بالتأكيد إن تجربة الدراسة الجامعية من أهم مراحل الدراسة التي نمر بها، والتي تمنحنا الاختصاص والعلم، ولكن كيف يمكن الاستفادة من تجربة الدراسة الجامعية في صقل الشخصية وتطوير الأفكار إلى جانب العلم والدراسة الأكاديمية ؟
كيف يمكن الاستفادة من تجربة الدراسة الجامعية ؟
أجد أن الاشتراك في الأنشطة التي تدور بالجامعة مثل اتحاد الطلبة ينمي الروح القيادية، والاشتراك في رحلات الجامعة ينمي العلاقات الاجتماعية، والاشتراك في المسرح الجامعي ينمي الروح الفنية الابداعية، والاشتراك في المسابقات ينمي الروح التنافسية وهكذا، لذلك أرى أن الextracurricular activities مهمة للغاية وتساعد في صقل الشخصية وتطورها بالجامعة.
أعتقد أنها المنفعة الحقيقية من الدراسة الجامعية لأن الدراسة الأكاديمية يمكن تحقيقها في أي سن و يمكن تحقيقها عن بعد اليوم، في كثير من الجامعات المهمة، ولكن كيف يمكن الموازنة بين كل هذه النشاطات والتي أعتبرها مهمة جدًا وبين الدراسة، خصوصًا إذا كان التخصص صعب ويحتاج الكثير من الدراسة؟؟
ولكن كيف يمكن الموازنة بين كل هذه النشاطات والتي أعتبرها مهمة جدًا وبين الدراسة، خصوصًا إذا كان التخصص صعب ويحتاج الكثير من الدراسة؟؟
تجربتي مع الأنشطة الطلابية ليست جيدة في هذا الشأن، إذ كانت دراستي تحتاج إلى نصف اليوم تقريبًا ما بين المحاضرات والمعامل والدورات الخارجية، وربعه في النوم والوقت المتبقي للمذاكرة من أجل الامتحانات التي لا تنتهي والجلوس مع الأصدقاء وتحضير الأكل وتنظيف المكان وغير ذلك من أمور اضطررت لفعلها كوني كنت مغتربة أثناء الدراسة.
وحينما اشتركت في بعض النشاطات الطلابية المستمرة أثر الأمر بالسلب على معدلي الدراسي، في حين اشتركت في جمعية تطوعية ليوم واحد في الأسبوع وهو يوم الإجازة وكانت ذا أثر مهم جدًا على حالتي النفسية ومهاراتي.
لذا أرى أن كل طالب يمتلك ظروفه الخاصة والتي على إثرها يمكنه الاشتراك في النشاطات من عدمه. وإن كانت هذه النشاطات ستطغى على حياته العادية فعليه التخلي عنها لحين تفرغه.
مرحلة الدراسة الجامعية من أهم المراحل في حياة الإنسان، تعتبر مرحلة مركزية ينتهي فيها الدراسة الأكاديمية المخططة وتبدأ بعدها حياة حرة من تخطيطك أنت، لذا يجب أن تستعد فيها أتم الاستعداد:
- يجب أن تحدد هدفك من أول يوم في الحياة الجامعية
على الطلاب في هذه المرحلة أن يكونوا لديهم رؤية واضحة للمستقبل، اسأل نفسك لماذا هذه الكلية بالتحديد ؟ سواء كانت بإرادتك أم لا – من الممكن أن تدخل بغير إرادتك ولكن تتكيف مع فكرة الدراسة بها، وتحقيق أهدافك من خلالها – وما أقصي ما يمكن أن أحققه من خلالها ؟
- يجب ان تطور من نفسك باستمرار
بجانب الدراسة الجامعية هناك مهارات بحاجة إلى أن تتعلمها وتتقنها مثل اللغات، استخدام التكنولوجيا والانترنت كمثال.
