نمر بلحظات صعبة نرغب في التخلي عن كل شيء ونشعر باليأس، لكن سرعان ما يظهر لنا السبب الذي يجعلنا نمسك ونستمر في الحياة رغم كل شيء، ماهو هذا السبب بالنسبة لك؟
مالسبب الذي يبقيك متمسكا بالحياة؟
توقع الافضل دائما وتوكل على الله فالحياة جميلة مليئة بالفرص التي علينا اغتنامها للتطوير من انفسنا ومن طريقة رؤيتنا لهذا العالم الكبير.
على الرغم من أن هذا الأمر يبدو إيجابيًا يا صديقي، فأنا أرى أنه في العديد من الأحيان قد يسبب مشكلات أو مضاعفات بمعنى أدق، لأن رفع سقف التوقّعات إلى درجة ما أكثر من اللازم قد يذهب بنا بعيدًا عن الواقعية التي تشترطها ظروفنا، وبالتالي فأنأ أرى أن العمل على تحسين رؤيتنا الواقعية، والعمل على قدراتنا على تقبّلها هو أمر في غاية الأهمية، وبالتالي لا يمكننا الاعتماد على سقف توقّعات فيه احتمالية الفشل، حيث أنها قائمة لا محالة، واعتمادنا عليها قد يؤدي إلى انتكاسة في النهاية مضاعفة التأثير.
اتفق معك ايضا اخي علي مع الاخذ في الاعتبار انه نحن من يصنع انفسنا ونحن الاولى ان نصنع الظروف وتكييفها الى الافضل والرؤية المتفائلة الواقعية مع الارادة والخبرة تصنع النجاح باذن الله.
صدقت أستاذ معتز، لكن هناك بعض المنخفضات التي نمر بها ننسى كل ذلك ونرى الحياة صعبة ولا تستحق كل ذلك العناء؟
اتفق معك كليا اخت دليلة ولهذا يجب ابقاء بعض المساحة للراحة و للتأمل الواسع في الحياة، فنور الشمس سوف يشع من داخل قلوبنا وسوف تفتح لنا ابوابا الى الطريق الصحيح.
يجب ان لا نخسر انفسنا فالانسان خلق ليقرأ ويتعلم ويطور من نفسه الى الافضل.
فكل يوم تشرق فيه الشمس على هذا الكوكب الاخضر الجميل هو يوم مملوء بالفرص الذهبية التي يجب اغتنامها للنجاح ولخير الانسانية.
أظن أنه لو لم يتحلى الإنسان بأمل أن الحياة تستحين والغد سيكون أفضل تصبح الحياة لا تطاق. فمن يملك الرغبة المستمرة في إصلاح نفسه وتصويرها لا ييأس ويستيقظ كل يوم بحيوية لصنع نسخة أفضل من نفسه. أما من فقد الأمل في إصلاح نفسه فأعتبره فاقدا للذة الحياة.
اتفق معك كليا اخت رايان حقا انه الامل نحو غدا افضل ونحن البشر اولى بأن نصنع الفرص لأنفسنا ونتغلب على كل الظروف المحيطة لتحقيق السعادة والنجاح.
نحن نبحث دائما عن الافضل فنستمر بالاستكشاف والتعلم ونستشرف الاشراق الفكري وحكمة الوجود وهذه هي لذة الحياة.
بالنسبة لي السبب الذي يجعلنا متمسكة بالحياة هو أنها الفرصة الوحيدة للحياة على الأرض فقط. لذلك علي استغلالها حتى النهاية بكل ما يمكنني فعله.
ولأن النهاية قد تأتي في أي وقت أيضًا ولا أحد في أمان منها فتضييع الوقت في التفكير في جدواها إذن مغامرة خطيرة.
أما النقطة الأخرى فهو أن اليأس والحزن مرحلة كما النجاح والسعادة مرحلة أخرى. وكل مرة سوف تمر وتأتي ما بعدها مهما كانت درجة بؤسها أو سعادتها.
الحياة ليست جميلة وهذا بذاته ما يجعلها جميلة في رأيي.
ورغم كل المآسي هناك دائمًا العديد من الأشياء الجيدة التي يمكننا فقط أن نستشفها مما حولنا بداية من العائلة والأصدقاء وحتى شكل السماء المبهج والبيئة حولنا وغيرها الكثير.
