على الرغم من أن العديد منّا يفكّر في تقاعده، فقد أرّقني هذا المفهوم دائمًا، لأنني أرى في الوقت الحالي أن الإنسان قد لا يحتاج إلى هذا الأمر، وأنه -على العكس- في حاجة إلى مشروع حياتي يمكّنه من أن يمنحه الوقت والجهد ما دام حيًّا، بدلًا من التقاعد الذي قد لا يشعر الفرد بقيمته.
هل أنتم مع أم ضد مفهوم التقاعد؟ وهل ستتغير نظرتي له مع الزمن في رأيكم؟
هناك فرق بين التقاعد من العمل الحر، وذلك التقاعد من الوظيفة التلقيدية او الحكومية. ولكن اي كان فان التقاعد اشبه بشيء نفقده ونحن في اوجه الحاجةللعمل واستكمال رسالتنا في الحياة.
مفهوم التقاعد لدينا يعني الموت البطيء بينما في الدول الغنية فيصفه بانه فرصة التقاط الحياة. بل فرصة للعمل بصورة فردية واستثمار مشاريع كبيرة او صغيرة. بهذا لا يصبح في التقاعد اشكالية.
ا
هل أنتم مع أم ضد مفهوم التقاعد؟
لا يمكنني القول أني مع ضد أو مع، لكن وأنا أقرا سؤالك تبادر إلى ذهني إلا يوجد مشروع حياتي يمنحني مدخول دون الحاجة إلى جهد مني، هل سأكون في صحتي دائما لأقدم الجهد لمشاريعي وعملي؟ قبل أن نكون مع التقاعد أو ضده علينا الإجابة على هذه الأسئلة.
من جهتي سأقدم للعمل إلى آخر دقيقة ولن أبحث على التقاعد، لكن بعد سن معين ووصول لمستوى معين في الصحة وفي نسبة نظر معينة بما أنه أكثر ما يتأثر في عملنا من خلال الحاسوب، فالمؤكد سأكون مع فكرة التقاعد والراحة مع الشعور بالقيمة لكل ما قدمته.
التقاعد نسبي عندي يتماشى بالتوازي مع صحتي، وسأعمل لتكون عندي مشاريع تعمل لأجلي دون الحاجة إلى مجهود مني.
التفاعد من وجهة نظري هو عبارة عن بطاقة شكر للشخص لما قدمه في حياته من إنجازات و نجاحات مختلفة صنعها في ماضيه و حاضره بغرض أن يجني ثمارها في مستقبله، لذا فالتقاعد له عدة فوائد نختصرها فيما يلي :
و لكن بعض الأشخاص قد لا يروقهم التقاعد فقد رأيت نماذج من هذا النوع و مبدأهم هو " ما دمت حيا لا أستطيع أن أترك العمل" و لكني أرى أن هذا فيه ظلما كبيرا للشخص لنفسه ، و لكن لو فكرنا مليا قد نجد حلولا لهذا الشعور.
التقاعد يكون مفيدا لمن يعمل من أجل المال، أو الذي يكون شاغلاً لوظيفة تتطلب الوقت والجهد، فيكون تقاعده للراحة من حهة ومن جهة أخرى بسبب قلة الكفاءة التي يتسبب فيها عامل السن.
أما عن أولئك الذي يعملون أعمالا خاصة يحبونها، فإنهم ينفقون عليه الوقت والجهد أيا كان السن ودون التفكير في التقاعد.
قد تتغير نظرتك في المستقبل في حال وجدت عملا تحبه ووضعت أحلاماً لك بخصوصه
بدلًا من التقاعد الذي قد لا يشعر الفرد بقيمته.
برأيي يا علي أن قيمة الإنسان وتقديره لذاته غير مرتبطة بعمل معين أو بتقاعد ولكن بكمية المعرفة و التجارب التي حصل عليها في حياته . فالأفضل من العمل هو التفرغ للتأمل والسفر خوض مغامرات جديدة. وأجد أن يموت الإنسان في طائرة أو أثناء قيامه برحلة سفاري أو في معرض كتاب أو وهو يقدم مساعدة لأحد هذا أفضل بكثير من الموت المبكر بين دفات العمل. فلروحك وجسدك عليك حق!
وبالنسبة لي فإن من ضمن أهدافي أن أتقاعد مبكرًا أسوة ب"داروكير كابتر"الذي ركز على فكرة التقاعد المبكر وعمل عليها عندما كان في منتصف الثلاثينيات حتى تمكن من تحقيق ذلك وهو بالخمسين من عمره. وقد قام بذلك بالاستعانة بخبرة مختص مالي قدم له النصائح والاستشارات اللازمة التي توضح له الفترة الازمة لتحقيق مبلغ مالي يعينه على استقرار وضعه المالي فيما بعد التقاعد.
