حسنًا بالتأكيد كلنا سمعنا جملة "الشكل ليس كل شيء."، ولكن عذرًا أنا أتيت لأحطم هذه العبارة، وأحدثكم من أرض الواقع أن الشكل أساس كل شيء، الشكل يعطي الانطباع الأول عنك، يحدد طريقة معاملة الناس لك، يفتح أمامك الكثير من الفرص والأبواب، ويسهل من حياتك بشكل عام، بمقارنة بسيطة لدخول شخصين لمكان ما أحدهم عادي الشكل والآخر ملفت، ستلاحظوا كم الاهتمام والمساعدة التي سيتلقاها الشخص الثاني بمجرد طلبه إياها. في الدراسة، العمل، والعلاقات الإنسانية الشكل يعطي لك أولوية أكبر حتى وإن لم تمتلك أي مقومات أخرى غيره.
الشكل ليس كل شيء أم أنه أساس كل شيء؟
مساؤك سعيد، فعلا، الشكل قد يكون البوابة الأولى للانطباع، لكنه ليس الأساس الذي يبني عليه الإنسان قيمته. نعم، المظهر يلعب دورًا في تشكيل تصورات الآخرين، لكنه يبقى عاملًا سطحيًا. التأثير الحقيقي والمستدام ينبع من الشخصية، القدرات، والقيم التي تظهر بعد الانطباع الأول. السؤال الأهم هنا: هل نريد أن نبني علاقاتنا وفرصنا على مظهر خارجي زائل، أم على جوهر ثابت يعكس من نحن فعلاً؟
هل نريد أن نبني علاقاتنا وفرصنا على مظهر خارجي زائل، أم على جوهر ثابت يعكس من نحن فعلاً؟
السؤال الأهم هو ماذا يريد منا المجتمع ويهتم به حقا هل شكلنا أم جوهرنا؟ لأننا إذا نظرنا للإجابة سنجد أن الكفة تميل لصالح الشكل، للأسف الشكل قد يكون كافيا جدا لاستمرار أي علاقة، وسببا كافية في الحصول على أي فرصة والاستمرار بها، هناك مشاهير لا يمتلكون أي موهبة ولا يقدمون أي قيمة ومازالوا يعملون على حساب أصحاب الموهبة بسبب وسامتهم! وإذا كان هناك شخصين مقدمين على نفس الوظيفة وعلى نفس القدر من المهارات، ستجدين أن الكفة ستميل للأجمل بينهما، هذا هو تأثير الجمال على اللاوعي، سيدفع صاحب الاختيار ليختار الأفضل شكلا من وجهة نظره نظرا لتأثيره عليه.
جوابك يلامس واقعًا محبطًا أحيانًا، حيث يميل المجتمع، سواء بوعي أو دون وعي، إلى إعطاء الشكل قيمة أكبر مما يستحق. تمنيت لو كان الأمر مختلفًا، أن يكون الجوهر والقدرات هما الأساس الوحيد لبناء العلاقات والحصول على الفرص. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن التأثير البصري يلعب دورًا قويًا، خاصة في العالم الذي أصبحت فيه الصور والظهور هي العملة الأكثر تداولاً.
لكن هل هذا يعني أننا نرضخ لهذا الواقع؟ ربما يكون التحدي الحقيقي هو كيفية الموازنة بين إدراكنا لتأثير الشكل وبين إصرارنا على أن نعكس جوهرنا وقيمتنا الحقيقية. المشكلة ليست في الشكل نفسه، بل في نظام اجتماعي يغذّي هذا التحيز، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكننا إعادة تشكيل معاييرنا المجتمعية بحيث يصبح المظهر مجرد عامل ثانوي، بينما يصبح الجوهر هو المحور الحقيقي للحكم؟
تمنيت لو كان الأمر مختلفًا.
حتى لا أعمم فهناك حالات قد يختار فيها الناس الجوهر بالفعل ولكنها قليلة جدا جدا ومن يكون محظوظ بها لن يكون على الدوام محظوظا، فهناك من تكون محظوظة مثلا بالزواج ولكنها لم تستطع على العمل في وظيفة أحلامها لأنها تحتاج لمعايير جمالية معينة لا تمتلكها، وهذا نوع من الظلم أيضا.