- يجب أن تجعل القراءة شئ أساسي في يومك
لا يخفى عليك أهمية القراءة في زماننا هذا، فالقراءة مفتاح تغيير شخصيتك للأفضل، وأفضل معين لك علي التفكير السليم، وبالقراءة تجد الشغف وتولَد رغبتك وتقْوي، وبها تستطيع أن تجد هدفك بل وتعينك أيضاً علي السعي من أجل الوصول إليه، وبها تتعلم الالتزام، وبها تختار الفرص وتقتنصها، وبها ينبض ضميرك، وبها تغدو الدراسة الجامعية أسهل مما تكون عليه بترك القراءة، وكذلك حياتك العملية من بعد، وبها تملك العالم بين يديك .
لن تتمكن من تنفيذ هذه النصائح بشكل منضبط بين ليلة والأخرى، فالأمر يحتاج لأطول من ذلك بكثير، يحتاج للصبر والتدرج.
حاولي الاشتراك في الأنشطة الطلابية وتكوين شبكة علاقات عامة قوية، فالطلاب الذين ترينهم أمامك اليوم سيصبحون بعد ٢٠ عاما ذوي مناصب ومدراء شركات وأصحاب أعمال، كما يمكنك أن تسبقي زملائك بتطوير مهاراتك المهنية والشخصية حتى تفيدك فيما بعد.
أيضا حاولي الابتعاد عن التفاهات وتضييع الوقت، فالغالبية العظمى من الطلاب في هذه المرحلة لا يشغلهم إلا التفاهات وتضييع الوقت، لذلك ركزي على ما تريدين تحقيقه ولا تنشغلي بسفاسف الأمور.
لقد استفدت منها بالفعل، وبدأت ألمس أثرها، فالأشخاص الذين جمعني بهم الحرم الجامعي الآن قد توزعوا على مستوى الوطن كامل وحتى خارج الوطن، وفي مختلف الأعمال، وأعتقد أن هذا أمر ينفعني عن قصد أو بدون
أفهم أنك أنهيتي دراستك الجامعية بالفعل؟
وأعتقد أن هذا أمر ينفعني عن قصد أو بدون
العلاقات أهم مورد في العصر الحديث، أهم حتى من المال، وامتلاكك لشبكة علاقات عامة قوية أصبح معيلرا لتحقيق النجاح في الوقت الحالي.
أقترح عليكي قراءة كتاب لا تأكل بمفردك الذي يتناول كيفية إنشاء وتقوية شبكة علاقاتك العامة؟
إن أكثر ما كان يثير حماستي تجاه الحياة الجامعية هو الأندية والأنشطة المتنوعة في شتى المجالات، فكرة أن يكون بوسعي الإنضمام إلى مجموعة تشاركني نفس الإهتمام والهواية ونعمل على تنميتها وعرضها بأفضل صورة ضمن البيئة الجامعية تبدو فكرة رائعة، كما أن المسابقات والندوات التي تقام بين الحين والآخر وتمنح الطلاب فرصة للإبداع واطلاق العنان لمهاراتهم وطاقاتهم هي خير طريقة يستفيد منها المجتمع تستفيد منها الدولة من طاقات الشباب وأفكارهم النيّرة .
بالفعل فاشتراكي في برامج المناظرات، ومجموعات الكتب، وحضوري لنشاطات الفنية والأدبية في الجامعة منحني فرصة لشحذ أفكاري و تطويرها واستقاء المعارف من منابعها، ولكنني صدمت بأن هذا لا يتوفر في كل الجامعات، فأنا درست في أكبر جامعة في الأردن ووسط العاصمة، ومن أحاديث الكثيرين حولي، ما أتيحت لي الفرصة لتجربته ليس متاحًا للجميع، فهل تعتقدين أن للجامعة دور في إثراء التجربة الجامعية أم أن الأمر متوقف على الطالب؟؟
فهل تعتقدين أن للجامعة دور في إثراء التجربة الجامعية أم أن الأمر متوقف على الطالب؟؟
طبعاً للجامعة دور في إثراء تجربة الطلبة، وحصر الجامعة على أن تكون بيئة دراسية فقط ضمن حدود المقررات الدراسية هو أمر مرفوض ومستهجن، بل يجب على الجامعة أن توفر بيئة متكاملة تحتضن الطلاب وتقدم لهم الفرص ليبدعوا وينطلقوا في فضاءات الحياة، بل يجب أن يجد الطالب في الجامعة ما لا يجده في سواها من الأماكن .
