أصدقاء حسوب .. مرحباً !
لابد أنكم سمعتم بجملة كهذه من قبل، بأن سبب تعاسة المرأة هي امرأة أخرى .. سبب تعاسة الزوجة هي حماتها .. سبب تعاسة الابنة هي أمها .. سبب تعاسة الأخت هي أختها .. سبب تعاسة الفتاة صديقتها التي تغار منها .. والأهم سبب تعاسة الفتاة هي امرأة ربّـت ابنها على أن النساء توابع له .
ما رأيكم في صحة هذه العبارة .. هل المرأة قد تكون سبب تعاسة المرأة فعلاً وهل من أمثلة من محيطكم على ذلك ؟
ما رأيكم في صحة هذه العبارة .. هل المرأة قد تكون سبب تعاسة المرأة فعلاً
لا أعتقد ذلك، لكن سبب تعاسة المرأة هي المرأة نفسها، أفكارها طريقة تلقيها واستقبالها لما تقوله أختها أو أمها أو حماتها هو السبب، محاسبتها لنفسها وتحميلها ذنب ما لم تقترف، التحليلات الكثيرة والخاطئة، عدم مسامحة النفس وتكليفها ما لا تطيقه.
السماح للآخرين بالتنكيد عليك وتعكير مزاجك هو بسبب أنت وليس بسببهم، هم أطلقوا ما بجعبتهم، ويعيشون حياتهم بسلاسلة وربما حتى ليس في بالهم التنكيد عليك لكن فهمك للأمور أدخلك في هذه المتاهة.
المرأة عليها أن تكون حريصة على أفكارها وطريقة حديثها مع نفسها، كذلك طريقة استيعابها للرسائل التي تصلها من المحيط، الحياة الطيبة تتطلب منا إدراكنا لأفضل الطرق التي تساعدنا في إدارة عواطفنا وليس الانجراف وراءها.
ذكرني ذلك الموضوع بمقولة غريبة لأجاثا كريستي، تقول فيها
"من الجيد أنني امرأة، فهذا لن يجعلني مضطرة لأن أتزوج وأعيش مع امرأة في بيتٍ واحد" !
وهذه المقولة على طرافتها فإنها توضح أن العلاقة بين الأنثى والأنثى "خاصة إن كانتا على غير ألفة أو تعارف جيد" تتسم بالندية والحساسية، وهذا يكون سبب الخلاف المستمر، ولكن هذا في حالة عدم وجود ألفة، وهذا الأمر ليس خاصا بالنساء فقط، فأي إنسان إن لم يشعر بالراحة والألفة تجاه شخص ما، فستكون بينهما العديد من المشكلات.
ولكن مقولة "سبب تعاسة المرأة مرأة أخرى"
لا أراها دقيقة بالمرة، وتفتقد للواقعية والمنطق.
قد تكون المرأة بكونها صديقة أو ابنة أو حماة سببا كافياً للسعادة. وهذا منطقي جدا، بعيداً عن اطلاق الأحكام العامة.
"من الجيد أنني امرأة، فهذا لن يجعلني مضطرة لأن أتزوج وأعيش مع امرأة في بيتٍ واحد" !
يا الهي يالها من مقولة مجحفة ولكن بها شيء من الصحة ! بل إن عدداً من الفتيات صرّحن علناً بأن صداقة الرجال أفضل وأكثر راحة لديهن من صداقة النساء -مع معارضتي للأمر- .
الأمر يتعلق بالشخصية التي تتعامل معها فعلاً، فمرورك بتجربة سيئة مع شخص ما لا يمنحك الحق بالحكم على جنس بأكمله من خلال هذه التجربة، أنا أرتاح في التعامل مع بنات جنسي أكثر ولا أفضل التعامل مع الجنس الآخر وهذا طبيعي فكلّ يميل إلى من يشبهه، ولكن هذا لا يعني أن وجود سيئات في حياتي سيجعلني أكره النساء جميعاً وأصفهن بأنهن سبب تعاستي في هذه الحياة !
بعيداً عن اطلاق الأحكام العامة.
أحسنت .
كلامك صحيح ولكن لأشرح لك أصل هذا التساؤل ولماذا جاء على هذه الهيئة :
لماذا يلقى اللوم على المرأة في تعاسة امرأة أخرى ؟ لأن المرأة يمكن أن تكون تعاستها على يد امرأة أو رجل ربته مرأة .. سأفصل لك أكثر .. منذ مدة تابعت وجهة نظر لمؤثرة تلقي باللوم على الأمهات اللاتي يربين أبناءهن الذكور على احتقار المرأة وأنها خلقت لإراحتهم وخدمتهم فيكبر ذلك الإبن وهو يعامل أخواته الفتيات كخادمات ويتزوج من امرأة ليجعلها خادمة هي الأخرى لذلك يقع اللوم هنا على الأم التي أنتجت لنا شاب بهذه العقلية منذ صغره .
