تخطر لما أحيانا بعض الأفكار تكون في ظاهرها خرافية وربما تكون بذرة لبزنس رهيب وتأخذنا الحماسة بها حتى نصطدم بالواقع.
برأيكم كيف نقيمها ونفلترها بحيث نعرف قابليتها للتنفيذ من عدمه؟
سؤال أهل الاختصاص في مجال الفكرة! خصوصا من نفس المحيط الاجتماعي الذي يود صاحب الفكرة تطبيقها فيه, هناك أفكار قد تصلح في بيئة ولا تصلح في أخرى, هناك ما يتوافق مع مقدرات صاحب الفكرة العلمية والمالية وهناك مالا يتوافق, يجب البحث في كل جوانب الفكرة وتفاصيلها وما إذا كانت قابلة للتطبيق بناء على قدرات صاحبها وبيئته.
سنضع مثالا: هناك من لديه فكرة تهم صناعة منتجات تجميلية بعد أن قرأ موضوع علي عن ازدهار سوقها عالميا, وقرر أن تكون هذه المنتجات طبيعية مائة بالمائة, فلجأ لدورة تكوينية في كيفية صناعة مواد التجميل الطبيعية, ولكنه اصطدم بواقع كون المواد التجميلية بحاجة لرخصة من السلطات لتصنيعها ويجب أن تتوفر في مقر التصنيع شروط فوق طاقته المالية, ويجب أن تتوفر في المنتج أيضا شروط للتصنيع, وقد يتطلب منه إن كان في دول ما شهادة علمية معترف بها أكاديميا كشهادة صيدلي لتصنيع منتجه ولا يمكن قبول شهادة دورة تكوينية, هذا بالإضافة لكون المواد الأولية باهضة جدا ولا يمكنه استيرادها من الخارج بثمن مناسب إلا بكميات ضخمة تفوق قدرته المالية والانتاجية, أضف أن منتجه لا يلقى إقبالا لأنه غير فعال كبقية منتجات الشركات الرائدة في المجال, وسعره مرتفع مقارنة بمنتجات الشركات الضخمة لأن لهم تكنولوجيات تمكنهم من التصنيع بأقل تكلفة.
إذن كان يمكن لصاحب هذه الفكرة أن يتجنب كل هذه الدوامة لو أنه لجأ للبحث والنبش في كل جوانب الفكرة وسؤال العاملين أصحاب الخبرة في المجال عن أسراره, وسؤال السلطات المختصة عن إمكانيته العمل بالمجال وشروطه, ثم بعد أن يتأكد من أن كل الشروط ممكنة عليه دراسة جدوى مشروعه, لأنه حتى وقد أدرك كل الأسرار قد لا يتناسب ومقدراته المالية والبشرية.
احدى الزميلات أرادت إنشاء روض وقد عملت على نيل شهادة معترف بها لدى السلطات في تربية الأطفال, وسألت السلطات عن شروط افتتاح روض من مساحة للمقر وشروط الموظفات, ثم عندما أرادت العمل على افتتاح روضها اكتشفت أن تكلفة إعداد مقر روض من أرضية ومعدات باهض الثمن بشكل لا يتناسب ورأس مالها, فضاعت شهادتها سدى.
سؤال أهل الاختصاص في مجال الفكرة! خصوصا من نفس المحيط الاجتماعي الذي يود صاحب الفكرة تطبيقها فيه
اشارة مهمة، فبعض الأفكار لا يمكن تنفيذها ولا تنجح في كل مكان، فما ينجح في المدينة قد لا ينجح في الريف وهكذا...
لأنه حتى وقد أدرك كل الأسرار قد لا يتناسب ومقدراته المالية والبشرية.
قبل فترة كنت سأعمل مع صاحبة روضة، جهزت كل شيء وعملت مع موظفين دون تأمين صحي، لكن حين انتقلت للأوراق القانونية لتأمين المعلمات عجزت عن فعل ذلك واغلقت الروضة كليا وضاعت كل تلك الجهود هباء.
في هذه المسألة لدي نقطتين للحديث أولهما أنه ليس كل فكرة لم تنجح عند تنفيذها فكرة سيئة. فالتنفيذ قد يظلم فكرة تستحق أحيانًا ويبرز فكرة عادية في أحيان أخرى.
