إن التفكير هو سمة الإنسان المميزة التي يصحبها معه أينما ذهب كيف يمكن للإنسان سماع أفكاره؟
كيف يمكن للإنسان سماع أفكاره؟
بالنسبة لي أستطيع سماع افكاري يكون في أقصى درجاته لماأكون منهمكة في غسيل الأواني.. فأغلب افكار كتاباتي استقيتها وأنا أغسل الأواني فصرت افتح مسجل الهاتف حتى لاتغيب عني اية فكرة ^_^
أعتقد دائمًا أن الأعمال المنزلية تحفز الأفكار، فقبل عدة أيام كنت أرتب الملابس الصيفية في الخزانة وأبعد الملابس الشتوية، وبدأت التفكير العميق وبدأت تتدفق الأفكار ، فتركت الترتيب وبدأت الكتابة وقد استغربت كيف أن استغراقي في الترتيب ولد الأفكار.
تشير الدراسات إلى أن الفرد العادي يفكر فيما يفوق ستة آلاف فكرة في اليوم الواحد، ويختلف ذلك بين النساء والرجال.
لكن في أغلب الأحيان نحن منشغلين عنها بطريقة ما، ولا ننتبه إلى ما نفكر فيه، واستماع الأفكار لا يأتي هكذا وبسرعة وإنما يحتاج تدرب ووعي في اللحظة.
كيف يمكن للإنسان سماع أفكاره؟
قبل فترة جربت أن أكون حاضرة وأن أؤدي عمل واحد فقط، مثلا أنا أقطع طماطم أقطع طماطم وحسب ولا اسمع بودكاست أو شيء آخر وحاولت الحضور في اللحظة،
بدأت أسمع أفكاري وأتفاجئ في الحقيقة منها لأن أغلبها سلبي وسيناريوهات قد لا تحدث مطلقا، وبينها المفيد أيضا والنافع.
أعتقد أن الإنصات للأفكار يتحفز في الليل حين يكون كل شيء ساكنًا من حولك، وفقط أنت وعقلك تتحدثان، كوني عانيت من الأرق في فترة ما، كنت أقضي ساعات أنصت بالمعنى الحرفي لأفكاري وتخيلاتي وكنت أنشيء النصوص التي تتلاشى ما أن أحاول تدوينها، ولذلك فيحتاج الأمر لتركيز كبير وهدوء حتى تتمكن من الاستفادة من هذه الميزة
لايستطيع الانسان السماع لأفكاره الا في الظروف الملائمة
- هدوء
- وحدة
- استرخاء
- بعد الانتهاء من الواجبات اليومية
- أن لايكون قلق ومتوتر
هذه الظروف تولد الأفكار الايجابية البنائة الغير حينية و ليست مستعجلة لأن الانسان مهيئ نفسه للتفكير وتوليد أفكار جديده وعقله الباطن جاهز للأستماع لها
فى البداية يجب أن نفرق بين سماع الأفكار الطبيعى الذى يأتى على فترات متقطعة من الإنسان مع ذاته، وبين سماع الأفكار بشكل مزعج ومتكرر بمعنى ( الوسواس القهرى ) والذى يكون من مصدر خارجى فهو لأمر صعب تجنب تردد العبارات السلبية داخل العقل ، وقد أثبتت الدراسات العلمية بأن معظم أفكار الإنسان تكون سلبية خصوصاً أفكار ما قبل النوم، ولذلك وجب على الشخص بأن يعمل على جعل نفسه فى وضع الإسترخاء قبل النوم والتفكير فى أشياء إيجابية.
تقول الطبيبة كوتنر أوشيا فى ألمانيا بأنه "سواء كانت لنا تجارب مع الأباء أو الأصدقاء فإن الوسط الإجتماعى المحيط بنا يؤثر علينا"، وهناك الطبيب النفسى تيم غروش الذى يقول بأن "الكثير من الناس لا يستطيع تحديد مصدر تلك الأفكار عندما يواجه الشخص ضغوط نفسية ناتجة عن مشاكل فى العمل أو علاقة ما أو إنخفاض فى مستوى المعنويات بشكل عام"، وينبه بأن الحالة المزاجية الحزينة للشخص غالباً ما تفتح الأبواب أمام فيضان من الأصوات الداخلية، ويضيف بأنه لأسكات هذه الأصوات الداخلية فأنك كلما طرحت الأفكار السلبية جانباً وركزت على هدفك إزداد احتمال وصولك إليه.
