أحياناً نعيش روتيننا اليومي مع الشريك، نأكل ونشرب وننام ونعمل، كثيراً نعمل، ليتفاجئ بعضنا بكره الشريك، بأن يُقال فجأة: أنا أكرهك؟ - كيف تتصرف إن واجهت هذا الموقف الصعب؟
كيف تتصرّف إن واجهك شريك الحياة فجأة بصراحة وقال: أنا أكرهك؟
أنا أكرهك أو أحبك مجرد ألفاظ بلا أي قيمة!
التقييم يكون بمعرفة ما إذا كان هذا الكلام يعكس حقيقة مشاعر الشخص, فقد يتلفظ الإنسان بعبارات من قبيل أنت عزيز جدا على قلبي فقط من باب المجاملة أو أنا أكرهك من باب التعبير عن الغضب أو الاحتجاج على تصرف ما, دون أن يقصد أنه يكن له الكره فعلا.
لا أظن أن هناك من يتفاجأ بتلفظ الشريك بعبارة أنا أكرهك, لأن الكره سيكون مترجما بقوة في الحياة الروتينية, من الصعب تخيل شخص يكره شريكه في حين أن هذا الشريك لا يدري, إلا إن كان حضوره في العلاقة جسديا فقط وباله مشغول في مكان آخر, وفي هذه الحالة أيضا لا سبيل لعامل المفاجأة.
رغم أني قد اتفق معك جزئيا في أن هذه الكلمات قد تقال تحت ضغط، أو في مواقف يفقد الشخص سيطرته، لكن لا يمكن أن نقول أنها ألفاظ بلاقيمة على المستوى النفسي، فلي اعتقاد ودوما ما أصدقه أن ما ينطقه اللسان غالبا له رواسب بالقلب، وفعليًا تترك أثر سلبيًا، ويجب الوقوف عندها لنرى أسباب الوصول لها حتى لو كانت كلمة اعتراضية.
ما ينطقه اللسان ليس بالضرورة له رواسب بالقلب, لأن لكل واحد منا أسلوبه في التعبير حسب ما ترعرع عليه, وحسب قاموسه اللغوي, بعض المجتمعات يعبرون عن سخطهم من تصرف ما بأن يرددوا عبارة أنا أكرهك, وهذا لا يعني أنهم يكرهون بعضهم البعض بهذه المجتمعات, فقط جرت عاداتهم على ذلك...ويمكن أن يتبنى الشخص أسلوبا تعبيريا دون أن يكون السائد بمجتمعه, لأنه هكذا تركيبه النفسي هكذا أسلوبه اللغوي, هناك من يسب ويشتم دون أن يقصد الإساءة فعلا, وهناك من يردد أكرهك, وهناك من يكسر الأغراض...هناك تنوع كبير في النفسيات بتنوع البشر.
أحياناً أن لا تؤذي الشخص لا يعني أنّك تسعده، هناك حالات كثيرة من الروتين الذي يسرق (الرجال خاصة) تجعل أي علاقة مع الوقت باردة إلى الدرجة التي تُنفّر الطرف الأخر (بالغالب أنثى) إلى الدرجة التي تصل فيها إلى الكره، أي أن تمقت الشريك ونمط حياته الغير قابل للإصلاح وأثناء ذلك قد يكون كل شيء جيّد بالنسبة للشخص الثاني، إلى درجة أن يُصدم بهذا الاعتراف فعلاً.
لا أعتقد ذلك يا صديقي, لا أظنه سيُصدم لأن الزوجة لن تتصرف معه كما كانت سابقا, المرأة لن تمثل عليه أن كل شيء على ما يرام ثم فجأة تتفوه في وجهه أنها تكرهه, من الصعب تخيل هذا السيناريو.. إن كانت العلاقة تبرد مع الوقت فتصرف المرأة أيضا سيبرد وإن كان الرجل ينفّر المرأة فبالتأكيد سيظهر النفور جليا في تصرفاتها وحتى ملامح وجهها, فهما يتقاسمان الحياة أكثر من أي علاقة أسرية أخرى, ربما سينطبق هذا السيناريو على كبار السن الذين تغيب عن مدركاتهم الكثير من التفاصيل, أما الشباب فلا أظن ذلك.