فحتى عند الاصطدام بالواقع لا يعني هذا أن الفكرة لا تستحق ربما عنى هذا أن تطبيقنا لها هو الذي كان بحاجة لتعديل.
والنقطة الثانية أن كل فكرة فيها بعض الابداع سواء كان خالصًا أو مضافًا على فكرة موجودة في الواقع هي فكرة صالحة للتنفيذ. لكن الفارق هو أن نعرف إن كانت صالحة للتنفيذ بالنسبة لنا أم لأ وإن كانت ستلقى اهتمامًا عند تنفيذها أم لا.
وذلك عن طريق بضع أسئلة في رأيي مثل:
اتفق معك لكن أظن أن الفكرة العظيمة تنمو وتتطور مع العمل. يجب أن تكون الفكرة بحيث يمكنها التعامل مع مواقف السوق غير المتوقعة وتعديلها وفقًا لذلك. يجب على رواد الأعمال التوسع في أفكارهم لتلبية متطلبات واحتياجات السوق . ومثلا لن يرحب السوق التنافسي بنطاق محدود. ومن ثم ، فمن الضروري تقييم قابلية التوسع لفكرة قبل عرضها.
بينما يجب أن تكون الفكرة العظيمة عملية وواقعية ، يجب أن تكون أيضًا شيئًا ترغب في العمل من أجله بشغف. قد تعاني مشروع شركة ناشئة مثلا أن لم يكن صاحبها مؤمناً بفكرتك أو لم يكن متفائلاً بما فيه الكفاية. الشغف مطلوب لتعكس أصالة الفكرة وجذب العملاء.
كل عمل فريد من نوعه فيما يتعلق بالمستثمر أو صاحب الفكرة من ناحية ما يقدم ومهمته ، ورؤيته ، وحتى السرعة التي يبتكر بها الفكرة. . المشروع الناجح تنفذ أفكاره بشكل أفضل من منافسيه. الهدف الأساسي لكل عمل هو تحسين أدائه والمضي قدمًا. يمكن لرجل الأعمال تحقيق ذلك فقط من خلال التخطيط الفعال وتكتيكات التنفيذ.
نقاط مهمة فعلًا نشوة فالفكرة عليها أن تكون مرنة حتى تتمكن من أن تتغير وتتطور حسب ما يحتاجه السوق وتتمكن من التعامل مع تموجاته.
بالنسبة للشغف فهي نقطة فعلًا ولكن أحيانًا لا يخلق الشغف نجاح الفكرة بل يخلق نجاح الفكرة الشغف. فلذلك إن كانت هناك فكرة مميزة فعلًا والإنسان يستطيع الاستثمار فيها فليأمل أن يصنع الطريق ذلك الشغف بنفسه
إن الطريقة الأكثر ملاءمةً بالنسبة إليّ في هذا الصدد هي الاستشارة، حيث أنني ألجأ إلى العديد من الخطوات للتجريب مثل العديد من الأشخاص. لكن فيما يخص الخطوة الأولى، فهي دائمًا الاستشارة بالنسبة إليّ، والتي تتمثّل في جمع الآراء من المصادر المناسبة: المجتمعات المناسبة والمعارف من ذوي الخبرة، بالإضافة طبعًا إلى أن الإنترنت أصبح مصدرًا أساسيًا لهذه الخطوة، والأمر أصبح في منتهى السهولة.
أظن أن لابد من تبني الأفكار بعد بيان صحتها أو تجربتها على فترة معينة لاتخاذها كفكرة جديرة بالعمل بها. وكذلك تصفية الأفكار لاختيار الفرص والأفكار ذات قيمة جيدة أو لا قيمة لها. وكمثال، يتم استخدام حلقات النّقاش " العصف الذهني" وتتكون عادةً هذه الجلسة من مجموعة من الأفراد، حيث يبلغ عددهم ما بين الثمانية والأربعة عشر مشارك. وتتصف هذه الجلسة بـ:
– االحرية.
– العمق.
– الانفتاح الكامل.
وقد يكون طريقة لاختيار الفكرة الصائبة والعملية أكثر.
أظن أن العصف الذهني هو أكثر فعالية عندما يتعلق الأمر بالحصول على اقتراحات أكثر أو دراسة جوانب مختلفة لموضوع معين، ولكنه قد لا يجدي نفعا لاختبار إمكانية تطبيق فكرة معينة.
