في مجتمعنا حتى اليوم يحدث التعارف للزواج بين العديد من الأشخاص بما نطلق عليه زواج الصالونات، ولكن أحيانا تحدث حالات الرفض فربما يعجب الفتى بالفتاة ولكنها ترفضه، والعكس ربما هي تعجب به ولكنه يرفضها. لذا في هذه الحالة كيف يتعامل الفرد مع حالات الرفض هذه وخاصة لو أنه أعجب بالشخص؟
بزواج الصالونات، كيف تتعاملون مع حالات الرفض؟
للأسف لا يكون الموقف لطيفا خاصة عند التكرار، وأعرف شباب وفتيات تعرضوا لهذا الأمر أكثر من مرة فأثر على قرارهم بالزواج، لذا كما نقول بالعامية دخول البيوت صعب، لذا كوسيلة للتخفيف يمكن أن يكون هناك طرق تقلل من حدة الأمر إن حدث، مثلا معرفة أكبر قدر من التفاصيل عن الطرف الآخر، كل شيء إن أمكن، ثم تحديد موعد للقاء خارج المنزل بحضور أحد من الأهل، وبعدها يكون القرار، قد تقول لي وماذا فرق، أقول لك أن تفادي الرفض عموما في زواج الصالونات غير وارد ولكن نحاول تقليل أثره، وعند حدوث الأمر بهذه الطريقة يضمن السرية أيضا، فيقل أثر قول لا على الفرد من ناحية صورته أمام المجتمع.
أما بينه وبين نفسه يجب أن يعي أن لا أحد مقبول من الكل، وأن هناك مساحة للرفض خاصة أن الرفض لا يعني بالضرورة وجود عيب بالشخص نفسه، ولكن يكون نتيجة اختلاف أولويات ومعايير بالاختيار
ولكن نحاول تقليل أثره،
لكن عقد اللقاء خارج المنزل لا علاقة له بتقليل الأثر النفسي للرفض، فالمشكلة كانت بسبب صعوبة الرفض وليس مكان اللقاء من الأساس، لذا أعتقد أن للأهل دور كبير في غرس ثقافة التقبل أو عدمه في مثل تلك المواقف، وتقديم الدعم، وعلى المقبلين على الزواج أنفسهم تعزيز ثقافة التقبل أو الرفض كونها حق من الحقوق لنا أو علينا.
على العكس عن نفسي أرى خطوة التقابل خارج المنزل بالفعل بوجود أفراد العائلة تخفف من وطئه الرفض بشكل عام، لأنه أيضا الجيران والمجتمع المحيط بك، يكون مدرك لدخول شخص للمنزل للتعرف ويتساءلون عن الأمر، مما يسبب أذى أكبر في حالة الرفض، ومن مشاهدات عديدة من حولي يتبع العديد من الناس هذه الطريقة حاليا يتقابلون في النادي أو مقهى أو شيء من هذا القبيل هذه طريقة لمحاولة تفادي وتأثير الوقع النفسي للرفض.
أما بينه وبين نفسه يجب أن يعي أن لا أحد مقبول من الكل
بالفعل لو وضع الشخص في عقله أن هذه المقابلة طبيعية لمعرفة الشخص وليست هي نهاية الحياة لو حدث رفض فجميعنا معرضون لهذا الأمر بشكل أو بأخر، فلو تم رفضك من وظيفة مثلا لا نقول أننا غير مؤهلين ونكتفي بالرفض بل نتقبل الأمر ونعمل على أنفسنا بشكل أكبر فالرفض شيء طبيعي ومهما أثر فينا علينا أن ننتقل إلى الخطوة التالية وعدم الوقوف عندها بشكل عام.
لذا في هذه الحالة كيف يتعامل الفرد مع حالات الرفض هذه وخاصة لو أنه أعجب بالشخص؟
العشم هو ما يؤدي لهذه النتيجة.
