أسلوب حياة الكاتب خرافة

لا يمكن تحديد الكتّاب بمجموعة من الصفات السطحية أو السلوكات الروتينية

مشكلة الكثيرين منا أننا نترك المحور الأساسي للأمر وننصرف إلى أمور جانبية لا أهمية لها بل لا تشكل أي فارق بالنتيجة.

المعادلة بسيطة.. كيف يتشكل الكاتب؟ بالثقافة والمعرفة والتجارب لا بالتدخين أو شكل النظارات التي يرتديها.

أستمتع بالتعلم عن موضوعات مختلفة والاستفادة من المصادر الموثوقة

هل تمر عليك لحظات ككاتب تصبح عملية التعلم هذه غير ممتعة؟ أم أنها يجب أن تكون كذلك لتستمر بها؟

يمكنني الكتابة في أماكن مختلفة، سواء في مكتب هادئ أو في مقهى.

هذه بالذات الصورة النمطية للكاتب لدي: جالس في مقهي او مكتبة مقابل شاشة الحاسوب بشكل راقي، مع فنجان قهوة وقلم وكتاب. مثلك أحب أن أكتب أيضا في مثل هذه الأجواء بفرق واحد وهو أنني بالفعل أضع نظارات.

من جهتي أعتبر أن تلك الصورة النمطية للكاتب قد أكل عليها الزمن وشرب. فالكاتب اليوم يمكنه تأدية مهامه على مفكرة جواله المتصل بالإنترنيت دون الحاجة حتى لحاسوب أو قلم، أو مكتبة كبيرة وراءه.

 ليس لدي نظارات طبية مستديرة، ولا أدخن

كل كاتب وله اسلوبه الخاص به، وهذا ما يميزه عن غيره، لذا ما لا يناسب لك، قد يناسب الآخرين!

تقريبًا ذكرت عكس كل الموجود بالمساهمة، ولا زلت تصنف نفسك على أنك "كاتب".

أحيانًا أفكر في أن الكتّاب أنفسهم هم من يدعمون تلك النظرة لهم من مجتمعهم من خلال تحولهم إلى هذه الصورة النمطية. شخص يعشق الكتابة مثلًا فيتحول تدريجيًا إلى هذه الصورة بدون وعي منه؛ لأن المجتمع يفرض عليه ذلك، فهل توافقني الرأي؟

ستجدين مجموعة من الأطر أو البراويز الجاهزة لكل مهنة

أعتقد أننا نميل إلى ذلك تسهيلًا على أنفسنا، وهذا ما أستغربه في هذا العالم الذي يميل إلى العشوائية أصلًا.

إذا كان العالم يميل إلى عدم النظام فكيف يميل بشكل تلقائي للغاية إلى التنميط تسهيلًا على نفسه. التنميط بشكلٍ عام أرجعه إلى التكاسل البشري ولا أجد تفسيرًا غير هذا.

ماذا إن كان التنميط واقعا؟

الواقع الوحيد بالتنميط أننا نمارسه بالفعل.

التنميط يوفر صورًا خاطئة أحيانًا، ويظلم أشخاصًا ويجعلنا نقيّم من حولنا بصورة متكاسلة للغاية دون أن نبحث عن حقيقتهم. من قال مثلًا إن من يرتدي نظارات بالضرورة شخص مجتهد بالدراسة ويحب القراءة؟! ليس شرطًا بالتأكيد.

 هذا رأي الكاتب والمؤلف جون غرين عندما قال بأن الكتابة شيء نفعله بمفردنا، وأنها مهنة للانطوائيين

حسنًا هذا رأي كاتبنا ولكن في الوقت ذاته تقول الكاتبة بريندا أولاند: "الكتّاب المنفتحون لا يخشون التحدث إلى الناس والخروج إليهم وتجربة العالم؛ فهم غالبًا أكثر إنتاجية من الكتاب الانطوائيين لأنهم لا يحتاجون إلى الكثير من الوقت لوحدهم لإعادة شحن طاقتهم."

ويقول الكاتب الروائي الأفغاني الناجح خالد حسيني: "أنا كاتب منفتح؛ أحتاج إلى أن أكون حول الناس ليكونوا لي مصدر إلهام. أنا أحتاج إلى التحدث إلى الناس والاستماع إلى قصصهم ورؤية العالم من خلال أعينهم."

الكاتب ليس سوى شخص اكتشف أنه يفضل التعبير عن آرائه وأفكاره كتابة مع تميزه بعدد من المهارات المتعلقة بالمجال.

هذا يبدو تعريفًا منطقيَا لكلمة كاتب ويصلح لأن يكون قاسمًا مشتركًا بين الكتّاب وأوافق على تنميط الكتّاب والكتابة إذا كان في هذا الإطار.

في الحقيقة يمكننا جميعًا أن نصبح كتّابًا؛ فأنا مؤمنة بأنه داخل كل واحد منا كاتب صغير حتى وإن لم يُعرف نفسه بذلك؛ لأننا بسيطة جميعًا نمتلك قصصًا لنحكيها وتجاربًا لتُروى.

هل ممكن توضيح أكثر لرأيك أ. فتحي؟