العديد من المرات نقرأ عناوين لمقالات أو فيديوهات مثل عادات الأشخاص الأكثر ثراء، هل حقا الثراء لديه علاقة بالعادات اليومية وممكن هذه العادات هي السبب في وصولنا للثراء أو مجرد عناوين رنانة يتم استخدامها لجذب القارئ والمستمع؟
هل تعتبر حقا أن الثراء يمكن أن يتحقق من خلال بعض العادات؟
لا على الإطلاق.
بل أعتقد أن العكس هو الصحيح فالأغنياء لم يصبحوا أغنياء بسبب قيامهم بهذه العادات بل هم يقومون بها لأنهم ببساطة أغنياء ولديهم رفاهية القيام بها.
ولا أعتقد بشكل عام أن الإنسان يمكنه أن يحسن من وضعه سواء المادي أو أي وضع أخر بالمواظبة على بعض العادات بل بتغيير عقليته لعقلية أفضل وقد يصحب هذا التغيير بضع عادات جديدة في حياته ولكنها عادات يعرف سبب وجودها وأهميتها ويستطيع تطبيقها مع نظام حياته وليس مجرد مجموعة من الخطوات التي تبدو كأنها كتيب تعليمات!
وهي بالطبع عناوين رنانة كما قلتي وهي تؤدي لسلبيات أكثر من الإيجابيات في رأيي فيعتقد الإنسان أن سبب عدم ثراءه بعد هو كونها لا يستيقظ في الخامسة صباحًا ليجري في منطقة سكنه الغير مهيأة لمثل هذه العادة من الأساس!
ولكن معرفة هذه العادات والنظر إليها بالطريقة الصحيحة لا أراها مشكلة كبيرة فما لم تنظر إلى الفيديو أو المقال على أنه "طريقك المضمون نحو الثراء" بل نظرت إليه على أنه "عادات مفيدة يمكنك محاولة الالتزام بها إن كانت تناسبك"
قيامهم بهذه العادات بل هم يقومون بها لأنهم ببساطة أغنياء ولديهم رفاهية القيام بها
دائما كنت أقول لنفسي هذا الكلام، الثراء الذي هم فيه يساعدهم للقيام بمثل هذه العادات، والأشخاص الذين يروجون لهذه العادات في الفيديوهات والمقالات ويقولون أنهم بعد ممارستهم لمثل هذه العادات تغيرت حياتهم في الغالب نجد عندهم دورات يسوقون لها بعد نشر هذه الأفكار.
وهي تؤدي لسلبيات أكثر من الإيجابيات في رأيي فيعتقد الإنسان أن سبب عدم ثراءه بعد هو كونها لا يستيقظ في الخامسة صباحًا ليجري في منطقة سكنه الغير مهيأة لمثل هذه العادة من الأساس!
بعد الاستماع لهذه النصائح وعدم المقدرة على تنفيذها يصابون بحالة من الحزن وقلة ثقة في النفس.
ويقولون أنهم بعد ممارستهم لمثل هذه العادات تغيرت حياتهم في الغالب نجد عندهم دورات يسوقون لها بعد نشر هذه الأفكار.
بالضبط بل في الواقع أعتقد أن مصطلح "تغيرت حياتي" هو أكثر مصطلح تم خداع الملايين به لتسويق العديد من المنتجات والعادات لهم وهو لا يختلف كثيرًا عن اعلانات " تعلم شيئًا ما في خمسة أيام"
بعد الاستماع لهذه النصائح وعدم المقدرة على تنفيذها يصابون بحالة من الحزن وقلة ثقة في النفس.
معك حق فعلًا كما أنه هناك العديد من الأغنياء الذين لديهم عادات سيئة ولكن لا يخرج الشخص لقول أنا أقوم بهذا الشيء السيء فافعلوا فأغلب المشاهير هم محترفون تسويق لأنفسهم ومتاجرة بها
العادات كالجري صباحا ليست بلا هدف، فهي قد لا تكون مرتبطة بشكل مباشر بتحقيق الثروة، بل تساعد الإنسان على تنظيم حياته وتحسين قدرته على ضبط النفس والالتزام وهذا من أسس النجاح. فهذه العادات نظنها سطحية وغير مفيدة، ولكنها ليست عبثية بل تساعدنا على خلق تغييرات أخرى أكبر بكثير.