أشكرك لأنك أشرت للجانب السلبي من هذه السمة البشرية، فالوسواس القهري أحد أهم المشاكل التي نعاني منها ك بشر بسبب فرط تدفق الأفكار تجاه أمر معين ، ورغم إن المصاب يحاول تجاهل أفكاره إلا أنها تزداد فتدفع لسلوكيات قهرية ، حيث أنه لا يوح. طريقة للوقاية من الإصابة بهذا المرض والذي قد يكون المجتمع المحيط من عائلة وأصدقاء وعموم هو المسبب له، فلا يجب أن تستهين بتأثير المحيط من حولنا على أفكارنا
في الحقيقة إنني لا أرتاح إلا عندما أسمع صوت أفكاري، والأغرب من ذلك أنني أنطق بها في أحيان كثيرة حتى لا تطير من دماغي، بل إنني أحللها وأستعرضها شفهياً في كثير من الأحيان .
إن علاقتي بالأفكار علاقة وطيدة جداً حتى أنني أتفاعل مع كل فكرة تمر ببالي بتعابير وجهي، صحيح أنني أبحث عن لحظات هدوء أتوقف فيها عن التفكير لبرهة ولكن ما إن أجلس ثانية واحدة دون تفكير أشعر بالفراغ العاري .
لا أعلم كيف نستطيع نحن بنو البشر سماع أفكارنا بنبراتها المختلفة، ولكنني معجبة حقاً بهذه الميزة .
يحتاج أي شخص ليصل لمثل حالك إلى صفاء ذهن واتقاد في الفكر، بحيث تتولد الأفكار بصورة متواترة وباصداء يمكن من خلالها التفوه بتلك الأفكار ومشاركتها حتى وهذه قمة الاستفادة من نعمة سماع الأفكار
على حسب طريقة التفكير وانسجامنا مع ذاتنا و أجسادنا، وكيف نستمع إلى صوتنا الداخلي. هل أحترمه؟ هل أتجاهله أم أهاجمه؟
من وجهة نظري ومن حكم تجربتي الشخصية، الأمر يعتمد على بنية الشخص، ف الطريقة التي يتكلم بها مع نفسه ستنعكس على الأصوات التي تصدر من أفكاره تجاهه. لدي صديقة، كلما لفت نظرها لشئ تأخذ الأمر على محمل سئ، وتبدأ في عكس الأمر تماماً، فإذا قلت شيئاً، أجدها تبحث عن مواضع النقص وتكلم به نفسها، وهناك من يحب نفسه ويحترمها ويقدر كينونتها، فإذا قلت شئ سئ يبدأ في ترجمة الكلام لنفسه بطريقة مغايرة تدفعه للأمام، ومواضع النقص هذه ما كانت إلا دعوة للتقدم والصلاح أكثر. وهذه المفارقة غريبة جداً، وفكرة أنك لا تعرف كل كلمة تلفُظها أين ستقع، لذا من أجمل ما قيل في هذا الأمر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "فلتقل خيراً أو لتصمت".
أذكر أيضاً أني قرأت كثيراً بخصوص هذه المفارقة وترجمة الأمور والطريقة التي نتكلم بها مع أنفسنا تعتمد من وجهة نظر دانييل جولمان على أي الفصين في المخ أقوى، الفص الأيمن مصدر الأفكار وتوليد المشاعر السلبية أم الفص الأيسر والذي يعتبر بمثابة فلتر إيجابي ينقي هذه الأفكار المسمومة، لكن للأسف تكرارنا لهذه الطريقة السيئة التي نتكلم بها مع أنفسنا لن ينتج إلا شخص ضعيف جداً من الداخل، حينها كيف سيكون صوت أفكارنا، غير أصوات هدامة لا خير فيها!
التعليقات