أتعلم ضياء، هناك الكثير من شريكات الحياة يقولون عبارة "أنا أكرهك" بصورة متكررة، وتلك العبارة تحمل في طياتها العديد من المعاني، فقد تقولها المرأة بمعنى أنا أحبك، أو أنا أفتقدك، أو لقد أهملتني وغيرهم من المعاني. ببساطة تقول المرأة شيئ وتعني شيء آخر، أعلم أن الموضوع مرهق لدرجة أن شركة Ezaki Glico Co اليابانية صممت تطبيقًا منذ ثلاث أعوام تقريبًا لترجمة ما تنطق به المرأة. وذلك لتشجيع الزوج والزوجة على التفاهم، إذ تختلف عقلية الرجال والنساء، ولا بد من الوصول لحل وسط يرضي جميع الأطراف. ويشمل هذا التطبيق العديد من النصائح لفهم كلام النساء، فجملة "لم يعد مجديًا أن نبقى معًا" قد تعني أنها تسأل "ما هي حقيقة مشاعرك تجاه علاقتنا؟" على سبيل المثال.
فهذا شأنه ومشكلته هو وليس مشكلتك
لا أتفق معك، لا يُمكن لأيّ عائلة أو علاقة أن تمشي بهذا المنطق، لإنّ أهم ما يجمع بين اثنين هو التشارك وعلاقة أحدهما بالأخر، وهذا يندرج تحته حتى المشاكل، أي أنّ مشكلة شريكي هي بالطبع مشكلتي الشخصية التي يجب أن أجد لها حلّاً طالما أنني ملتزم بعلاقة جديّة مع الشريك وطبعاً ملتزم بصورة أعلى بكثير ومسؤولية أعلى بكثير لو كانت العلاقة هي عائلة وأولاد.
بمعنى أنك تقولين بأنه لابأس في أن تكون صراحته في تعبيره بالكره أحسن من تصرفاته غير طبيعة التي تشعر بالحيرة من هذه التصرفات.
صراحة لا أفضل موقف الضحية لذلك، ولكن تصرف يحمل تبرير ودافع اتجاه ارتكاب ذلك الأمر.
اختيارات السيئة نتحمل مسؤوليتها أيضا، الكلام الحلو الذي يكون في البدايات هو قناع خادع لحقيقة الشخص، والمواقف والتصرفات هي التي لابد أن نأخذها معيارا لاختياراتنا.
لن أستطيع أن أنكر صدمتي أو تعابير الاستنكار التي سترتسم على وجهي، ولكني سأحاول أن أهدأ وأفهم ما الذي أوصله لهذا الشعور، وما الذي بدر مني.. سأضع في عقلي فكرة أنه ربما أكون قد أزعجته بتصرفات في الفترة الأخيرة -بالطبع دون قصدٍ مني.
بعد أن يوضح لن أدافع عن نفسي، ولن أبرر شيئًا، فقط سأوجه له سؤالًا: هل موققف كرهك لي قابل للتغيير؟ هل بيدي شيء يمكن أن أفعله؟ أم أن الأمر منتهٍ في عقله؟ سأطلب إجابة صريحة وموجزة على هذا السؤال، وعلى هذا الأساس سأتصرف.
لا أتخيّل أنّ حياةً يُمكن أن تُبنى بالصورة التي تتلكمين بها حضرتك، التقبّل؟ كيف يمكن أن نتقبل شركاء يصرّون مثلاً على ممارسة سلوكٍ يزعجنا أو يتجاهلوننا حتى أو ربما يمضون في حياتهم وقراراتهم بعكس ما تعتمد عليه خطّتنا، أو حتى على المستوى الروتيني، قد ينشأون تصرّفات لا نقبلها، نطلب تغييرها، فيمضون دون ذلك، هل يصلح التقبّل في معالجة هذه الأمور؟ ومن ثمّ لديّ سؤال آخر، هل لو تقبّل الشريك مثلاً عيوبي سوف أكون قادراً بالمثل أنا على تقبّل عيوبه؟ بالطبع لا، هذا غير عملي بالمرّة.
الأمر يختلف على حسب نبرة الصوت والموقف أستاذ ضياء .