بالنسبة لي السبب الذي يجعلنا متمسكة بالحياة هو أنها الفرصة الوحيدة للحياة على الأرض فقط. لذلك علي استغلالها حتى النهاية بكل ما يمكنني فعله
السبب وجيه ويستحق أن تبذلي جهد في ذلك، لكن يا أمنية هل هذا المبدأ يرافقك على الدوام أي ألا تحدث أيام تنسين المبدأ وتقولي تعبت وو ؟
بالطبع تحدث تلك الأيام ولكنها سنة الحياة وفترة يجب المرور بها لذلك أعيشها بطريقة صحية وبدون تذمر حتى تنتهي ونعود للوضع الطبيعي المتمثل في تعليقي بالنسبة لي.
ما هو هذا السبب بالنسبة لك؟
التوكل على الله هو السبب الوحيد الذي يجعلني أتمسك بهذه الحياة رغم كل الصعاب التي مررت بها ولا أحب تذكرها، عندما أتذكر ما مررت به وأين وصلت الآن أتيقن أني مهمة عند الله وأنه يحبني عندما كان يرسل لي كل تلك الإشارات والقوة في وقت ضعفي وانكساري، كذلك عندما يعيد لي حقي من كل ظالم ظلمني وكل من أساءن اسجد شاكرة لله فهو سندي الوحيد في هذه الحياة الحمد لله على كل حال.
هناك العديد من الاسباب التى تدفع الانسان للاستمرار في الحياة ، ومقاومة الصعاب واليأس ، واعتقد من وجة نظري ان اعظمها هو الامل في الله ، وعدم اليأس من رحمته التى تسع كل شئ ، والخوف من عقابه اذا ازهق الانسان روحه التى وهبه الله اياها ، ولا يحق لاحد اخذها الا هو سبحانه ، ومهما كان دوافع الانسان بخلاف ذلك فإنها قابلة للزوال ، بل وربما تكون هي سبب وصوله الى اليأس ، او هي من خلقت تلك الصعاب ، لذلك ارى ان اول ما يجب ان نغرسه في اطفالنا هو الدين ، لانه الوحيد القادر على اعادة البوصلة مهما ضاع مؤشرها ، او ظل اتجاهُها ، عندها يستطيع الانسان التمسك بالامل الذي لا ينقطع .
لانه الوحيد القادر على اعادة البوصلة مهما ضاع مؤشرها ، او ظل اتجاهُها ، عندها يستطيع الانسان التمسك بالامل الذي لا ينقطع .
لكن أغلب الشباب اليوم لم ينشأ على أساس سليم، والكثير يائس ويؤذي نفسه ليس بالضرورة بالتخلي عن حياته.
هو يفعل ذلك بالادمان والضياع والكثير من الأمور الاي يتعرض لها في اليوم والليلة.
من اجل ذلك كله يظل الوازع الديني هو حائط الصد والسبيل ربما الوحيد للعودة الى الطريق الصحيح اخلاقياً واجتماعياً .
الوزاع الديني لا يكفي محمد. الاهتمام بالصحة النفسية للشباب أمر لا يمكن تجاهله. للأسف أحيانًا من ينتحر تجده متدينا. الخلل هنا أننا نتجاهل الطب النفسي للأسف.
لا انكر اهمية الطب النفسي ، لكن لا تنسى ان الدين حرص على صحة النفس والجسد وطالب المسلم بتعلم الرياضة والحرص عليها ، هذا بخلاف ان الاذكار والقران تمنع الاكتئاب وتملأ الوقت والنفس بالسعادة في قلب جحيم اهوال الدنيا.
ماهو هذا السبب بالنسبة لك؟
الثقة بالله والامل .
أعتقد أنه بذلك القدر ويحتمل التفصيل فيه بإسهاب ولكنني سأكتفي بذكرهما بهذا الشكل لما فيهما من عمق في المعاني والتفسيرات .
الثقة بالله والأمل بالنسبة لي مرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً، فالأمل هو نتيجة حتمية للثقة بالله .
الأمل في رؤية وطني بأفضل حال والعودة إليه والتحرر من أغلال الغربة الموحشة، هذا دافع لي لأستمر في هذه الحياة حتى أشهد هذا اليوم بإذن الله .
الأمل بأن أكون يوماً بطلة حكايتي، أن أصنع أثراً أو أضع بصمة بارزة لي في هذه الحياة، الأمل بأن الغد سيحمل لي مفاجآت طال انتظاري لها وأن الله سيمنحني العوض الذي أنتظره .
وما يجعلني أتوق للإستمرار هو هذا السؤال : إن كان الخيار بيدي .. هل سأختار الموت قبل أن أشهد كل هذه الأمور التي عددتها ؟ بالطبع لا .. لن أفوتها !
: إن كان الخيار بيدي .. هل سأختار الموت قبل أن أشهد كل هذه الأمور التي عددتها ؟ بالطبع لا .. لن أفوتها !
