[عندما أسير بالقرب من شخصٍ مسنّ أو أعرج، أسير ببطئ كي لا أجعله يشعر بعجزه] هل تتفق ولم ذلك ؟

أحب أن أقسم إجابتي ورؤيتي للأمر إلى قسمين، القسم الأول القسم العملي، حيث بالطبع إذا كنت تمشي مع شخص لديه إعاقة تمنعه من الحركة المنسجمة معك فيجب عليك أن تنسجم معه لكي تستطيع محادثته بطريقة عفوية وواضحة، لكن أنا هنا لست بصدد مناقشة الوضع العملي، بل النفسي والعقلية التي تحكم الأمر، لطالما شاهدنا بالأفلام مثلاً أنّ البنت الصغيرة أو الشابة تركض أمام والدها أو والدتها المُتعبة أو المعاقة، ترى البنت تنسجم مثلاً مع الطبيعة متجاهلة قدرات أبوها وأمها في اللهو مثلها، أي أنّ كل شخص تقريباً يتصرّف بما هو قادر عليه فعلاً، هذه الطريقة برأيي التي أراها مريحة فعلاً في أي علاقة، أن يكون كل شخص على طبيعته، لا المُعافى يشعر الشخص العاجز بعجزه ولا حتى وهذا الأهم: يعرقل العاجز حياة المعافى الطبيعية، قد تعتقدين أنّ أخر جملة كتبتها سيئة أخلاقية، لكنني أراها على العكس تماماً، منصفة ومنصفة جداً، لإننا عادةً نكوّن أحكامنا المتسرّعة أخلاقياً دون أن نعي مثلاً أن الإنسان الذي قد يكون ذلك قد يكون أبي أو أخي أو أمي، هل سأبقى هكذا طوال حياتي؟ هل سأعرق عمري وطريقتي بالتصرّف والسلوك دائماً أمامه ما دام جزء لا يتجزأ من العائلة.

أشكرك وأرفع لك القبعة جزاءاً على شعورك النبيل هذا! لا أجد الكثير أو حتى القليل يحس مثل إحساسك ويفعل فعلك. وإن كنت تفعلين ذلك، فهذا محض لطف منك ورهافة إحساس. ونحن نجد أن الابناء لا يفعلون ذلك مع الآباء فكيف بك وأنت تفعلينه مع الغرباء؟!! ذات مرة سمعت شيخ يقول: لو لم تسمع امك كلام أخيك لكبرها وضعف سمعها فتظاهر انت بعدم سماعك أيضاً حتى لا تحس بالحزن على نفسها. كان هذا القول مما أثار فضولي فعلاً.

ولكن أرى الأصوب من ذلك أن تساعدين من يحتاج إلى المساعدة مثلاً. فأنا مثلاً ذات مرة أخذت بيد سيدة كبيرة و عبرت بها الطريق فلم أمشي بالقرب منها ببطء وإلا كانت العربات قد دهستني وإياها 😄 بل أخذت بيدها وعبرنا سوياً ثم سألتها إن كانت تريد أي شيئ فشكرتني و هرولت أنا إلى حاجتي. فيمكنك عرض المساعدة عليهم وإذا رفضوا فامض في طريقك ولا تتكلفين ما تتكلفين.

أؤيد هذا السلوك جدًا، وهذا منطقي جدا خاصةً إن كنتِ برفقته يعني شخص مقرب لك، أو حتى شخص يمر من مكان أنت مارة به، فهو يعكس الاحترام والتقدير لهم، وبالتحديد للأشخاص الذين ربما يشعرون بالضعف أو العجز. وكذلك يشعرهم بالراحة النفسية، والتي يمكن أن تجعله يشعر بأنه محل اهتمام واحترام من قبل الآخرين.

أيضا لو تحدثنا أننا نمر فقط من جانبهم ولسنا على علاقة بهم فيجب أن نهدأ من خطواتنا منعا لأي حادث طارىء، لا أنسى موقف حدث امامي في محطة المترو والكل يتدفق بسرعة وكان هناك سيدة مسنة تستند على عكاز وجاء شاب من الوراء يجري ليلحق بالعربة وللأسف اصطدم بها صدمة قوية أوقعتها أرضا ذهبنا بسرعة وأجلسناها وكانت تبكي لقد تأثرت نفسيا من عدم مقدرتها على المشي وأن الجميع ذهب لمساعدتها، لذا رفقا بهم جميعا حتى الشباب الذين لديهم أصابتهم تعوق حركتهم الطبيعية لأن هذا يؤثر نفسيا عليهم.

