ما هي الحياة المثالية من وجهة نظرك؟

من الرائع يا ريان أن تجدين ما يساعدك دائمًا على التعايش مع وجودنا كبشر، أيًّا كانت صورة ذلك من معتقد أو قيمة. لكن في هذا الإطار، فأنا لم أقصد الصورة الوجدانية أو الذهنية من الحياة المثالية على صعيد فلسفة الحياة وخلافه، وإنما أعني هنا الصورة الواقعية والمادية الملموسة للحياة التي قد تعتبرينها مثالية، سواء كان هذا في سياق المعيشة أو العائد المادي أو المستوى الاجتماعي والمالي.. إلخ، فما هو تصوّركِ عن الحياة المثالية في هذا السياق؟

فعلا اؤيد إميل سيوران، لايوجد حياة مثالية في الدنيا فلقد خلقنا لكي نتعب هنا ونرتاح في الآخرة.

أوافق سيوران حقًا الرأي فحياة مثالية هي أمر لا يمكن أن يكون موجودًا في عالم كعالمنا. وربما أقرب وصف لها هو حياة خالية من الهموم كما قلتي يا عفيفة ولكن حتى حياة كهذه بعيدًا عن أنها عصية التطبيق فإن وجود الهموم والمشاكل والأحزان أحد أعمدة الحياة وهو ما يدفعنا إلى الأمل والتطلع ومحاولة التطور لتخطي هذه الهموم إلخ ولو عشنا حياة سعيدة خالية من كل ذلك لأمكن أن يكون تأثير هذه الرفاهية سيئًا علينا.

أعتقد أن حياة طبيعية بأوجاعها ومسراتها مع خط تطور مستقر هو أقرب ما يمكننا الوصول إليه من حياة مثالية.

أتفق للغاية يا عفيفة مع رأي سيوران. لكنني أرى أن سعينا خلف المثالية بالطبع ليس من السمات الأسوأ في البشر، فعلى الرغم من أنني لا نستطيع الوصول إليها، وعلى الرغم أيضًا من أن أقبح مواطن الطباع الإنسانية هو أنها ليست مشروطة دائمًا بمعيار ثابت، فإن التعامل مع أنفسنا كأشخاص يبحثون عن الكمال هو أمر ليس بالكريه، حيث أنه يمكّننا من التطوّر نحو الكمال، بالرغم من أننا لا نصل إليه ولا نتمّه. لكننا نستخدمه في تطوير أنفسنا، وفيما يخص هذا الجانب قد لا أتبنّى نظرية سيوران.

يجب أن يكون البيت كبيرا لكي يحتوي كل ماذكرتيه.

إذًا أنت ترمين إلى حياة انعزالية يا سارة، قائمة على العزلة المحمودة والمريحة وعدم الاختلاط بالآخرين، وبالتالي لا يمكننا أن نقوم بمثل هذه الأشياء إلّا إذا توافرت لنا الإمكانيات المادية اللازمة لذلك. وبالتأكيد نتمنّى جميعًا العديد من الأشياء، لكن القليل منها هو ما نخطط إليه بشكل فعلي مدعوم باستراتيجية واضحة، وبما أنك تخططين في الوقت الحالي لذلك، فما هي خطتك بالظبط لتأمين الدخل المادي الذي يتيح لك هذا مستقبلًا؟