لديك تصالح كبير لدرجة انك وجهتي سؤال كهذا لنفسك واجبت نفسك.
الكثير ممن يختارون الموت لو منحوا أنفسهم الفرصة لطرح سؤال كهذا والإجابة عليه لربما وجدوا الكثير من أسباب البقاء.
من يحبوننا سبب...من ينتظرون فرحتنا ويفرحون بها سبب...من يتألمون لألمنا سبب...من يهمهم أمرنا سبب.
أرى يا دليلة أنه في الوقت الذي يكون فيه الإنسان وحيداً تماماً بلا صديق أو أهل أو حبيب، هو أصبح عرضة للموت، والموت أنواع، هناك موت طبيعي حين يتوقف القلب ويدفن الجسد، وهناك موت من نوع آخر وهو الموت على قيد الحياة والذي لمحتِ عنه بسؤالك عن الدافع في الحياة.
فأن مصدر شقاء الإنسان وحدته.
الوحدة يا عبد الرحمن أو العزلة الهادئة إن صح التعبير حياة من نوع أخر وليس شقاء كما أضفت، ما أفعله في عزلتي وأنتجه يكون أكثر مردودية من الأوقات التي أنشغل بها مع الأصدقاء.
وقد صدق عمر بن الخطاب عندما قال بأن العزلة راحة من أخلاق السوء، وقد نجد أشخاص يعتبرون بأن العزلة تقود لجعلنا وحدين في هذا العالم، وما يحدث هو العكس عندما يكون الإنسان محاطا بالأشخاص الغلط حينها يمكن أن نقول بأنه أكثر يستحق الشفقة في هذا العالم.
أظنك تتفق معي في جزئية مهمة وهي أننا نتحمس ونتحمل ونصبر حين يتعلق الأمر بالآخرين.
لكن حين نكون بمفردنا نجد أن الحياة لا تستحق أن نتمسك بها بكل قوتنا.
لكن حين نكون بمفردنا نجد أن الحياة لا تستحق أن نتمسك بها بكل قوتنا
يجب أن تتعلمي أن تعيشي لنفسك وتحقق لها وتتمسكي بها، نفسك هي الوحيدة التي لها الحق في أن تتمسكي بالحياة لأجلها، إذا لم تتعلمي ذلك ستكون أكثر عرضة للانكسار، الأفراد مهمين في حياتنا كإضافة لكن غيابهم لا يعني أن نفرط في الحياة بل علينا التمسك أكثر للبقاء.
أحلامي، هي كل ماتبقى ونعيش لنحققها.
لكن لا يمكن الاعتماد على ذلك وحده، فقد تخذلنا الإحلام أحيانا وتتركنا على قارعة الطريق.
الحدث الجمالي بكل مايحمله من خصائص وتفاصيل وعناصر تساهم بشكل كبير "بالنسبة لي" في الإبقاء على شغف الحياة. تشمل جميع الجوانب المادية والروحية. الكلمة الطيبة هي فعل جمالي، الرفق بالبشر والحيوان والنبات هي أفعال جمالية، صوت البحر والعصافير أفعال موسيقية جمالية، رواية مؤثرة، قصيدة شاعرية، لقطة تصويرية، لوحة فنية، موسيقى لونية أو وترية، كلها أحداث جمالية، التأمل في فلسفة الكون والخلق والتكوين، والكثير الكثير!
نقاشات مجتمع حسوب هنا، حالة جمالية من الحوار والعطاء الفكري.
سؤالك باهتمام حالة جمالية من الفضول البشري المميز.
وهكذا..
التأمل في فلسفة الكون والخلق والتكوين، والكثير الكثير!
لديك حس جمالي عالي جدا، ونظرة فنية لكل ما حولك.
أقنعتني حقا، فعلا الجمال قيمة سامية يمكنها أن تغطي على كل تفاصيل الحياة الرتيبة والمملة.
السبب بالنسبة لي، هو علمي بأن الإستسلام بدون فائدة، فلو جلست اشكو وابكي لن يتوقف الزمن او يعود للوراء، لن يجعل البكاء والشكوى دون فعل شيء الألم يختفي، فما فائدة البقاء ساكناً؟
لهذا أكافح، ولو كنت ارى نفسي لا أستطيع أن امشي عدة خطوات دون أن أسقط أرضاً، فالنهاية هذه الدنيا، سيفنى كل شيء، ومصير واحد ينتظرك.
لهذا التوكل على الله ثم العمل هو خيارك الأفضل، مهما كان الألم، وأنا اتمنى لو كان لدي شخص يذكرني بهذا الكلام مراراً وتكراراً لكي لا استسلم.
التعليقات