لقد كنت قديماً أعرض المساعدة على الجميع من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم كما تحلو لي هذه التسمية، إلى أن حدث لي موقف ذات يوم كنت أعبر طريق السيارات ووجدت شاباً على كرسي متحرك ويتحرك بسرعة نحو الرصيف محاولاً القفز من فوقه بالكرسي، فهرولت نحوه وأمسكت بالكرسي وساعدته على تجاوز الرصيف، ففوجئت بأغرب رد فعل رأيته في حياتي حتى تلك اللحظة، ضرب بيده على مسند الكرسي وصاح في وجهي بطريقة غريبة: "هل طلب أحد منك المساعدة؟! .. لماذا تتدخل فيما لا يعنيك؟؟.. لا تكرر ذلك مرة أخرى لا معي إذا رأيتني مصادفة ولا مع غيري!!" ثم تركني ورحل!!

وبينما أنا أقف في ذهول وصدمة .. أفقت على صوت سيدة ستينية لطيفة طيبت بخاطري وقالت لي لا بأس يا بني لعله في ضيق من أمره.. التمس له العذر.. يكفيه ما هو فيه!

فقلت لها يا أماه والله ما فعلت ما فعلت إلا بنية المساعدة لوجه الله.. فقالت لي أنا أعلم ذلك يا بني.. لا عليك.. واحتسب أجرك عند الله..

ولكن شاباً آخر كان يقف على مقربة مني أثناء حدوث ذلك الموقف.. تدخل في الحديث.. وقال لي ما معناه أن مثل هذا الشاب ربما كان يتحدى نفسه ويحاول تحقيق إنجاز بسيط يرفع من روحه المعنوية لكي لا يشعر بعجزه وأنت أفسدت الأمر برمته، أنا أعلم أن نيتك كانت خيراً ويبدو لي من طريقتك أنك إنسان طيب القلب ولكن رجاءاً لا تقدم مساعدتك بعد الآن إلا لمن طلبها منك بشكل صريح، ودع الأمور تسير بطبيعتها فكلنا نمر بابتلاءاتنا الخاصة ولكن منها ما يظهر للناس ومنها ما يكون خفياً، وكل واحد منا يعمل على تمشية أموره بما يستطيع، ولا يحب أحد أن يظهر بموضع الشفقة في أعين الآخرين ويحب أن يبدو قوياً ومتماسكاً، وإن حدث وأن طلب منك أحدهم المساعدة وقررت تقديمها فقدمها وحسب، ولا تظهر أية مشاعر شفقة أو تبالغ في تعبيراتك العاطفية لكيلا تزيد العبء النفسي عليه.

ومن يومها وأنا لا أقرب من أحدهم إلا إذا طلبها صراحة.. وأفعل ما يطلب مني بالضبط وأرحل في صمت.. والحمد لله تسير الأمور هكذا بشكل جيد!

لاأتفق

هذا نفاق ..

هو يدرك أني أسرع منه .. فلا اظن الفكرة جيدة

نعم انا أوافق على فكرة أن يتحلى الشخص بالتواضع والإحساس بالتعاطف عندما يسير بالقرب من شخص مسن أو أعرج أو أي شخص آخر يعاني من إعاقة فالتصرف بلطف وتجنب إثارة الشخص الآخر يمكن أن يساعد على تخفيف الضغط الذي يشعر به الشخص العاجز ويعطيه شعوراً بالكرامة والاحترام كما أنه يمكن أن يوفر للشخص المعافى فرصة للتفكير في أهمية تقدير الآخرين وتبادل الاهتمام.

بالنسبة للآثار فهي إيجابية للغاية على الشخصين يمكن أن يشعر الشخص العاجز بالتقدير والاحترام مما يمنحه الراحة والسلام النفسي ويمكن أن يساعد الشخص المعافى في تطوير قدراته الاجتماعية والتعاطفية مما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتأثير الإيجابي في المجتمع.

