قد يطلب العميل من المستقل أمورا ليست من صالحه نهائياً، تفصيلات لا تُضيف له إلّا الخطأ لعمله، وأمور قد تُقلل من شأن ما يُريد أن يستلم، ودائماً ما يقع المستقل قع في موقف ما الذي يجب عليّ أن اختاره فعلاً، أيّهم أنسب، تطبيق ما يطلبه العميل فعلاً أو انتخاب ما هو أفضل له؟
أيّهم أنسب: تطبيق ما يطلبه العميل أو ما هو أفضل له؟
في الأمر تفصيل، ان كان ما يريدونه يؤثر علي جودة منتجاتك وبالتالي قد يؤثر علي سمعة الشركة فهنا لا يجب تحقيق ما يريدون حفاظاً علي سمعة الشركة، أما لو ما يريدونه لا يؤثر علي جودة المنتج ولكن لن يحقق لهم اقصي استفادة فوجب عليك توضيح الأفضل لهم وهم لهم كامل الحرية في اختيار ما يريدون، اما لو كان ما يريدونه لن يحقق احتياجهم الفعلي الذي يريدون شراء المنتج من أجله فعندها حاول أن تقدم لهم المنتج المناسب لهم بالشكل الذي هم يريدونه بمعني ان يكون ظاهرياً هذا ما يريدونه لكن في تفاصيل المنتج انت حققت الغرض منه (سبق وتحدثت أنا عن كيفية معرفة الاحتياج الذي يريد من أجله الشراء)
اجابتي في العموم لكوني لا اعلم طبيعة المجال الذي تتحدث عنه، ولو أردت اجابة اكثر تخصصاً فأخبرني ببعض التفاصيل التي تتعلق بمجال عملك
ماذا لو كان ما سأنفّذه لهم يضرّهم لا يفيدهم، مثلاً يطلب منّي عميل عند صناعتي لمحتوى مكتبته إدارة إعلانات صفحته على فيسبوك، بعد ذلك يقول لي موّل هذه الإعلانات ويرصد لي مبالغ كبيرة، أنا أقول له بأنّ علينا أن نضع خطّة ومحتوى رائع لنستفيد من هذا الأمر، ولكنّه يصرّ على دفع مبالغ عالية لن تحقق له أي دخل بالمقابل، أو حتى فائدة، في هذه الحالة احترت، هل أفعل له ما يريد أو أفعل ما يجب أن يكون فعلاً؟
من خلال خبرتي في العمل المستقل فإن تقديم النصيحة للعميل بالأفضل هو واجب على المستقل عمله ولكن لا ننس أن الصورة الكاملة ليست مع المستقل ولكن مع العميل ولهذا فإن إنجاز العمل الذي طلبه العميل بالصورة التي ترضيه هو في حد ذاته نجاحا جيدا للمستقل، طالما أنه تم النقاش المسبق بينهما عن أفضل الحلول واختار العميل من بينها الأنسب له سواء من الناحية العملية أو المادية.
ولكن في حال تأكد المستقل أن هناك خللا من وجهة نظره في الطلب ويرى أنه قد يخالف مرجعيته من حيث الجودة أو المباديء العامة فالأولى له الاعتذار عن العمل.
لا أعتقد بأنّ النصيحة كافية في ما هو غلط، هذا لا أعتقد أنّهُ سبيل يبرئني أخلاقياً، أتخيّل نفسي مثلاً أمام قطار لشخص يريد أن ينتحر ويقف أمامه، هل عليّ أن أنصحه ومن ثمّ أمضي أو عليّ أن أجعله لا يغلط أصلاً هذا الغلط؟ بالمثل أرى الحياة، أننا يجب أن ننقذ بعضنا من الغلط، ولكن بغض النظر عن قدرتي في تجنيب العميل هذا العمل السيء الذي يطلبه أنا لا أرى أن النصيحة تكفي.