كيف يمكننا إعادة تشكيل معاييرنا المجتمعية بحيث يصبح المظهر مجرد عامل ثانوي، بينما يصبح الجوهر هو المحور الحقيقي للحكم؟
الشكل لن يصبح عامل ثانوي، فأغلب من يتأثرون بالجمال في أحكامهم لا يدركون ذلك، تأثير الجمال قوي ومن صعب التحكم فيه أو تهميشه خاصة إذا كان أصحابه ذو شخصية متلاعبة أو قوية يعرفون كيف يستغلوه لأقصى درجة، ولهذا لن يصبح ثانوي ولكن بالتأكيد يمكن على الأقل رفع أو تقدير قيمة الجوهر أكثر وهذا مشكلته أنه يعتمد على ما يبذله الإنسان، الشخص في هذه الحالة يجد نفسه في صراع دائم ليثبت نفسه أمام كل شخص وأمام كل فرصة لكي يستحقها بينما على النقيض قد يأتي شخص ويأخذها بسهولة فقط لأنه جميل.
هل نريد أن نبني علاقاتنا وفرصنا على مظهر خارجي زائل، أم على جوهر ثابت يعكس من نحن فعلاً؟
على الإثنين معًا. الشكل الخارجي المميز مهم وضروري، لكنه لن يفيد بدون جوهر يتوافق مع المظهر المميز، وكذلك الجوهر المميز لن يُعرف بدون المظهر الخارجي الرائع.
تماما. أوافقك الرأي . تعليقك يلامس جوهر القضية، فبينما الشكل يفتح الباب للانطباع الأول، فإن القيمة الحقيقية لأي إنسان تُبنى على ما يحمله داخليًا من مبادئ، قدرات، وشخصية. المظهر قد يجذب الأنظار، لكنه لا يخلق علاقات عميقة أو فرصًا مستدامة. السؤال الذي يبرز هنا: كيف يمكننا كمجتمع أن نعيد ترتيب أولوياتنا، لنعطي الجوهر الإنساني وزنه الحقيقي دون أن نسمح للسطحية بأن تطغى على حكمنا؟
أرى أن هذا توجه عام للمنظومات الحاكمة، هي التي تتحكم في الوعي العام للناس وتوجهه أينما تشاء. بالتأكيد هناك مجهود يجب على كل شخص القيام به تجاه نفسه، لكن الجميع لن يفطن لهذا الدور إلا إذا أُرشد إليه، أو نبهه عليه أحد آخر.
أرى أن هذا توجه عام للمنظومات الحاكمة، هي التي تتحكم في الوعي العام للناس وتوجهه أينما تشاء.
لا توجد نظرية مؤامرة في الموضوع نهائيا، الفكرة أبسط من هذا بكثير، تأثير الجمال تلقائي ويقع على جميع البشر، جميعنا نتأثر به بدرجات، وبدون إدراك منا يتحكم في بعض تصرفاتنا، ألم يحدث ورأيت شخصا جذابا وغريبا عنك تماما وشعرت بالرغبة في التعرف عليه؟ إذا طلب مساعدة ما ألن تشعر برغبة في النهوض ومساعدته دون الآخرين؟ تأثير الجمال يطيل الكل وهو غير موجه ولا مفتعل.
-أرى أن هذا توجه عام للمنظومات الحاكمة، هي التي تتحكم في الوعي العام للناس وتوجهه أينما تشاء. بالتأكيد هناك مجهود يجب على كل شخص القيام به تجاه نفسه، لكن الجميع لن يفطن لهذا الدور إلا إذا أُرشد إليه، أو نبهه عليه أحد آخر.
جوابك يشير بوضوح إلى الدور الكبير الذي تلعبه المنظومات الحاكمة في تشكيل وعي الناس وتوجيه أولوياتهم، بما في ذلك الميل لمنح الشكل قيمة أكبر من الجوهر. تمنيت كثيرًا أن أرى مجتمعات تعطي الأولوية للجوهر الحقيقي، لكن هذا صعب في ظل التأثير القوي للمنظومات التي تروج لمعايير سطحية من خلال الإعلام والتسويق.
مع ذلك، لا يمكننا إغفال مسؤولية الفرد في مقاومة هذا التوجه. صحيح أن البعض قد لا يدرك أهمية التركيز على الجوهر دون توجيه أو تنبيه، لكن أليس على كل فرد أن يتحمل جزءًا من المسؤولية لتطوير وعيه؟ السؤال هنا: كيف يمكن للفرد أن يوازن بين تأثير المنظومة عليه وبين جهوده الذاتية في التمسك بجوهره، وهل يمكن لإرشاد بسيط أن يُحدث تغييرًا ملموسًا في طريقة تفكير الناس؟
لكن هذا صعب في ظل التأثير القوي للمنظومات التي تروج لمعايير سطحية من خلال الإعلام والتسويق.