لا شك أن كل مرحلة نمر بها هي مرحلة مهمة ولها اعتبارها في تكوين الشخصية، ولكن تعد مرحلة الجامعة لها خصوصية كونها مرحلة تحضيرية للمستقبل فالحياة بعد الجامعة يفترض ألا تكون كما كانت قبلها.
وهذا لا يحققه إلا نسبة محدودة من الطلاب الجامعيين الذين يعون هذه النقطة التحولية ويسمحون لأنفسهم بخوض تجارب عديدة ولا يتقيدون فقط بالمتطلبات الجامعية والدراسة ..
فالجامعة مناخ خصب لتعلم خبرات حياتية كثيرة منها:
التعرف على أشخاص جدد من مختلف البيئات والمناطق فتجعلك تطلع على ثقافات محلية واجنبية لم تكن تعرفها.
الانخراط بالأعمال التطوعية والمبادرات الطلابية التي تلعب دورًا بارزًا في صقل الشخصية.
مكتبة الجامعة غنية بالكنور ولكن قلة من يقضون وقت فراغهم في أروقتها .
من الرائع التدريب أثناء الدراسة فهذا يجعلك مؤهل للعمل بالسرعة بعد التخرج وربما قبله .
مع كل ذلك هناك أشخاص رائعين عرفتهم خلال عملي لم يحالفهم الحظ بالدراسة الجامعية و تعلموا من جامعة الحياة دروس جعلتهم يتقلدوا أعلى المناصب وكانوا ناجحين بشكل ملفت احدهم يتحدث سبع لغات كأنها لغته الأم ومع ذلك لديه غصة بأنه لم يكمل التعليم الجامعي .
بحسب ما تقولين فإن تجربة الجامعية مهمة ولكنها ليست ضرورية لإكتساب الخبرة، حيث يمكن اكتسابها من الحياة، فهل تعتقدين أن الأمر متوقف على الشخص ذاته، ورغبته في تطوير نفسه وصقل مهاراته؟
بالطبع، فهناك من يدخل الجامعة ويخرج منها كما هو دون أن تضيف له أي شيء سوى المادة العلمية وربما لا يستفيد منها أيضا.
الجامعة مساحة واسعة لاكتساب الخبرات ولكن هذا يعود لاستعداد كل شخص على خوض التجربة والاستفادة القصوى، أم الاكتفاء بالحصول على شهادة جامعية. ونعود هنا لنوع الشخصية هل هي شخصية جامدة أم متجددة هل يمتلك عقلية النمو والتطوير أم لا؟
من تجربتي الشخصية، الدراسة الأكاديمية وحدها لا تكفي لصقل شخصياتنا وتطوير أفكارنا. من الأشياء التي غيرت الكثير في شخصيتي هي المجتمعات الطلابية في الجامعة، من يعرفني قبل الجامعة يلحظ هذا التغيير الواضح على كافة تفاصيل حياتي.
قال سقراط جملة شهيرة "أعرف نفسك" الجملة قد تبدو في غاية البساطة، لكنها عميقة المعنى، والإنسان لا يمكنه معرفة نفسه أكثر إلا مع كثرة التعامل مع البشر لأنهم يعكسوا ما بداخله. قال علي بن أبي طالب "ودائك فيك وإن لم تبصر، ودوائك منك وإن لم تشعر، وتزعم أنك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"، ما أعنيه أن انخراطنا في هذه المجتمعات يضيف الكثير إلى أفكارنا ومهاراتنا الشخصية وصقلها، أليست تضيف الكثير إلينا من خلال التعامل مع شخصياتٍ مختلفة؟! ولكن الأمر المهم في كيف نحافظ على مبادئنا ومعتقداتنا الخاصة وسط هي المجتمعات؟
بالتأكيد من خلال معرفة أصحاب النخبة مثل الأستاذة الجامعيين والناجحين والتعلم منهم وأتباع خطاهم لمعرفة نقاط ضعفك وتقويتها والعمل على أشياء تفيدك بشكل كبير فى حياتك، ولكن أولاً عليكى تحديد هدفك لأن الأتجاه يكون مبنى بشكل أساسى على الهدف وليس العكس .