إن كان الخطأ متفق عليه من الجميع أو منافيا لمبادئي وأخلاقي فعدم الانصياع وراءه في تلك الحالة هو الواجب ولكن ماذا لو أن الأمر يخضع لوجهات النظر وقد لا تكون الصورة الكاملة للأمر متوفرة لدي؟ فأنا كمستقل قد يكون لدي جزء بسيط من المشروع للعمل عليه ولا أدري عن باقي الجوانب الأخرى التي قد تبرر وجهة نظر العميل التي أراها أنا الآن - لقصور المعطيات لدي - خاطئة. أليس كذلك؟
إذا كان ما يريده العميل فيه ضرر للعمل الذي سيحصل عليه فانا افضل الانسحاب ، لان هذا لن يجعله فقط يحصل على عمل بدون تحقيق الفائدة المرجوة منه ، ولكنه يعود علي أيضا بالضرر ، اغلب الناس لا تحب الاعتراف باخطاءها ، سأكون أنا المسؤول الاول والأخير وهذا يضر بسمعتي . طبعا هذا في حال حاولت اقناعه بما هو أفضل له ولم يقتنع .
سأكون أنا المسؤول الاول والأخير وهذا يضر بسمعتي
أتوقّع أنني ميّال لفعل ذات الأمر الذي فعلتيه حضرتك ولكن لأسباب مختلفة، لا تهمّني سمعتي في هذا الأمر، فأنا لا أعتقد أنّ الناس مهتمّة أصلاً مهما بلغنا من شهرة بسياقات عملنا وتتبعنا على منصّات المشاريع وغيرها، بل ما يهمّني أن لا يدفع مالاً مقابل ما لن يُحصّل، هو يتوقّع أن يستفيد ولكنّهُ بالمقابل وبمعرفة مسبقة مني أعرف بأنّهُ لن يستفيد نهائياً من الأمر.
تطبيق ما يطلبه العميل فعلاً أو انتخاب ما هو أفضل له؟
دائما العميل هو الاساس، لكن نحن نرشده للأفضل وما هو الأحسن له، ربما هو سمع عن الأمر فقط ولا يملك الخبرة الكافية لشرع مشروعه، نحن نفهم العميل ولماذا يريد هذه التفصيلات، وما هي الأهداف التي ستحققها له، بعدها نقدم خبرتنا ومشورتنا لهن لكن القرار الأخيرة يكون له، واعلمه بان النتيجة غذا كانت غير مرضية وطلب التعديل فالتعديل يكون بمبلغ إضافي، يعني كل الأمور تكون واضحة له من البداية.
على أنني ميّال لنقاش الأمر من ناحية الأخلاق، المسألة عندي ليست طلب وتعديل أو من هو الأساس، المسألة عندي من هو الذي سيتضرر فعلاً من هذا العمل، سيتضرر هو بالمقام الأوّل، في أن أجعله يدفع مقابل ما لن يُحصّل بأي حال من الأحوال وما لن يستفيد.
على أنني ميّال لنقاش الأمر من ناحية الأخلاق، المسألة عندي ليست طلب وتعديل أو من هو الأساس،
عليك أن تختار من سيتضرر أنت أم هو، مثلما أخبرته أننا نخبر العميل بالأفضل له لكن القرار الأخير يعود له، غذا نفذت العمل حسب ما تراه أنت ولا يقبل المشروع لأنك لم تقدمه حسبما طلب، وطلب الغاء المشروع وتقييمك بتقييم سلبي والذهاب عند مستقل لتنفيذه، هل ترى أن هذا أفضل؟
بالتأكيد لن أقوم بالعمل أصلاً بدون مصادقة منه ولكن أرى نفسي ميّال حالياً بعد منقاشات مطوّلة إلى إلغاء المشروع والتضحية بأرباحي المتوقّعة إن كان هذا يمكن أن يجنّبني خطأ أخلاقي لن أعرف كيف أعيش معه، الأخطاء الأخلاقية يبدو أنّها أهم برأيي من الأخطاء المهنية، وهذا لا ينطبق على الجميع، ماذا عن حضرتك؟
أننا نخبر العميل بالأفضل له
من خلال هذا ليس هناك اي أخطاء أخلاقية، أنا أخبرته والاصرار كان منه، لا يمكنني تحميل نفسي أخطاء الآخرين ووضعها تحت شماعة الأخلاق وجلد الذات، لأجل هذا الوضوح مع العميل مهم جدا لي لأني من الأشخاص الذين كانوا يجلدون ذالتهم ويحملون أنفسهم أخطاء الآخرين، لكن بعد أن أصبحت واضحة في حياتي مع كل خطوة أقوم بها واعلم الطرف الآخر بذلك وعليه أن يتحمل مسؤولية قراره.