لا أغفل أن في هذه الفترة هناك كثير من الدعايا من أطراف مختلفة لنشر معايير غير اقعية عن الجمال تضع الجميع تحت ضغط نفسي كبير لمحاولة مواكبتها، والسوشيال ميديا ساعدت على هذا جدا، ففضلا عن أن كثير من يظهر عليها يعدل على صوره وفيديوهاته ليظهر بصورة مثالية، ومن يقوم بإجراءات تجميلية وعلاجية بمبالغ خرافية للوصول للشكل المثالي، هناك من يجعل من أشياء عادية مشكلات أو نواقص جمال فقط ليبيع منتجات أو خدمات بعينها، ولكن بعيدا عن كل هذا هناك نوع من الجمال لا يختلف عليه أحد، الشخص الجميل شكلا لا يحتاج لمنظومات ولا وسائل لكي تفرض على الناس التأثر به، التأثر سيحدث بشكل طبيعي وتلقائي ودور الناس هنا هو الوعي لذلك التأثير حتى لا يتم خداعهم به، ولكن قليل من يعي أو قليل من يهتم بأن يعي.
هممم.. الشكل أساس كل شيء؟! إنها نظرة قاصرة بلا شك، الشكل قد يكون مفتاحا يسهل فتح كثير من الأبواب، لكن ما وراء هذه الأبواب؟ قيمة حقيقية كشخصية وذكاء وأسلوب وقيم وأخلاق وغيرها أم.. سراب!
لماذا نجد أشخاصًا لا يتمتعون بمظهر ملفت ولكنهم قادوا العالم بأفكارهم وإنجازاتهم؟ ألبرت أينشتاين؟ ستيفن هوكينج؟ هل خلّدهم الشكل؟
الانطباع الأول بلا شك عامل مؤثر، لكن تأثيره مؤقت كفقاعة صابون. الشكل قد يجذب الأنظار مؤقتا.. لكنه لن يصمد أمام اختبار الزمن. الناس تقدر المضمون أكثر مما تعتقدين أختي رنا، خاصة عندما يأتي وقت إثبات الذات. أضيفي إلى ذلك، إذا اعتمد شخص ما على شكله فقط دون مقومات أخرى، فإنه كمن يبني برجا على الرمال؛ قد يبدو مثيرا في البداية، لكنه سينهار مع أول اختبار حقيقي.
الشكل عامل مُساعد من عدة عوامل أخرى، حضورة سيساعدنا، وغيابه يمكن تعويضه بغيره من العوامل
والاعتماد على الشكل على أنه أساس كل شيء، سيحولنا لقناع جميل وحسب، قناع يمكن استبداله في أي وقت بقناع أجمل.. او حتى رميه حين يصبح رديئا. لا تحرسي على اخذ الانظار على المدى القصير.. بل على إبقاء الانظار اليك على المدى الطويل، وربما على مدى التاريخ!
أنا لا اختلف مع ما قلته ولكن هذا لا ينفي ما أقوله أيضا، الجمال ميزة لمن يمتلكه يغنيه عن التعب الكبير الذي يبذله الكثير لكي يثبت نفسه ويحقق وجوده في الحياة، حتى الطفل الجميل يتلقى معاملة مميزة وخاصة دونا عن بقية أخوته إذا لم يكونوا على نفس قدر جماله، وهذا رأيته في نماذج كثيرة بأم عيني! هناك قتلة يتم التعاطف معهم لأنهم وسيمين، ومظلومين في السجون لا يلق لهم بالا، هنيئا لمن امتلك الجمال، وهنيئا لمن امتلك الجوهر ولكن من امتلك الجمال لن يتعب ولو واحد على عشرة من الذي امتلك الجوهر ليحقق ما يريد.
من سيأخذ عني طابع من شكلي فلا يهمني لا هو ولا طابعه، أنا لست عارضة أزياء يا رنا حتى أقف ساعة أختار ملابسي وانسق الألوان وتسريحة الشعر وأرى من يفعل ذلك يقود نفسه إلى هوس.
بعملي بعض الزيارات تحتاج ثياب متواضعة للغاية حتى لا تسبب شعور نقص عند المستهدفين، وفي بعض الأيام أنزل من بيتي بثياب مثل المشاهير واعود اخر اليوم ثيابي عشوائية وربما بها اتساخ.
