البعض من الناس يعتقدون أن الحفاظ على الأشياء الجيدة في الحياة يتطلب عدم الحديث عنها كثيرًا، وذلك لأن الحديث عنها يمكن أن يؤدي إلى تقليل قيمتها أو إهمالها. هل أنت من هؤلاء الأشخاص؟ وهل تتبع هذا المبدأ في حياتك ؟
"إذا أردت أن يدوم الشيء لا تتحدث عنه"، هل تتبع هذا المبدأ في حياتك ؟
أنا لست من الأشخاص الذين يعتقدون أن الحفاظ على الأشياء الجيدة في الحياة يتطلب عدم الحديث عنها كثيرًا، فأنا أرى أن هذا المبدأ قد يكون مضرًا أو محدودًا في بعض الحالات. فالحديث عن الأشياء الجيدة في الحياة قد يكون له فوائد كثيرة، مثل:
- تقدير وشكر نعمة الله وفضله علينا، والتذكير بما أنعم به علينا من خيرات وبركات.
- تعزيز شعور السعادة والرضا والامتنان في نفوسنا، وتخفيف التوتر والقلق والحزن.
- مشاركة مشاعرنا وأفكارنا مع الآخرين، وتبادل التجارب والخبرات والنصائح.
- إلهام وتحفيز الآخرين للسعي إلى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وإظهار دعمنا وتشجيعنا لهم.
- تطوير مهارات التواصل والتعبير عن الذات، وزيادة ثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا.
ولكن هذا لا يعني أن نتحدث عن الأشياء الجيدة في حياتنا بشكل مفرط أو مبالغ فيه، فقد يكون هذا مزعجًا أو مؤذيًا في بعض الحالات. فقد يؤدي ذلك إلى:
- إثارة حسد أو غيرة أو كره من بعض الأشخاص، وتعرض نفسنا للعين أو الحسد أو السحر.
- إظهار تكبر أو تفاخر أو استخفاف بالآخرين، وإثارة ازدراء أو رفض أو احتقار منهم.
- إغفال أو إهمال جوانب أخرى من حياتنا، والانغماس في التفاؤل المفرط أو المبالغ فيه.
- خسارة قيمة أو معنى الأشياء الجيدة في حياتنا، والانتقال من التقدير إلى التعود أو الملل.
- تضخم صورة ذاتنا أو تشويهها، وإغلاق عقولنا على آراء أو اقتراحات أو نقد من الآخرين.
إذًا، يجب أن نحافظ على توازن بين الحديث عن الأشياء الجيدة في حياتنا والصمت عنها، وبين المشاركة مع الآخرين والاحتفاظ لأنفسنا. فلا نخفي نعم الله علينا، ولا نبثها لكل أحد.
لا نهائياً، هذا الأمر نابع من تقديس وخوف شديد من الناس، خاصة بالمنطقة العربية، لا أحب طريقة تفكيرنا في هذه المسائل، نحن نقيم أوزاناً هائلة لكلام الناس وأرائهم ولذلك نُخفي عنهم أو نُظهِر كثيراً بالنفاق والانتفاش، لا يوجد حلول وسطية في مجتمعنا، برأيي الشخصي إن أردنا أن يدوم أي أمر يجب أن نواظب على الترويج له والكلام عنه، تماماً كما تفعل أجهزة الإعلام، هذا اللسان بصمته لا يمكن أن يُرسِل رسائل غير مباشرة كما نتوقع أنّهُ الحاصل، فالسكوت مثلاً في الثقافة العربية علامة رضا، على أنّهُ برأيي سكوت وفقط، والرضى والقبول يأتي بالكلام والحديث، هذه مشكلتنا، نعتقد أن الصوت والحديث الإنساني كلّما زاد كلّما صارت مشاكل أكثر في حياتنا، ولذلك الاقتصاد في الكلام نقمة ولذلك هناك في ثقافتنا أمثال من شاكلة: خير الكلام ما قل ودلّ ! من أين أتينا بهذه الحكمة المغلوطة لا أعرف، ولكن أعرف بأنّ هذا الأمر غلط ويجب أن نتراجع عنه، أن لا نخاف الكلام مع الناس.
هذه مشكلتنا، نعتقد أن الصوت والحديث الإنساني كلّما زاد كلّما صارت مشاكل أكثر في حياتنا،
بالفعل يمكن للصوت والحديث الإنساني أن يسببا المشاكل العاطفية والاجتماعية، فقد يؤديان إلى إثارة المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن والخوف والانزعاج. وعندما تتفاقم هذه المشاعر، يمكن أن تؤدي إلى الخلافات والصراعات وتدمير العلاقات بين الناس.
