"يوم ليك ويوم عليك" لماذا تتبدل آراء الناس بين ليلة وضحاها؟

بالنسبة للمجتمع بشكل عام، فهناك الكثير من الطباع السلبية التى تغلب عليها ومن أهم الصفات السلبية السائدة التنمر، الحقد، الغيرة، السخرية المبالغ بها. إذ يحولون أي شىء لمصدر سخرية من باب الترفيه. كونك مشهوراً لا يعني أن الناس دائماً ستحبك، هناك الكثير من العواقب، ففضلاً عن أن هناك الكثير ممن سيرفضونك كشخص، هناك الكثير ممن سيتحولون للذم بعد المدح، للأسف هذه طبيعة مجتمع، لذا لو كنت مشهوراً لما راهنت على حب أشخاص لي، بل سأتفق على حقيقة مهمة، هم لايعرفونني حقاً، مجرد شخص مشهور يمتلك العديد من المتابعات لذلك سأتوقع منهم أي شىء.

توقفت عن متابعة الكرة منذ ٨ سنوات ولكن ما لاحظته بحالة محمد صلاح خاصةً، أنهم يحبونهم حينما يسجل أهداف فقط، وهذه من أشد عيوب المجتمع، لذا برأيي أن الإنسان لا يراهن على أحد من متابعينه.

نتعامل من منظور واحد لا أكثر، وبل أننا ننسى كل شىء في لحظة، أشبهها بإنسان أعور ينظر بعين واحدة، تارة أجد شخص تم تمجيدة لدرجة أعتقد أنه سيكون إله وبعد حين ننعته بأبشع الألفاظ، في ثقافتنا الشرقية ننسى سريعا، ولا يوجد لدينا وسطية حتى في التعليق والنقد، ستجد من هو متشدد حقا وأخر ستجدة على النقيض تماما، ما السبب من وجهة نظرك؟

هل تتعامل الناس بعاطفة فقط دون أي وعي بتتابعات الآراء على الموقف العام؟

نعم الناس بالفعل تعيش عاطفتها دون وعي أو فهم أو محاولة عقلية واحدة لفلترة أي شيء يقوموا بسماعه لذا يسهل على الشعوب العربية إلهائها بصغائر الأمور دون الانتباه لكبائر الأمور التي تحاك ضددها ، فيتم توجيههم بفعل أراء إعلامية مريبة سواء في الوسائل الرسمية أحياناً أو مواقع التواصل الاجتماعي

وهل تعتقدون أن بعض الشخصيات تتعامل من منظور الغيرة فقط "في مثال مصري يقول يا نعيش عيشة فل يا نموت أحنا الكل"؟

نعم هذا ما أعتقده أيضاً فكثير من الناس تشخصن الأمور وتتعصب لأفكارها الخاطئة أغلب الوقت فلا أحد يفكر أو يناقش مثلاُ أسباب فشله ويرى في كل نموذج حقق أي نجاح محطماً للقواعد التي لطالما آمن بها إلى أنه أما عميل أو شخص سيء ألخ يبحث عن أي شيء يجعله يشير لهذا الشخص أياً كان أسمه وصفته ويقول أرأيتم ماذا فعل .. لقد قام بكذا وبكذا .. لقد كنت محقاً برأيي إتجاهه لقد أفسدته الشهرة أو النقود أو .. أو ..

وهذا لا ينفي بالتأكيد أن المشاهير لا يقعوا في أخطاء وفي بعض الأحيان نشعر منهم بالإحباط إتجاه توقعات معينة منهم في مواقف معينة .. لكن بالنهاية جميعنا بشر وإن كان لشخص أن يحاسب شخصاً على فعله فمن الأفضل للجميع أن يحاسب الجميع نفسه وسلوكياته.

عرض باسم يوسف نفسه رأيه في هذا المسألة بعد لقائه ببيرس مورجان بيوم واحد، وذلك حيث قال على تويتر أنه لا يهتم بهذه المحبة المفاجئة فقريبًا ستنقلب عليه الناس مرةً آخرى.

ولكن أرى أن الأمر أعمق من مجرد تغيرات فكرية بشكلٍ غير واعي، فحالة باسم يوسف، تفضح العصبية وعدم التسامح والتمسك بآراء محددة، المشكلة الكبرى أن الناس لا تتقبل إلا الرأي الذي يشببهها، ولا تتبنى سوى ما يدعم كلامها، فإذا صادف وكان كلام باسم عن فلسطين فهو من فريقنا إذن، أما إذا تحدث في مسألة بشكلٍ لا يعجبنا فلن نتسامح معه ولن نحاول أن نفهمه.

أما في حالة صلاح فالناس تضع الكثير من التطلعات والآمال عليه، وكأنه يجدون في نجاحه ترياق لفشلهم الشخصي، بعد وضع آمال وتطلعات شخصية يتم محاسبته بناءً عليها بعد ذلك.

وأتذكر هنا الدكتور طه حسين وعدم حبه للمتنبي ولا شعره، ومع ذلك كتب كتابه الشهير مع المتنبي الذي يعتر من أهم كتب النقد، على الرغم من عدم المحبة إلا أن هذا لم يمنعه من النظر بشكلٍ محايد ، وهذا ما يفتقر له الكثير منا اليوم .

هي سنة و قانون كوني شغال و فعال ساري في الحياة : كل شيء يتحرك و يتغير إذا تعلق الأمر بما يصدر عن العنصر البشري ... ( فالآراء و الأفكار و النظم و المشاعر تتغير و تنمو و تتطور مثل الأجساد تماما )

الشعب العربي كله شعب عاطفي و من أكثر شعوب الأرض انسانية برأيي،محمد صلاح لم يستغل مكانه للتأثير و عمل الفارق في إيصال معاناة اهل غزة من اليهود الغاصبين، محمد صلاح ظهر بمظهر المحايد في مكان لا مكان فيه للوسطية اما ان تكون شريف أو أن تكون غير شريف، خسر الكثير من شعبيته بسبب موقفه الاخير،لا اعرف سبب لهذا الا انه خيانة لأمة كاملة و هو يقبع في أحضان الاوروبين و يظن انهم فخورين فيه بهذا التصرف الإنساني... لم يكسب شيء إلا قلة الاحترام