بصراحة أراه نقص أن أظل أزين نفسي حتى يأخذ أحدهم طابع عني، ليس إهمال مني ولا عشوائية ولكن لا يهمني من يحكم بهذه الطريقة
الاهتمام بالنفس شيء وأن تكون بشكل طبيعي وكما خلقك الله جميل وملفت للأنظار شيء آخر، الاهتمام بالنفس من ملبس ونظافة وشكل الشعر والوجه وخلافه ضرورة يجب للجميع أن يقوم بها، وهذا ما حثنا عليه ديننا كذلك، ولا يحتاج منك أن تقلد أحد أو تبالغ في شيء، فقط ذوق جيد والتركيز على الأساسيات، وصراحة أنا من ضمن من يحكمون على الناس بناء على معيار الاهتمام بالنفس ( وليس الشكل) ولكن ليس من المرة الأولى بالطبع فجميعنا لدينا أوقات وظروف لا تهيأ لنا ذلك، ولكن إذا كان صفة دائمة للشخص فهي نوعا ما تنفرني منه، فعكس الاهتمام هو الإهمال ومن يهمل نفسه التي من المفترض أن تكون أهم شيء عنده من السهل عليه إهمال أي شيء آخر.
أما من قصدتهم في المساهمة فهم وإن لم يهتموا بأنفسهم سيظهرون بشكل جيد رغم ذلك، وهذا جزء من قوة تأثيرهم،
لا بأس بتاتاً بالاهتمام بالمظهر الخارجي، دون أن يتحول إلى هوس يربط تقديرنا لذاتنا بالقشور بدلاً من الجوهر. لست مع من يبالغون في أي من الجانبين. جميل ومستحب أن تكون أنيقاً، مرتباً، ونظيفاً قدر الإمكان، مع الحفاظ على اهتمامك بجوهرك بالمقام الأول. لا تكن فوضوياً متسخاً من الخارج بينما باستطاعتك أن تكون مرتباً نظيفاً وأنيقاً باعتدال ليتسق خارجك مع جمال الداخل.
هذا صحيح ولكن ما قصدته ليس الاهتمام بالنفس فهذا ضرورة يجب للجميع أن يقوم بها، ولكن من قصدتهم هو الذين يمتلكون جمال طبيعي مميز وملفت فحتى وإن لم يهتموا بأناقتهم ومظهرهم سيبدون بشكل جيد، هؤلاء الذين يتحصلون على أي شيء بسهولة بسبب هذه الميزة فقط لا غير، ولا يعني أنهم بالضرورة لا يمتلكون غيرها، ولكن الآخرين لن ينظروا أو يهتموا لغير هذه الميزة لتأثيرها الطاغي على بقية الميزات، ولا شك أن الاهتمام بالمظهر حتى وإن امتلك الإنسان ملامح عادية إلا أن تأثيره قوي أيضا خاصة إذا كان مدعوم بشخصية جذابة، هنا التأثير سينعكس على العين لترى هذا الإنسان أجمل عدة مرات من الحقيقة أو مقارنة بالمعايير أو المواصفات الموضوعة للجمال، وهذا يعيدنا لأن "جمال الشكل" عموما أساس بداية كل شيء وهو ما أريد إيصاله.
هو فعلاً يحدد الانطباع الأول عنك، ولكن تذكري الأول فقط. فعند التفصيل، فإن جوهر الإنسان وطريقة تحدثه ومبادئه وعلمه هي ما تميز الشخص عن غيره. وبالنسبة لي، أكره من يعاملني بناءً على شكلي، فهذا يدل على سطحيته، لأن الشكل ليس بيد أحد إن كان جميلاً أم لا. بينما جوهره هو الأساس. وماذا فعل ليصل إلى ما هو عليه
حيث إن المظهر لا يعكس جوهرك، ولكن إذا نظرنا إلى المنطق، فقد يكون مفتاحًا. ولكن في النهاية، إذا كان الشخص جميلًا مثلاً وتوظف بناءً على شكله، ففي العمل الآن أصبح غير مهم الشكل بقدر ما يهم كفاءته وكيف يتعامل وأمانته وغيرها. وبالتالي، قد يُرفض .
- فمثلاً، لو بسطتها لكِ، إذا أردتِ أن تشتري كتابًا، فستختارين الكتاب الذي غلافه يجذبك أكثر من غيره، أليس كذلك؟ ولكن بعد أن تقرئي الكتاب، لن تتذكري كيف كان غلافه، ولن تحكمي على الكتاب من غلافه بل من محتوياته. المقصد من كلامي هو أن الشكل قد يكون فرصة، لكنه ليس الأساس ولا الركيزة. هو يتيح لك المجال، ولكن عندما تصبحين في الحلبة، عليكِ إثبات نفسك
التعليقات