكنه يعطي فرصة تكوين رأي مبدأيي قد يساعدنا في إكمال أو إنهاء العلاقة.
بالنسبة لي أركز على طريقة الحديث والكلمات المستخدمة والنبرة وكذلك النظرات والقدرة على التواصل بشكل عام، هل يتحدث عن نفسه طول الوقت؟ هل يترك المجال للآخرين؟ كيف يعبر عن نفسه؟
وأحاول كذلك فهم نظرته للحياة بشكل عام، هل هي ناقمة وناقدة طول الوقت؟ أم هو شخص متفهم ويحب المشاهدة أكثر من التعليق بالسلب؟
والأهم كيف يعامل من هم في المحيط، النادل مثلاً والحيوانات الأليفة والمتشردين أو المتسولين، كل هذه أمور بسيطة يمكن ملاحظتها ووضعها في الحسبان
طريقة كلامه ، هل شخص متزن في حركاته أم سريع الحركة ، هل يمدح في نفسه كثيراً أم لا وهكذا ولكن في الأغلب الإنطباع الأول يغلب عليه الخطأ ، لن تستطع فهم شخص فعلاً الا بعد الكثير من المقابلات والنقاشات .
سيدنا _ عمر بن الخطاب _ يقول : لن تعرف الشخص إلا إذا سافرت معه أو تاجرت معه أو اقرضته أو اقترضت منه، لا يغرنك دندنته بالقرآن أو إطالته السجود.
التعليقات