بالنسبة لي يجب التصرف مع هاته الفئة بشكل عادي،

لان التباطئ في السير من أجلهم أو أي شيء من هذا القبيل قد يشعرهم اكثر بالضعف و الإعاقة، يجب أن نشعرهم بانهم لايختلفون عن الناس العاديين، حتى نمنحهم ثقة في أنفسهم وايضا نعلمهم ان لا فرق بين الإنسان العادي والانسان المعاق، حتى لا يشعرون بنوع من التمييز، ان التعاطف الكبير مع هاته الفئة يسيء لها اكثر مما ينفعها، لأنها تحتاج ان تعرف انها لا تختلف عن الاخرين في شيء.

أرى أنه من الواجب تزويد المعافين ببعض الإرشادات، فالمساعدة لكي تتم بشكل لائق لا يكفيك أن تكون شهمًا، بل يجب عليك أن تتحلى ببعض الذوقيات وأن تضع في اعتبارك بعض الأمور؛ مثل أن المصاب لا يُحب أن يرى منك نظرة شفقة على الإطلاق، بل يجب عليك مساعدته بشكل ودود دون تصنُع، وألا تعرض مساعدتك أكثر من مرة حتى لا تضايقه، لا تظن أن الإلحاح سيؤدي لنتيجة إيجابية، كما أنه لا بُد أن تضع في اعتبارك أن المصاب قد يصدر سلوكًا غير معتاد، قد ينهرك ويعلي صوته عليك دون سبب حقيقي، فليكن صدرك رحبًا معه

وفي حال أنه طلب مساعدة بشكل مباشر، فتبسم في وجهه ولا تشعره بالثقل، ساعده كأنك تساعد أحد السائقين الذين تعطلت سيارتهم وتطلبت دفعة للأمام، أنت لا هنا لا تُشعر السائق بأنه عاجز.. فتعامل مع المصاب بنفس الطريقة.

ولا أرى داعيًا أن تبطيء حركتك من أجله، يمكنك إكمال السير في طريقك لأنك لا تتعمد مضايقته ولا إيذاءه، فلا تتصنع من أجله لأن ذلك سيؤذيه أكثر مما سيفيده.

قبل كل شيء ربى (هكذا تُكتب، أليس كذلك؟) أدعو الله أن يعافيك.

ثانيا، أعتقد أنّه سيكون من الأفضل لو نشرت مساهمة منفصلة تنشرين فيها إجابتك الشخصية و تذكرين من شارك في هذه. فمثلا، أنا شاهدت المساهمة و السؤل و التعليقات رغم أني لم أشارك. لو لم أدخل مرة أخرى لما اكتشفت أنك وضعت إجابة مهمة.

و الآن، لأتكلم عن الموضوع بحد ذاته. لأصدقك القول، أكون دائما حائرة عندما أمر قرب شخص أعرج، هل أسرع ما سيحزنه لأنه لا يستطيع الإسراع مثلي، أم أتباطء قليلا و هو ما قد يشعره بالعجز و أنه عبء و سيجرحه بالتأكيد. لكن من الجميل أن أجد إجابة شخصية. سأحاول التصرف بذات الطريقة التي وصفتها، شكرا لنقل تجربتك.

في ذات السياق، سبق أن قرأت ما معناه أن لا تتحدث عن والديك أمام يتيم، عن أطفالك أمام عقيم، عن أموالك أمام فقير ... إلخ. بصراحة، الأمر جارح للغاية. لدي صديقة والديها منفصلين، تعيش مع أمها و لا ترى أباها إلا بين الفينة و الأخرى. رأيت مؤخرا لها منشورا عبارة عن صورة لأب يلتقط صورة لابنته في مكان عام، و قربها عبارة: تحزنني مظاهر الأبوة التي أراها صدفة في الشارع. أحزنني الأمر حقا. هنالك الكثير من الأمثلة. و الأمر يؤثر على الأطفال أكثر. لكن في النهاية، ماذا يمكننا أن نفعل. فقط أحاول أحيانا، عندما أعرف أن شخصا يتيما خاصة الصغار ،أحاول أن لا أظهر علاقتي الوطيدة بوالداي بشكل لا يجرح ذاك الشخص أو يشعره أنني أشفق عليه، شعور الشفقة أسوء. ما رأيك بهذا التصرف؟

هناك أشياء نعتبرها نحن عادية للغاية بل بديهية، لكن البعض الآخر يفتقدونها. أرجو أن ينتبه الجميع إلى النعم التي لديهم.