أنا شخصيا قد أدرس في البداية الخسائر أو الأضرار المحتملة لتطبيق الفكرة، فإن لم تكن بالكبيرة، غالبا ما لا أتردد بالتجربة، شرط أن لا تكون خيالية أو تعارض المنطق. أما في حال كانت الفكرة تتطلب جهدا كبيرا أو يمكن أن تترك ضررا أو خسارة، فألجأ إلى الاستشارات والآراء وتجارب الآخرين وأحاول جمع أكبر قدر من المعلومات اللمكنة لأحكم بشكل موضوعي.
وفي النهاية لا يوجد قاعدة موحدة لأي شي ولا شيئ مضمون، فلا بد من المخاطرة أحيانا إذا كان أمل النجاح مقبولا.
برأيكم كيف نقيمها ونفلترها بحيث نعرف قابليتها للتنفيذ من عدمه؟
من خلال دراسة جدوى الفكرة من البداية قبل الانطلاق، درست الجدوى تمنح فكرة كاملة عن المشروع غذا ناجح أو لا من الفكرة إلى البيئة إلى رأس المال إلى الطبيق وكل ما تحتاجهن ولأجل هذا وجدت مكاتب دراسات، وحتى إن كانت الفكرة صغيرة ولا تحتاج مكتب عليك الاستعانة بأشخاص مختصين للقيام بهذه الدراسة بميزانية مناسبة لك، وإن لم يتوفر كليا يوجد محتوى يعرفك بطريقة القيام بذلك حاول المتابعة والقيام بها على الأقل حتى لا تتفاجأ بعد أول خطوة من الانطلاق فيها.
صحيح، الاستشارة تمثل جزئية مهمة في هذا الموضوع لكن ليست كل الأفكار إلى دراسة جدوى.
قد تأتينا فكرة أحيانا نحتاج إلى الاحتفاظ بها حتى تتضح معالمها ونطبقها لاحقا حسب رؤيتنا.
لأن عرضها على مختص أحيانا قد لا تكون فكرة جيدة داما، أليس كذلك؟
لكن ليست كل الأفكار إلى دراسة جدوى
يمكن عمل دراسة جدوى صغيرة في ورقة واحدة فقط زميلتين دراسة الجدوى لا أعني بها تلك الدراسة التفصيلية لكل جزئية مثل الدراسة التي تكون للشركات الكبيرة، يمكن تكون عندك فكر صغيرة تحددين بعض النقاط المهمة فقط حتى تتمكني من الانطلاق، يمكنك بناء نموذج أعمال لفكرة في حدود النقاط التي تحتاجي لها ويمكنك الاطلاع على هذه الدورة وهذا الموقع
الأفكار بصفة عامة يمكن ان تحيا بحرية إذا عرفنا كيفية توظيفها والإستفادة منها، ويمكن أن تموت الفكرة إذا لم نقوم بتوظيفها بشكل جيد.
يمكن أن نقيمها من خلال الإطلاع على تجارب السابقين وقصصهم لاخذ بعض ملاحظاتهم والإستفادة منها، ويمكن أيضا من خلال مشاروة الخبراء والأساتذة، ومن خلال ذلك يمكن أن نغربل ما يمثل فائدة بالنسبة لنا وما لا يصلح لنا.
في بعض الدراسات التي اطلعت عليها تبين بأن الدراسة التي كانت تحمل فرضيات عملية وفعلية بنسبة60بالمئة فالأكيد ان نتائجها ستكون ناجحة وقابلة لتنفيذ وما إذا ما وجدناها فيحدث العكس.
سأتحدت هنا عن الفكرة كمنتج. مهما كانت الفكرة لنعتبرها منتج ونريد تسويقه عالمياً،
نستخدم ثلاث فلاتر:
1- خصائص المنتج وتشمل على الغاية من المنتج، فعالية المنتج وجودته.
2- الجمهور المستهدف.
3- أثر المنتج على المستهلكين والمجتمعات.
تضاف عليها بعض الفلاتر النهائية التي تدرس التمويل والكوادر البشرية، طريقة الانتاج، الهوية، الانتشار والتوصيل، الإعلان عنه وكذلك الاستمرار والتطوير.
التعليقات