اخبرونا عن تفضيلاتكم فيما يخص الصداقات, وهل ترون ان هناك صداقة يمكن ان تنشأ بين الجنسين؟ او صداقة تستمر مدى الحياة؟ وكيف؟ او لماذا؟
كم صديق لديك وعلى اي اساس قمت باختيارهم؟
الصداقة في رأيي هي اسمى مراحل القبول والتقارب الفكري ووجود قاسم مشترك من المبادئ والأفكار يسمح بإنشاء تلك العلاقة السامية.
ولأنها علاقة تحمل الكثير من الود والمشاعر والقرب فلا أرى أن هناك صداقة بين الجنسين إلا في حالة كان الطرف الآخر هو شريك حياتك، وما عدا ذلك قد يسمى زمالة وليس صداقة.
أما عن وجود صداقة تستمر مدى الحياة فبالتاكيد قد تستمر بعض العلاقات الصادقة المبنية على نضج الاختيار مدى الحياة، ويتوقف ذلك على صلابة الأسس التي توافق عليها الصديقان في البداية وتفهمهم للمتغيرات التي يفرضها الزمن والظروف الاجتماعية لكل منهما.
وعلى سبيل المثال لدي صديقة واحدة امتد عمر صداقتنا ما يزيد على الواحد وعشرين عاما ولا زالت بفضل الله قائمة ومستمرة، صحيح أن ظروفنا الأسرية قد تسبب انقطاع الاتصال لفترة قد تتجاوز الشهر إلا أن كلا منا تعرف ان مكانها عند الأخرى محفوظ وليس له علاقة بعدد المكالمات او الاتصالات، وانها إذا ما احتاجت إلى رأي او مساعدة فإن نصفها الآخر موجود بكل تأكيد.
فبالتاكيد قد تستمر بعض العلاقات الصادقة المبنية على نضج الاختيار مدى الحياة
هل نحن من نختار اصدقائنا؟
قولك في موضوع الصداقة جميل, وشخصيا اتفق معك بكل شيء. راعني قولك حينما استخدمت كلمات "نضخ الاختيار". ومن حكم تجربتي, اهتديت الى ان الصداقة القوية كانت وليد الظروف ولم تكن بحكم اختياري. فقررت ان اسالك حول هذا الامر واذا ما كان مختلفا لديكِ؟
أما عن الصداقة المقربة بين الجنسين فأنا غير مقتنعة بها، ولكن قد تكون حدود العلاقة أقل من ذلك، أعني أنها قد تتوقف عند كونها "صداقة" فقط أو "زمالة". بالنسبة لي أنا أرى أنها تكون علاقة معقدة وحولها الكثير من الشكوك، كما أنني لا أستطيع الوصول إلى هذه الدرجة من الراحة عند حديثي مع شاب بسهولة.
هذا أمرٌ يمكن إرجاعه إلى تفضيلات كل منا الشخصية وظروفه وطريقة تعامله، فالطبع هناك من يتقبلون هذا الأمر ولا يجدون فيه حرجًا بل ويرون فيه مكاسب أيضا.
وما الذي يجعلني أختار شريك حياة ذي مبادئ تناقض مبادئي؟
أما أطفالي فأنا الذي سأربيهم وهذا يزيد من احتمال أن يكون لهم نفس الرأي، لن أقول إنني سأحاول جعلهم نسخةً مني، ولكن سيكون عليّ التوجيه وعليهم الاختيار في النهاية.
وكأنك لمست جرحًا مفتوحًا يا أحمد، يبقى هذا من الأمور المرعبة بالنسبة لي في الحياة.. أفكر فيها دائمًا وأخشى من تغير من حولي.. ولكني أجد الإجابة دومًا بأنه إن لم يكن التغير يناسبني فسأرحل.
لا تقلقي, نحن على نفس الموجة, واعتقد انني هنا يجب ان استخدم كلمة "التوكل".
القلوب مخلوقات مجندة بيد الخالق. نحن علينا فقط ان نحاول اما النتائج فهي عليه سبحانه.
ثم ادركت اننا لا يجب ان نرى الأمور من منظور الخط ولكن الدائرة. التغيير لا يحدث بين يوم وليلة, كما انه حينما يحدث لا يعني انه تغيير ابدي وجذري, هناك دائما دائرة, الامور تتغير ثم تعود الى نصابها لتتغير مجدداً. الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو القلب. واعني به قلبنا, ليس قلب الآخر. القلب الذي لدى كل شخص منا ولو مزج بشيء من المسؤولية لما خفنا من التغيير, ثم كما قلت هناك التوكل.