ثانياً : بعد معرفة الهدف والأتجاه يتم البحث على إحتياجات سوق العمل من دورات وكورسات تعليمية وتدريبات عملية داخل شركات ومؤسسات .
ثالثاً : وضع خطة مناسبة تخدم أهدافك وتساعدك على تحقيقها فى أسرع وقت .
رابعاً : الدخول فى الأنشطة الجامعية والمشاركة الفعالة فيها مثل " اتحاد الطلاب " وغيرها والمساهمة فى المسابقات الطلابية سواء الثقافية منها أو الأدبية .
خامساً : البحث على المنح المجانية الممولة للطلاب سواء من دراسة أو تدريبات عملية فهناك الكثير من المؤسسات العالمية التى توفر ذلك مثل الرابطة الدولية لطلاب العالم (AIESEC) ، وايضاً برنامج الأغذية العالمى ( WFP )
كل الأمور التي ذكرتها مهمة جدًا، و تفيدنا في مستقبلنا الأكاديمي والمهني، لكنني أعتقد أن الاستفادة هي التجارب الإنسانية، والتعرف على الناس من مختلف الثقافات و الخلفيات وبناء علاقات إنسانية تساهم في صقل مهاراتنا في التعامل مع الآخر، وهذا ما يغفله الكثيرين ، فالجامعة مجتمع مصغر يمكن من خلاله تحصيل أكبر عدد من التجارب التي قد تحتاج لسنوات في الحياة لتحصل نصفها
الدراسة الجامعية هي فرصة الانفتاح على عالم أكبر، في الثانوية، نكون على احتكاك بالمعلمين والطلاب ويكون عدد الطلاب قليلا نسبيا مقارنة بالجامعة ، كما أن اختلاف التخصص لا يكون كبيرا وكذا فارق السن. بالإضافة أن الثانوية تقع غالبا في نفس الحي الذي نقطن فيه، فيكونون من نفس البيئة
بعكس الجامعة، فنحن أمام مجتمع أكبر وأكثر اختلافا، ويجب أن نحاول الانفتاح على هذا المجتمع
تحتضن الجامعة العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهي وهذه فرصة للطالب بأن ينفتح على عوالم جديدة.
لا أخفيكم أنني ندمت كثيرا لانني كنت منعزلة في دراستي الجامعية ولا أشارك في أي نشاط موازي بل أهتم فقط بحضور المحاضرات ومن تم الانصراف، أظنني ضيعت فرصة كبيرة كانت ستسرع من اكتسابي لمهارات شخصية عديدة.
لذا أنصح الطلاب الجامعيين بالانفتاح على الأنشطة الجامعية الأخرى، فالمعلومات التقنية ليست كافية لوحدها.
المرحلة الجامعية من اكثر الفترات المميزة التي لابد ان يستغلها الطالب الجامعي بإعتبارها فرصة مميزة بإمكانه ان يكتسف عبرها ميولاته ويصحح اخطاءه، يكون علاقات مع زملائه واساتذته، واهم شئ ان يستغل مكانته في الانخراط للنوادي والجمعيات التي تمكنه ابراز قدراته واكتشافها.
لانه صراحة الطالب يكون متفرغ أكثر من الشخص الموظف.
الحياة الجامعية تمنح الانسان الخبرات التي لها علاقتها بالاتصال والتواصل مع مجتمع الطلاب في الجامعة وبالتالي يتعرف على ثقافات مختلفة متوفرة لدي زملائه من الطلبة وسوف تنعكس عليه بالايجاب او بالسلب . وهذه الخبرات تحمل في داخلها الافكار والتوجهات وتبني القدرات والامكانات وربما المهارات وتفتح للانسان افاق فكرية أعمق مما كانت متوفرة لديه.
وهناك الانشطة التي يقدمها الحرم الجامعي بجانب المواد الاكاديمية مثل المواد الرياضية والثقافية والمرئية والموسيقى والفرق الجماعية والرحلات .. الخ وجميعها لها علاقة بتكوين شخصية الطالب
التعليقات