حيث أن هناك حالتين :
فلو قالت لى شريكة الحياة أكرهك ، ونحن فى شجار وتتعالى نبرات الصوت ، أعلم أن اللفظ خارج بما يغاير ما فى الصدر وهو ليس كره حقيقى ، وحينها أعلم أن هناك شئ خاطئ يجب تصحيحه من أى أحد من الطرفين .
أما لو قالت لي أكرهك ، وفى الوضع الهادئ جداً الطبيعى بدون شجار ، حينها الإنسحاب وجب يا صديقى فوراً وبدون تردد لأن مردودات الإنتظار عواقبها غير محمودة ، وخصوصاً عندما تكره المرأة الرجل فإن الانتقام ستكون وطأته شديدة وغير متوقعة ، على عكس الرجل لو كره لن يكون في جعبته الكثير ليفعله .
حينها الإنسحاب وجب يا صديقى
هذا خيار ليس سهلاً بالمرّة، فأن تمضي في علاقة لمدّة سنين ثُمّ يقول لك الشريك أن استسلم ويكرهك، فهذا سيشكّل صدمة كبيرة بالنسبة لك، أوّل وأهم نتائجها فقدان القدرة على الحركة بشكلها المجازي، أي أن تفقد القدرة على التقدّم في الحياة بدونه والانسحاب من علاقة قمت بتغذيتها كل السنين الماضية ولا يمكن أن تكمل فيها بوجود هذا الشرخ أو الكسر وخاصة إن كان غير قابل للإصلاح.
لهذا لا أعتقد أنّ الانسحاب طريق عملي أو سهل على الأقل في هذا الموضوع.
في هذه الحالة، لا بد من أخذ التوقيت التي قيلت فيه بعين الاعتبار، فإن قيلت والثنائي في ظرف نزاع وخصومة، فكثيرا ما لا تعبر عن حقيقة مشاعر الفرد، وإنما هي نتيجة نوبة الغضب التي تنتاب الانسان في حالة الصراع. أما إذا قيلت في وقت هدوء، واستجمع الشريك قوته، وجاء لي يصارحني ويقول بأعصاب باردة، انه يكرهني، فهنا يجب الوقوف على الأمر بجدية، ومحاولة معرفة كيف وصل إلى هذه النتيجة، وكيف أنني لم أشعر بتغير مشاعره نحوي قبل ذلك.
بالتأكيد سترجني الصدمة، إلا أني لن أترجاه ليراجع نفسه ونصحح ما يمكن تصحيحه ونبدأ من جديد. لأن المشاعر والأحاسيس تتغير مع مرور الوقت، وقد تموت بحسب ما خصصناه لها من اهتمام ورعاية متبادلة، كنبتة إذا ما اعتنينا بها وسقيناها ووفرنا لها الظروف المواتية، لا بد وأن تنمو وتزدهرو وبالعكس الإهمال وعدم تنظبم جلسات مصارحة دورية بين الشركين وتقييم حياتهما العاطفية والتشاركية بصفة عامة، يترك المجال لانحراف العواطف، والبحث لها عن مأوى خارج عش الزوجية، سواء من كلا الطرفين، أو على الأقل من الطرف الي فجر القنبلة.
لا أفهم يا أمينة فعلاً موضوع التوقيت وعلاقته بالأمر، ألا تجدين معي مثلاً أن الشخص قد ينتهز فرصة وجود شجار معيّن لكي يعبّر عن مشاعره الصادقة؟ أن يقول ما لا يمكن أن يُقال في الأحوال العادية؟
موضوع التوقيت مهم جدا، لأنه قد تخرج موجة الغضب الانسان عن طوعه، ويتلفظ بكلام يندم عليه بعد ذلك. أما إذا كان ينتهز الفرصة ليعبر عن حقيقة مشاعره، فسيظهر ذلك من نبرة صوته، وسينطقها بهدوء دون انفعال. ولن ألومه على رغبته في الانفصال عني رغم ما قد تسببه لي من ألم وفقدان للتوازن في حياتي فترة معينة من الزمان. لأنني دائما أومن بأن لاسلطان لأحد على عواطفه. ولكن ما يحز في نفسي أكثر، هو طريقته في التعبير عن قراره بوضع حد للعلاقة بيننا. كان بإمكانه أن يقولها بشكل متحضر محترم هادئ دون تجريح أو إهانة لكرامتي. ونبقى أصدقاء. لماذا ننهي علاقاتنا دائما بالعداوة.
