نمر بفرص ضائعة على الأفل ولو مرة واحدة في العمر، بعضنا يغتنم الأمر ويحاول الاستفادة منه بتجنب أسباب ضياع تلك الفرصة والبعض الآخر يبالغ في تقدير فرصته الضائعة مما يؤثر على حياته الاجتماعية والعملية، فكيف برأيكم يمكننا التوقف عن المبالغة في تقدير فرصنا الضائعة؟
كيف نتوقف عن المبالغة في تقدير فرصنا الضائعة؟
فكيف برأيكم يمكننا التوقف عن المبالغة في تقدير فرصنا الضائعة؟
برأيي يجب أن لا نقسو على أنفسنا، فنحن بشر و نطاق معرفتنا و تقديراتنا محدود جداً، فلا بأس أن نخطئ و نصيب و نستغل الفرصة جيداً و نضيعها بحماقة، لا بأس بارتكاب الأخطاء، و الله لا يتوقف عن منحنا المزيد من الفرص، و عندما ينصبّ جلّ تفكيرنا في تلك الفرصة الضائعة و يضيع وقتنا بندب حظنا و لعن غباءنا، ربما نكون قد فوّتنا فرصاً أخرى مرت أمامنا و لم نرها بسبب حزننا على تلك الفرصة الضائعة.
الأفضل أن نعلم أنفسنا أن نكون أكثر فطنة و تعقّل عند التعامل مع الفرص في المرة القادمة و ليس البكاء على الأطلال .
تعتمد أزمة الإفراط في تقدير الفرص الضائعة على الوقت الحاضر. أرى أن العملية برمّتها يمكن إرجاعها إلى أن الشخص قد سجن نفسه في منجزات كان من الممكن لها أن تتم، وهو في الوقت الحاضر لا يملك الوازع الذي يدفعه إلى البحث عن هدف آخر لتحقيقه، أو إلى تحقيق ذاته في مجالٍ ما. فالإنسان بطبعه يبحث دائمًا عما يستطيع تحقيق نفسه فيه بشكل فطري، فإذا غابت هذه التفصيلة، يشعر بفراغ داخلي لا يمكن تجنّبه، فيعمل على أن يملأه بالمزيد من الخطط التي مضت، ومزيد من الاحتمالات الماضية التي جعلته ذات مرة قريبًا من النجاح ومن تحقيق الذات. وللتخلص من هذه الآلية المستهلكة، علينا أن نكون مهووسين بالمضي قدمًا، وبالعمل على اكتشاف المزيد من الأمنيات والأهداف والعمل على تحقيقها.
لا أعلم لمَ أربد مثل هذا الأمر بالذكاء العاطفي القائم على التجاوز.
إن اقتنعنا بأنها فرصة ضائعة، فالسبيل للاستمرار كامن بتجاوزها وعدم الوقوف عند حدودها طالما لا نستطيع إعادة صناعتها والاستفادة منها.
أستغرب أولئد الذين تصبح أحلامهم الصغيرة غير المتحققة هاجس حياتهم الذين يتوقفون طويلاً عنده لأنهم لو تمسكوا فيه لكانت حياتهم مختلفة.
ذكرني سؤالك يا شيماء بصديق مهندس معي بالعمل.. أتيحت له فرصة منذ أكثر من ثمان سنوات فاعتذر عنها، وتكررت الفرصة بعد ذلك بثلاثة أعوام فكرر اعتذاره لأنه كان متمسكاً بآمال كثيرة في العمل.
منذ أسبوع تقريباً شاركنا بمحادثاته القديمة التي اعتذر بناء عليها عن الفرصة حين جاءته مرتين، قائلاً كم هو نادم..
المؤسف أنّ هذا الأمر بدأ يؤثر على حياته، ربما لأنه يمرّ حالياً بضائقة مالية لو كان قبل الفرصتين في حينها ما كان وصل إلى ما وصل إليه اليوم.
أذكر أنني كتبت له على الجروب بأن عليه أن يكفّ عن عضّ أصابع الندم.. ذلك الندم لن يزيده إلا حنقاً وغيظاً وألماً أمامه خياران: إما أن يرتب حياته على وضعه الحالي، أو أن يستقيل من العمل ليلاحق الفرصة إن ما زالت قائمة..
الخشية من الإقدام أو الاستمرار بالوقوف على أطلال الفرص الضائعة لا يزيد النفس إلا إرهاقاً.. وفي النهاية نحن لا نستطيع أن نتذوق العسل دون أن نتألم من لدغات النحل.. علينا أن نتنازل عن خيار ممكن ونقرر خياراً سواه.. ففي النهاية حياتنا جميعها عبارة عن قرار.
فكيف برأيكم يمكننا التوقف عن المبالغة في تقدير فرصنا الضائعة؟
كشخص ضاعت واحدة من أهم الفرص في حياته بسبب المرض، وقد عشت حالة من الحزن على نفسي أثرت في طبيعتي بشكل كبير، أخبرك أن الحزن طبيعي عىلى الفرص الضائعة شريطة أن تكون بعها مرحلة عمل مليئة بالإصرار، فحزني لفترة معينة منحني القدرة على تجاوز الخسارة والبدء من جديد.
فكيف برأيكم يمكننا التوقف عن المبالغة في تقدير فرصنا الضائعة؟
لقد تعرّضت لذلك مرتين أو ثلاث، لكن لم يسبق أن تحسرت على فرصة ضاعت، أو عاتبت ولمت نفسي كثيرا عليها.
اتعامل من مبدأ قدّر الله وما شاء فعل، وأؤمن أن ما كان لي لم يكن ليفوتني، وما لم يكن لي لم يكن ليصيبني...
هكذا وحسب، قبل أيام ضيعت فرصة جيدة نوعا ما، غضبت وحزنت للحظات ثم استطعت تجاوز ذلك ونسيت الأمر.
أعتقد أن مبالغتنا في تقدير أي شئ -بما فيها الفرص الضائعة- سببه الأول هو أننا لا نرى له بديلًا. أي أننا نعتقد أنه لن تأتي فرص أخرى مستقبلًا، ولكن هذا غير صحيح؛ فالحياة فُرص كما يقولون.
لذا فالتوقف عن المبالغة في تقدير فرصنا الضائعة أرى أن حله هو أن نفتح رؤيتنا تجاه فرص أخرى قد لا نكون قد لاحظنا وجودها من قبل، أو ننتظرها. وأحيانًا تركيزنا الشديد والدائم تجاه فرصة محددة يُفقدنا امكانية رؤية فرص أخرى أفضل.
التعليقات