ولكنها ليست عبثية بل تساعدنا على خلق تغييرات أخرى أكبر بكثير.
إذن الهدف من كل هذه العادات هو خلق نظام حياة صحي يدعمنا في إنتاج أفكار جيدة نستثمر فيها ونطور من أنفسنا يعني العمل على المدى البعيد جدا، لكن الطريقة التي يعرضون بها هذه الأفكار تظهر أن النتيجة ستكون قريبة وليس بعيدة وهنا الخطأ.
هذا يعتمد فلا يمكننا التعميم، يوجد من يقدم المضمون بطرق واقعية وهم ليسوا قلة، ويوجد من يلجأ إلى تلك العناوين لكسب المال. هنا يلعب الوعي دورا، فهذه العناوين تجذب فقط من لا يريد بذل الجهد ويبحث عن الطريق السهلة.
الثراء وأي إنجاز آخر ما هو إلا نتيجة عادتنا وأفعالنا التي تتكرر على المدى الطويل، ولذلك أي تعديل إيجابي نحدثه على هذه العادات سيقربنا من أي هدف نسعى إليه. فإن تعمقت في حياة الأثرياء العصاميين، ستلاحظين طريقة تفكيرهم المختلفة وإصرارهم وغالبا الفشل الذي تعرضوا له مثل مؤسس موقع علي بابا ومؤسس مطعم kfc، أي أن الموضوع ليس بالحظ وإن لعب الحظ دورا محدودا.
أما بخصوص الفيديوهات والكتب التي تتناول موضوع الثراء، فبالطبع يوجد المفيد منها ويوجد ما هو فقط لجذب المستمع والحصول على مشاهدات، ولكن إن كنت تبحث عن محتوى صادق، أنصحك بالاستماع إلى الدكتور أحمد عمارة أو قراءة كتب لأشخاص ناجحين بالفعل مثل كتاب "الأب الغني والأب الفقير".
المحتوى المنتشر بكثرة على يوتيوب والذي يحمل عناوين رنانة، من نوعية "كيف تصبح غني في اسرع وقت" أو "تعرف على عادات الأغنياء التي تضمن لك الثراء" وأشباهها من العناوين الجذابة، هي في الأغلب تجذب المشاهد فقط، ولا تحوي أي فائدة علمية بإمكانك اتخاذها كاستراتيجية حقيقية ومجدية لتحقيق الثراء، فما يهم صاحب المحتوى في المقام الأول هو تحقيق الربح من خلال عدد مشاهداتك وقد لا يضع افادتك في الحسبان، لذا أحرص على الإختيار الدقيق للقنوات التي أتابعها، خاصة في مجال ريادة الأعمال وتطوير الذات.
هناك عادات بالطبع إذا فعلتها بالشكل الصحيح سيكون لها فائدة كبيرة على المدى البعيد، ومن هذه العادات "الإدخار" و "الإستثمار".
ولتتعرف على تلك العادات ليس عليك إلا أن تسمعها من صاحبها نفسه من الأغنياء، وليس من صاحب محتوى إلا إذا كان هذا الشخص موثوق في محتواه ويقدم لك إفادة حقيقية.
لذا أنصحك بكتاب "الأب الغني والأب الفقير" لروبرت كيوساكي، وهو يتحدث عن أفكار كثيرة تخص الثروة وتلك الأفكار لو وضعتها في السياق العملي وأخذتها على محمل الجد ستكون تسهيلاً لطريقك نحو الثراء.
وقد كتبت مساهمتين هنا عن أفكار هذا الكتاب.
الأب الغني والأب الفقير" لروبرت كيوساكي، وهو يتحدث عن أفكار كثيرة تخص الثروة وتلك الأفكار لو وضعتها في السياق العملي وأخذتها على محمل الجد ستكون تسهيلاً لطريقك نحو الثراء.