لكن بعد أن أصبحت واضحة في حياتي مع كل خطوة أقوم بها واعلم الطرف الآخر بذلك وعليه أن يتحمل مسؤولية قراره.
أحاول تطبيق الشقّ الأخير من إجابة حضرتك ولكن تصعب عليّ دائماً، يزعجني أن أرى شخص يؤذي نفسه بيده وأن أقف صامتاً، يزعجني هذا الأمر ويبدو أن علينا في هذه المسألة أن نغيّر قليلاً من شخصياتنا ونعدّلها لتكون أقسى وأكثر حضوراً في الواقع الغير مثالي طالما أننا نلتزم بمعايير العمل الأخلاقية.
علينا في هذه المسألة أن نغيّر قليلاً من شخصياتنا ونعدّلها لتكون أقسى وأكثر حضوراً في الواقع الغير مثالي طالما أننا نلتزم بمعايير العمل الأخلاقية.
صحيح علينا ذلك، قبل فترة اصبت باكتئاب بسبب شخصيتي الحساسة زيادة عن اللزوم، لكن بعض العديد من التعديلات وكان هذا الأمر ضمنها تحسنت حالتي وحياتي الشخصية والمهنية كثيرا، علينا أن نجعل الآخرين يتحملون مسؤوليات قراراتهم.
الجواب واضح وسهل، أكيد ما يطلبه العميل هو الأصح والأفضل، ففي نهاية نحن مستقليين نعمل على تقديم الأفضل ولكن من وجهة العميل وليس من نظرتنا نحن، ولو كان يبدو لنا الأمر خطأ، ارضاء العميل غاية لابد منها، تخيل اننا لا نطبق ما يريده العميل؟ سيتم فسخ المشروع مباشرة ولا الأمر لا يقع لصالحنا اطلاقا.
ارضاء العميل غاية لابد منها، تخيل اننا لا نطبق ما يريده العميل؟ سيتم فسخ المشروع مباشرة ولا الأمر لا يقع لصالحنا اطلاقا.
لا أعتقد أننا يجب أن نزن الأمور دائماً من وجهة نظرنا وصالحنا، تقولين لي حضرتك: سيفسخ المشروع فوراً - وأنا أشعر بأنّ هذا الأمر أسهل بكثير من مسألة إرسال أعمال سيتضرر أصلاً من استلامها، مثلاً يقول لي عميل في الفترة الأخيرة: موّل الإعلانات التي نفعلها على فيسبوك بتمويل، موّل بوستات أكثر وغيرها من المطالب المكلفة التي أنا مستعد أن أقسم بأنّها لن تؤتي ثمارها، فهل أقوم بتوريطه بكل هذه المبالغ لمجرّد إرضائه على أنني عارف مسبقاً أنه سيفشل؟
ماذا لو أننا نضع العميل في الصورة حول خياره؟ يعني أنا الصراحة أضع هدفا في حياتي أن أقدم الأفضل دائما مهما كانت الكلفة. وكلفتي في الحالة التي تتحدثون عنها هي صراحتي مع العميل. ففي هذه الحالة أقيم المشروع بالكيفية التي طرحها وأضع امامه الإيجابيات كما السلبيات كي يكون على بينة. ثم بعد ذلك أخبره باقتراحي مع التقييم الخاص به. بناء على ذلك يحدد الأفضل له، فإن كان قراره المضي بفكرته أمشي حسب ذلك، وأما لو اختار فكرتي فأنجزها بكيفيتي أنا.
هذا هو سؤال يتعرض له العديد من المستقلين ويثير التوتر والحيرة بينهم وفي أنفسهم. إجابته يعتمد على عدة عوامل، ومن المهم مراعاة هذه النقاط:
- فهم احتياجات العميل: يجب أن تعمل على فهم وتحليل احتياجات العميل بدقة. إذا كانت تفاصيل معينة أو طلبات قد تؤدي إلى خلل في العمل أو تقليل قيمته، يمكنك توضيح ذلك للعميل ومناقشة البدائل الممكنة.
- تجربتك ومهاراتك: يجب أن تعتمد على مهاراتك وخبرتك كمستقل في اتخاذ القرار. إذا كنت تعتقد أن هناك طريقة أفضل لتنفيذ مشروع العميل أو أن هناك تفاصيل قد تساهم في تحسين النتيجة النهائية، فيمكنك اقتراح هذه الأفكار والتوصيات للعميل.