يحتاج هذا الأمر إلى عقلية قوية وناضجة من الشخص وأن يهيئ نفسه من قبل أن يذهب إلى بيت الناس لهذه الحالة. أعني أنه لا يجب أن يدخل البيت وهو يضع في عقله أنه 100% مقبول. يجب أن يضع بعقله أنّ هناك احتمال للرفض.
ولكن ماذا عن لو حدث العكس، فنجد في العديد من المواقف الرفض يأتي من هذا الشخص الذي دخل المنزل، فكيف يتعامل الشخص الذي تم رفضه وهو في منزله وتحديدا الفتيات، لأن هذا يحدث ويكون وقعه ليس بالأمر الهين؟
فكيف يتعامل الشخص الذي تم رفضه وهو في منزله وتحديدا الفتيات، ..
صراحة أحسد بعض الرجال على قوة تحملهم لتلك الصدمة، ولمرات عديدة أحيانا! .. حيث أجده موقف محرج بالفعل، خاصة بوجود الأهل والأصدقاء..
ولذلك حرصت بفترة ما على عدم السماح لأي شاب بالقدوم للمنزل للتعرف علي من الأساس؛ فحينها كنت رافضة لمبدأ الإرتباط بشكل عام، وبالتالي كنت أشفق على الآخرين من التعرض لذلك الموقف، بينما أنا مصرة على ذلك الرفض المسبق.
في الواقع لا أراها مشكلة إلا إذا كان هناك مشكلة بالشخص نفسه، نقص ثقة أو ثقة مبالغ بها. الزواج أساسه توافق بين طرفين وإن كان أحد الطرفين غير مقتنع فإنه لن يُشعر الآخر بالراحة، فالرفض راحة للطرفين وليس عبئا.
الأمر يتعدى هذا الأمر فأحيانا الأسرة نفسها تعامل أبنائها الذين تم رفضهم بشيء من الشدة، وربما اللوم أيضا، فالفكرة ليست في تقبل الرفض نفسه من الشخص ولكن ماذا عن نظرة الأهل وطريقة تعاملهم كيف يتعامل الشخص حينما يتم رفضه والأهل يلقون باللوم عليه؟
عادة ما أتحدث عن الحالات العادية حمدي، حيث تتخذ الأمور منحى طبيعي، أما في حالة ضغط الأهل فأعتقد أن الأمر أيضًا وارد أحيانًا فكثير منهم يتطلعون لزواج أولادهم، ومع قليل من التفاهم والاقناع أن المقابلة بين الشخصين لم تسر على نحو جيد سيمر الأمر وينسونه بعد عدة أيام، لتبدأ محاولاتهم من جديد في البحث عن شريك وهكذا. لا أعتقد ان معظم الأهل سيجبرون أبناءهم على اختيار شريك ليسوا مرتاحين إليه، لكن يفترض أن تكون هناك أسباب معقولة للرفض برأيي.
أعتقد أن الرفض في هذا النوع من العلاقات أمر معتاد جدًا، حيث أن الشخص في البداية لا يعرف الكثير عن الآخر، وبالتالي يكون رفضه أكثر سهولة، وبالنسبة للاعجاب فالوقت كفيل به حيث أنه يكون اعجابًا من بعيد أيضًا في أغلب الأحيان.
التعامل مع الرفض يأتي أولًا بفصل نفسية الشخص عن المحيطين به، سواء كانوا أهل أو جيران أو مجتمع إلخ والابتعاد عن تعليقاتهم، لأنهم في الأغلب لا يروون الصورة الكاملة التي يراها الشخص نفسه.
وكذلك العمل على فكرة أن العلاقات نصيب وتوافق في البداية، والغرض ليس أن يتم قبولك كأنك تقوم بأداء امتحان، بل الغرض أن تجد شخصًا مناسبًا لك وكونه ليس في المكان الذي بحثت فيه هي فرصة وتجربة تقربك أكثر مما تحتاجه وليس اختبارًا فيه نجاح أو فشل
التعليقات