لابد أن نتفق بأن أي رد فعل تسبق فعل معين هو الذي دفع لاحداث أثر ايجابي أو سلبي.
لو قال شريك حياتي هذا الأمر، اولا سأحرص على عدم الانفعال مثله، لان انفعالي سيؤدي لقمع الأكثر وتفاقم الأمر.
لذلك سأحاول فهم الأسباب التي أدت الى هذا القول، بعد على أساس يمكنني تحديد موقفي اتجاهه.
ومن الأفضل أن يكون هناك تبرير معين يثبت حقيقة ما قاله، ومن ناحية أخرى عندما يواجه الفرد ضغوطات نفسية قد يتلفظ بأشياء بدون احتساب أو تفكير، لذلك لابد من الأخذ بعين الاعتبار الظروف والحالة النفسية التي يمر بها لانها كلهة عوامل تؤثر على الفرد.
هل إن قال شخص أنا أكرهك يكون بالفعل يكرهه؟ أنا شخصيًا أعبر عن حبي بعض الأوقات بقول أكرهك -بالطبع يكون الآخرين يفهمون المعنى الصحيح- أكثر من قول أحبك. تختلف أيضًا حسب المواقف التي قيلت فيها او نبرة الصوت.
لكن لو قيلت بطريقة ومعنى صحيح ستكون صدمة كبيرة خصوصًا لو كان العكس هو الظاهر. قد يصعب اخفاء مشاعر الكره فترة طويلة، إلا إذا كان الشخص ممثل بارع أو الآخر لا يأخذ باله من المشاعر الحقيقية، وبهذه الحالة يكون هذا سبب منطقي للكره. ما يجب فعله في هذه الحالة هو التحلي بالعقلانية والهدوء قبل أي شيء لأنه قد يتضخم الموضوع أكثر لو تعاملنا معه بأسلوب خاطئ.
من المهم أن نفهم سبب قول هذا الكلام، وأن يسمع الطرفين بعضهم البعض ويتصارحوا فيما بينهم، قد يكون الشخصين منكتمين ولا يجلسون سويًا أو لا يعبرون عن مشاعرهم ويشاركون أفكارهم فهذا سبب للجفى والكره. الشريك يجب ان يكون داعم أول وموجود لسماع الآخر والتخفيف عنه وإلا فهي علاقة غير ناجحة.
إذا كانت كلمة ان أكرهك بعد النقاش والتفاهم حقيقية وأنه لا مجال أن تتغير فأفضل أن يتم أخذ هذا الوضع على مجمل الجد أكثر والعمل على حلها، قد يكون استشاري العلاقات حل مناسب في هذه الحالة.
بداية ، ربما هو لا يكرهك ، ربما فقط هو يكره بعض تصرفاتك ، وهذا أمر علينا إدراكه فى المشاعر والعلاقات الإنسانية ، فما نقوله ليس ما نشعر به حقاَ فى أوقات الغضب والالم ، لذا عليك توجية المسألة التى الأشياء التى يكرهها الطرف الاخر فى تصرفاتك وليس فى فكره كره لك .
ثانيا لابد من إحتوا الموقف ، فهناك لا يصلح أن يتم الرد بنفس الأسلوب الهجومى ، بل لابد من التعامل بحكمة حتى لا يفاقم الأمر
الملابسات قبل وأثناء الكلمة تحكم رد الفعل تجاهها، فإذا قيلت وقت غضب فهي قد تعني "احتاج الى احتوائك" او "افتقدك وانا في وقت شدة" ...
اما إذا قيلت وقت هدوء فهي تعني "لقد ابتعدت اكثر من اللازم يا رفيقي حتى صرنا غريبين" وفي كل الأحوال لا تعني الكلمة معناها الحرفي إذ أن من يكره فعلا لا يستمر في العلاقة وانما ينسحب او يظهر في تصرفاته العدائية.
التعليقات