من ناحية أخرى، نجد أماً ربّت ابنتها تربية أشبه بمعسكر تدريبي للجيش، وضعت عليها القيود والحدود والضغوط والأحمال، بينما أخوها يسرح ويمرح، ثم تكبر هذه الفتاة ليكون كل هدفها في الحياة هو أن تتزوج لتنتقل من سجن إلى سجن آخر أكثر راحة !
هذه ليست وجهة نظري الشخصية ولكنها وجهة نظر موجودة ومتداولة .. ما رأيك فيها ؟
الأمر غير محصور بمرأة أو رجل، يمكن أن تكون امرأة ما سبب في تعاسة أي شخص سواء رجل أو امرأة، أي أن الأمر ليس مشروط
نعم هو ليس مشروط فعلاً، ولكن ما رأيك بمن تتبنى هذا الرأي بحجة أن الرجل المسيء هو نتاج تربية أمه التي ربته على الإساءة إلى النساء لذا فهنا هي الملامة وهي السبب في تعاسة امرأة أخرى ستتعامل مع هذا الرجل في يوم من الأيام ؟
إن هناك نظرة سلبية واعية وغير واعية تجاه المرأة خاصة في مجتمعاتنا، فإذا كان الرجل ناجح ينسب نجاحه وجدارته له، وإذا كان فاشلًا ينسب لمن قامت بتنشئته، وهذا سيناريو من سلسلة السيناريوهات التي تمنح مبرر لكل وأي خطأ يقوم به الرجل، وهذا ليس غريبًا ما دام الرجل هو من يمسك زمام الأمور في العائلة والعمل والمؤسسات الدينية و القضائية وغيرها، متى حدث موازنة في عدد الممثلين و المشاركين من كلا الطرفين ستبدأ الأمور بأخذ منحى عادل ومنطقي في الحكم على تصرفات الفرد بغض النظر عن جنسه
نعم أعتقد أن لكل شخص الحرية القوى العقلية اللازمة لاتخاذ قراراته بنفسه وتحديد ما يريد أن يكون عليه، فمن منّا لم تتغير أفكاره مع الزمن وتخلى عن بعض المعتقدات التي انتقلت إليه من أهله بحجة أنه لا يجدها مناسبة ؟
لذلك كل شخص مسؤول عمّا يبدو عليه ولا يمكن إلقاء اللوم على الدوام على الوالدين أو المجتمع حتى لا يجد الكل تبريره .
أختلف معك فمن وجهة نظري أن سبب تعاسة اي شخص هو الشخص نفسه وليس أحدا سواه ، كل شخص هو المتحكم في مصيره هو المتحكم فى سعادته وحزنه وراحته وتعبه ، وذلك من خلال الطرق والأساليب التي يستخدمها أثناء مواجهته لمصاعب الحياة
أن سبب تعاسة اي شخص هو الشخص نفسه وليس أحدا سواه
جميل جداً .. لماذا لا يتعامل الجميع بهذه النظرة ؟ الأمر بيدك .. اختر إما أن تعيش تعيساً أو أن تتغاضى عن الأمر وتريح نفسك .
لا اعتقد ذلك فليس هناك سوى جنسان من البشر المرأة والرجل في هذا العالم والتسبب في التعاسة قد تكون الظروف المحيطة وايضا مدى استسلام الشخص لمشاعر التعاسة. فقد يتعسك بكاء ابنتك الطفلة في الصبح الباكر ثم يتعسك رجل يقود سيارته برعونة ثم يتعسك مديرك في العمل بالملامة والنقد ثم يأتي دور البائع فيتعسك بغش البضاعة في السوق واخيرا تأنبك زوجتك لنسيانك بعض المشتريات. التعاسة ليست منوطة بجنس المتسبب في التعاسة او المتعوس كلنا نحن البشر سواء كنا رجال ام نساء نتسبب في تعاسة الاخرين سواء اكانو رجالا ام نساء.
وانت اخي عليك ان تنظر الى نفسك هل تسبب التعاسة لمن حولك هل تبتسم لجارك وعامل النظافة في الشارع هل تحي زملائك هل تقابل الحياة بفكر منفتح وهل تنفرج اسارير انفسنا عند لقاء من نحب.
التعليقات