مرحبا رُبى، أولًا شفاكِ الله وأدام عليكِ الصحة والعافية، وبالمناسبة دخلت قناتك التي أرفقتها في المساهمة السابقة ولا أدري رأيت في صحتك تحسن عن المقطع التعريفي حمدًا لله أم يتهيأ لي؟

ثانيًا أريد مشاركتك رأيي بناءً على وضعي، أنا ليس لدي مشاكل في الحركة ولكنني بطيئة في المشي وهذا أمر طبيعي جدًا وأيضًا لدي عرج بسيط جدًا وهذا بسبب اختلاف طول قدم عن أخرى 4 سم يكون غالبًا غير ملحوظ ولكن بعض الأوقات عندما أكون في شدة التعب يكون ملحوظ ولا بأس في ذلك لا أحد كامل!

المهم الذي أرغب بالوصول إليه، عندما أمشي في الشارع وأشعر بالتعب أشعر بأن الجميع ينظر لي ويشعر بالشفقة عليّ وفعليًا أحاول أحيانًا ألا أُلقي بالًا لمن حولي ولنظراتهم إلا أنه صعب تجاهلهم أحيانًا من قوة التركيز، أريد إجابة من الأعضاء الذين سوف يقرأون تعليقي، هل صعب رؤية شخص لديه أزمة ما دون أن تجعلوه يشعر بشفقتكم؟ حتى وإن كانت بنية حسنة أو دون قصد الأمر يُرهق نفسيًا ولو أنني شخص ضعيف شخصية ويتأثر بمن حوله كنت لن اخرج من المنزل أبدًا، أقول هذا لأنه يوجد من لديهم هذه الشخصية ولا يخرجون بسبب هذه النظرات التي تُشعرهم بنقصهم.

الآن سوف أتطرق للأمر الآخر وهو المساعدة، بصراحة أنا لا أحب أن يعرض عليّ أحد المساعدة وكما ذكرتي أن يعرضها وكله تعاطف، لا لا لا، لا أريد مساعدة هذا الشخص بالذات، وعندما أرفضها مرة أرجوك لا تعرض مساعدتك مرة أخرى، وأيضًا لا أحب أن تُبطئ بسرعتك من أجلي أنا أمشي طبيعي وأنت كذلك تصرف على هذا الأساس.

أتذكر خلال فترة دراستي الجامعية كنا عندما نسير من مبنى لآخر من أجل المحاضرات أو عندما كنا نخرج للعمل على مشاريعنا ضمن مجموعة كانت لدي زميلة في منتصف الطريق تباغتني بالسؤال هل تعبتي؟ هل نتوقف لبُرهة تستريحي؟ وأحيانًا كان البعض يعرض مساعدتهم للقيام عني ببعض الأعمال التي تتطلب حركة، تخيلي وأنا ليس لدي صعوبة حركة، أعرف أنها أفعال من طيب خاطر وحُسن نية لكن تُشعروني بعجزي غير الموجود يا رِفاق أرجوكم تعاملوا طبيعي معي.

[عندما أسير بالقرب من شخصٍ مسنّ أو أعرج، أسير ببطئ كي لا أجعله يشعر بعجزه] هل تتفق ولم ذلك ؟

بصراحة أجد الأمر عادي وغير مُحرج إذ مر شخص مُسرع أو العكس ولا يجب أن يشعر المرء بحرج من حالته أو بُطئه في المشي، وحتى المّارة من جنبه ينبغي أن تأخذ الأمر طبيعي وتسير بطريقتها المُعتادة.

أعتذر على طول إجابتي ولكن الأمر لامسني وأتمنى أن يكون مفيد للغير عندما يتعامل مع شخص لديه حالات مشابهة.