اما بالنسبة للرحيل فلا رحيل دون استخارة. و بعد قليل من الصبر, لان ما تغير يمكن له ان يعود يتغير من جديد. هنا يكون لمرونتنا في التعامل مع المتغيرات الأثر الكبير. هذه المرونة تكبر حينما نصير مسؤولين بالأخص عن عائلة. ولست اقصد بالعائلة الأطفال. بل فقط العش او "القفص" رغم انني ارفض كلمة القفص, الذي يجمع بين القلوب.
ثم هناك الاستشارة. فبالطبع كما تعلمين: ما خاب من استشار.
شخصيا ارى ان الاستشارة واحدة من اهم الامور الغائبة عن مجتمعنا. الاستشارة الواعية الحكيمة الفارغة من العواطف الهائجة, والحمى القبلية, و الاراء الزائفة او الحمية الغير مبررة, هذه واحدة من اكبر النعم. و يا سعد من له شخص آخر يستشيره في كل كبيرة وصغيرة. ولو فقط هناك دائما باب الدعاء و الاستخارة.
بحكم عملي تعاملت مع الجنسين، وكونت زمالات وصداقات مع رجال وسيدات، رغم أني أفضل أن أقول في حالة الرجال أنهم أخوة اكتسبتهم خلال حياتي، لأن العلاقة معهم لا تكون في شكل صداقة بالمعنى المتعارف عليه، لكن تتسم بالأخوة أكثر، يعني تجدهم في ظهرك بأصعب المواقف، ناصحين إن أمكن، يتمنون لك الخير دون أي خبايا سيئة، وبالمقابل يكون لهم المثل، فأقدر بالعلاقات جدا ألا يتاخر طرف عن الطرف الآخر ولا ينتظر مبادرته للتواصل.
او صداقة تستمر مدى الحياة؟ وكيف؟ او لماذا؟
غالبا لا توجد صداقة تستمر مدى الحياة بنفس القوة، لأننا بالنهاية ننتقل من مرحلة لأخرى، ومن مكان لآخر، ومن عمل لآخر لذا ظروف الحياة بتقلباتها قد تكون سببا في عدم الاستمرارية، وحتى لو تواصلتم تكون التواصلات محدودة بالتأكيد.
على اي اساس قمت بإختيار الرجال الأخوة؟ وهل حدث وان شذ احدهم عن القاعدة؟
احيانا يكون من الصعب معرفة الشخص الى حين التعامل معه. ارى ان هذا الأمر يضعنا في موقف المجرب اكثر منه العارف. لذا قمت بطرح السؤال. وهل نستطيع معرفة خبايا الاخرين؟؟؟
أكثر صفة اهتم لها الاحترام قبل كل شيء وهذا بأي علاقة أتعامل بها، أيضا اتعمد توضيح حدود كل طرف اتعامل معه سواء زميلة أو صديقة أو أي شيء فرسم الحدود بوضوح يجعل كل شخص يقف مكانه لا يتجاوز، لأنه يكون مدرك كل الإدراك أنه سيدخل مساحة ليست له وبالتالي له ما له.
ليس حقاً!
شخصيا لست امانع العلاقات عبر الانترنيت, ربما بسبب ضيق الوقت, وبعد المسافة مع الناس الذين يشبهوني. و لست اعتقد انها تخلو من المشاعر, بل بالعكس اجد انني استفدت جداً من الصداقة عن طريق الانترنيت بحيث كان لدي الفرصة لاتعرف واتحدث مع اناس من جميع البلدان العربية و الغير عربية. تجربتي كانت جميلة. ولم يكن فقط عن طريق الكتابة, بل كان اغلبه عن طريق الصوت.
نعم، من واقع تجربتي يمكن لها ان تمتد لسنوات طويلة وتصبح افضل بالطبع مع مرور الوقت.
وجدت انها يمكن ان تكون حتى اعمق من الصداقات وجها لوجه. بسبب اجتماع اكثر من انسان واحد مع ثقافات مختلفة ولكن على نفس الروح والمبادىء.
لم افكر مطلقا باهمية الوقت. الوقت الذي نمضيه مع الاصدقاء. الصداقة الرقمية سمحت لي ولنا بان نطور اتصالنا ونتشارك اكثر خلال اليوم. نستطيع ان نجتمع فس اي وقت ونتحدث. على سبيل المثال نتحدث عن اخر المستجدات وانا اقوم بكمارسة الرياضة . المكان لك يعد له اهمية ولكن التواجد مع بعض في نفس الوقت لوقت طويل هو ما يصنع علاقة طويلة امد.
بالنسبة للأصدقاء أفضل أن يكون الصديق مقرب لي فكرياً وثقافياً بحيث تكون لدينا ميول متقاربة ، وفى هذا الصدد بالطبع لن يكون لدى الكثير من الأصدقاء لكنى أفخر بهم .