تعتبر حقا هذا الكتاب مفيد، هل جربت الأفكار المقترحة فيه وحصل معك تغير في طريقة استخدامك للمال؟ يعني الكتاب ليس من كتب التنمية البشرية التي لا تغني وتسمن من جوع.
سأجيب عن سؤال بحكم أني قرأت الكتاب، الكتاب ليس تنمية بشرية مطلقًا بل من رأيي هو من علوم التنمية الذاتية والإدارة والتي تقدم حلول عملية للمرء إن اتبعها يصل إلى درجة عالية من التنفيذ.
اضافة إلى أن الكتاب في فحواه لا يقصد الثراء بالملايين فقط، بل يقصد حتى الثراء الذي يتضمن قدرتك على سد احتياجاتك كاملة وتوفير بعض الرفاهية لذاتك.
قدم الكاتب على مدار الكتاب العديد من النصائح المفيدة، وقد صادف أن قرأته بعد كورس الحرية المالية الذي حصلت عليه فتمكنت من تحقيق نتائج جيدة بالاعتماد عليهما كليهما.
لذا نصيحتي بضرورة قراءة الكتاب بالفعل، وقراءة كتاب اغنى رجل في بابل ايضًا فهو أيضًا كتاب مهم جدًا ومفيد لدرجة كبيرة
بالضبط كما أجابت سارة في ردها...شكرا سارة وأزيد على ما قالته..
أن الكتاب ليس عبارة عن نصائح تعد بالمال والثروة في غضون وقت قصير، بل يضعك على أول طريق الثراء بخطط واقعية ونصائح مفيدة بالفعل، نابعة من تجربة حقيقية وليس مجرد كلمات جوفاء منمقة لإستثارة العزيمة.
من ضمن أفكار الكتاب
"الفقراء يعملون لأجل المال..الاغنياء يعمل المال لأجلهم"
"الفقراء يخافون المخاطر .. الأغنياء يديرون المخاطر"
والكتاب مرفق بالقصص التي تسهل من استيعاب الأفكار ووضعها في الإطار العمل والذي من شأنه أن يفيدك عملياً. دون ارهاق تحويل الكلام النظري إلى خطط حقيقية.
ليست عناوين رنانة بالطبع بل حقيقة لا مفر منها.
منذ ما يُقارب السنة تقريبًا حصلت على كورس في الحرية المالية، وكيفية الوصول لها، كان من ضمن الأمور التي فعلناها هو حساب المصروفات اليومية التي تندرج تحت بند عدم الضرورة، لا فائدة منها، أو ما يشابه هذا، ثم حساب حجم هذه المصروفات إن كانت بشكل يومي لمدة 5 اعوام، الرقم الذي خرج لي ولكل المتدربين كان صدمة ما بعدها صدمة، هناك من اكتشف أنه كان سيملك إن ادخر تلك الأموال ما يعادل 900 الف ج، بالطبع هناك من خرج له رقم أقل بكثير، ولكننا اتفقنا جميعًا أنه كان ربما توافر هذا الرقم سيحل لنا جميعًا مشكلاتنا.
هذه فقط عادة واحدة كنا نمارسها، أن نذهب إلى البقالة يوميًا، ونقرر شراء شيبسيات، عصير، مأكولات ضارة أكثر منها فائدة لنجد أنفسنا ندفع 20 وربما 50 ج لأشياء تع تسالي، وهكذا ديدن الأيام.
سنجد أن كل منا لديه ما يشابه هذه العادة الكثير، وكلها تسحب منا الأموال بشكل مبالغ فيه دون انتباه منا.
من رأيي تدوين المصروفات والانتباه لمكان ذهاب الأموال، والانفاق الحكيم، كلها أمور كفيلة بتحقيق ليس الثراء ولكن الحرية المالية
عادات الأثرياء هذه أصابتني بإحباط مثير للسخرية !
