احتاج شريك حياتك إلى التبرع له بعضو، هل تكون أنت المتبرع؟

هذا كله سيعتمد على شكل العلاقة بين الزوج وزوجته، يعني مدى المودة والرحمة بينهما، إن كان رجلا رحيما يقدرها ويحنو عليها ويقف في ظهرها فلن تتردد، وإن كانت هي السند والأمان بالنسبة له فلن يتردد، لذا الرد ليس قاعدة أبدا ولا يعمم على كل العلاقات

أحسنت قولًا. بديهيًَا هذا ما يجب أن يكون ولكن في مجتمع اليوم أصبح الأمر له اعتبارات أخرى.

فلو حتى كان الزوج جاهل بهذه المعلومة فليقم باستشارة الأطباء كيفما يريد.

هل تعلم أنه بالمسلسل كان الزوج طبيبًا بل جراحًا؟ تردد في موضوع التبرع في بداية الأمر إلى أن اتخذ قراره بالاحتفاظ بفص كبده لنفسه، ليكون هذا بالنسبة لي أوقع من الواقع نفسه.

العادي الآن ألا يتبرع الأزواج لبعضهم. غير العادي والاستثنائي هو أن يتبرعوا لبعضهم.

ولكن لماذا نصم الزوج بأنه (يتحجج) ؟! هل شققنا عن قلبه؟! لعله يتحدث عن أمر واقعي وهو صادق فيه كل الصدق؟ ماذا لو أصيبت الزوجة حقاً وأصيب هو فمن للأطفال؟!!

أعتقد لأن تبعا للقصة في ذلك المسلسل، فهو كان يتحجج بالفعل، وضعه الصحي لم يكن خطير لدرجة أن يمتنع عن نقل عضو لزوجته، ولكن الحقيقة أنه لم يكن لزوجته مشاعر قوية تجعله يفعل شيئا كهذا من أجلها، لهذا في الواقع وبعيدا عن موقف المسلسل، أؤكد لك بأن من يحب شخصا حقا، لن يضيع أي فرصة لانقاذ حياته في مقابل أي احتمالات أخرى، فالموت والحياة بيد الله، إذا سنقلق بشأن احتمالات من سيموت قبل من لن نفعل الكثير من الأشياء، فلنفترض أنه يخش أن يبق الأطفال بمفردهم، فماتت زوجته، وعاش هو، هل يضمن أن يظل معهم للأبد؟ هناك احتمال أن يموت في حادث أو بسبب مرض، فببساطة لا يوجد شيء مضمون في الحياة، ولهذا المنطق الذي يتحدث منه منطق ضعيف، ببساطة الأمر كله متوقف على المشاعر، فهي ما تكشف حقائق الأشخاص.

لاحظت أنك صرت مؤخرًا تعرض الرأيين أ. خالد وتحاول أن تكون دبلوماسيًا في ردك قدر ما استطعت.

ولكني سأسألك مستنكرة: أليس الاثنان حين يقرران الزواج فهما يعتبران أنفسهما الأقرب لبعضهما من بين الجميع؟ دعني أقول إنهما أصبحا نفس الشخص.

قد أتفهم الرفض والتردد في حالة كانا مخطوبين (قبل الزواج)، أما بعد عقد القرااان، فقد بُني بينهما عهد وميثاق غليظ وأصبحا شخصًا واحدًا وهمومهما هي نفسها.

والسؤال الثاني: ما المشكلة إن مات بشرفٍ (لن أقول السيناريو الأخف وهو إصابته بمرض) لسبب كأنه كان يحاول إنقاذ شريك حياته؟

بالطبع لا يمتلك الجميع نفس المبادئ، ولكن ألا ترى أن شخص كهذا لديه خلل في موضوع المبادئ؟

على الاٌقل يستحق منك أن تبادر (حتى لو كان شريكًا سيئًا لا قدر الله) فهو يستحق ذلك باسم العِشرة والرابطة التي بينكما. لا أستطيع أن أفهم التنصل المطلق من المسؤولية وكأن كل شخص له همومه وأنهما ليس في مركب واحد.

أليس كذلك؟

أن يكون أحدهما مُصابًا أو في بلاء فهذا يعني أن الآخر مصاب أيضًا. لا يمكن أن يشاهده من بعيد أو حتى يحاول مساعدته بشكل غير مباشر بأن يبحث له عن متبرع آخر وما إلى ذلك، وحتى حجة الأولاد حجة ضعيفة لأنه يستخدم افتراضًا غير موجود في الوقت الحالي أي أنه افترض مشكلة قد لا تحدث، وغض الطرف عن المشكلة الحقيقية التي عليهما الخروج منها. يجب أن يكون الزوج والزوجة في أول الصفوف خصوصًا حين يتعلق الأمر بإنقاذ حياة الطرف الآخر.