- التوازن بين رضا العميل وجودة العمل: يجب أن تسعى لتحقيق توازن بين رضا العميل وجودة العمل النهائية. إذا كانت تفاصيل معينة قد تؤثر سلبًا على جودة العمل أو على قدرتك على تلبية متطلبات العميل بشكل صحيح، يجب أن تتواصل بصراحة مع العميل وتوضح له التحديات المحتملة والتأثيرات المتوقعة.
وأنا وعلى حسب تجربتي الشخصية في مجال العمل الحر منذ 5 سنوات تعرضت للكثير لمثل هذه الحالات فأنا أفضل دائماً توضيح فكرتي للعميل بأبسط شيء ممكن وأغلب أصحاب المشاريع كانوا يتفهمون ذلك والشخص الذي لا يأخذ بنصيحتي بعد طرحها وشرحها وتبسيطها فله ما يطلب وانتهى .
في النهاية، يجب أن تكون قادرًا على تقييم الوضع واتخاذ القرار المناسب استنادًا إلى معرفتك وخبرتك العملية في المجال
والشخص الذي لا يأخذ بنصيحتي بعد طرحها وشرحها وتبسيطها فله ما يطلب وانتهى .
حتى ولو كان ما يطلب سيضرّ بمساره المهني كشخص يُجهزّ منتجاً مثلاً ليطرحه في سوق ويضرّ بك أيضاً من حيث المشاركة بانتاج منتج سيء أو معطوب؟ هل تفضّل الاكمال أو الانسحاب من هذا النوع من المشاريع؟
أعتقد أن الأمر يختلف باختلاف الوضع للعميل والمستقل، فإذا كان العمل الذي يطلبه العميل والذي أدرك تماماً بأنه خاطيء وقد وضحت له وجهة نظري تجاه الأمر ولم يقتنع سيؤدي إلى تشويه صورة الشركة التي أعمل بها أو قد يؤذي جودة خدماتي والتي أقدمها كمستقل في هذا المجال، لذا أفضل الانسحاب وعدم إكمال المشروع حتى إذا حصلت على تقييم سلبي من الشخص.
ولكن إذا كان الأمر لن يؤدي إلى أي نوع من الضرر للشركة أو عملي كمستقل، لذا أفضل أن أوضح وجهه نظري مرة أخرى وشرحها من جوانب كثيرة بأن العمل الذي يريده غير صحيح، في حال عدم اقتناعه في النهاية سأقوم بالعمل وهو يمتلك الحرية الكاملة في النتائج التي قد تحدث.
سيؤدي إلى تشويه صورة الشركة التي أعمل بها أو قد يؤذي جودة خدماتي والتي أقدمها كمستقل في هذا المجال
ألا تعتقدين معي بأنّ هذا الأمر غير منصف بالمرّة؟ أسأل هذا السؤال لإنّ حضرتك لم تعملي بالحسبان نهائياً بأن يكون العمل الذي سأقدّمه أنا أصلاً قد يؤذي جودة خدماته وسمعة وصورة شركته، ماذا عن هو؟ عن العميل؟ ألا يدخل ضمن معادلة تفكير حضرتك باتخاذ القرار؟
جميل جدا
لذلك وضحت بأنني سأشرح الموضوع والنتائج بأكثر من جانب له، فلا يمكن أن أكون الشخص الوحيد والمسؤول عن عناد العميل وقرارته ! هل يمكن الذهاب إلي محل يقوم ببيع أجهزة حاسوب ومن المفترض أني كعميل لدي المواصفات التي أريدها من أجل استخدامه في إحدى المجالات ولنقل البرمجة والذي يتطلب أجهزة حواسيب بمواصفات كبيرة وخاصة، وحاول الموظف شرح الأمر مراراً وتكراراً عن أن جهاز الحاسوب الذي قررت وعزمت علي شراءه بأنه غير مفيد وقام باقتراح المئات من الأنواع الأخرى ومع ذلك أنا تمسكت بقراري، وبعد أول استخدام أو فترة من الاستخدام رأيت أن الجهاز غير ملائم لعملي ؟ من هو الملام في هذه الحالة ؟ الموظف ؟ الشركة أو سوء قرارتي على الرغم من أن الموظف قام بتوضيح كافة الأمور في البداية ؟
التعليقات