فجميعهم يستيقظون الخامسة صباحاً، ويتناولون طعاماً صحياً، ولا يخرجون للتنزه مع الأصدقاء إلا نادراً، ولا يقتنون الامور التي يحبونها، ويعملون 23 ساعة في اليوم وينامون ساعة واحدة فقط .. هنيئاً لي فلن يزورني الثراء يوماً !
لا أعلم ما هي علاقة العادات بالثراء ولماذا يعتقد الأثرياء أن أسلوب حياتهم هو أهم سر في الوجود وهو العامل الأساسي لنجاحهم، إن العادات الروتينية لا تهم بقدر ما تهم جديّتك، فنحن لن نصبح أثرياء بمجرد أن نستنسخ نظام حياة أحدهم أو نتبنى قناعاته أو نتقمص شخصيته ومظهره، ما تعلمناه في هذه الحياة أن الذي يضع هدفه نصب عينيه ويجتهد ويكافح لأجله سيصل لا محالة طبعاً بعد توفيق الله، فما هي علاقة تفضيل المراسلة عبر الرسائل النصية عوضاً عن المكالمات بتحقيق الثراء الفاحش -إحدى عادات إيلون ماسك- ؟!
بالنسبة للمقالات والفيديوهات ذات العناوين الرنانة فهي لم تكن يوماً عامل جذب لي، ولم أسعَ يوماً إلى تقمص أسلوب حياة أحدهم حتى أحقق نجاحه، فنحن لسنا سواء وظروفنا ليست سواء والنجاح ليس مرهون بشكل معين بل يعتمد على مقدار اجتهادك لتحصيله .
نعم بالطبع، وأستغرب كيف يمكن أن نعتقد أن هذه العناوين مجرد هراء!
أذكر قصة قرأتها في المرحلة الابتدائية حول رجل جمع أبنائه ليخبرهم أنه أخفى لهم كنزاً في الحقل ولم يخبرهم عن مكانه وهذا ما جعلهم يحفرونها كلها ولم يجدوا شيئًا، وبعد ذلك التعب كله عز عليهم أن يضيع هباءً فقاموا ببذرها ثم سقيها والاعتناء بها حتى وصلوا لمرحلة جني المحصول وبيعه وهنا أدركوا معنى الكنز الحقيقي الذي تركه لهم والدهم..
نحن نحاول دوماً أن نثبط من عزيمتنا ونقول أن هذا شيء غير دقيق ولكني على يقين تام بأن العادات تستطيع أن تغير الواقع فالاستيقاظ فجرًا والذي هو سنة قبل أن يكون "عادة يوصي بها نادي الخامسة صباحًا " فبإمكان هذا الفعل أن يمدني بوقت إضافي نظيف يكون معدل الانجاز فيه مرتفع للغاية فبإمكاني أن أستغل أربع ساعات بينما الناس نيام وأرتب يومي كله من هذه البادرة و هذا سيدفعني لأنجز أشياء أكثر.
ويقول في ذلك أوليفر هولمز بما معناه " أن الأمور العظيمة لن تجدها حولك وإنما عليك أن تتحرك إليها" وبالتالي لن نصل إلى تغييرات حقيقية في حياتنا إذا بقينا متقوقعين بذات العادات والأماكن وطريقة التفكير ولذا علينا أن نتحرر لنحرز نتائج جديدة.
لكن أعتقد أننا ضحايا خلل ثافي وموروث تربوي خاطئ جعل الناس تربي أبنائها على أن الرضا بالوضع الحالي هو الأفضل وأن الطموح مجرد أحلام واهية وأن أفضل النتائج التي قد تصل لها هي أن تتخرج من الجامعة لتحصل على وظيفة حكومية أو شركة كبرى وبالتالي هذه البرمجة التي تسري في عقولنا كالسم ونحن لا نعي خطورتها هي السبب الأول وراء عدم وصولنا لمراحل متقدمة. وأتساءل هنا لماذا لا نجرب بأنفسنا تطبيق مثل هذه النصائح ونحكم عليها ما المانع من ذلك برأيكم ؟
التعليقات