ولأني أردت التقاعد المبكر؛قمت بوضع خطة لذلك تعتمد على تحديد المبلغ المناسب توافره معي قبل الإقدام على هذه الخطوة . ما يدفعني إلى اتخاذ خطوات مالية صارمة ولكي أقول أن هذا هدف يستحق العمل من أجله قمت بتجربة العيش بلا عمل لمدة شهر ولا أنكر أنني شعرت بالملل و الاضطراب فليس سهلاً على المرء أن يصبح بلا فائدة ولذا فعليه أن يخلق سبلاً جديدة لا تشعره بأهميته وحسب بل وتعطيه المتعة وتعود بالنفع عليه بمختلف المناحي.
مفهوم التقاعد أوجدته الأنظمة الدولية للحفاظ على حقوق وكرامة الإنسان الذي صار غير قادر على استئناف وظيفته, سواء بسبب التقدم بالسن أو بسبب إصابة أو مرض.
لا أحد يضمن نفسه وصحته السنوات المقبلة, قد نخطط لمستقبل مشرق لنا نعمل على مشاريعنا الخاصة حتى آخر لحظة من عمرنا ولكن من يضمن؟
بالنسبة لي يتقاعد الإنسان عندما يشعر أنه بحاجة لذلك وليس لمسايرة مفهوم مجتمعي, فالإنسان بعالمنا العربي للأسف لا يتقاعد فقط من عمله بل أنشطة حياتية عدة, بحجة التقدم بالسن وأن سنه لا يسمح له, فيعتزل هواياته, والتعلم, والزواج...ويكتفي بالجلوس فرادى وجماعات بالمقاهي أو المكوث بالبيت أمام التلفاز طول الوقت.
ضد مفهوم التقاعد ( مت قاعد ). اما اذا ستتغير النظرة له مع الزمن هذا يعتمد على تغيير السن القانوني للتقاعد والمميزات التي يحص عليها المتقاعدين.
هل أنتم مع أم ضد مفهوم التقاعد؟ وهل ستتغير نظرتي له مع الزمن في رأيكم؟
موافقة الأمر أو اعتراضه يتوقف على عدة أمور منها: قدرة الشخص على مواصلة العمل بشكل جيد وانعدامها.
وأيضا مدى احتياجه للعمل، أيا كانت نوع الحاجة، مادية أو معنوية.
حال الزمن وتغيراته، التي قد تذهب بقيمة عمل وتعلى آخر فقد يأتي وقت لا يحتاج الناس أو المجتمع فيها لنوع العمل الذي أشتغل به.
بالنسبة لتغير الرأي: فكثير متا يمر بمراحل مختلفة من حياته وخبرات ومواقف قد تغير نظرته لأشياء كثيرة مختلفة باستمرار وليس مرة واحدة. وبالتأكيد ستمر بمثلها، وقد تعود في النهاية لرأيك الأول؛ كما أن الأمر قد يتوقف على العوامل. التي ذكرتُها أعلاه.
هل أنتم مع أم ضد مفهوم التقاعد؟
لا أعلم ما هو الخطأ في مفهوم التقاعد .. بل إنني أراه أمراً إيجابياً بالأخص بالنسبة للشخص الذي أفنى عمراً في وظيفته وأصبح لا يطيق العمل لساعات طوال كما كان يفعل في السابق، وهنا يكون التقاعد خياراً مربحاً للشخص وشاكراً له على جهده المبذول في الوظيفة .
من ناحية أخرى، هناك صفة ألمسها في الأشخاص في الأعمار المتقدمة ألا وهي أنهم يميلون إلى حد ما إلى الحصول على حياة هادئة بعيداً عن ضغوطات العمل، ولا أعني أنهم يتخلون عن العمل ويستلقون طوال الوقت بل أعني أن التقاعد في هذه الحالة يكون بمثابة بطاقة عبور إلى حياة جديدة، قد يختار الشخص فيها عملاً حراً مريحاً وممتعاً بالنسبة له، أو يختار العمل في إحدى الحرف التي كان يحبها منذ صغره، ويمكنه استخدام راتب التقاعد لتمويل هوايته وتوسيعها .
وهل ستتغير نظرتي له مع الزمن في رأيكم؟
ربما تساهم الظروف والتجارب في ذلك .
التعليقات