لذلك أرى من المهم أن نتحلى بالحذر والحكمة في استخدام الصوت والحديث الإنساني حتى لا نتسبب في إثارة المشاكل والصراعات التي يصعب إصلاحها فيما بعد.
البعض من الناس يعتقدون أن الحفاظ على الأشياء الجيدة في الحياة يتطلب عدم الحديث عنها كثيرًا، وذلك لأن الحديث عنها يمكن أن يؤدي إلى تقليل قيمتها أو إهمالها
بعض الأشخاص قد يفضلون عدم التحدث كثيرًا عن الأشياء الجيدة في حياتهم لأنهم يعتقدون أن الإفراط في ذكرها قد يقلل من قيمتها أو يؤدي إلى إهمالها. بينما قد يكون لدى آخرين مفهوم مختلف ويستمتعون بالتحدث ومشاركة السعادة والإيجابية مع الآخرين.
الأمر يتعلق بالتوازن وفهم الحاجة إلى تقديم التقدير والامتنان للأشياء الجيدة التي نمتلكها في حياتنا دون الوقوع في التكبر أو الثرثرة الزائدة. من الممكن أن نقدر اللحظات الإيجابية ونتبادلها مع الآخرين بذوق ورقي، بدون أن نقلل من قيمتها. الاحتفاظ بالأشياء الجيدة في الحياة وعدم إهمالها يأتي من القدرة على الاحتفاظ بالتواضع والامتنان، وتقدير قيمة تلك اللحظات بدون الغرور أو الاستعراض.
كذلك ليس كل الأمور يمكننا مشاركتها ولا كلها يمكننا اخفاؤها، أمور نستمتع بمشاركتها أكثر.
الأمر يتعلق بالتوازن وفهم الحاجة إلى تقديم التقدير والامتنان للأشياء الجيدة التي نمتلكها في حياتنا دون الوقوع في التكبر أو الثرثرة الزائدة.
بالفعل يتيح لنا التواضع والامتنان معًا التعامل مع الحياة بشعور من الفضول. نحن قادرون على تقدير جمال العالم من حولنا وتعقيده، حتى التواضع هو الاعتراف بمحدوديتنا ونقاط ضعفنا. يتعلق الأمر بالانفتاح على التعلم من الآخرين والاستعداد للاعتراف عندما لا تكون لدينا جميع الإجابات. عندما ننمي الشعور بالتواضع ، نصبح أكثر مرونة وقدرة على التكيف في مواجهة التحديات.
"إذا أردت أن يدوم الشيء لا تتحدث عنه"، هل تتبع هذا المبدأ في حياتك ؟
الحديث عن الشيء بنظري لا يقلل قيمته ولا يمحق وجوده. لهذا لا أتبع نهج التكتم إطلاقاً، وبنفس الوقت لا أغالي في وصف الأشياء التي تسعدني لأسباب كثيرة. نفتقد في شرقنا الحبيب إلى التعبير عن مشاعرنا تجاه الأشياء والأشخاص، وخوفنا الدائم من الحسد أو ذهاب النعمة هو الداء الذي يسبب هذا السلوك. بالنسبة لي يا عفيفة، تحررت من كل هذه المفاهيم المسمومة.
هل أنت من هؤلاء الأشخاص؟ وهل تتبع هذا المبدأ في حياتك ؟
الحديث عنها ليس معيارا في رأيي، إنما مع من نتحدث هو ذلك المعيار، أنا لست من هؤلاء الأشخاص لكني أحب أن أشارك أحداثي الجيدة مع اﻷشخاص الذين أثق فيهم فقط، الأشياء الجيدة يجب أن تبقى في حدود الطيبين والأنقياء، وهنا يكمن دور الإنتقائية في علاقاتنا الإجتماعية ولها دور كبير في الحفاظ على إتزاننا الإجتماعي.
لأشياء الجيدة يجب أن تبقى في حدود الطيبين والأنقياء، وهنا يكمن دور الإنتقائية في علاقاتنا الإجتماعية ولها دور كبير في الحفاظ على إتزاننا الإجتماعي.
بالفعل تلعب الإنتقائية دورًا كبيرًا في الحفاظ على التوازن الإجتماعي وتعزيز العلاقات الإيجابية، ولكن في هذا الزمن من الصعب الحصول على الأصدقاء الأنقياء، برايك هل توجد صداقة حقيقية التي تنشأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
التعليقات