وبالنسبة للصداقة مع الجنس الأخر ، فهى موجودة بالفعل ولكنى لا أفضلها فلدى مجتمعاتنا قيود وأعراف جيدة تحكمها فى هذا الأمر وأفخر باتباعها ، ولكن من الممكن أن تسميها زمالة عمل فلدى الكثير من زميلات العمل خاصة الأكبر منى سناً فمنهم من تعتبرنى أخا أصغر لها ومن تعتبرنى إبناً لها وهن خير الزميلات بالفعل بسبب تعاونهم وإخلاصهم .
لكن حينما تتحدث عن من يصغرنى سناً من الجنس الأخر فأنا أتبع تقاليد المجتمع فى ذلك وافخر بها وهى كلها للحفاظ على منسوب القيم والأخلاق بداخلنا وعدم تزعزعها .
لكن حينما تتحدث عن من يصغرنى سناً من الجنس الأخر فأنا أتبع تقاليد المجتمع فى ذلك وافخر بها وهى كلها للحفاظ على منسوب القيم والأخلاق بداخلنا وعدم تزعزعها .
اثار اهتمامي هذا القول, هل لك ان تسترسل قليلا وتشرح او تعطي مثالاً, لو سمحت
كما ذكرت أنه لا يوجد طبقاً لعاداتنا وتقاليدنا مجال للصداقة بين الجنسين ما دامت لا توجد روابط شرعية كالزواج مثلا .
ولكن توجد زمالة عمل وتواصل لأجل ذلك الأمر بين الجنسين .
وأقصد بقولى فى التعليق السابق فإنه طبقاً لتقاليدنا لا مجال أن تنشأ صداقة بين الجنسين ، لأن الفطرة ترفض ذلك .
حيث أن الصداقة تتطلب من الجنس الواحد الخروج والتنزه وتناول الطعام سوياً ، فكيف يحدث ذلك فى ظل مجتمعات محافظة وأنت لست ببعيد عن ذلك فأعتقد أن الفترة التى عشت فيها طفلا فى دولتك وإلى وقت قريب قبيل الألفية الثانية كان مجتمعك يرفض الصداقة بين الجنسين المختلفين ، لأن توابع ذلك غير جيدة .
اولاً اتفق معك تماماً, ولكن افكر ايضا ان هذا القول ينطبق في مجتمع المدينة المحافظة. هناك بالطبع اشكال اخرى من العلاقات.. واحدة منها هي علاقات اهل الريف وخاصة مجموعة صغيرة من الناس يسكنون في قرية نائية ويعملون بالزراعة وتربية المواشي, العلاقة بين افراد هذه القرية ستكون مختلفة, واعتقد انه سيكون هناك علاقة قوية وصداقة بين الجنسين وحتى على مستوى المجموعات. ولكن لن يكون هناك علاقة رجل ب امرأة, ولكن ك مجموعة من الرجال والنساء.
كيف ترى في علاقاتهم مع بعضهم البعض, هل تعتبرها صداقة؟
الأمر بالنسبة إلى المجموعة في حالة الزمالة فى العمل ، فذلك أمر محمود وجيد جداً ما دام في الإطار الأخلاقى المسموح به طبقاً لتقاليد مجتماعتنا .
لكن لا أعتقد أن الصداقة فى ضمن مجموعات للرجال والنساء أمر جيد ، ما دام لا يكون باعث زمالة بسبب عمل أو نشاط معين أو إطار ثقافى كمجلة أو دار نشر فذلك يدخل فى إطار أخلاقى وعملى .
أما صداقات بدون باعث عمل فستكون غير محمودة أخلاقياً ومجتمعياً .
٤ اصدقاء... اجدهم دومًا حين احتاجهم في السراء والضراء تشاركنا كل شيء انهيال الدموع وايضًا الضحكات، اعتبرهم عائلتي
وهل ترون ان هناك صداقة يمكن ان تنشأ بين الجنسين؟
بالتأكيد ما دامت الحدود واضحة وهناك امور متشابهة بين الطرفين فما المانع
او صداقة تستمر مدى الحياة؟ وكيف؟ او لماذا؟
هذا المدى ينتهي عند الموت، ولا اجد انه من السهل ان تستمر، لكن ان نشئت الصداقة في مرحلة نضج ربما...
والابد يختلف بين كل علاقة واخرى وكل شخصية وطباعها
فهناك وفيٌ مستعد ان يخلص للابد
وهناك طرف لا يبالي بإستمرار اي شيء
تعود قصة اللا نهاية لهؤلاء الاطراف وكيفية حلهم للامور ورغبتهم في البقاء او العدم
التعليقات